عبد الناصر بين النكسة والعبور!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
مرسى عطا الله
مع أنه يصعب الحديث عن زعيم بحجم جمال عبد الناصر فى عمود يومى محدود الحجم والمساحة إلا أنه من الصعب أيضا أن تمر الذكرى المئوية لميلاده دون وقفة احترام وتقدير لمسيرته العظيمة.
ودون الدخول فى أية تفاصيل تحتاج إلى حيز أوسع فإن قصة جمال عبد الناصر تتلخص فى قدرته الفذة على تمكين مصر بفضل ثورة يوليو 1952 من استخلاص إرادتها واستكشاف حقيقتها كقوة فاعلة فى دوائر انتمائها العربية والإسلامية والإفريقية، وبفضل هذا الوعى الناصرى نجحت مصر فى قيادة هبة الشعوب العربية ضد حلف بغداد عام 1955 وتصدت بكل قوة للعدوان الثلاثى عام 1956 وأجهضت محاولات إحداث الوقيعة بين مصر والعالم العربى بضربة مضادة أذهلت الدنيا كلها بقيام الوحدة المصرية السورية عام 1958 وارتفعت فى السموات العربية رايات الاحتفاء بالاستقلال الوطنى والمطالبة بالعدل الاجتماعى الذى جعل منه عبد الناصر عنوانا لمرحلة حكمه بتحديد الملكية الزراعية، وتفعيل القرارات الاشتراكية وإدماج العمال والفلاحين فى المنظومة السياسية.
وكان من الطبيعى أن تتحالف كل قوى الشر والكراهية ضد مصر وضد شخص جمال عبد الناصر فتتزايد الضغوط الاقتصادية، وتتوالى المؤامرات التخريبية وتتعرض المسيرة لانتكاسات وهزائم بلغت ذروتها فى يونيو 1967 لكن ثقة الشعوب العربية فى جمال عبد الناصر أعطته بعد 5 يونيو قوة دافعة لإعادة البناء ومعالجة الأخطاء وسد الثغرات فكانت حرب الاستنزاف المجيدة ومعركة بناء حائط الصواريخ والنجاح فى تحريك الحائط إلى حافة قناة السويس ليلة 8 أغسطس عام 1970 قبل 50 يوما فقط من رحيله لتكون اللمسة الأخيرة لاكتمال استعداداتنا للعبور وغسل آثار هزيمة يونيو 1967.. وإذا كان القدر لم يمهله لكى يرى ثمار عمله إلا أن روحه كانت حاضرة وبقوة مع روح الإقدام والبطولة لقواتنا المسلحة عندما لبت قرار الرئيس السادات بالعبور ظهر يوم 6 أكتوبر 1973.
خير الكلام: