قطر مرة أخرى؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عادل الحربي
لن تطرق باباً قطرياً إلا وستجد قريبا تربطنا به قرابة الدم والعادات والتقاليد خلافاً للمشتركات الأخرى.. ليس من المنطق أن يأتي الأذى من تلك البيوت القريبة من كل ما هو سعودي والتي بلا شك تعتز في غالبها بانتمائها لتلك الأراضي وتشابك نسبها مع عوائل سعودية بامتداد المملكة من شرقها إلى غربها..
الشعب القطري منا وفينا.. ولا بد أنه يدرك ذلك ويستغرب كما يتملكنا نحن الجيران هذا الاستغراب..
لكن الذي يحدث من القيادة القطرية منذ عهد "الوالد" هو النقيض.. لم يحصل أن اتفقنا وتجاوزنا إلا ويتكرر الأذى.. وتأتي الإساءة من الجار الذي يعلم تمام العلم أن المملكة هي العمق الاستراتيجي الطبيعي لشبه الجزيرة القطرية.. لا مناص من التاريخ ولا من الجغرافيا.. حتى تلك العقد العميقة في وجدان القيادة القطرية التي تجعلها مسكونة دوماً بالرعب لا أساس لها من الصحة وليس لها مبرر إلا الرعب الطفولي الذي يختلق الأصوات والتهديدات كلما اختلى بنفسه أو توحش الظلام!!
المملكة ليست مصدر عداء على امتداد تاريخها ولم يحدث منها إلا التغاضي عن أخطاء الأخوات الصغار.. ومحاولة الاحتواء والتعامل معها بمنطق الأخت الكبرى.. كما أنها ليست في وارد تهديد دول شقيقة تربطنا بها علاقات مميزة ونكاد نعلن وحدتنا معها تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.. ولا يحتاج القطريون لتذكيرهم بعدد الأخطاء التي رصدناها لهم تلك التي ليست إلا عبثا طفوليا تغاضت عنه المملكة بمنطق أنها زلات عابرة لا تستحق أن تؤخذ على محمل الجد.. وإلا ماذا يبرر صمت الرياض عن علاقات الدوحة المشبوهة مع الإيرانيين والإسرائيلين والعديد من الجماعات الإرهابية التي تأتي جماعة الإخوان المسلمين على رأسها؟
وماذا يبرر صمت الرياض عن إساءات قناة الجزيرة وتسريبات مكالمات المؤامرات الدنيئة، واستضافة رموز الإخوان المسلمين وتأجيرهم منابر إعلامية لاستهداف المملكة، ومشاريع المملكة السياسية والاقتصادية؟
تصريحات "تراجعت" عنها القيادة القطرية كانت كافية لإظهار حجم التهور والتخبط في السلوك القطري.. وحجم الارتباك الذي تعيشه؟ ليس على مستوى العبث الفارغ الذي حملته بل على مستوى التوقيت؟
هل كانت قطر تطمح لاستضافة أكثر من خمسين دولة واستقبال الرئيس الأميركي واختطاف النجاح السعودي؟ هل هي عقدة النقص التي انفجرت وكشفت السطحية التي تحدد السياسة القطرية الخارجية؟
أعتقد أنه حان الوقت ليراجع المواطن القطري وعقلاء قطر قبل غيرهم مواقف قيادتهم؟
هل يعقل أن تقف قطر في صف إيران والجنود القطريون في الحد الجنوبي إلى جانب الجندي السعودي البطل؟