جريدة الجرائد

السياحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نحن لدينا سياحة، لا تترافق وأهمية الأماكن السياحية الحديثة التي تزهر كل يوم في مدننا، ولا تتناسب مع المرافق العامة العالية والرفيعة، وخاصة في عاصمتنا أبوظبي، الناس لا تدري عنها أو كأنها معزولة عنهم أو هم مبعدون عنها، ولا تسليط إعلاني ولا إعلامي عليها، لكي نعرف، ولكي نفتخر، بل الكثير من هذه المرافق نستخبر عنها من أشخاص آتين من الغرب لزيارتنا، إن التسويق، والفخر بتقديم ما لدينا، هما من أولويات أدوار السياحة، وإظهار مدننا كما ينبغي لها أن تظهر محلياً وعربياً وعالمياً، لأن السياحة هي من أجل إنعاش الاقتصاد ودورته، لا نقول ذلك جزافاً أو رجماً، الناس لا تدري عن المنتجعات الصحراوية التي تتوزع على مناطق وصحراء عاصمتنا بشكل جميل ومذهل، ولا عن ما يوجد في الفنادق من مطاعم رفيعة المستوى، وتقدم الثقافة قبل ما تقدم طعاماً، ولا حتى عن الاستراحات التي تهم العائلات، والموجودة في البراري وبعض المناطق الجبلية والساحلية، وخاصة في فصل الشتاء، وكأنها ليست لعموم الناس الذين هم مصدر الدخل، ومصدر الشهرة والتواصل والاتصال.

من يعمل في السياحة، يمثل المدينة ومتطلباتها ووعيها بدورها ومكانتها التي تريدها بين المدن، الموظف الذي يعتقد أن الفنادق وعملها رجس، لا يصلح للسياحة، ولا العمل فيها، لأنه مصدر منفر للسياحة، ومن يعتقد أنه يؤثم، ويتحمل وزر المرتادين من الناس لبعض المشاريع السياحية، لا ينبغي له العمل في القطاع السياحي، والموظف الذي لا يعرف مدن العالم وعواصمه، ولم يزرها، لا يصلح أن يكون في العمل السياحي، السياحة اليوم مرهونة بالثقافة ودورها، والسياحة اليوم تتصدر أولويات الدول، وهي الرهان المستقبلي للانتعاش والتحاور والتقاء وتواصل الشعوب، إن اليوم في العالم مدن أشهر من البلدان، والفضل يعود لثقافة السياحة والإيمان بدورها في العمل الحضاري.

لديّ سؤال يلح عليّ كل عام في ظل السياحة المغيبة، ماذا قدمنا لمدننا هذا العام في مجال الإشهار والصدارة السياحية، وترسيخ مكانتها على الخريطة السياحية العالمية؟ هو سؤال نقصد من ورائه تحسين المنظومة السياحية وربطها بمشاريع المدينة المختلفة؛ العمرانية والاقتصادية والثقافية والفنية، والرياضية والترفيهية، ومرافقها العامة المتقدمة على المستوى العالمي، وبنية الخدمات الضرورية والاستهلاكية والكمالية التي توفرها عاصمتنا، نقول ذلك أيضاً، لأن السياحة تعيش بالناس دوماً وأبداً، لا بالمنظمات والمؤتمرات والدعوات الشخصية، ولا ببناء مرافق لا يعرف الناس عنها، الناس من يبثون في تلك المشاريع الحياة، ويعطونها قيمة وجودية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف