ستظل تبحث عن وطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كتب لي صديق عتيق من منفاه الألماني :" ستظل تبحث عن وطن " ... أربعة كلمات احتكرت النوم وصادرته وزرعت السهاد في عيني أمس ،وتفتح الأبواب لتفاصيل نصفَ قرنٍ من عمرٍ مرَّ كأنه رحلة بحث لمتصوف في صحراء الروح عن ماهية ما حدث لنا خلال نصفَ قرنٍ حتى بلغنا الهزيع الأخير ،ومفهوم الوطن لايزال متأرجحاً في ضمائرنا ،نقبض عليه كجمرٍ مشتعل فيفّرُ من بين أصابعنا كعصفورٍ يرفض الأقفاص ،ويعشق الأجنحة .
من منافينا البعيدة والجميلة والقسرية نعيد ترتيب ما حدث بلا جدوى ....
ربما ...
كان علينا أن نقول لا في أزمنة القهر والصمت،ونصرخ في وجه من سرق سماء البلد وحقولها ،لكننا كنا أجبن من ان نفعل ذلك مستمرئين حياتنا الرتيبة لنمنح الطغاة شرعية لا يستحقونها .
ربما ...
كان علينا أن نرفض المحاصصة الطائفية التي حكمت البلد لعقود من الزمن ،و وزعت صكوك الوطنية على من لا يستحق ،وحرمت الأجدر لإنه أراد أن يكون مواطناً ،وأرادوه عنصراً في أقلية أو طائفة .
ربما ...
كان علينا تحطيم قيود الطائفية والمذهبية ،لكننا اصطدمنا بالفكر الأقلوي ،والتعامل الأقلوي ،فتشرذمت (الأقليات ) التي أرادوا لها أن لاتكون جزءاً من الدولة الوطنية ،والتي هي بالنتيجة تم تغييّبها واغتيالها ،لإن وجودها وتجذّرها يكشف عورات كل الأفكار والمعتقدات العشائرية والطائفية والمذهبية ،والتي كانت لهم ملاذاً من التماع الحرية والأمل في العيون .
ربما ....
كان علينا ان نكتشف مبكراً أننا خُدِعنا بمن كانوا يدعّون انهم ونحن (شركاء في الوطن )،لكنهم كانوا (شركاء في الخراب )،والتهجير القسري والقتل والذبح والتخوين والاقصاء ،ومارسوا كل أنواع الفرز الطائفي لإن في قلب هذه الأجندات القذرة يكمن بقاءهم واستمرارهم ....
وتقول لي يا صديقي :" ستظل تبحث عن وطن " ؟؟!!!.
نعم ... سأبقى أبحث عن وطن يعيد لي ملامحي التي تهشمت ،ويمنحني حق المواطنة لانني استحقها .
نعم ... سأبقى أبحث عن وطن بلا أقليات بعد ان اصبح الجميع في بلدي أقلية ليس إلا ... وبعد أن هبّت رياح الحقد على الأقليات لتذريها أثراً بعد عين .
نعم .. كان علينا أن نكون شجعان لندافع عن أطفال الوطن ،وأن نكون حاذقين أكثر لنكتشف خديعتنا مبكراً ،وان نكون صادقين أكثر مع ذواتنا ونحن نحصي فائض التثاؤب في منافينا الكئيبة .
التعليقات
الوطن للجميع
فتح الله قس حنا -اولا لقد اطلت في اشراقتك علينا عبر ايلاف عسى ان يكون خيرا .ثانيا ما اود ان اقوله انك اصبت كبد الحقيقة ونطقت بما لم يتجرأ غيرك ذكره .هذا هو الوطن الذي كنا ننشده ، فيه متسع للجميع ليعبر من خلاله عن افكاره وثقافته ... دون استقصاء او تفضيل طرف على اخر .وطن خالي من الواسطات والمحسوبيات والرشاوي ...المكانة فيه للافضل للمتفوق ...شكرا للفتتك هذه ولك تحياتي
الى السيد الكاتب
فول على طول -الى السيد كاتب المقال وبعد التحية : الأديب الأيرلندى الشهير بيرنارد شو قال مقولتة الشهيرة : أن الوطن هو الذى يهئ الكرامة وحقوق الانسان لمواطنية وما عدا ذلك فأرض اللة واسعة ....انتهى - أوطاننا لا فائدة منها طالما تتغذى على الثقافة العنصرية المذهبية الطائفية العشائرية ....لا تبكى على أوطان لا طائل منها ... انهم الان يجنون ما زرعوا ...سوف يتم الاقتتال بينهم الى أخر قطرة دماء وسوف تتمزق الأوطان بسبب غباء أبنائها وعنصريتهم ...شعوب لا تستحق الحياة .
البحث عن وطن
خوليو -ياله من مشروع يامل بتحقيقه كل انسان يحب الحياة ،،يحب المساواة يحب التقدم والعلم والتطور من اجل ان ينتقل الفرد من مراحل التعصب والمذهبية المفتتة الى رحاب وطن يضم تحت جناحيه جميع أبناؤه ويضمن حريتهم ومساواتهم ،،مشروع وطن غاءب كلياً عن الذهنية الدينية التي تفضل مسكّناً لها في سماء الوهم والهلوسة على ان تملك أرضاً وبيتاً وعلماً وتطوراً انسانياً في شتى نواحي الحياة العلمية والفنية والجمالية ،،تباً لافكار الوهم والهلوسة التي تسيطر على عقل الانسان الديني فتجعله أسيراً لهوسه وتغييبه عن وعي التقدم والمعرفة لبناء وطن ،،لقد غابت هذه الكلمة عن كل أدبياته الدينية وحل محلها بناء أمة دينية خلخلت عواميد المشروع برمته ،، فهل ياترى سيستيقظ العقل في تلك الأمة ؟ لا بد ،، وإلا الفناء سيكون مصير الجميع وهاهم اليوم على هذه الطريق .