فضاء الرأي

تجلّي الديمقراطية الحقة في فرنسا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فجأة وبدون سابق إنذار في إبريل 2016، ظهر حزب سياسي غير معروف في فرنسا.. أسسه شاب لم يتجاوز 38 من العمر، ومن خلال حملتة الإنتخابية وسيرة حياته الذاتية أثبت للناخب الفرنسي بأنه قادر على إحداث التغيير المناسب لفرنسا وأكّد للمواطن الفرنسي الحرص على مصالحه ولكن بدون الإنعزال وأن محاولة الإنعزال والخروج عن الإعتراف بكونية وعولمة العالم سيضر بمصالحه الإقتصادية أولآ.. إضافة إلى الإحتمال الكبير في دخول فرنسا دوامة عنف بين مواطنيها.. إخترق المشهد السياسي وبسرعة فائقه إنتزع الزعامة السياسية عن حزبي اليمين واليسار ليقلّص من سلطتهما التي إستقرت لعقود في الذهنية الفرنسية.
حملته الإنتخابية إستندت على التأكيد على مبادىء الثورة الفرنسية ضاربة حملة منافسته زعيمة اليمين المتطرف ماريان لوبان في القلب حين إستندت في حملتها على الترويج لقيم تختلف تماما عن قيم الحرية والمساواة والإخاء التي أعطت الشرعية للثورة الفرنسية في الماضي.. 
شاب في التاسعة والثلاثون من العمر.. خريج إحدى كليات النخبة في فرنسا. من وسط راقي – عمل في بنوك روثشايلد وتدرج السلم السياسي لي’صبح أصغر وزير إقتصاد.. إستقال في الوقت المناسب للتركيز على حملته الإنتخابية. التي ترفض كل أشكال التيار المحافظ و’ملتزمة بكل المبادىء الفرنسية والتقدمية. وفاز ليصبح أصغر رئيس للجمهورية الفرنسية.. خطاباته بعد الفوز لم تتغير.. ركّزت وأيّدت ما وعد به خلال حملته الإنتخابية بدون أي تناقض بين المبادىء والعمل على أهداف تحميها.. كلها نمّت عن فهم عميق للعالم وللتغييرات العالمية.. وتتمسك بعضويتها في الإتحاد الأوروبي.. ’معتبرا أن قوة فرنسا من قوة الإتحاد وأن لدية البرنامج الإقتصادي لفرنسا الذي يتكيّف مع العولمة.. والبرنامج السياسي المؤيد لإحياء كل الروابط مع الإتحاد. والتحديث السياسي من خلال فتح حزبه لكل الأطياف السياسية الأخرى حتى تلك المنافسة له.. فليس هناك من يمين ولا يسار فقط بل هناك فرنسا واحدة تعمل لصالح كل مواطنيها وتحثهم على المشاركة في القرار السياسي.
من خلال حملته وعى الناخب الفرنسي بدوره وبمسئوليته عن فرنسا وعن حقوقه كإنسان ومواطن يريد حياة جديدة تضمن له الإستقرار السياسي.. وتضمن إقتصاد مترافق مع تنمية مستدامه تعمل لصالح قوته ومستقبل اولاده. 
ولكن وبرغم فوزه الساحق وبأغلبية تفوق كثيرا عن مرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان إلا أن الحزب والرئيس الحالي يعلم بأنه سيواجه تحديات كبيرة بدأ الحزب بدأ بالتحضير لها بالعمل على تقديم مرشحين للإنتخابات التشريعية لإعطائه أغلبية نيابية تدعمه خاصة وأن لوبان هي المرشحة الأولى لقيادة المعارضة.. 
من أهم التحديات التي تواجه الرئيس الفرنسي الجديد.. 
 أول وأكبر التحديات تتمثل في إعادة الوحدة السياسية والمجتمعية بين أطياف المجتمع الفرنسي التي ثبت إنقسامها من خلال فوز لوبان ب 35% أي ان ثلث الفرنسيين توجهوا للتطرف المفروض أنه غريب على المبادىء الفرنسية.. إضافة إلى 4 ملايين ورقة بيضاء تؤكد وجود إحتجاج صارخ من شريحة مجتمعية كبيرة على أخطاء السياسيين الماضية وخوفهم مما هو آت؟؟ 
ثانيا الإقتصاد.. والذي ’يمثل عصب الإستقرار السياسي للدولة 
برغم إحتفال أرباب العمل بإنتخابه لإصلاح قانون العمل.. إلا ان هناك إنقسام حاد بين مطالبات أرباب العمل والنقابات العمالية. هذا الإنقسام ظهر واضحا في المظاهرة التي حشدت لها النقابات في مظاهرة الأمس (الإثنين 9-5) إي بعد يوم واحد من فوزه. وتخوفهم من تصريحه خلال الحملة الذي صرّح به أنه يفضل إصدار القوانين بعد الحصول على تفويض من البرلمان؟؟؟ 
هناك خلل كبير بين قطاعي التجارة والقطاع العام سببها التراجع عن التصنيع؟؟
النسبة العالية من العاطلين عن العمل التي ’تقدّر ب 10.1% وزاد من تفاقمها وصول أعداد كبيرة من المهاجرين واللاجئين من ثقافات مختلفة عن الثقافة الفرنسية. 
ثالثا مشكلة الأمن سواء الداخلي من خلال وجود متطرفين فرنسيين والأمن الأوروبي من خلال تزايد اعداد المهاجرين 
إضافة إلى المشكله التي تواجهه في كيفية التعامل مع بريطانيا وخروجها من الإتحاد وما يستلزمه هذا الخروج من أعباء مادية ترفض بريطانيا الإلتزام بها وتطلب التفاوض بشأنها إضافة إلى الأعباء الأمنية التي ستتطلبها فكرة منع المهاجرين من الوصول إلى بريطانيا، والتي تعهد خلال حملته الإنتخابية بإعادة التفاوض معها حول تواجد موظفيها على المعبر الحدودي وفحص اوراق الداخلين قبل خروجهم من فرنسا.. الأمر الذي واجهته بريطانيا بقرار أن ’تحمل شركات الملاحة عبء فحص وتدقيق الداخلين والتأكد من حصولهم على تأشيرة قبل السماح لهم بالدخول. 
هناك أسئلة عديدة لا ’يمكن التكهن بإجاباتها..’ترى هل ’يحفّز ما حصل في فرنسا المواطن البريطاني على إعادة النظر في خروج بريطانيا من الإتحاد؟؟؟ هل فوز ماكرون بهذه الأغلبية سيحفز دول الإتحاد الأخرى ( النمسا ) التي يتصاعد فيها اليمين المتطرف لإعادة النظر في قرارها حول إستمرار عضويتها أم الخروج من الإتحاد؟؟ هل ستحظى رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل بالفوز بولاية جديدة للرئاسة؟؟؟ أنا واثقه بأن إجابات كل هذه الأسئلة ’مرتهنه بأي عمل إرهابي مهما كان صغيرا.. وواثقه أيضا بالديمقراطية التي فتحت الباب على مصراعية لثورة شباب جديدة ومن نوع آخر تمثل في فوزه وفي عمله على إشراك كل شرائح الشعب الفرنسي في البرلمان.. 
ولكن وبرغم التحليلات السابقة وصعوبة التحديات إلا أنني لا يسعني سوى الإعتراف بقيمة الديمقراطية في إحداث التغييرات اللازمه والملائمة للعصر وللتطور ثم التحسّر على الإنسان العربي المحروم من كل حقوقة وخاصة حقه في الترشح.. وحقة في الإختيار وحتى حقه في الحياة.. ويبقى مسجونا في قيود التقاليد والعرف والعادات والرفض لكل الحريات بإسم الدين لتعطي شرعية لأنظمة قمعية عفى عليها الدهر وشرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لماذا التحسر وقد ساندتم
كعلمانيين أنظمة القمع ؟!! -

الكاتبة تتحسر على الإنسان العربي المحروم من كل حقوقة وخاصة حقه في الترشح.. وحقة في الإختيار وحتى حقه في الحياة.. ويبقى مسجونا في قيود التقاليد والعرف والعادات والرفض لكل الحريات بإسم الدين لتعطي شرعية لأنظمة قمعية عفى عليها الدهر وشرب. - انتهى الاقتباس اليست هذه الأنظمة القمعية سواءاً كانت عسكرية او عشائرية او طائفية او حزبية ممن تصفق لها الكاتبة العلمانية وتيارها لانها تقمع أشواق الشعوب في الحرية والكرامة خاصة اذا أتت الانتخابات بتيار لا تؤمن بحقه في الحكم الكاتبة وتيارها ويصبح حينها الاستبداد والقمع أفضل ممن جاءت بهم الانتخابات الشعبية و لا مانع لدى المثقف العلماني ان يحرم الشعب كله من الحرية والكرامة اذا جاءت الانتخابات بتيار يبغضه ان انانية المثقف العلماني وكراهيته للدين جعلته يفضّل الاستبداد والقمع على الحرية فالمستفيد اليوم كما في مصر يسكت اي صوت ولو علماني ويضع البيادة في فمه ليخرسه بعد ان استخدمه في الهجوم على فصيل سياسي أتت به الانتخابات .

ديموقراطيات مثقوبه !
غسان -

هل حقاً تجلّت الديمقراطية الحقة في فرنسا ؟! أم أن القرار تتخذه النخبه أولا وآخرا ثم تسوق له بقوه ليصبح مزاجا عاما يتباه الجمهور في الإنتخابات بمعنى أن الشعب يختار ولكن وفق خط مرسوم له مسبقا ..الواقع أنه ليس دائما الشعب هو الذي يختار لا في فرنسا ولا في أي مكان آخر .. هناك دائما عوامل مؤثره وحاسمه تؤدي إلى إختيارات محدده

فاز بأصوات المسلمين
لطفي لطيف -

‏فاز ⁧‫مكرون‬⁩ بفضل أصوات المسلمين وخسر الانقلابيون في مصر والخليج العربي اعداء الربيع العربي سندهم العنصري البغيض .لوبان .

لا تصفقوا للأحزاب القومية
المسيحية المتطرفة -

الاحزاب اليمنية المسيحية المتطرفة في اوروبا لا تستثني أحداً من تطرفها ولا حتى مسلم لا ديني ولا حتى مسيحي مشرقي او مسيحي من امريكا اللاتينية وكذا اليهود والغجر والسود والاسيان المهم كل من ليس هو مسيحي ابيض بيور ؟! ولذلك لا يجب ان يفرح الانعزاليون الكنسيون ولا العلمانيون يصول هؤلاء الى السلطة لانه ببساطة عليهم ستدور الدوائر يوماً ما .

لماذا التحسر ؟
فول على طول -

لماذا التحسر على الانسان العربى أو المسلم ؟ وما هى حقوق الانسان العربى والمسلم ؟ حقوق العربى والمسلم وكل تفكيرة مقيدة بنصوص شرعية لا يقدر على الخروج منها . الحاكم العربى والمسلم هم ابن نفس الثقافة العنصرية الارهابية التى تربى عليها . مميزات ما يعرف بالربيع العربى هو ظهور هذة الشعوب على حقيقتها ...ظهرت العداونية والرغبة فى تدمير كل شئ وكراهية المخالفين لكم فى العقيدة أو حتى فى المذهب والكراهية العميقة للانثى ...وحرق كل شئ والتشفى وحب الدماء والفوضى والقتل والنهب والسرقات والرعب فى الشارع والسطو الخ الخ ...وأثبتت التجارب أن كل شعب يستحق حكامة ...عراق صدام كان أجمل بكثير من الان وهذا يؤكد أن الشعب همجى ولا يصلح معة غير الكبت وتكميم الأفواة . سيدتى لا تتحسرين على الانسان العربى والمسلم بل كل الحسرة على التعاليم التى جعلت منة مخلوق لا يمت للانسانية .

و ما ادراك من هو وراء
مباديء الثورة الفرنسية -

عمل في بنوك روثشايلد وتدرج السلم السياسي لي’صبح أصغر وزير إقتصاد. -يا ست احلام حتى بعد انتخابه رئيسا صوريا لفرنسا فعمليا هو لا يزال موظفا بسيطا لدى آلِ روتشيلد و هم الذين اختاروه و وضعوه في الواجهة و انهم يملون عليه ما يجب فعله و ما لا يجب فعله، آلِ روتشيلد و مؤسستهم ليسوا فقط يحكمون فرنسا بل انهم يحكمون العالم و لا يستطيع موظف بسيط ( بمنصب رئيس جمهورية) الخروج عن طوعهم ، مباديء الثورة الفرنسية ما هي الا ذَر الرماد في عيون البسطاء من العامة و كلام حق اريد بها باطل و تستخدم كوسيلة لتمرير مخططات جعلت من آلِ روتشلد و من لف لفهم هم الحكام الحقيقيين للعالم

فول على طول
ومن تبعك -

أنت ياقبطي فول على طول تمثل كنيستك القبطية وأخلاقها وأخلاق بولص الذي أسسها.

لا تقولي يميلون للتطرف
قولي استعادواحسهم الوطني -

35% أي ان ثلث الفرنسيين توجهوا للتطرف!! يا ست احلام انت أيضا تدخلين ضمن mainstream media التي تروج للخطاب التحريضي ضد الزعماء الوطنيين الذين يرفضون محو الطابع القومي لوطنهم ،خطابكم هذا الذي يصف السياسيين الذين يغارون على وطنهم و يريدون الحفاظ على هويته القومية و منع الأعداء من التسلل اليه و وصفكم لهم بالتطرف أصبحت كلاما مستهلكا، بدلا من ان القول ان ثلث الفرنسيين توجهوا الى التطرّف فعليك القول ان ثلث الفرنسيين استعادوا وعيهم و بدؤوا بالشعور بالغيرة على وطنهم و تخلوا عن لا اباليتهم تجاه غزو بلدانهم من قبل المهاجرين المعادين لوطنهم و يان ٣٥ ٪‏ يرفضون تسليم قيادة بلدانهم الى جهات من خارج فرنسا ، وصول ماكرون يعني استمرار فقدان إستقلالية فرنسا

يا سلام يا شيخ ذكى
فول على طول -

يا شيخ أنت ذكى ذكاوة لا مثيل لها ...عموما وقلت للمرة المليون : يشرفنى أن أكون أى جنسية أو أى عرق غير أن أكون عربى ...وأتشرف أن أكون أى ديانة أو حتى ملحد ولا أكون مسلما حتى ليوم واحد ....فهمت ؟ وكل الشرف لى أن أكون قبطيا مصريا ارثوذكسيا وأتحلى بأخلاق الكنيسة وبأخلاق بولص ولا يشرفنى اطلاقا أن أتحلى بصفات أى انسان أخر مهما كان .....فهمت ؟ لكن انت جبت الذكاوة منين وعرفت أنى قبطى ؟ سوف تقرأ نفس الرد وللمرة المليون كلما تكتب هذا التعليق لعلك تفهم بعد المرة المليون .

ياسلام يا أذكى قبطي
سوط عمرو بن العاص -

عرفتك قبطي من تعليقاتك