ولاء الكلاب والشعب للسلطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بما أن الشيء بالشيء يذكر لذا فإن انتشار خبر إهداء الروس لستمئة كلب بوليسي للإدارة الذاتية في المقاطعات المعلنة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي كان مثيراً للاهتمام، حيث جاء في سياق النبأ أن الغرض منهم هو إدخال الكلاب في مجال الحماية والتفتيش في المناطق الكردية بسوريا، هي عملياً ومن النواحي الأمنية طريقة نافعة لمن كان له كامل السيادة على بقعة جغرافية معينة، نعم فرغم أهمية الكلاب من الناحية الأمنية، إلا أن الغريب في الموضوع أن الكلاب ستفيد الإدارة على الأرض فقط، بينما نفس الإدارة لا تمتلك فضاءها، إذ في الوقت الذي تم فيه بحث موضوع الكلاب وإهدائها لإدارة مقاطعة عفرين كانت الراجمات التركية تقصف عشرات القرى والمواقع في منطقة عفرين، لذا فإن وقع خبر تسليم الكلاب مع وقع سقوط القذائف على قرى المنطقة ذكّرنا بذلك الذي لا يملك سقفاً ولكنه يسارع لشراء الثُّرَيَّا ليزين بها بهو بيته، كما ذكّرنا الموقف بمواطنٍ كان يحب تقليد البرجوازيين في اقتناء ما يقتنونه، إذ أنه رغم فقره المدقع ومن باب المحاكاة راح يقتني كلباً علّهُ يصبح في مقام مَن كان منبهراً بهم، ولأن التقليد الفاقع مزعج لنواظر المبصرين فنصحه جارٌ له قائلاً: يا جاري العزيز برأي لو أنك بثمن ما تطعمه للكلب تقوم بشراء غذاءٍ مفيد لابنك الهش والهزيل لقويَ عوده على الأقل وعادت إليه عافيته، وهو على كل حال أولى من الكلب بالعناية وبما تنفقه من المال على ذلك الكائن وأنت فقير الحال.
إذ أن الإدارة الذاتية لو كانت فعلاً معنية بسلامة الناس في المنطقة أمنياً وغذائياً، كان عليها أولاً أن تضع كل جهدها لتأمين الغذاء الضروري للناس الذين أنهكتهم سنوات الحرب وشهورها مع التطويق المستمر للمنطقة من معظم الجهات، وبالتالي تسمح لمنظمات المجتمع المدني بأن تقدم كل ما في وسعها لسكان المنطقة بدلاً من عرقلة أنشطتهم كما تشير إلى ذلك تلك المنظمات! والدليل على ذلك الخلل أن مدينة اعزاز الصغيرة جداً مقارنة بمقاطعة عفرين يعمل فيها ما يزيد عن 40 منظمة معنية بتقديم خدماتها للناس، بينما في كل كانتون عفرين لا يتجاوز عدد تلك المنظمات عن 10 منظمات، وذلك بسبب فرض الإدارة لشروطها الأيديولوجية من جهة ومن جهة اخرى تدخلها السافر بغرض السمسرة والاستحواذ على المردود المالي لتلك المنظمات كما كانت تفعل عائلتا الأسد ومخلوف في عموم سوريا، وحيث يعرف كل المعنيين بالمنطقة بأنها تعاني من الحصار الخانق منذ أكثر من سنتين من جهة تركيا من الخارج ومن الداخل من جهة الكتائب المتطرفة الموالية لتركيا، وكان على الإدارة الذاتية توفير كل الظروف المناسبة لعمل المنظمات، وكان عليها أن تحاول وبشتى السبل الدبلوماسية إيجاد آليه ما لإيقاف القصف على المنطقة سواءً من قبل الجيش التركي أو من قبل الكتائب المتطرفة، وذلك قبل الإنشغال بما هو أدنى منزلةً من أساسيات استمرار حياة الناس وبقائهم، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى يذكّرنا موضوع الكلاب بقصة الملك الذي قال يوماً عن رعيته أو جنده بأن ( جوّع كلبك يتبعك) فرد عليه أحدهم، وإن أطعمها غيرك تركتك ولحقت به، وهذا الموضوع لا يتعلق بالكلاب ككلاب فحسب إنما هو ينسحب على عامة الناس، حيث يُروى أن ملكاً من ملوك حميَر كان عنيفاً على أهل مملكته، يغصبهم أموالهم، ويسلبهم ما في أيديهم، وكانت الكهنة تخبره أنهم سيقتلونه فلا يهتم بذلك، وبينما امرأته كانت قد سمعت شكوى الكهنة حينئذٍ فقالت لزوجها الملك: إني لأرحم هؤلاء لما يلقون من الجهد ونحن في العيش الرغد، وإني لأخاف عليك أن يصيروا سباعاً وقد كانوا لنا أتباعاً، فرد عليها الملك: (جوع كلبك يتبعك) ولم يمر زمنٌ طويل حتى اتفقت الرعية مع أخ الملك ليساعدهم على قتل أخيه ويجلس هو مكانه، فاستحسن الأمير الفكرة، فوثبوا وثبة واحدة على الملك فقتلوه، فمر به بعد ذلك عامر بن جذيمة والملك مقتول، وكان قد سمع من قبل بمقولة الملك: (جوع كلبك يتبعك) فقال بن جزيمة: (ربما أكل الكلب مؤدبه إذا لم ينل شبعه).
عموماً لا إشكال في وجود الكلاب أو السلاح أو الذخائر، ولكن الأهم من كل ذلك هو الإنسان، الذي سخّر له الرب حسب النصوص الدينية كل موجودات الكون وكائناتها الحية لتقوم بخدمته، وبما أن على المرءِ وفق علي بن أبي طالب: "أخذ الحكمة ولو من أهل النفاق" لذا ستفيدنا في السياق الذي نحن فيه إحدى جُمل الدكتاتور السوري المدفون حافظ الأسد القائل: بأن "الإنسان هو غاية الحياة وهو منطلق الحياة"، لذا على الإدارة الذاتية أن تولي اهتمامها بالإنسان الذي هو وحده مَن سيُدافع عن أرضه وهو نفسه الذي سيطعم الكلاب ويستخدمها بغرض الأمان، فإن غاب ولاء الإنسان لأرضه وسلطته، فلا أهمية حينها لا للسلاح ولا الكلاب.
التعليقات
صياغتي للخاتمة
برجس شويش -فان غاب ولاء الانسان لارضه وسلطته, فما الفائدة من التضحيات والشهداء التي تقدم من اجل الوطن و الارض اذا كانت السلطة فاسدة, لو كان اسرائيل تصل الى القرداحة لكنت من المصفقين الاوال, يبيعوننا الشعارات الوطنية بينما الوطن جحيم ولا يطاق العيش فيه ليس بسبب الغذاء و الدواء وانما لانتهاك كرامة وحرية الانسان, ليستفد ب ي د من تجربة البعثين الفاشلة, ان اقصاء الاخرين و هيمنتهم على كل شيء او خلق شخصيات واحزاب الزينة كما كتبها الكاتب القدير كفاح محمود كريم لا تنفعهم وينتظرهم نفس المصير الذي كان بانتظار البعثين في العراق و سوريا,
و انت منهم
raman -معارضة رياض تقول نرفض مطلقاً التعديلات التي طرحتها “الانكس” ولم يتم دراسة طلباتهم اصلاً.على الرغم من أن الإدارة الذاتية الديمقراطية بكافة أطيافها وموكناتها أعلنت الفدرالية في مناطق روج آفاي كُردستاني ويتم تطبيقها الآن على الأرض إلا أن الأنكس لا يزال يتقدم بطلباته لمعارضة رياض التي لا تملك حتى هذه اللحظة شيأ على الأرض لا عسكرياً ولا سياسياً ,ومن ضمن المطالب التي تقدمت بها الانكس للائتلاف السوري المعارض “معارضة رياض”اللغة الكُردية التي يتم التدريس بها منذ 4 سنوات إلا أن المعارضة لم تدرس طلب مجلس الوطني الكُردي حتى الآن
أتباع ومريدين
raman -حاول اردوغان بشتى الوسائل السیاسیة الدبلوماسیة بإقناع الغرب وقوى التحالف بقیادة الولایات المتحدة بقطع الدعم على قوات سوریة الدیمقراطیة ومن ضمنھا وحدات حمایة الشعب ، ووضع ھذة القوات في لائحة ا ٍلارھاب ، لكن المسعى التركي اصطدم بالرفض الأمیركي الصریح والواضح ، تحول اردوغان الى الطرف الروسي معتقدا ربما یجد اذان صاغیة عند الروسي وربما یستطیع ابتزاز الامریكي للحصول على تنازلات منھ ، الرد الروسي ایضا كان صریحا روسیا في الأساس ، لم یبقى امام اردوغان الا المشاغبة ومحاولة وواضحا بل ان فكرة الفیدرالیة في سوریة كانت طرحا التشویش وتعطیل معركة الرقة من خلال قصف قرى عفرین ، والتھدید باجتیاح منبج ، الرد الروسي الأمیركي جاء من خلال إرسال قوات أمیركیة وروسیة الى منبج ، ومن ثم إرسال قوات روسیة لمقاطعة عفرین.ً في حركة لإختبار مدى جدیة القوات جاء الرد التركي على دخول القوات الروسیة الى عفرین بقصف قرى عفرین مجددا الروسیة في حمایة المقاطعة ، فأرسلت روسیا قواتھا الى مناطق القصف في رسالة الى تركیة بجدیة المسعى الروسي لا ندعي بان القوات الروسیة في مقاطعة عفرین سوف تذھب الى حد الاصطدام بالجیش التركي ، ولكن ھذة القوات سوف تكون قوات فصل تمنع اشتباك كوردي تركي في روجافا وشمال سوریة.ان تعامل روسیا وأمیریكا مع تركیا لن یخرج من حیّز الاحتواء ولكن في نفس الوقت لن یسمح لاردوغان تخریب والتشویش على الاتفاقات بین الدول الكبرى (روسیا امیریكا) ، عنجھیة اردوغان وجنونھ بالسلطة سوف تجعلھ یستمر في حربھاعلى الكورد في كل مكان لیس لأنھم خطر على تركیا كما یدعي ، بل لان الكورد ھم الذین كانوا السد الذي وقف بینھاوبین مشروعھا العثماني في السیطرة على المنطقة.
الإعلام التابع لسلطة
raman -تهمة الانفصال ملازمة للكورد في الأدبيات و الإعلام التابع لسلطة الشمولية ، و انتقلت العدوى إلى إدبيات و أعلام المعارضة لسلطة أيضا و بأغلب تياراتها القومية و الدينية و الليبرالية .و بدون أي دليل أو إثبات يتم اتهام الكورد بالسعي لتقسيم و تفكيك البلدان. إنها تهمة في صالح السلطة الشمولية و الهدف الأساسي منها استمرار التحكم بخلق تناقضات و صراعات عرقية بين المكونات و اتهام مكون بالسعي لتقسيم البلد و شيطنته و خلق حالة بين الجماهير و كإن الخطر الحقيقي ليس من الطغيان و الجبروت و الدكتاتورية ، بل الخطر الحقيقي هو من مكون يسعى إلى التقسيم ، و لأن المعارضة لم تستطع التحرر من ذهنية السلطة فهي الأخرى روجت لهذه التهمة .بل أحيانا تجاوزت السلطة في اتهاماتها العنصرية التي لا تستند إلى أي دليل .و من المفارقات العجيبة في الحالة السورية مثلا ، أن النظام المعروف بدكتاتوريته أظهر استعداده لمناقشة كل القضايا بما فيها الفيدرالية ، لكن قوى المعارضة السوريةالعنصرية بما فيهم الإسلاميين و القوميين و دعاة الفكر الديمقراطي رفضوا رفضا قاطعا اي مناقشة بالفيدرالية و اعتبروها مشروع تقسيم .
أصحاب الثقافة المتدنّية
raman -بالمناسبة ، التملق ليس مقصوراً على أصحاب الثقافة المتدنّية ، بل يمتد ليشمل حتى أولئك حازوا على العلم الوفير ، والذين يدعون انهم مثقفون ، وهنا أقول كلمة ( يدّعون ) لأن الفعل الثقافي كما أزعم ، فعل كشف وموضوعية وليس تملقاً أو مداهنة بأيّ حال من الأحوال..ولكن بدا لي ان التملّق يساعد على كشف شخصيات الآخرين وتهافت خطابهم ، وكذلك يساعد على معرفة قدرات المتملق نفسه في التمثيل والايحاء وحسن التواصل..ولكن وللحق ، تبقى المشكلة في التملق ، انه اذا ما فقد المرء التحكم بمقداره ، أو أساء استعماله بالوقت والمكان المناسبين ، قد يعطي نتيجة عكسية ، تجعل الاخر يشك في نواياك في سهولة ..لكن في المقابل، هناك من يظن، انه لا داع للتملق على الاطلاق، لطالما انك تتحدث مع إنسان عقلاني وليس تافهاً، فقط ” قل ما تقصد ، واقصد ما تقول “، بعيداً عن الكياسة وتنميق العبارات في الطلب أو الفكرة المقصودة …أو على حد تعبير احدهم : ليس بالضرورة ان تكون مهذباً في كل ما تقول أو تفعل ..يكفي أن تكون على حق ..على أيّة حال، يبقى التملّق في ظني حيلة رخيصة ولكنها للأسف تنجح غالباً.
أهل كركوك هزم داعش
ناصر -والسيد مسعود بارزاني وسلطته القرقوشيه جوع الشعب في ا لاقليم بينما ينظم حفلات كلفتها بالملايين الدولارات لملكات الجمال من لبنان وبقية المدن الكورديه وحفلات لكل من هيفاء وهبي وأخته ومريانا فارس واليسا وانت ادرى بالموضوع يا كاتبنا الموقر !!!!!