ابن كيران: ما يتعرض له «العدالة والتنمية» زلزال كبير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لطيفة العروسني
دعا عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، برلمانيي حزبه إلى تجنُّب لعب دور المعارضة للحكومة التي يرأسها سعد الدين العثماني المنتمي للحزب ذاته.
وجاءت توجيهات ابن كيران خلال لقاء مغلق عقده قبل أسبوع بمقر الحزب في الرباط، لكن الموقع الرسمي للحزب قرر بثه، الليلة قبل الماضية، عشية بدء المناقشة والتصويت على برنامج حكومة العثماني المقرر غدا الاثنين بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
وفتحت تصريحات ابن كيران، التي حملت انتقادات للطريقة التي تشكلت بها الحكومة والتنازلات التي أعقبت إعفاءه من رئاسة الحكومة، وفقدان الحزب للوزارات المهمة، الباب من جديد حول حقيقة ما يشهده الحزب من غليان داخلي، وتباين في المواقف بين قيادييه حول الطريقة التي سيجري التعامل معها مع قرارات حكومة العثماني، لا سيما أن ابن كيران لم يتردد في دعوة ممثلي الحزب في البرلمان بغرفتيه إلى «عدم السكوت» على قرار يعتزم محمد حصاد وزير الداخلية السابق، الذي عين وزيراً للتربية الوطنية والتعليم العالي، اتخاذه.
وانتقد ابن كيران اعتزام حصاد تلبية مطالب عدد من مدرسي الفلسفة، الذين كانوا قد طالبوا بمراجعة مقررات التربية الإسلامية، بسبب عبارة وردت في أحد المقررات، مفادها أنه في وقت من الأوقات كان الفقهاء ينظرون إلى الفلاسفة نظرة سلبية، وهي عبارة مأخوذة من القرن السادس.
وأكد ابن كيران أن موضوع مناهج التربية الإسلامية «لم تقرر فيه حكومة (العدالة والتنمية)، وأن من قام بذلك هو وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية مع المجلس الأعلى للتعليم ووزارة التعليم تحت إشراف جلالة الملك».
وخاطب ابن كيران حصاد متسائلاً: «لماذا هذه السرعة كلها أسي (السيد) حصاد؟ وهل تحسب أنك ما زلت في وزارة الداخلية؟»، وتابع قائلاً: «أنت وزير التعليم، وهذا القطاع فيه 300 ألف موظف، ويمس سبعة ملايين طفل وأسرة، ويجب أن تعرف أولاً ماذا وقع».
واسترسل ابن كيران، موجهاً خطابه إلى نواب الحزب: «هل ستسكتون الآن عن هذا الموضوع؟ لا يمكن أن تسكتوا عنه، ويجب أن تعرفوا أن لديكم دوراً في الدفاع عن بلدكم ومواطني بلدكم».
ودعا ابن كيران نواب الحزب إلى عدم لعب دور المعارضة، وقال بهذا الخصوص: «نحن حزب سياسي مسؤول، ولا يمكن مطلقاً أن نقوم بدور المعارضة، فنحن ملتزمون مع قياداتنا وحزبنا»، مضيفاً أنه «علينا أن نجنب الحكومة التي نترأسها العثرات الكبرى، ونكون يقظين، على الأقل، إن لم نستطع أن نُنْجحها مائة في المائة».
كما أكد ابن كيران أن «أي خطأ ارتكبته أو ارتكبه سعد الدين العثماني هو خطأ وكلنا مسؤولون عنه»، واصفاً ما تعرَّض له حزبه بأنه «زلزال كبير، زلزال ربما لم يأتِ الوقت بعد لنستوعب أموره كاملة، أي ما الذي مهد له؟ وكيف وقع؟ وما عواقبه؟»، مضيفاً أن حزب العدالة والتنمية «خلق أملاً جماعياً عند الناس»، ثم تساءل: «هل نتراجع ونذهب إلى منازلنا؟ بالتأكيد لا، فما نقوم به اليوم في صالح البلد والدولة والمجتمع ثم الحزب، وهذه مسؤولية تاريخية، ونحن نعبر عن أمل الشعب في تحسين أوضاعهم المادية والمعنوية والتربوية والأخلاقية أيضاً».
وبرسائل لا تخلو من تحدٍّ موجَّهة إلى الجهات التي فرضت على حزبه شروط تشكيل الحكومة والصيغة التي خرجت بها، دعا ابن كيران برلمانيي الحزب إلى أن يأخذوا بعين الاعتبار مصلحة المواطن أولاً عند مراقبة قرارات الحكومة، وخاطبهم قائلاً: «لديكم امتحان خاص، فالذي يمنحكم المشروعية هو المواطن وليس الذين (يوجدون فوق)، فالذي (يوجد فوق) لا علاقة له بك، لأنه لم يصوّت عليك، أما الذي أوصلكم إلى هذا المكان فهو صوت المواطن العادي، لذا لا يمكن أن تنسوا هذا المواطن، وتعملوا لصالح من هم (فوق)، فهذا لا يستقيم»، لكن، يضيف رئيس الحكومة الأسبق: «يجب عليكم أن تتفاهموا مع الذين يوجدون فوق، فالأمر ليس فوضى، وليس فقط لأنكم جئتم من تحت تريدون أن تقلبوا كل شيء... لا بد أن تتفاهموا مع الذين (يوجدون فوق)، دون أن تنسوا مَن أوصلكم إلى هذا المكان لأنكم ستعودون إليهم».. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .