جريدة الجرائد

ميكنة ملء الفراغ!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد أحمد الطراح 

المواقع الإلكترونية هي إحدى وسائل التطورات التقنية الحديثة، في ما يعرف بعالم الديجيتال أو الفضاء الإلكتروني، في ترسيخ التواصل بين المجتمع والأجهزة الحريصة على توفير أكبر قدر ٍمن المعلومات والرسائل التي من الممكن أن تخدم مهام العمل والأهداف وتحقق تفاعلاً إيجابياً أيضاً.


ومن المعروف أن هناك تنافساً شديداً في الفضاء الإلكتروني في تطوير الابتكارات ووسائل التواصل، والتفنن في تطوير تقنيات وتصميم المواقع الإلكترونية من حيث المضمون والشكل والألوان بصورة ديناميكية تخدم الهدف المنشود والجمهور المستهدف.
الوزارات والأجهزة الحكومية عامة كانت آخر من لحق بركب التواصل الإلكتروني، ربما لأن المنهج الحكومي اعتاد على عدم الشفافية والعلنية في نشر المعلومات وعرضها؛ بسبب هاجس ردة الفعل أو المساءلة عن معلومات وإحصاءات وبيانات قد تسبب صداعاً للحكومة، لكن الواقع فرض نفسه على الإدارة الحكومية ومؤسساتها حتى أصبح لكل جهة إلى حدٍ كبيرٍ موقع إلكتروني.
المتصفح للمواقع الإلكترونية الحكومية يجد أن هناك أكثر من عاملٍ مشترك بين معظم المواقع الإلكترونية، حيث يجد المتصفح لهذه المواقع أن هناك نسبة قليلة من المعلومات المفيدة بينما الجزء الأعظم يذهب إلى روابط إلكترونية للجهات الحكومية أو مواعيد الصلاة والطقس وبيانات مكررة لاجتماعات مختلف الوزارات تحت عباءة الأخبار!
فعلى سبيل المثال، موقع وزارة الدولة لشؤون مجلس الأمة يتضمن الموقع أقساماً لا علاقة كلياً لها بعمل الوزارة، كالبنوك وبوابة دفع الخدمات التجارية وشركات اتصالات وفنادق وشركات طيران، إلى جانب مواقع تم تصنيفها للمتصفح على أنها «مواقع تهمك» كصحف محلية ووزارات وهيئات حكومية إضافة إلى «شؤون دستورية»، وهي معلومات مكررة في أكثر من موقع رسمي!
أمّا موقع الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات الذي يُفترض أن يكون متطوراً في ما يتضمنه تقنياً ومعلوماتياً، فيتضمن الموقع قسماً باسم «مجلة الوسائط الإلكترونية المتعددة»، وهو عبارة عن نشر لأخبار «مهرجان للتسوق الأكبر للإلكترونيات الاستهلاكية» لعام 2010 (جيتكس سوبر) وخبر إلكتروني آخر يعتقد من وضعه أنه سبقٌ صحافي للجهاز وهو عبارة عن خبر يخص «استحواذ إنتل (INTEL) على مكافي (McAfee)» في عام 2010 أيضاً إضافة إلى «مواقع البروشورات الكويتية»، وهو أيضاً عرض لعام 2010.
أمّا الإصدار رقم 12 للنشرات الإلكترونية، ويعود أيضاً لعام 2010، فهو عن «إطلاق شركتي سوني وشارب لكمبيوتر لوحي لكلٍ منهما متنافسين»، مثل هذا الخبر يعتبر طبعاً تسويقاً لماركات تجارية بالمجان!
ترى ماذا يجني جهاز تكنولوجيا المعلومات من نشر مثل هذه الأخبار، بينما هناك بيانات ومعلومات مهمة لا يستطيع الباحث الوصول إليها ولا حتى وسائل الإعلام؟!
من الشروط الأساسية للمواقع الإلكترونية أن تتميز بالديناميكية، ونشر وعرض مثل هذه المعلومات ليس لهما علاقة برسالة جهاز تكنولوجيا المعلومات وليس لهما صلة بالديناميكية ووسائل الجذب الإلكتروني!
مثل هذه المواقع لها طبعاً تكاليف ربما تكون ضمن الجهاز أو بالاستعانة بشركات خارجية OUT SOURCING، علاوة على حرص بعض المؤسسات لنشرات ورقية توزع بالمجان على الموظفين والمراجعين وهي هدرٌ غير مبرر!
هناك العديد من الأمثلة لمواقع حكومية هي في الواقع بعضها صدى لبعض وتكرار لنفس المعلومات من أجل سد الفراغ لا أكثر!
إذا جهاز تكنولوجيا المعلومات بهذا المستوى، فماذا عسانا أن نتوقع من الأجهزة الأخرى؟!.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف