فضاء الرأي

حكيم الإقليم ورهط الثور الأحمر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

((لقد اُكلتُ في اليوم الذي أكل فيه الأسدُ الثورَ الأبيض)) 


كحال مَن يفكر بالمحافظة على صحة البدن ككل من غير أن يحضهُ ضِيق الأفقِ للجوءِ إلى آلية البتر والنسف حتى يُقدم الجسد بكامل حلته، وكالذي من شوق رؤيته للجسم بأفضل صورته يسعى جاهداً لأن تكون التضاريس بمجملها في أتم بهائها ولا يعمل على تنحية الوديان على حساب شموخ الجبل، وكما يجاهد البدن الصحيح للإبقاء على التوازن المحمود بين مختلف الجبهات حتى لا يطغى فريقٌ على فريقٍ آخر، ولئلا تكون الأسقام للجسد بالمرصاد إذا ما لجأ القبطان إلى تفضيل كتلةٍ على أخرى من بين مختلف الكتل في الصرح المراد تشييده، هكذا كان مسعود البارزاني في تعامله مع كل شركائه في الحكم عموماً وشريكه الأقرب إليه أي الاتحاد الوطني الكردستاني بوجهٍ خاص، حيث أدرك الرجل بحكم تراكم خبرته ومعرفته بأن وجوده من وجود شركائه، مؤمناً بأنهم جميعاً في مركبٍ ينبغي أن يصل بأقل الخسائر إلى شطوط الفلاح، هذا بالرغم من كل الاختلافات الأيديولوجية والسيكولوجية بينهم، ولم يعمل لتنحية شريكه ولا سعى لإلغائه قط بالرغم من قدرته على ذلك لو أراد، وبالعكس تماماً فقد كان مصراً على أن يكون شريكه قوياً وليس معلولاً، ولا ابتغاهُ شريكاً هشاً تابعاً كما هو حال الأحزاب الحائمة في فلك الأحزاب الحاكمة في أغلب دول الشرق الأوسط، وذلك لأنه يدرك بأن صحة وقوة شركائه من صحة الإقليم وقوته. 
إلا أن الانتهازيين والباحثين عن منافعهم الشخصية أينما كانوا سواءً في الإقليم أو في أماكن أخرى من العالم، فهم عادةً لا يرتقون إلى مستوى تفكير الكبار ممن تشغلهم أحوال عامة الناس، الذين من رحابة الأفق يتجاوزن مضارب مصالحهم الفردية كرمى خلاص الأمة وفلاحها، لذا فالحزب الديمقراطي الكردستاني والبارزاني على وجه الخصوص وطوال السنوات الماضية حاولوا جاهدين لأن يعملوا للإقليم ككل باعتبار أن الإقليم هو بيتهم الأكبر، ولكن محنة البارزاني وحزبه هي في أن بعض شركائهم لم يصلوا قط الى مستوى ما يفكرون به، وظل رهط الانتهازيين مشغولاً فقط بجمع الثروات وزيادة الاستثمارات الشخصية وتبوؤ المناصب وأخيراً اللجوء منفردين إلى قاع المساومات مع أعداء الإقليم وسكانه. 
وبما أن كردستان مطوّقة بالكراهية منذ سنواتٍ طويلة من قبل جيرانٍ مهيئين للإنقضاض على تطلعات شعب الإقليم في أية لحظة؛ جيرانٌ امتلؤوا غيظاً منذ أن تنفّس سكان الإقليم على اختلاف مشاربهم بعض هواء الحرية في عام 1991، لذا فمن حينها لا يملون من حياكة المؤامرات ضد الإقليم على أمل تقويض تجربةٍ أثبتت جاحها منذ عام 2003، إلا أنهم أخيراً وجدوا ضالتهم التي لطالما سعوا إليها وبحثوا عنها طويلاً، وذلك من خلال ثلةٍ جاهزةٍ لأن تقامر بالإقليم وناسه كرمى تحقيق بعض المنافع الشخصية لهم، حيث أنهم من سطوة هواجس الاسئثار والجشع نسيوا بأن بعض المكاسب الصغيرة قد تجلب معها كوارث كبيرة قد تقضي عليهم وعلى من تآمروا عليهم أو خانوهم من أجل بعض المكاسب الآنية.
 لذا فإن موقف ذلك الرهط المباع يقودنا إلى سرد قصةٍ تماثل من ناحية التصرفِ ما جاء على لسان البهائم فيها، وقد وردت القصة ضمن نوادر وأخبار الحيوانات، حيث تقول الحكاية إن ثلاثة ثيرانٍ كانوا متصاحبين يعيشون في المروج الخضراء بإتحادٍ وؤام، أحدهم كان أبيضاً والثاني أحمراً والثالث أسود، وكان يعيش بالقرب منهم أسد، وكان الأسد يحاول دائماً الهجوم عليهم وافتراسهم ولكنه لم يستطع النيل منهم بسبب اتحادهم، وذات يومٍ كان الأسد يشعر بالجوع فقال لنفسه: لا بد أن أعمل شيئاً عليَّ أن أفرقهم كي أستطيع إفتراسهم، وذات يوم رأى الثور الأبيض بعيداً عن الثورين الأسود والأحمر، فجاء إليهما الأسد وسلّم عليهما وقال لهم: أيها الثوران العزيزان أنه ليحزنني أن أراكما على ما أنتم عليه، فقال الثور الأحمر: فلماذا؟ فقال الأسدُ: هذا واضح فإن اللون الأبيض عند الثور الأبيض يمكن رؤيته من بعيد، أما لوننا فغامقٌ فلا يمكن رؤيته بسهولة، ولذلك فهو يشكل خطراً علينا، فقال الثور الأسود: نعم هو كذلك، وقال الثور الأحمر أما أنا فلم تكن علاقتي بالثور الأبيض ودية وجيدة، عندئذٍ قال الأسد إسمحا لي بالإنقضاض عليه وسيبقى المرعى لنا نحن الثلاثة، فقال الثور الأسود: الأمر إليك إفعل ما بدا لك، وقال الثور الأحمر: نعم لك ذلك، فانقض حينئذٍ الأسد على الثور الأبيض وأكله، غير أنه لم تمضِ أيام حتى جاء الأسد على الثور الأحمر وقال له: يا صديقي العزيز تعلم كم أنا أحبك؟ فقال تحبني أنا؟ فقال الأسد ألم تكن تعلم ذلك؟ فهذا واضح لأن لوننا متشابه أنا أصفر وأنت أحمر، أما الثور الأسود فهو مختلفٌ عنا، فلا أرى مبرراً لوجوده معنا في المرعى ويجب أن يبقى هذا الطعام لكلينا فقط، فقال الثور الأحمر: نعم كيف فاتني ذلك كل هذه المدة، فانقض الأسد على الثور الأسود وأكله، ولم تمضِ مدة حتى جاء الأسد إلى الثور الأحمر وقال له: سآكلك اليوم فأنا جائعٌ جداً، فقال الثور الأحمر: أتأكلني؟ إذن دعني أقول شيئاً: أيتها الحيوانات لقد اُكلتُ في اليوم الذي أكل فيه الأسدُ الثور الأبيض!
على كل حال فالرهط الذي عقد الاتفاقيات مع أعداء الملة لتحقيق مكاسب آنية، وعلى أمل النيل من عزيمة الاخوة، غدا حالهم كحال الثور الأحمر الذي تآمر على أقرانه، إذ ليس بغريبٍ أن يحصل لهم يوماً ما جرى للثور الأحمر، وذلك باعتبار أن التجارب التاريخية بمجملها تقول بأن خاتمة الخائن الحشرُ مع الخاسئين، وليس ببعيدٍ أن يأتيه يوم هذا طبعأ إذا ما فلح في مبتغاه وهيّض أجنحة كل أهل بيته فيكون فيه قربانٌ سهلٌ طيّعٌ في متناول أنياب مَن تآمر معهم على اخوته على غرار الثور الأحمر. 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وقصة اسماعيل بيشكجي
برجس شويش -

وايضا قصة اسماعيل بيشكجي ينطبق على افراد عائلة طلباني , يقول بشكجي : بعض زعماء العشائر الكوردية وقفوا الى جانب الدولة التركية ضد قومهم, وحين فشلت الثورة القي القبض على الالاف وتم اعدامهم او قتلهم ولكن الاتراك اكتفوا بنفي الخونة الكورد الى الولايات البعيدة عن كوردستان ,وشاءت الاقدار بعد عدة سنوات من النفي ان يصبح نفس والي ارضروم واليا على سامسونك حيث هؤلاء الخونة منفيين فيها, فشلكوا وفدا بينهم وذهبوا اليه ,قالوا له:الم نقاتل الى جانبكم ضد الكورد؟ قال الوالي: بلى , قالوا له: لماذا نفيتموننا ونحن ساعدناكم على اخماد تلك الثورة ؟ فرد الوالي : احمدوا ربكم باننا لم نقتلكم بل اكتفينا بنفيكم .

بابا خلص من زمان؟
عطفا على هذا المسكين -

ولك ماجد لو تجيب مليون مثل لن يفيد القصة كلها فلم سكوب ملون معروفة وسادتكم واولياءاموركم من ايران الشاه ولربما لحد الان وامريكا واسرائل تضحك عليكم فقط ورقة -ورقة-حباب حرام على اهلك المساكين بطلوا لعب بالامثال والكلمات -خلص ؟والعاقل يفتهم

التخلص من الكيان
-

التخلص من الكيان او الفناء ...الكيان العراقي خطر حتى على طيور كوردستان ...في كركوك حرقوا الطيور ...قال شخص في مقابلة ان الحشد حرق طيوره ...تصورا منهم طيور ذو هوية كوردية .

تريدون حرمان شعب من حقه
-

حرمان شعب من حقه بالاستقلال.. وتسمون ذلك وحدة؟

cheers
☕☕☕ -

(ما دخل الحسين بخرائط سايكيس بيكو).

(شيعة) سواء بالبرلمان او
-

(شيعة) سواء بالبرلمان او بالشارع او بالحكم.. يراهنون على (يزيد ابن معاوية) بما فعله بالامام الحسين بشهر محرم….. بدعوتهم بمحاصرة (كوردستان وقطع الغذاء عنهم.. ومنع اي شيء يدخل او يخرج منهم.. وقطع مصدر رزقهم النفط .. بالدعوة لدول الجوار بعدم السماح بتصديره عبر موانئهم.. كما حوصر الامام الحسين عليه السلام وال بيته واصحابه).. والكارثة ان ذلك يجري بشهر محرم الحرام الذي استشهد فيه الامام الحسين من الحصار والقتال.. ففعلا (شيعة حسينيون) ولكن على (وزن يزيد ابن معاوية والشمر).. انه (حسين بمقياس ولاية الفقيه الايرانية للخامنئي) وليس (الامام الحسين الذي نعرفه)..

نرد على من يدعي ان (الكور
............ -

نرد على من يدعي ان (الكورد اختاروا العراق بالاستفتاء الذي جرى لولاية الموصل) ببداية القرن الماضي، ليطرح سؤال .. خيروهم بين ماذا وماذا وماذا؟؟ فهل خيروهم مثلا بين (استقلال كوردستان او الانضمام للعراق ؟ او الانضمام لتركيا)؟؟ بالتاكيد كلا.. بل خيروهم اي الاكراد بين الموت او السخونة.. اي بين (العراق العربي لو تركيا التركية)؟؟ بالله عليكم هذا استفتاء؟؟

العراق كان مدمرا ٢٠٠٣ ركض
❤☀️ -

العراق كان مدمرا ٢٠٠٣ ركضن القادة الكورد الى بغداد ,اسسوا العراق مرة اخرى من حسن نية او ربما من الغباء لعدم فهمهم للذهنية العربية .نفس قصة Frankensteinرواية للمؤلفة البريطانية ماري شيلي صدرت سنة ١٨١٨ تدور أحداث الرواية عن طالب ذكي اسمه فيكتور فرانكنشتاين ,ويبدأ فرانكنشتاين بخلق مخلوق هائل الحجم غاية في القبح والهمجية ,وقبل أن تدب الحياة فيه ببرهة يهرب من مختبر الجامعة، ويبرر المسخ أفعاله دائما ,يعود فرانكنشتاين إلى بلدته ويتزوج ولكن المسخ يقتل زوجته في نفس ليلة العرس. يموت أب فرانكنشتاين حزنا من الأحداث الرهيبة التي قاستها العائلة من المسخ. يقرر فرانكنشتاين البحث عن المسخ ليقتله ....ولكن قبل فوات الاوان .قصة الكورد نفس القصة اسسوا المسخ والمسخ وراء قتل وابادة الكورد اليوم . يا للهول والفاجعة والغباء

لا لاستكراد دهوك وازالة
اثار الابادة الارمنية -

اسمها شمال عراقنا الحبيب وليس كردستان فالاكراد قادمون جدد للمنطقة فشمال العراق كانت قبل الابادة الارمنية والاشورية المسيحية 1878 - 1923 دات اكثرية سكانية مسيحية اشورية وشرق تركيا وجنوبها كانت فيها اغلبية سكانية ارمنية ومسيحية 1914 ولكن بعد التطهير العرقي للارمن والمسيحيين اختفى وانتهى الوجود الارمني والمسيحي في شرق تركيا 1925 وقل الوجود المسيحي في شمال العراق وحل محل الارمن والاشوريين وهم السكان الاصليين لشرق تركيا وشمال العراق حل محلهم القتلة الاكراد المجرمون محتلو ومغتصبو بلاد الارمن والاشوريين واكمل استكراد شمال العراق بعد مدابح الاشوريين في سميل 1933 من قبل الجيش العراقي بالتعاون مع العشائر الكردية سنة فمحافظة دهوك/ نوهدرا الاشورية كانت مسيحية ودات اغلبية سكانية اشورية ولكن بعد دبح المسيحيين الاشورية تم استكراد دهوك لا لاستكراد دهوك وليس من حق الدكتاتور صدام حسين الدي لا يملك ان يسلم دهوك المسيحية لمن لا يستحق وهو المحتلون الاكراد 1970 ويجب ازالة اثار الابادة الارمنية والمسيحية وتحرير ارمينيا واشور المحتلتين ولا لامبراطورية كردستان الفاشستية في اراضي ارمينيا العظمى واشور المحتلتين نعم والف نعم لمعاهدة سيفر 1920

إيصال معلومة!
زبير عبدالله -

ستقوم ايران بتدمير كوردستان....هذا ماكان مخططا لهقبل الاستفتاء الكوردي...والان لم يعدمهما سواء قبلت القيادة الكوردية او لم تقبل بشروط دمى بغداد وعلى، رأسهم العبادي،بالتراجع عن الاستفتاء....الاسبقية الآن من سيقوم بالضربة أولا السعودية وأمريكا وحلفائهم..او قادة قم،وخيار شمشون...فقط على القيادة الكوردية كسب الوقت ....في حرب تشرين بين إسرائيل ومصر وسوريا...كان هناك منشور وزع على الجنود الاسرائيلين في الجبهة السورية،اصمدوا ساعة اخرى...على قيادة كوردستان الصمود شهر اخر...او العمل بما تقوله امريكا....تفجيرات كركوك لجلب المزيد من الحشد الشعبي...ومماطلة دمى بغداد يعود إلى تردد قم، وفي هذا الوقت الضائع،احيانا كثيرة تتحدد نتيجة المباراة...