مساحة آمنة وسط مخاطر مرتفعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في عالم متقلب سياسياً واقتصادياً، ومع ارتفاع المخاطر، خصوصاً في الدول الناشئة التي تجذب رؤوس الأموال عادة، يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة، وفرص استثمارية تؤمّن عوائد مجدية.
هنا تبرز بقوة دولة الإمارات، وذلك بحسب تأكيدات وكالات التصنيف العالمية. فقد وضعت وكالة فيتش الإمارات في الصدارة بين دول مجلس التعاون الخليجي من حيث الآفاق الاقتصادية الواعدة والنمو المتسارع وفرص الاستثمار المختلفة. وفيما يبحث المستثمرون عن فرص خارج القطاع النفطي في ظل سرعة تأثره بالسياسات والتقلبات الاقتصادية العالمية والحروب، تأتي دبي لتتصدر المدن الأكثر جذباً للأعمال والسكن والسياحة والتجارة والتعليم والاستشفاء، فالإمارة تقدم نموذجاً اقتصادياً متكاملاً، مع سهولة كبيرة للقيام بالأعمال وتأسيس الشركات، وكذلك نظام مصرفي قوي مرن ومتين، وأنظمة حماية قوية للمستثمر، ناهيك عن الرفاهية في السكن والخدمات الحكومية المتفوقة.
في عالم متقلب، تربح دبي بكل ما تمتلكه من مقومات الرهان العالمي بصفتها المدينة الأفضل والأعلى أمناً والأكثر جذباً لرأس المال العالمي الأجنبي.
يتأكد ذلك عند إلقاء نظرة شاملة على خارطة العالم، فالولايات المتحدة، والتي استطاعت أن تتفادى الركود والتأثيرات الاقتصادية لفترة ما بعد &"كورونا&"، تواجه تحديات عدة تبدأ من ارتفاع مستوى الديون المستمر إلى النكسة المصرفية التي تمثلت العام الماضي بمواجهة مصرفين الإفلاس لولا تدخل الحكومة، ما يضع علامات استفهام عدة على متانة النظام المصرفي خصوصاً بعد أزمة عام 2008.
من جانبها، أوروبا في حرب مع الركود والتضخم، ما أعاق نمو الدورة الاقتصادية. وزادت ضغوط الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع أسعار الغاز والمخاطر الجيوسياسية من هروب رؤوس الأموال في ظل المخاوف من إمكانية تأثر القطاع المصرفي وأزمة كريدي سويس العملاق المصرفي السويسري لا تزال في الأذهان.
الصين بدورها تعاني اقتصادياً، خصوصاً بعد أزمة القطاع العقاري وتعثر العملاق &"ايفر غراند&"، لذلك، هناك خروج للأموال يهدد متانة القطاع المصرفي وكل القطاعات المرتبطة بالتمويل. وقد شهد العام الماضي خروج 68.7 مليار دولار من رؤوس أموال الشركات في أعلى قيمة منذ العام 2008، بحسب إدارة الدولة للنقد الأجنبي في الصين.
وتعاني كذلك دول عدة في المنطقة من انهيار لقيمة العملة المحلية ونقص في العملات الأجنبية، ما يدفع الأموال والاستثمارات إلى الخروج ويضع هذه الدول خارج خريطة الاستثمارات العالمية. وتزداد الأمور صعوبة مع الحرب في غزة المستمرة منذ نحو 4 أشهر، ما يرفع المخاطر المالية والاقتصادية في كل الدول المجاورة.
وهكذا تبرز اليوم دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً الإمارات، كمساحة آمنة في عالم متقلب ملتهب.