فضاء الرأي

محمد بن راشد,, قائد ملهم

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يقف الكاتب حائرا حينما يريد ان يكتب عن الذكرى الحادية عشر لتسلم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، زمام القيادة ومقاليد الحكم في إمارة دبي. ومبعث هذه الحيرة يعود أولاً، إلى اختلاط الموضوع بكم كبير من الإعجاب إلى حد الدهشة، وثانياً حجم المنجز في سنوات قليلة قياساً بعمر الشعوب لا يمكن تصديقه فلو أنه حدث قبل ثورة الأتصالات فسوف يحيله العقل بسلاسة إلى مخزون الروايات والأحداث التي نسجها الخيال وحفظها الرواة على سبيل التندر وتنشيط الذاكرة.

لكن قصة نجاح دبي ومضامين مفهوم القيادة في فكر محمد بن راشد، تحتاج إلى موضوعات وحلقات من الدراسة والتمحيص عن قدرات هذا الرجل الفذ ذي العقل النير والذي يختزل في شخصيته معادلة كيميائية لا احد يقدر سواه على التحكم في توازنها وهي الموائمة بين الحداثة والأصالة في عالم شديد التغير ينشيء مركزا للفضاء ويعمل على ارسال اول مسبار عربي للمريخ وفي اليوم التالي يقيم اكبر مكتبة في الشرق الاوسط ينشيء اسواق للمال والبورصات وتجده مهموما بلغة امته العربية وكيفية المحافظة عليها يرسم على الأرض اكبر منتزه للترفيه لكنه في اليوم التالي ينشغل في كيفية المساهمة في التخفيف من الفقر والمرض حول العالم ..عقل مبتكر ومصدر للالهام وفي جوفه قلب حنون وعين تدمع لقصيدة شعر او ألم طفل لله درك من رجل كبير وقائد جرئ اختزل نظرية الزمن في سباق الأنجاز .

فدبي مدينة بسيطة تستلقي بسلام منذ القدم على سواحل الخليج العربي، تكتحل عيناها بفرح غامر عند رجوع صياديها من رحلات غوص بدائية بحثا عن قليل من اللؤلؤ. فكيف تمكن حاكم مثل محمد بن راشد أن يغير كل شيء فيهذا المكان عدا سجايا اهلها الكرام في الطيبة والشهامة والتواضع، ويحيل هذه الإمارة البسيطة إلى أعجوبة، أو سمها دانة الدنيا، يحلم بزيارتها الصغير والكبير ويقصدها البعيد ويستمتع بها القريب..

 إمارة بلا نفط أو غاز أو ثروات باطنة أو ظاهرة، استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من الماس على خارطة العالم، فصارت قبلة السائح وبيئة الجذب للمال والأعمال، مدينة المشاريع الكبرى في العمران والفن والثقافة والإعلام والصحة.. حقا كما وصفت بأنها المدينة التي لا تنام، لكنها تحلم في كل ليلة وتحيل الحلم إلى حقيقة..

الجواب بسيط جدا، فهناك من امتلك الرأي والرؤية.. هناك فارس وهبه الله العزيمة والإرادة التي لا تنثني أمام الصعاب، رجل منهجه بسيط: "دعوا من يتكلم ونحن نعمل، لأن الشعارات والجعجعة الفارغة لا تقيم بنيانا ولا تبني إنسانا، إنه وحده العمل المرتكز على الرؤية".من يرسخ الأبداع وينمي الأبتكار.

فمنهج محمد بن راشد ورؤيته اصبحت ممارسة تجمع بين الحلم والواقع، وبينالفكر والتطبيق، أدرك أن الإنسان هو جوهر التنمية ومدماكها. لذا كان القائد والباني صاحب المشاريع الملهمة، يركز على بناء الإنسان وتمكينه من العلم والخبرة..

احدى عشر عاما، لا شيء في أعمار حكومات ودول كثيرة، لأنها مثلما قال صديق متندرا: لا تكفي لإنجاز دراسة الجدوى لجسر أو لبناء سكة قطار، بينما حاكم دبي أنجز فيها الأعاجيب ، دبي رغم كل الذي تم وأبهر العالم، ليست راضية بمعنى القصور، إنما تتوثب للانطلاقة الكبرى في خطتها الطموح حتى عام 2022.

التميز في هذا المكان أصبح عنوان كل شيء، والجودة واسعاد المتعاملين غدت حديث المسؤول والمواطن والمقيم على حد سواء، في دبي لا تعثر على ناس يثرثرون أو ينفقون أوقاتهم في لا شيء، فمدرسة محمد بن راشد في القيادة تعد الزمن مكونا رئيسيا لقياس مستويات النجاح، فلا أوقات هنا مفتوحة للغلط والتجريب وإعادة العمل.

إن الكاتب ليخجل إذا ما أراد أن يعزز مقالاته بما تحقق من منجزات أو مشاريع، وكما قال شاعرنا العربي "فهل يحتاج النهار إلى دليل".

دبي في عهد حاكمها وفارسها، رسمت لنفسها مكانا تحت الشمس وقريبا من القمر، وكيف لا وقد نهل مبدعها وصانع معجزتها من منهل لا ينضب، من روح وفكر زعيمين خالدين هما الشيخ زايد والشيخ راشد، رحمهما الله، فقد صنعا بفكرهما وإرادتهما معجزة الاتحاد.

فسلاماً على الباني والمنجز والقائد والفارس محمد بن راشد، والذي صار اسمه في العالم العربي يكسر اليأس ويرسم الأمل، لأجيال عربية خابت ظنونها بزعمائها وسياسييها الذين أشبعوها شعارات بائسة، وخدروها ستين سنة بأحلام فارغة انهارت في أول منعطف.

نصف قرن في عمر الشعوب العربية مقياس مؤلم للمقارنة، يكشف حجم الكارثة في عالمنا العربي قياسا بما تحقق في دبي رغم ندرة مواردها، وبين إمكانيات دول عربية امتلكت موارد عظيمة متنوعة،انتهت إلى خراب يباب.. إنها حقاً محنة القيادة في عالمنا العربي.

فلكم يا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد تحيات التقدير، مقرونة بصادق الدعاء إلى الله العلي القدير، أن يمن عليكم ودولتكم العزيزة الإمارات العربية المتحدة، بكل عناصر القوة والعزيمة لمواصلة طريق الريادة والإبداع.. 

ولعمري فإن الزمان ربما يجود بأشياء كثيرة، إلا أن جوده بالفرسان والقادة دائما يبقى شحيحاً.

al.dulaimi@hotmail.com

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السر فن الاداره
نورا -

نشكرك ...سرد الحقائق ليس عيبا ولا تجملا ولا ترزقا كما يحلو للبعض ان يرمي التهم ،،،وانما كاتبنا المحترم ،،يتمنى ان يحذو قادة العرب بشخصية محمد بن راشد الفذه النادرة في الصحراء العربية الجافة ،،،الشحيحة المطر ،،والامكانيات ،،فخلق من لاشئ اسطوره تحكى وبأنامله صنع المجد والفخر ،،السبب ياسيدي الكاتب المحترم ان لدينا في الامارات فن اداره ،،حتى لو إمكانياتنا بسيطة كما تفضلت بأن دبي والإمارات عموما تقتات في بدء النشأة على خليجها الذي يلفظ لها حبات اللؤلؤ والمأكولات البحرية ،،لكن فجأة ظهر بريقها بظهور البترول وأغناها الله من فضله ،،بفن إدارة القادة وهذا هو السر المكنون ،،،كما يقال اثيوبيا تملك ملايين الأبقار ولكنها جائعة وهولندا تملك الربع وتسقي العالم حليبا ،،لماذا ،؟،،بسبب فن الادارة ،،،،إمكانيات الدول العربية متوفره وغنية ولكن سوء وجهل في إدارة البلد والرشاوي والسرقات والثروة المنهوبة ومن هنا النكبة العربية .

القائد الملهم
Mukhalf -

أهلا وسهلا بالأسلوب العربي من جديد ... الزعيم الأحد ، القائد الملهم ، الزعيم المهاب ، القائد الرمز ، العبقري ، الفذ ...ألخ من الصفات . السؤال المهم ؛ لماذا مثل تلك الألقاب والصفات يتم تداولها والعمل بها فقط في العالم العربي دون غيره من دول العالم ، هل بأمكان أحد الأفاده وتوضيح ذلك .

شادية
جبار ياسين -

انت لا تستطيع ان تعيش بدون عبادة حاكم ؟ صدام قبر وبعده قبر كثرة من المعبودين وبقيت فقط شادية معبودة الجماهير .

قائد ملهم
حصه العلي -

مثلما تفضل الكاتب الجليل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائد ملهم باني نهضة دبي الحديثة رفع اسم العرب عاليا..

دور القيادات
خوليو -

لاشك ان دور القيادات في تطور المجتمع يلعب دوراً رئيسياً في ذلك التقدم ،،فسمو الشيخ يحوز على مواصفات الانسان القاءد ؛ ذكاءً وبرودة اعصاب ومعرفة عوامل القوة الذاتية ومعرفة اللحظة المناسبة لاتخاذ القرارات وأخيراً المام الشخص بالزمن والظروف الذي يعيش فيه ،، حاكم دبي يحوز على تلك الصفات ويستخدمها وبدون عنتريات فارغة ،، نقطة ضعف دولة الإمارات هي بوجود شركات راسمالية متعددة الجنسيات ولها دور مخيف في نمو اقتصاد دولة الإمارات فهي نوعاً ما تضغط باتجاه ارباحها الذاتية وعندما ترى ان تلك الأرباح بدأت بالتقهقر فيمكنها ان تسبب جرح قاتل للدولة ،،اعتقد ان حاكم دبي واعي لهذه النقطة ويحاول جهده ان يخلق شركات وطنية تحل محل تلك الشركات ان جاء يوم الفصل،، يركز جهده على انشاء انسان المستقبل الإماراتي الذي هو العماد الاساس لكل تقدم ،، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه الان ،، لا بد من الاعتراف بان ما تحقق حتى اليوم جدير بالاحترام والتقدير ،، حظ سعيد دولة الإمارات وقياداتها .

فن الادارة ،
Galbaan -

لدي قصه أو حكايه شخصيه تتعلق بدبي .. ونهضتها ، وعظمتها وعالميتها وحسن وعداله ومهنيه القائمين عليها وعلى مشاريعها من الشيوخ والأمراء من ذوي النفوذ . بأختصار ؛ قبل سنوات اقنعني قريب لي كان يعمل في الأمارات بشراء شقه في دبي ، واقتنعت بذلك ظنا وطمعا بأمتلاك شقه في الجنه الموعوده . كان سعر الشقه حوالي 800,000 إلف درهم يدفع منه اقساط على أن يتم سداد كامل المبلغ عند التسليم . كان كل ذلك موثق بعقود قانونيه رسميه صادره و مراجعه من قبل محاميين وقانونيين ، بالأضافه الى مخططات وخرائط عن البنايه أو البرج ملحقه بكتاب جميل لونه أزرق وعليه صوره حصان عربي أصيل لأن أسم الشركه كان "خيول" . فعلا قمت بدفع الاقساط حسب المطلوب وبالمواعيد المحدده ، وبلغ مجموع ما دفعت حوله 250,000 درهم . كانت تلك الأقساط حسب ما علمنا توضع في حساب خاص تمثل عربونا أو دفعه مؤقته أو ما يسمى باللغه الأنجليزيه(حساب اسكروو ) كما هو متببع في جميع أنحاء العالم . مالكي الشركه طبعا كانوا من الشيوخ الأمراء . لم يتم البناء بحجه أن شركه نخيل التي تملكها الحكومه أو الأمراء لم تقم بتنفيذ المطلوب منها بعمل البنيه التحتيه للارض لإقامه البناء . بقيت القصه معلقه وقتا طويلا الى أن جاء أمر من الدوله بأنهاء وحل جميع الأمور المعلقه . جاء الحل وكان بأمر قضائي صادر عن المحكمه ، بإرجاع ما يعادل 15% من المبالغ المدفوعه التي دفعت كعربون أو أمانه تحت حساب الشقق ، تم ابلاغنا بذلك في مبنى المحكمه في جناح القاضي المسؤول عن القضيه ، حاول البعض وانا منهم بالاعتراض والإيضاح بأننا لسنا شركاء لتلك الشركه التي أفلست حسب ادعاؤها ، كما ولسنا دأئنيين للشركه وبموجب القانون فأن ما دفعناه هو عباره عن عربون أو امانه تحفظ في حساب مستقل عن حسابات الشركه وتعاد لأصحابها في حاله لم يتم التنفيذ من قبلها مضافا لها فوأد عادله عن المده ، وكان ذلك ما اعلمونا به منذ البدايه ، هذا هو ما يتم اتباعه في أي مكان بالعالم في حاله شراء شقق أو بيوت أو أيه عقارات ودفع عربونات مقدمه تحت الحساب لحين يتم التسليم ، تم أخذ تواقيع الجميع بالتنازل عن حقوقهم وعدم مطالبه الشركه واعتبر الموضوع منتهيا وخسر الجميع 85% مما دفع كتأمين أو عربون !!! . هذا مثال بسيط فردي ، ودعك عن العقود والإتفاقات التي تتم بالملايين . هل مثل ذلك هو فن الأداره وتطبيق القانون والمهنيه . قد

غالي قائدنا غالي ذكرتنا
واحد -

ترى متى ستكتب لنا مقالة عن صورة القائد على سطح القمر؟؟؟