فضاء الرأي

سؤال في حب مصر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يقال إنه من أهم العادات التي يمتاز بها الأغنياء، لكي يصلوا إلى ما وصلوا إليه من الثروة والنجاح، هي أنهم لا يشاهدون التلفاز، مفضلين عليه الكتاب كوسيلة  من وسائل التفوق والنجاح، وليس كهواية من هوايات قتل الفراغ.. في المقابل فإن الفقراء هم الأكثر مشاهدة للأخبار والبرامج والدراما التلفزيونية، بل ان البعض منهم يجعل حياته تتمحور حول مشاهدة التلفاز، ويربط تحركاته بمواعيد برامج ومسلسلات معينة يفضلها على قراءة الكتب، التي هي من المتعلقات الكمالية بالنسبة له.

وفي عصر ميلان الحال، أصبح يمكن للجبال أن تستمال، والأقزام ان تستطال، بإعلام ملغوم يستطيع اختراق أي حصن متين من الميمنة أو الميسرة، بحيث يمكن لأي برنامج أن يكتريأي رياضي أو فنان لكي يطارح البرنامج خزعبلات وفكاهات أو سخافات .. كل شيء أصبح يياع ويشترى بالمال، حتى الفضائح، وحوارات النجوم، والتي أصبحت تشكل إعداماً لذائقة المتفرجين، وصداعاً متواصلاً لرؤوسهم.. ودعنا عن اسباب أخرى للصداع كإعلانات المنظفات والحفاظات وباقي أنواع القمامة، ولنتحدث عن آخر ما ابتلى به الفن المصري،وهو أغاني المهرجانات، التي يوحي اسمها بالرقي والجدية،وهي ليست سوى تجارة جديدة تندرج تحت بند المخدرات الرقمية، Digital Drugs، والتي تستخدم في مستشفيات الصحة النفسية تحت الإشراف الطبي، فبالإضافة إلى اشتغال مطربي (الجل والاجيال) مروجين لإزالة العرق و الشعر و الذوق السليم، أحاط بهم عشرات المشعوذين الذين حولوا الاغنية الشعبية المصرية الجميلة إلى هذيان بالمناكبيرقص على إيقاعه رجال ذكور عرايا يهزون بطونهم و(لا أجدع)راقصة من الأناث، وهي تجارة لا  تختلف عن تجارة الشيخ فلان المغربي والشيخة فلانة المغربية.. لعلاج كل أنواع السحر والمس والأمراض المستعصية والمشاكل الأسرية وجلب الحبيب في ثلاث ساعات.. علينا الانتباه للعلاقة بين رد الطافش في ثلاث ساعات، و جلب داعش في ثلاث ساعات.. لأن كل فكرة متطرفة هي وليدة التناقض الرهيب الذي نعيشه بين إعلام بائس، وبين مشاهد يائس يتفرج على تلك البرامج السخيفة،ثم ينقلب إلى مجرم أو ارهابي أو مدمن.. علينا الانتباه لغيابفكر جديد يلائم عقول المساكين التي أصبحت بين فكي فلانةالشهيرة بكشف المستور، وتفسير الأحلام.  إنها معادلة بطرفين.. الطرف الأول عالم من الفقراء يزداد قمعه والتنكيل به، والطرف الثاني عالم من الهشاشة لا يعتد به، وقنوات محترمة تتحكم بها إعلانات الأحلام ومساحيق الغسيل وسوائل الجلي... حيث تقوم النجمات من ذوات الملايين بترويج تلك البضائع بشكل (عادل) بين النساء الفقيرات... 

هذا الهذيان وصل مع الأسف، إلى كل ركن هادئ من أركان الفضاء.. وانطلق سهمه ليصيب كل مفاصل الفن والإعلام، وليس الأغنية الشعبية وحدها،   حتى وصل هذا السهم إلى حصن منيع آخر تحول إلى ضرب من الضحك على الذقون، واسكيتشات من الجنون تسمي نفسها، ظلما ًوبهتاناً، بمسرح مصر، هذا الكيان الذي يقول العوافي لنفسه، ويرفع القبعة لنفسه، ويظن أن المسرح مكاناً يفتعل فيه الممثل الضحك على كلماته، وكماً من الهرج يستطيع معه كسر حاجز الوهم والقولللجمهور: لا تسألني من أنا؟

في واد كوادي الأرق والقلق هذا ينطلق الهيجان بكل اللغات واللهجات، والحكاية واحدة من الهبوط إلى الأسفل: إنها أخلاق مطربي الأعراس تزحف على بعض برامج الفضائيات،وخشبات المسرح، وإدارات الانتاج، فلم يعد الخوف من العملة الرديئة أن تطرد العملة الجيدة، ولكن الخوف أن الطريق خالية تماماً من الروائع، وممهدة تماماً لهذا النوع من الانتاج الرديء الذي يغني ويسمن جوع المطربين والمتعهدين والمنتجين ونهمهم لحالة التخمة، وليس الشبع.. صحيح أن الاشياء تشترى وتباع في الأسواق والبارات، وتفتح البيوت بالبقلاوة والفتات، ولكن أقانيم البضائع تختلف عن أقانيم الروائع، لأن الأخيرة حتى إذا ما أطلقها مكيال الجوع، فإنها تغتال نفسها على ميزان  التخمة.

سألني أحدهم ومابها أغاني الأعراس؟ وأين الغلط في الأغاني الشعبية المصنوعة من وجدان الناس وأحاسيسهم.. وماذا يعني أن يطغى ذوق شعبولا والصغير على أشياء وأشياء.. قلت له أنا لا أتحدث يا عزيزي عن شعبولا، أنا لا أدين الصغير ومن لف لفه، وإنما أخاف على الجذع العملاق من الشعبلة، وأخشى على عمود خيمتنا العربية أن تحوله المعاول إلى دعدع صغير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شعوب تستحق ما فية
فول على طول -

سيدتى الفاضلة شعوب تافهه أصلا وغير قابلة للتعديل ...شعب يؤمن بالحمل أربع سنوات وقيل تسع سنوات ...ورضاع الكبير ونكاح الأطفال ....وجناح الذباب الذى بة شفاء ....والشهب ملائكة بمخاريق من نار ...ونائبة عراقية وزميلتها مسئولة مصرية يتقدمون بطلبات لجعل تعدد الزوجات اجبارى ....يعنى بدلا من دفاعهم عن الحريم يريدون عبودية الحريم بالقانون ....وشباب يفجر نفسة من أجل الحوريات ..وشابات يتطوعن للنكاح كنوع من الجهاد فى سبيل اللة ....نقول تانى ؟ هل ترىن أى أمل فى اصلاح هذة الشعوب ؟ هذة هى الثقافة المقدسة التى ترضعها هذة الشعوب .. . أضف الى ذلك أن الفنانة الفلانية تحجبت ....والأخرى تنقبت ..والشارع كلة يرتدى النقاب والعباءات السوداء وكأنها خيام تتحرك ولا تعرف خالتك من عمتك من الغريبة التى بينهن ...ولا حتى تعرف اللص والارهابى الذى يرتدى النقاب والعباءة ..وانتشر الجلباب القصير والزبيبة التى تشوة الوجة كلة واللحية الكثيفة التى لم يشذبها أحد لمدة سنوات سابقة والأسنان الصفار ورائحة الفم الكريهة وكأنة ابتلع فأرا ميتا .....وهذا كلة يعتبرونة من ثوابت الدين .... ومع ذلك لدينا أعلى نسبة تحرش وفساد وادمان ومخدرات ورشوة وأطفال شوارع ...يعنى جات على الفن ؟ سيدتى هذا ما حدث فى العالم العربى والاسلامى وخاصة بعد ما يسمونة الصحوة الاسلامية

متى يتوقف الفول
عن التدليس؟ -

نسيت كالعادة: الدين المعاملة.. ويؤثرون على انفسهم.. ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه...أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟... ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَئآنُ قَوْمٍ علـى ألاَّ تَعْدِلُوا اعْدلُوا هُوا أقْرَبُ للتَّقْوَى.. وهل ينبؤك مثل خبير.. وشاورهم في الأمر.. من غش فليس منا.. وغيرها الكثير من دعائم بناء المجتمعات من جديد.

ليته صمت
ولم يهذر! -

يمكن دحض مقولات المدعو "فول" اليومية والازدرائية من عدة زوايا. بداية، فان على هذا الفول ان يثبت ادعاءاته بأدلة مقنعة بدلاً من الاكتفاء بالتشكيك والازدراء والتهكم بالدين الأخير واستهدافه بصورة حصرية، لأن البينة على من ادعى شيئاً يتناقض بشكل صارخ مع الحكمة السائدة. لا يكفي التشكيك و الادعاء بتاتاً من قبل المدعو فول، وعليه ان يقدم الدليل القوي وباسلوب غير ازدرائي على كل طروحاته الشاذة. ثانياً، المدعو "فول" دوما يستند الى الواقع المرير للامة العربية، لكن الكل يجمع على ذلك، ولا جديد في هذا الطرح بتاتاً!. المهم والاهم هو تقديم تفسير لهذا الخلل. وهذا التفسير المقنع يجب ان يأخذ بالاعتبار 800 عام من العصر الذهبي للاسلام قبل حتى التفكير في طرح هذا التفسير. ويجب أيضاً ان يأخذ بالاعتبار تجربة الدول الآسيوية المسلمة مثل تركيا وأندونيسيا وماليزيا. وغير ذلك فهو نوع من التفكير المستند الى الرغبة غير المقنع بتاتاً في كل الأحوال. ثالثاً، خطاب المدعو "فول" هو خطاب سلبي وازدرائي من الدرجة الاولى، وهو اذا اراد ان يقنع العرب والمسلمين على انه لا يحمل حقداً دفيناً ومتأصلاً تجاههم، عليه ان يقدم الحلول العملية لهذا الواقع المرير غير التخلي عن اللغة والتاريخ والدين والثقافة، بل يجب ان تتسم هذه الحلول باخذ "الظروف الأولية" للأمة بعين الاعتبار كمدخل لامكانية التطبيق بدلاً من المقترحات الطوباوية الحالمة . لا يكفي النقد، فاي تطبيق بشري يمكن نقده باللغة البشرية، الأهم هو تقديم البديل الديمقراطي والقابل للتنفيذ.

أم انه خطاب كراهية
وتحقير محض كالعادة -

هل لدى ماليزيا وتركيا وأندونيسيا "أعلى نسبة تحرش وفساد وادمان ومخدرات ورشوة وأطفال شوارع" وكل الأوصاف التي تدعيها؟؟

تهافات فول
وحلوله الازدرائية الفاشلة -

في المجال الأسري تعاني الدول الغربية المعاصرة من مشاكل الطلاق، العنوسة (العزوبية) والهجران الزوجي والأمراض الجنسية وآخرها الإيدز ، والبغاء والشذوذ الجنسي والاجهاض، والاغتصاب والخيانة الزوجية والأطفال غير الشرعيين والعنف الأسري وزنا المحارم والتحرشات بالمرأة العاملة في سوق العمل وظاهرة "الامهات المراهقات" وغيرها. وفي الميدان الاجتماعي تعاني دول العالم المعاصر من مشاكل الإجرام سواء كان ضد الملكية أو النفس ، والتشرد وحوادث الطرق وانحراف الأحداث والعنف وانخفاض معدلات نمو السكان (في الدول الغربية) وظاهرة المجتمع الشائخ ، والانتحار ، والإدمان على الكحول والتبغ والمهدئات والمنومات والمنشطات والمخدرات والمسكنات ، وحوادث السير، ومشاكل التمييز العنصري والأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية والعصابية ، والفساد الإداري والجرائم الاقتصادية والمشاكل العاطفية بين المرأة والرجل والرشوة. وفي الميدان الاقتصادي تشكو المجتمعات العلمانية المعاصرة من الأزمات المالية العالمية، ومن التضخم (ارتفاع الأسعار) والبطالة والدورات الاقتصادية والفقر وسوء توزيع الدخل والثروة وتراجع معدلات النمو الاقتصادي (الركود الاقتصادي) ، والعجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات ، والديون الخارجية، وسوء تخصيص الموارد واستنفاد الموارد الطبيعية. وفي المجال البيئي هناك مشاكل تلوث البيئة (الهواء والماء والبحار والمحيطات) والضجيج وتضرر طبقة الأوزون ، والتصحر والتعرية وانقراض بعض الأنواع بفعل الصيد الجائر والارتفاع العالمي في درجات الحرارة وغيرها .

الشيخ ذكى حافظ مش فاهم
فول على طول -

الشيخ ذكى صاحب التعليقات اياها ...بالفعل انت حافظ مش فاهم ..انت بالضبط مثل جهاز التسجيل - الريكوردر يعنى - كل مرة تكتب نفس اتلكلام بالحرف الواحد ..وليس لة أى علاقة ولا يمثل أى رد على تعليقاتى ...انت جهاز تجسجيل فقط ....ما علاقة تعليقاتك السابقة بالمقال أو بتعليقى رقم 1 ؟ هل ما جاء فى تعليقى الأول لا يوجد فى كتبكم ؟ هل لا يتعاطاها الذين امنوا ويؤمنون بها ؟ عندما أقرأها لكم هل هذا ازدراء ؟ يا أخى أنا مجرد قارئ لتعاليمكم ....وأنا حر أختار ما يعجبنى ...وأنا لم أنسى أن الدين معاملة ومن عمل عملا ف ليتقنة وأعرف بقية تعاليمكم الخ الخ ...لكن ما علاقة هذا بتعليقى ؟ وعندما أقرأ تعاليمكم تتهمنى بالتدليس ....انت فعلا حافظ مش فاهم ..انت غلبتنى معاك يا فضيلة الشيخ الامام ...لعلك تكون فهمت هذة المرة ؟

المشكلة الأساسية
في البشرية -

المشكلة الأساسية هي في ضعف العقل وانانية البشر وانتقائيتهم وليست في الدين الحق. العقل البشري لم يستطيع الى الآن ان يستقل بتحديد الصواب والخطأ الموضوعي، والخير والشر المطلق، والجميل والقبيح المحايد ضمن علم القيم Axiology وفلسفة الأخلاق . فاختلف الناس حول هؤلاء منذ بدء الحضارة ولا يزالون رغم ارسال الخالق لهم الكود الاخلاقي الموضوعي. استبعاد هذا الكود لن يحل المشكلة، بل سيعززها.

لا يسجل
الا الكراهية -

ومن المسجل الأول؟

التكرار يعلم
غير الشطار -

ما دام البروفسور فول قدس الله سره يعيد اسطوانته المشروخة: "نحن نأتيكم بنصوصكم"، لا بديل عن التكرار لأنه يفيد الشطار: "من المعلوم في مناهج البحث العلمي (تدرس سنة اولى جامعات غربية!) ان الانتقائية Selectivity والمواقف المسبقة والتجارب الماضية (الادراك الحسي المسبق Perception) يمنعان المدعو "فول" من التوصل الى المعرفة الموضوعية ... فهمت يا بروف "فول" أم أكرر؟