جريدة الجرائد

يستحون من الجيش العراقي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 فاتح عبد السلام

اللجوء الى تعدد التشكيلات العسكرية في العراق ، جعل الجيش العراقي عنواناً فرعياً صغيراً بين عناوين كثيرة . بلا شك ان هناك اعتقادا بأن قيام التشكيلات الاخرى هو لتعويض الضعف الموجود في بنية الجيش العراقي كمؤسسة قديمة تعد من اقدم المؤسسات العسكرية في البلدان العربية قاطبة . تداخل المراحل وتناقضها وحرق بعضها بعضاً وبروز اجندات انتهاز الفرص لفرض الامر الواقع جعل الجميع يتسابق لتشكيل كياناته العسكرية التي تحمل اية تسمية تخطر على بالك إلا تسمية الجيش العراقي ، تلك التسمية المنزوية التي تكاد تنسى مع الايام اذا ازداد نفوذ التشكيلات الاخرى .

في النهاية البلد يحتاج الى عنوان واحد جامع مانع هو الجيش ، ومن لا يثق بوجود جيش وطني في بلاده انما لايثق حتماً بوجود وطن اصلاً ، وان الوطن لديه مساحة تكتيكية لتحركات انشطته العسكرية والسياسية وأغلبها مستورد.

الآن الموجات عالية والصرخات تعلو تهبط مع انفاس أمريكا وايران وتركيا ، لكن سيأتي اليوم الذي ستنكمش كل التشكيلات الظرفية حتى لو اسسها الامريكان انفسهم لتعود الى حاضنة الجيش العراقي ، ذلك الجيش الذي كان يضم كل الصنوف ، وما قوات مكافحة الارهاب البطلة إلا تسمية تنطبق بدرجة عالية على عنوان القوات الخاصة العراقية مع الفارق التكنولوجي الذي أضيف لاحقاً .

لنتخيل ، مجرد خيال ، ان الجهات الداعمة لكل التصنيفات والتشكيلات العسكرية سحبت يدها منها ، وبقيت عناوين تنتمي رسمياً للدولة العراقية من دون روح ، فأين تتجه إن لم يكن الجيش العراقي هو العنوان الاكبر القادر على استيعاب الجميع .

لكن هذا الجيش يجب أن يكون جيش كل العراقيين حقاً ، ليس في الازمات الخارجية كمواجهة داعش الآن ، ولكن في كل الاوقات ، ويجب ان تحدد قوانين جديدة سلطات الجيش وصلاحياته واتجاهات فوهات مدافعه وبنادقه ،لكي لا تقع في خطيئة الصراع السياسي وسواه من صراعات مفتعلة لها اسواق عامرة في العراق اليوم .

من حق العراق ، كدولة مستقلة ذات سيادة ، أن يتفاهم مع الحلفاء والاصدقاء لقيام هذا البناء العسكري الكبيرالذي عنوانه الجيش العراقي وليس شيئاً آخر. أما اذا لم يستجب العالم لهذا المطلب ، واذا كانت الارادة السياسية الحاكمة في العراق عاجزة عن تنفيذ هذا المطلب الوطني الاساس فإن البلد لا يحتاج عندذاك الى سيادة ورقية او حتى قطعة قماش اسمها العلم .

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف