جريدة الجرائد

الأنماط الجديدة في فهم الإسلام

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علي محمد فخرو

في الأربعة العقود الماضية ظهرت أربعة أنماط من التديُن في ساحة الفكر والممارسة الإسلامية.
ولا يعني ذلك أنه دليل على الديناميكية والحيوية، بل قد يعني أنه دليل على الضياع والتخبط.
لقد ركز النمط الأول على المظهرية الخارجية متمثلاً في لباس المسلم والمسلمة. فجأة قامت حملة تصرّ على أن لبس الحجاب، أو حتى النقاب، من قبل المرأة، وعلى أن لبس الثوب القصير من قبل الرجل هما مكملات الدين الأساسية الكبرى، وعلى أن عدم مراعاة ذلك المظهر الخارجي سيجرح دين المسلم والمسلمة.
ودخل الحقل الإسلامي في تفاصيل مظهرية أخرى أدت إلى تمسك المسلم بالقشور والمظاهر على حساب الجوهر، وأدت إلى إشكاليات في الواقع، وخصوصاً في واقع المسلمين الساكنين في بلاد الغرب.
وقبل أن يحسم موضوع الإسلام المظهري إذا بنا ننتقل إلى النمط الثاني المفجع: نمط الإسلام الطائفي، المتزمت، الإقصائي، الضيق الأفق، التقديسي لهذا الإمام الفقهي أو ذاك سواء في التاريخ أو الحاضر، والخائف من الآخر.
ولأن الطائفية مرض ديني واجتماعي فقد استعملت كأداة من أدوات الصراعات السياسية للحصول على النفوذ والسلطة والوجاهة والثروة، وكسبيل سهل لتدمير وتجزئة المجتمعات العربية والإسلامية من قبل الصهيونية العالمية ومن قبل السلطات الاستخباراتية الخارجية.
ومن أجل تحريف النمط الطائفي في وحل السياسة إلى حدود الفواجع الكبرى، انتقلنا إلى النمط الثالث: نمط الإسلام السياسي الممارس للعنف والإرهاب، وهنا وصل التشويه لاسم الإسلام ومكانته إلى أعلى درجاته. هنا دخلنا في تصادم تام مع العالم كله، وهنا دخلنا في ارتباط كامل بالقوى الخارجية؟ تدريباً لشباب ضائع، أموالاً لقيادات انتهازية، وحماية لتواجد حاملي ذلك الإسهام في أية بقعة يتواجدون فيها.
وفجأة رأى المسلمون والعالم أنماطاً جديدة من الإسلام تقوم على سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة، وعلى قتال واستبعاد أصحاب الديانات الأخرى، وعلى إرهاب الأبرياء في الأسواق والمدارس والمساجد وأماكن النزهة البريئة، ليرى العالم أشلاء الأطفال والنساء وكبار السن في الطرقات.
وحتى تكتمل صورة تقديم الإسلام المفجعة من خلال تكنولوجيا العصر انتقلنا إلى النمط الرابع: نمط الإسلام الإعلامي. ما عادت المساجد والحسينيات والمدارس والجامعات تكفي، وانتقلنا إلى مئات المحطات الفضائية التلفزيونية وإلى فضاء أنواع التواصل الإلكتروني، وذلك من أجل نقل الصراعات في داخل الإسلام إلى خارجه.
في سنين قليلة تفجر النمط الإعلامي بصورة مذهلة وظهر أمام الملايين دعاة ومفسرون يتصفون بالجهل والانتهازية الدينية وبالبهلوانية المضحكة وبالتدمير الكامل لإنسانية الإسلام ومقاصده الكبرى الرائعة.
لا يستطيع الإنسان أن يتنبأ بالأنماط التي سيأتي بها المستقبل، لكن الماضي يؤكد أن قدرتنا على إدخال الإسلام في متاهات بشرية مجنونة هي قدرة غير محدودة. فما دامت طاقاتنا لا تذهب إلى بناء حضارة فلتذهب إذن إلى تدمير ثقافة العرب، من خلال تدمير روح ثقافتهم، أي الإسلام.
الأنماط الأربعة متصلة ببعضها البعض، وتشابكها جميعها يشير إلى حالة واحدة: حالة العبث الوجودي بكل ما هو سامٍ ورفيع في حياة العرب.
ما يهمنا هو إبراز أهمية القيام بثلاث خطوات لمواجهة ذلك الوضع المتردي.
فأولاً هناك موضوع التراث التاريخي والفقهي الذي يجد فيه المجانين، هنا وهناك، مرتعاً لعبثهم. إذا لم يواجه موضوع الفقه ويواجه موضوع علوم الحديث بمبادرة مؤسسية قادرة على التحليل والنقد والرفض والتنقيح وتجاوز ذلك إلى فقه جديد وإلى رفض للأحاديث الموضوعة المدسوسة المناقضة لروح الإسلام، فإننا سنبقى ندور في حلقة تلك الأنماط السخيفة.
وثانياً هناك موضوع الإجابة على هذا السؤال: 
من المستفيد من كل ذلك؟. وثالثاً هناك موضوع الثقافة العولمية التي في تفاعيلها مع فقه الإسلام المتزمت المتخلف، يمكن أن تشوه كل محاولة إصلاحية إسلامية. إن القيمة الثقافية التي تنشرها العولمة هي نقيض الإسلام الصحيح السامي في مقاصده وممارساته. هذا الموضوع كبير ومعقد ولا يمكن إيجازه في سطور.
ما يهمنا أيضاً هو أن نؤكد على أن هناك إشكالية ذاتية في داخل فهم العرب وباقي المسلمين للإسلام، مما يستدعي عملية إصلاح كبرى في حقل الإسلام.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اماراتيه ولي الفخر
اماراتيه ولي الفخر -

