جريدة الجرائد

عامٌ جديدٌ مفعمٌ بالصمت!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

خالد أحمد الطراح  

يحتفل العالم بدخول العام الجديد بطرق وأساليب مختلفة، حيث تزدان المدن والمساكن والمباني الحكومية والخاصة بالإضاءة والرسوم والورود بشكل ابداعي توديعاً لعام واستقبالاً لعام جديد، مصحوباً بالتمنيات بدوام السعادة والصحة والنجاح والازدهار والفرح، بينما نجد ان الكويت تزداد صمتاً كل عام بالرغم من تعطيل الدولة رسمياً بمناسبة رأس السنة الميلادية، وهو تناقض يتجدد مع كل عام دون أن نعرف مبرر الصمت الذي يخيم على المدينة بالرغم من انها عطلة رسمية!
الاحتفال يعني البهجة وتعبير كل فرد بمسؤولية بالفرح والسعادة والتفاؤل بعام جديد على صعيد الاسرة والمجتمع ككل، بينما يلاحظ ان احتفالنا بالعام الجديد يخيم عليه الصمت، وكأن العام الجديد لا يعني شيئا سوى تعطيل المدارس والدوائر الرسمية!
قديما، كما هو معروف كانت الكويت مثلها مثل بلدان العالم تحتفل بالعام الجديد بأشكال مختلفة، حيث تحيي الفنادق والمطاعم حفلات غنائية تحرص على حضورها الاسر والأصدقاء ضمن اجواء تسودها المودة والاحترام، لكن رياحاً ما جمدت هذه الاحتفالات ووأدت التعبير عن الفرح برأس السنة الميلادية من دون مبررات مقنعة!
كان فندق الشيراتون من أبرز الفنادق التي تحتضن الناس من مواطنين ومقيمين ضمن اجواء اسرية مفرحة، حيث تتعالى انغام الموسيقى الراقية لاغانٍ عربية وخليجية بأصوات مطربين خليجيين وعرب ايضا.
الاحتفال برأس السنة الميلادية لا ينبغي تفسيره انه اعتداء على حريات الاخرين أو التمرد على العادات والتقاليد أو دين الدولة، وإنما هو احتفال مثله مثل الاحتفال بالأعياد والمناسبات الوطنية التي تزدان فيها المباني والشوارع وتعم الابتسامة بين الناس كبارا وصغارا، وما احوجنا للابتسامة والفرح، خصوصا في ظل انتشار القلق والتشاؤم نتيجة تراجع الكويت على مستويات مختلفة بموجب مؤشرات عالمية بما في ذلك مؤشر السعادة والمودة التي رصدتها مراكز بحثية خارجية.
خلال العام المنصرم نشرت القبس تقارير صحافية نقلا عن مصادر بحثية عالمية عن فقدان الكويت «السعادة» برغم من انها دول غنية وتحتل «مرتبة متقدمة من حيث الناتج المحلي» وهو ما يعني ان سكان الكويت من مواطنين ومقيمين غير سعداء!
ونشر موقع (INSIDER INTER-NATIONS EXPATS) دراسة بان الكويت حلت في المرتبة الـ67 عالمياً (الاخيرة) على مستوى الصداقة مع الوافدين والزائرين أي ان الكويت تفتقر الى الألفة بين المواطنين والزائرين والمقيمين، وهو ما يتناقض مع توجه الدولة نحو الانفتاح الاستثماري والمالي على العالم وتحولها الى مركز تجاري عالمي او حتى اقليمي!
نحن لا نطلب المستحيل ولا ننشد الانحلال، وإنما نتطلع للاحتفال كباقي البشر برأس السنة الميلادية وتبادل التهاني مع معتنقي الاديان الاخرى، خصوصا المسيحيين من مواطنين ومقيمين.
سمحت اخيرا الجهات الرسمية لبعض الفنادق بإحياء ليلة موسيقية في 2017/12/31 بعد توقف دام سنوات، ونأمل ان تتطور هذه الخطوة بما يتلاءم مع حريات ورغبات الناس حتى تسود السعادة في الدولة وتتغير نظرة العالم لنا.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف