فضاء الرأي

نزهة برفقة مصر

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فوق ذلك الممر الذي سكب فوقه الإعلام الأهوج الكثير من النفايات , والردح , والبلطجة. اخترت هذا الصباح أن أزرع شتلة فلّ على شرفة مصر .

ثم سأتنزه مع مصر وحدنا فعندما أكون قادمة من جزيرة العرب , ليس غير مصر مسار لعمقي الاستراتيجي والتاريخي .

 مصر لن يحجبها عني طبول المماليك البرجية أو البحرية  , فخارطتها واضحة المعالم في ذاكرة القوافل الهلالية , كل ما علي أن أماشي النيل وأمر بالقرى والنجوع , التي عمرها بعمر المجرات, لتنهض مصر بين يدي طوبة من فضة وأخرى من عسجد الهكسوس , وبريق آكاليل روما , وحبال خيمة الفسطاط , ويظل الطمي المصري يفور باحتمالات التخلق والخصب .

لامنفي من مصر إلا لها  , فهي ملاذ ..نزل.. منزل مكلل بالمشيئة , انسكب فيها نهر الجنة , فسرح أهلها الأشرعة فوقه , وألقوا له بعرائس النيل  , وحينما يرتشف ماؤه الغزاة القادمون من الشمال يبقون هناك فلا يغادرون. 

ولأن مصر شاهدت وسمعت كثيرا , فهي  تحب أن تحكي حكايتها لزوارها بالهيروغليفية , حفرت على جدران الزمان  أربابا , وعروشا , ومفتاحا للنيل , وأجنحة حورس,  كذلك معلمة بواكير الأبجدية  المصرية , كانت تصف لنا حرف الألف  مثل كوز الذرة ...

مصر عندما حاولت التحدث بالأمريكاني تأبى عليها تاريخها  , وحينما لوحت للفارسي خذلتها عروبتها, فظلت هناك واقفة على محطة تنتظر قطارا لاتعلم رقمه؟

صباح الخير يا بهية ...

فنحن في السعودية لانسمع ضجيج أغطية الطناجر الذي تمارسه بعض منصات الإعلام لديك , لا تصلنا سوى تراتيل عبدالباسط عبد الصمد , وصهيل فرسان أكتوبر, وموسيقى (دارت الأيام) لعبد الوهاب , وسمفونية ( فيها  حاجة حلوة) لعمر خيرت .

ولانقرأ (نبش الفراخ) الذي باتت تسود به بعض المقالات , فمكتباتنا تزدحم بكتب السلالات النبيلة من مكتبة الإسكندرية  إلى طه حسين وزكي نجيب محمود , ومن الجبرتي لشوقي ضيف وعبدالسلام هارون. 

ولأن هذا العالم لايمتلك قواما دون راوي , يرمم غربته ويغزل بداده داخل رواية,  جعل نجيب محفوظ أولاد حارتنا يهمسون بإن الحارة جرم صغير انطوى فيها الكون الأكبر  , محفوظ أغضب الأزهر وأبهر العالم ...بينما جعل له التاريخ مقعدا في الخالدين.

اهبطوا مصر فالعلاقات الإستراتيجية تمرض ولا تموت , نعرف بأن الانكماش الحضاري قد يولد الكثير من الفوضى , ويجلب العديد من الأدعياء إلى الواجهة كيوسف زيدان وإبراهيم عيسى , وسواهم من مهرجي الموالد , لكن هؤلاء ليسوا بمصر....

فمصر عنقاء الأزمنة ...دوما تعود لتحلق من عمق الرماد .

كاتبة سعودية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مهلاً سيدتي !!!
علاء طه فرج -

يا ست أميمة ، و هل يوسف زيدان و إبراهيم عيسى هاجموا السعودية إلا بعد تطاول سفهائكم على مصر و المصريين ؟؟؟ مصر التي : - أطعمتكم من جوع ..- و علمتكم من جهل ..- و مستعدة للذود عنكم عند أي خطر يتتهددكم .. أتستحق مصر منكم أن يعيرها بعض إعلامييكم ببعض المساعدات التي قدمتموها ، و التي لا تساوي عشر معشار ما قدمناه لكم على مر القرون ؟؟؟ - مالك سيدتي لا تقولين شيئاً لسفهائكم ؟؟؟ حتى مقالتك فيها نبرة غطرسة حين تفرضين حبك لمصر رغم أنف أبنائها !!! و أصدقك القول ، لقد ضقنا بصفاقة البعض منكم .. حتى أسلوبك ضقنا به !!! و لن تعود مصر كما كانت أبداً ، فاحذروا غضبتها !!!

لستِ وحدكِ
عاشق مصر -

فنحن العرب جميعا بل كل البشر عندما تمرّ كلمة مصر Egypt يطغى عبقها على كل شيء ويتمنّى كل ابن وبنت أنثى وَصلَها وشمَّ نسيمها لينتشي بأصالتها وسؤددها، البعيد يرنو للقرب منها والقريب يتمنّى من كل قلبه المكوث بقية عمره فيها، أراد الذين (مايتسمّوش) بملياراتهم القبيحة إطفاء شمسها الساطعة وتعكير خفّة دمها التي لاتُضاهى فهبّ أبناؤها لصدّ تلك الرياح الآسنة التي من طبعها تخنق البسمة وتُميت الضحك وتُزهق روح النكتة التي جُبِل عليها أهلها وتستبدل المرح برقصات الموت والبهجة بالكآبة. مصر بكنسِ حفنة المتخلفين برهنت وأدهشت الدنيا بأنها ذات مناعة خارقة لكل مايعكّر صفوها ويمسّ هيبتها ويضعف قوّتها، ستبقى مصر حرّة إلى الأبد لن تطالها الأيدي العفنة، وعصيّة تعجز عن تركيعها قوى العالم حتى لو اجتمعت!

أغطية الطناجر, نبش الفراخ
Saaed -

ربما يكون المقال صادق ألشعور على المستوى الفردي أو الشخصي . المواطن السعودي أو الخليج فعلا يحب مصر لكن على طريقته الخاصه التي تختلف عن حب أي عربي لمصر . السعودي أو الخليجي يحب مصر جدا لان شعبها طيب وحضاري متمدن ، متواضع وخدوم ولطيف المعشر ، السعودي أو الخليجي يحب مصر لانه بها يستطيع أن يمارس أوامره وفوقيته بسبب طيبه الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعيه ، يحب مصر لفرض سيادته ، بعكس كل عربي آخر يحب مصر للاختلاط بشعبها الطيب المضياف الذكي المتعلم المتواضع ليس عن حاجه أو ضعف بل عن حضاره أصيله عمرها على بعمر الزمن . بالمقارنه ؛ المصري في السعوديه ودول الخليج عامه يعامل بأقل مما يستحقه من احترام . مصر قدمت للسعوديه والخليج والعرب عامه ما لا يستطيعون سداده بمئات أو ألوف السنين . قدمت مصر للعالم العربي الجامعات والمعاهد التعليميه ، قدمت المعلمين واساتذه الجامعات والأطباء والمهندسين والعلماء ورواد الأعلام ورجال القانون والسياسه مجانا أو بأجر بسيط لا يتناسب مع حجم الخدمات .