وقبل أن يحسم موضوع الإسلام المظهري/ودخل الحقل الإسلامي في تفاصيل مظهرية أخرى أدت إلى تمسك المسلم بالقشور والمظاهر على حساب الجوهر)<< داهيه في غيرهم لا جوهر ولا مظهر ومع هذا لا يحق لنا الأعتراض بحجة وذريعة " حرية شخصيه " الا أنتم تعرفون معانها ولا المفروض الكل يكون من غير هدوم حتى يعجب الأسياد اصحاب نظرية التطور واليوم فقط عرفت معناها لما الواحد فينا يركز في شكل القرد يفهم المطلوب منه /( وهنا وصل التشويه لاسم الإسلام ومكانته إلى أعلى درجاته. هنا دخلنا في تصادم تام مع العالم كله، )<< العالم كله اللي هو اصلا محتل الدول الاسلاميه وبهيك أنت خايف على الاسلام وقلبك عليه طيب الف مبروك /(فجأة رأى المسلمون والعالم أنماطاً جديدة من الإسلام تقوم على سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة،)<< تصدق هذي فعلا عند حق تزعل وتغضب عليهم وينكسر قلبك بعد >>(تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تظهر تشكيل أول كتيبة لـ”المثليين جنسياً”، وذلك تحت راية “قوات سوريا الديمقراطية” التي تتزعمها ميليشيا الوحدات الكردية، بحجة قتال تنظيم “داعش” في مدينة الرقة./كتيبة لـ”مثلييّ الجنس” تقاتل تنظيم “داعش”) خايف عليهم من ...................هذا النتيجه الطبيعيه حق كل ذكر " ما يشد حيله ويسترجل النتائج تكون وخيمه/وبالتدمير الكامل لإنسانية الإسلام ومقاصده الكبرى الرائعة) يقولون عشم ابليس في الجنه /ا يهمنا أيضاً هو أن نؤكد على أن هناك إشكالية ذاتية في داخل فهم العرب وباقي المسلمين للإسلام، مما يستدعي عملية إصلاح كبرى في حقل الإسلام.)< قال تعالى(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ )