فضاء الرأي

أكاذيب تربينا عليها (3)

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعتصر الالم فؤادي الحزين كلما ارتني الايام اني كنت مخدوعا من قبل المجتمع الذي قضيت فيه دهرا عابسا، مجتمع زرع افكار و مفاهيم مغلوطة أضرت بي ضررا بليغا لا ازال اعاني من بعض اثاره.

في صغري كثيرا ما شنفوا اذني بعبارات و جمل تبلورات في انه يجب علي ان اكون انسانا ناجحا، لم افهم النجاح الذي يريدونه، كل منهم كان لديه منظوره الخاص للنجاح،الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه ان الانسان الناجح صاحب نفسية طيبة و شخصية عظيمة و عزيمة حديدة يضع هدفا و يحققه على اكمل وجه, و هو لا عليه بغيره المهم ان يحقق هدفه و ينجح لنفسه فقط.

 الحصول على شهادة دراسية و وظيفة براتب مجزي يكفي ايجار البيت و تعبئة وقود السيارة والاكل و الشرب مع فائض قليل تدخره للايام السوداء كان اقصى حدود النجاح عندهم، طبعا اذا تزوجت و انجبت طفلا و ما يزيد يكون قد اكملت مهامك في الحياة و وصلت الى ذروة النجاح... و لا اخفيك صديقي القارئ اني فشلت فشلا ذريعا في تحقيق هذا النوع من النجاح.


***
النجاح الحقيقي هو الذي يفيد البشرية اكثر ما يفيد صاحبه، راجع سير العلماء و العباقرة و المخترعين الذين وضعوا بصماتهم على الحياة ترى ان ابداعاتهم و و اختراعاتهم التي لا تزال تخدم البشرية لم تفيدهم سوى قليلا بل وصل الامر انها ادت الى موت بعضهم، و في نهايات (ابن المقفع، جاليليو، فرانز ريشيلت، اوتو ليلينتال) خير امثلة على ما نرمي له.

عزيزي القارئ الانسان الناجح هو الذي يعاني من الامراض التفسية ( القلق، الكابة، الوسواس القهري، الخوف المزمن من كل شيء حوله ) و ليس بالضرورة ان يكون الناجح اخترع او ابدع شيئا لخدمة البشرية بل في معظم الاوقات كان نجاحه و اختراعه للامور المفيدة ارضاء لغروره و لذاته، و هذا هو الحد الفاصل بين المبدع و المجرم حيث ان المجرم ارتكب امور لارضاء ذاته لكنه اضر المجتمع.

 جدير بالذكر ليس بالضرورة ان يكون الانسان الناجح قوي الشخصية بل بالعكس في معظم الاحيان شخصيته تكون ضعيفة مما تدعوه الى الانطواء و محاولة اثبات شخصيته باختراح شيء يذهل البشرية،و لا غرو ان الشخص الموجودة فيه صفات الشخص الناجح اذا كان صاحب شخصية قوية سوف يتحول الى مجرم و طاغية معتوه، هتلر و صدام و و نيرون خير امثلة.

***

النجاح لا ياتي عن طريق التخطيط و وضع هدف لتحقيقه، حيث ان المرء يسعى في طريق ما و في مخيلته صور و لقطات نهاية هذا الطريق و اذا به يصطدم بامور و نتائج لم تخطر على باله و لا مكان لها في خططه، الانسان اذا كانت نفسه مرنة و فكره منفتح و متأقلم مع التغيرات الطارئة يستغل الموقف و يطور ما وجده و ينجح به. اما الفاشل يعتبر ان خططه فشلت و هدفه لم يتحقق، على سبيل المثال اكتشف عالم الجراثيم الكسندر فلمينج مادة البنسيلين في العام 1929، وذلك بعدما ترك وعاءاً بلا غطاء مليئ بالبكتيريا في مختبره لفترة من الزمن، ما أدى إلى تكون طبقة من العفن غطت الوعاء، متسببة بالتخلص من غالبية البكتيريا الموجودة. وكان ذلك بداية عصر أدوية المضادات الحيوية. 

الحلقة الثانية
الحديث ذوو شجون و للاكاذيب بقية

mahdi.m.abdulla@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تبرئة الله من كل نص يحض على الكراهية و القتل
هو اول خطوة للقضاء على الاٍرهاب في للعالم -

الخطر الاشد الذي يهدد البشرية هو عبادة إله يحرض المؤمنين به على قتل الغير مؤمنين ، تصور لو ان لكل دبانة تعاليمها التي تحرض اتباعها على قتل الغير مؤمنين فماذا سيحل بالعالم ؟ اله اليهود يحرض شعبه على قتل الشعوب التي كانت ساكنة على ارض فلسطين و أله الاسلام يحرض المسلمين على قتل الكفار اذا كأنو من غبر اهل الكتاب و دفع الجزية وهم صاغرون اذا كانوا من اهل الكتاب أينما كانوا و لم يحدد التفويض بالقتل على مساحات جغرافية محددة مع العلم ان ٧٥٪‏من سكان العالم هم كفار حسب الشريعة الاسلامية ،) تصور لو أله الهندوس ايضا لهم إله يحرض على قتل المسلمين او المسيحيين فكيف ستكون الحياة على الارض ،الخطر الذي يواجهه العالم حاليا يتمثل في ان فئة من المسلمين ( الدواعش) اخذوا المسألة على محمل الجد و يريدون تطبيق تعاليم الاسلام !! خدعوهم فقالوالهم ان الاله يحب القتلة الذين يقتلون الكفار ( المجاهدين حسب التعريف الشرعي الاسلامي ) و يدخلهم الى جنته ، فإذا كان الاله يحرض على القتل فلماذا تستغربون ان يعم الاٍرهاب و القتل في العالم

كلام غريب
فول على طول -

عنا نختلف مع الكاتب فى أغلب مما جاء بالمقال ..اذ يقول الكاتب : الانسان الناجح هو الذي يعاني من الامراض النفسية ..أعتقد هذا الكلام غير حقيقى بالمرة ...الانسان الناجح غالبا لا يعانى من أى أمراض نفسية بل متزن تماما ..ربما عبقريتة تظهرة على أنة غير مستقر نفسيا هكذا يبدو لنا ذلك بسبب ذكائنا العادى ..انتهى - ويقول الكاتب : و المجرم حيث ان المجرم ارتكب امور لارضاء ذاته لكنه اضر المجتمع. ..نعم هذا صحيح وأضف الى ذلك أن اغلب المجرمين حاليا يرتكبون الاجرام ارضاء للة الذى يعبدونة ..انتهى - ويقول الكاتب : جدير بالذكر ليس بالضرورة ان يكون الانسان الناجح قوي الشخصية بل بالعكس في معظم الاحيان شخصيته تكون ضعيفة مما تدعوه الى الانطواء و محاولة اثبات شخصيته باختراح شيء يذهل البشرية ..نختلف مع الكاتب فى ذلك ...معظم المخترعين والناجحين لديهم كاريزما شخصية قوية وليس العكس ..انتهى . تحياتى دائما ولكن دعنا نختلف باحترام بيننا .

تابع ما قبلة
فول على طول -

يقول الكاتب صفات الشخص الناجح اذا كان صاحب شخصية قوية سوف يتحول الى مجرم و طاغية معتوه، هتلر و صدام و و نيرون خير امثلة. ..انتهت الجملة . سيدنا الكاتب هناك فرق كبير جدا بين النجاح وبين الديكتاتورية ...بين النجاح وبين الطغاة ...لا شئ يجمعهما من الأساس . ...يقول علم النفس أن الطاغية دائما يعانى من نقص فى شخصيتة ويريد تعويضة فيلجأ الى ارهاب البشر أو الى أعمال عدوانية ...رئاسة دولة مثلا لا يعنى النجاح فقد تقودك الصدفة أو الظروف الى ذلك وربما تكون رئيسا ناجحا بالفعل ....النجاح الحقيقى والقوة الحقيقية هى اسعاد البشر وأهل بيتك أولا والمقربين منك مع الاحتفاظ بسلامك الداخلى مع نفسك والخارجى أى مع الأخرين .

ونعم العقل
ضياء -

أخي الكاتب الكريم . كلامك يدخل في صميم مانريده لشباب اليوم وللأجيال القادمة . سر على هذا النهج والله الموفق . ضياء