التصعيد الإيراني والقرار السعودي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
حمود أبو طالب
لنا أن نتخيل كيف لو نجح استهداف ناقلتي نفط تحمل كل منهما مليوني برميل من النفط واختلطت هذه الكمية الهائلة بمياه البحر، كما كان ممكنا حدوثه عندما استهدفت ميليشيا الحوثي إحدى الناقلتين قبل يومين واضطرت شركة أرامكو إلى وقف شحن نفطها عبر مضيق باب المندب بشكل فوري ومؤقت حتى يتم تأمين الملاحة فيه، ولنا أن نتخيل أيضا النتائج الاقتصادية والتداعيات السياسية الممكن حدوثها عقب تهور كهذا.
بوضع هذه الحادثة في سياقها وإطارها سوف نجد أن ميليشيا الحوثي لا تستطيع الاستقواء إلى هذا الحد ولا الجرأة إلى هذه الدرجة لولا وجود إيران خلفها وبجانبها وأمامها، ولولا تساهل أو تواطؤ الأمم المتحدة معها بشكل أصبح واضحا، وربما لولا ثقة إيران أن التهديدات الأمريكية الصاخبة لها لا تزيد على كونها كلاما في كلام لن يصل إلى الفعل. تحالف إعادة الشرعية في اليمن حذر مرارا وتكرارا من خطورة العبث بأمن الممرات المائية وتحديدا باب المندب الذي يمثل هدفاً إستراتيجيا تحاول إيران التمكن منه من خلال الحوثيين، وسبق حدوث محاولات سابقة لاستهداف ناقلات تمر عبره ضمن المواجهة الجيوسياسية بين إيران والمملكة التي تقود التحالف، ومؤخرا صرحت إيران علناً بعد التهديدات الأمريكية بزيادة الضغط عليها أنها سوف تستهدف شحن النفط من الخليج إلى العالم وها هي تفعل، ولأن الأمم المتحدة تساهلت في ورقة الحديدة ومينائها لصالح الحوثيين بتعطيل تحرير المدينة والميناء الذي يمثل الشريان الرئيسي لدعم الحوثيين تكون هذه النتيجة السيئة طبيعية لهذا التساهل المتعمد.
المملكة أثبتت قدرتها على اتخاذ قرارها السيادي لحماية أمنها ومصالحها، وسيكون المتضرر الرئيسي هو الاقتصاد العالمي الذي تقامر به الدول الكبرى في لعبة السياسة التي تستغلها إيران بعقلية متهورة لا مسؤولة، وإذا استمر التساهل مع إيران وميليشياتها بعد هذا التصعيد فإن الأمن العالمي بأكمله معرض لخطر كبير.