جريدة الجرائد

هتلر يعود

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أذكر خبراً وقفنا عنده هنا قبل عامين أو ثلاثة عن فرد، وربما مجموعة أفراد، من مريدي النازية الهتلرية، تخلصوا من أوراق ورسائل وصحف وأقنعة واقية من الغازات تشي بانتمائهم إلى الحزب النازي، بإلقائها على عجل في فجوة بين مبنيين في مدينة هاجن الألمانية، حين أيقنوا أن زعيمهم قد هزم، وأنه تجري ملاحقة كل من وقف معه.

بعد أكثر من خمسة وسبعين عاماً على هزيمة النازية في عام 1945، ستؤدي الفيضانات التي اجتاحت تلك المدينة إلى انهيار جدار المنزل القديم الذي خُبئت خلفه تلك المواد، حين فوجئ مواطن ألماني -كان يقوم بتنظيف منزل عمته- بالعثور على هذا &"الكنز&" في المبنى، بعد أن انكسر لوح جبسي من جدار في الطابق الأرضي، فأماط اللثام عن الوثائق من خلفه.

لم يعد الكثيرون في ألمانيا نفسها، وفي أوروبا عامة، مضطرين لإخفاء هويتهم النازية في نسختها الجديدة، نسخة القرن الحادي والعشرين، والتي لا تختلف، في الجوهر، عن تلك التي كانت في العقود الأولى من القرن الماضي، وأدت، فيما أدت، إلى الحرب العالمية الثانية بكل ويلاتها. مجدداً بات الخطاب النازي علنياً وصريحاً ومباشراً، ومضى الزمن الذي اضطر فيه دعاة هذا الخطاب لإلقاء كل ما يشي بهويتهم في فجوة بين جدارين أو حرقها.

قبل أسبوعين أو أكثر تظاهر نحو مليون شخص، في عدة مدن ألمانية، ضد التطرف اليميني ومعاداة المهاجرين، وحسب الموقع الذي أورد خبر هذه التظاهرات، فإنه من النادر أن يخرج الناس إلى الشوارع في جميع أنحاء ألمانيا بنفس الوقت؛ من هامبورغ في الشمال إلى ميونخ في الجنوب، ومن كوتبوس في الشرق إلى كولونيا في الغرب، وذلك لعدة أيام. ثمة قلق متزايد في البلاد حيال حزب &"البديل من أجل ألمانيا&" اليميني الشعبوي وسياساته.

مع اقتراب موعد الانتخابات الإقليمية في ثلاث ولايات ألمانية خلال هذا العام يحذّر المراقبون من عواقب الانتصارات الانتخابية المحتملة لهذا الحزب الذي يبدو أن لديه فرصة ليصبح أقوى حزب في هذه الولايات الثلاث، خاصة بعد تسريب أنباء عن عقد مسؤولين بارزين في &"البديل&" اجتماعات مع متطرفين يمينيين ورجال أعمال وحتى أعضاء في حزبي الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي المحافظين، لمناقشة &"خطة&" طرد ملايين المهاجرين وذوي الأصول المهاجرة من ألمانيا، حتى ولو كانوا يحملون الجنسية الألمانية. إزاء هذا الصعود اليميني الشعبوي المتطرف، ثمة قلق في أوساط قوى سياسية وشعبية من تكرار السيناريو النازي الأول، مذكرين بالمؤتمر الذي عرف باسم &"فانزيه&" وعقد في ضواحي برلين عام 1942، حيث خطط النازيون وحضروا لعمليات الترحيل والقتل الجماعي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف