فضاء الرأي

أردوغان يتّوج نفسه سلطاناً

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

أخيراً وصل اردوغان الى ما يريد، أي ان يركز جميع الصلاحيات في يديه على طريقة آل عثمان ... وصل الى غايته بعد اكثر من عشر سنوات من الاجراءات والخطوات المتدرجة لأسلمة الدولة والمجتمع، وقمع المعارضة، ورد الاعتبار الى الحكم العثماني... لقد كتبت على مدى تلك السنوات سلسلة مقالات عن تركيا وسياسات اردوغان وكان ذلك في مناسبات كانت تثير الضجة والاثارة، على الصعيدين الدولي والاقليمي. كانت اولى تلك المناسبات ذات الضجيج عام 2010، حين كان اردوغان في مؤتمر دولي بسويسرا، وبحضور شمعون بيريز .. وقد افتعل الاول حملة كلامية صاخبة ضد الثاني، وحين عاد الى بلاده استقبله انصاره بهتاف (عاد القاهر) و(العثمانيون المرعبون) واما (القاهر) فالقصد كان السلطان محمد الثاني الذي احتل القسطنطينة (استنبول) وحول كنائسها الى جوامع. ان مواجهة اردوغان كلاميا ضد بيريز، وخطوات رد الاعتبار للدولة العثمانية، باسم(العثمنة الجديدة) اثارت لدى فريق واسع من وسائل الاعلام العربية حماساً منقطع النظير. فيكفي ان تشتم اسرائيل وان تدعوا الى دولة قوية حتى تجد التصفيق والتهليل.

وكنا نقرا مانشيتات مثل (تركيا لتعيد هويتها) (تركيا تكتشف اصلها) (محور انقره –طهران- دمشق يتصدى لإسرائيل) . قلة من الكتاب العرب من انتقدوا رد الاعتبار للدولة العثمانية وخلافتها، التي اقترنت بالانحطاط والرجعية والمغامرات العسكرية في الاراضي العربية وخارجها. وفي حينه كتب حازم صاغية ان العرب يبحثون عن القوة، وليس في برنامجهم لا الحرية ولا التنوير ولا الديمقراطية. ومنذ عام 2011 آي مع انتفاضات ما صار يدعى بـ (الربيع العربي) نشطت حملة دعاية واسعة، لا سيما في الغرب، وبالأخص في الولايات المتحدة... اعلام كان يتحدث عن اردوغان وحزبه الاخواني نموذجاً للإسلام السياسي(المعتدل) وهو ما كان يروجه اوباما، وذلك لتسويق نظريته بأن الاخوان المسلمين العرب، لاسيما في مصر هم معتدلون وديمقراطييون وفقا للنموذج التركي . وقد وضع اوباما كل آماله على اخوان مصر، وساعد في وصولهم الى السلطة، ونعرف ما جرى من تصرفاتهم الاستبدادية حتى ازاحتهم الجماهير بمساعدة الجيش وحينذاك اصدر اوباما سلسلة عقوبات ضد مصر، لقيت تهليل تركيا وقطر.. اما المناسبة التالية فهي ما حدث مع قصة المؤامرة الفاشلة، من اعتقال عشرات الالاف وطرد عشرات الالاف من الوظائف . وكل تلك التجاوزات كانت ضمن التمهيد لقيام السلطنة من جديد في شخص

اردوغان، رغم ان فوزه في الاستفتاء كان هزيلاً وانه شطر تركيا الى شطرين . اوربا الغربية غير مرتاحة من هذه التطورات، اما ترامب فقد هنّأ اردوغان بفوزه الهزيل والمطعون به. وحكاية ترامب انه يبدل مواقفه باستمرار ويفاجأ العالم كل يوم بموقف جديد... والخلاصة ان تركيا اردوغان، تسير نحو دكتاتورية مطلقة، وبدلاً من ان تلعب في المنطقة والعالم دوراً ايجابيا، فأنها مرشحة لدور سلبي لا يخدم الشعب التركي ولا امن المنطقة والعالم. وان شتائم اردوغان للاتحاد الاوربي وتهديداته ستأتي بمردودات سلبية ولا تعني ان اردوغان صار بطل التصدي للغرب كما يردد بعض الصحفيين العرب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليش لا
Mishal -

ليش الحسد من الغير . نسبه المصوتيين بنعم تجاوزت 51% , اعتقد ان الكاتب متاثر بنسبه المصوتيين بنعم بالانتخابات العربيه ذات النسبه التي يجب ان تتجاوز 95%. هذا و الله اعلم.

على اول صيدلية
وخذ لك مرهم -

اردوغان يا عمهم يا حارق دمهم .. وكما يقول المصريون اذا بتحرقك اوي حط مرهم هههه

الاكراد ومسلمي القوقاز
محتلي بلاد الارمن والاشور -

ان السلطان العثماني اردوغان مجرم وقد اجرم ضد الارمن في ثلاث اولا1- هو رئيس دولة ووريث دولة ارتكبت جريمة الابادة الارمنية والمسيحية 1878 - 1923 في وطن الارمن التاريخي المحتل ارمينيا الغربيةوارمينيا الصغرى الابادة الارمنية والمسيحية على يد الاتراك وعملائهم المرتزقة الاكراد بندقية الايجار وثانيا 2- انكر المجرم اردوغان جريمة ابادة الارمن والمسيحيين بادعائه الكادب بان الاتراك والمسلمين لا يمكن ان يبيدو شعوبا اخرى ان انكار ابادة واستكراد واستتراك الارمن والمسيحيين هو استمرار لجريمة ابادتهم واستكرادهم واستتراكهم وثالثا 3- حرم الارمن الناجين من الارهاب التركي والكردي من وطنهم المحتل الولايات الارمنية السبعة فان وبتليس وخاربيرت وترابيزون وارزروم وسيفاس/ سيباستيا وديكراناكيرد/ دياربكر الارمن والمسيحيون والدين دبحو في الهضبة الارمنية المحتلة والدي امتلات بالاكراد المحتلين ومسلمي القوقاز والبلقان محتلي بلاد الارمن والاشوريين واليونان

الاسلام
نبيل -

الإسلام بطبيعته السياسيه هو معادي للديمقراطيه والتعدديه , اردوغان قام بما نادى به الاخوان المسلمين ونفذ المخطط بحرافه , وهو استعمال أليات الديمقراطيه (الانتخابات العامه) للوصول للحكم وثم تغير القانون لمصلحة بقائه في السلطه وبقاء المعارضه في السجن , معضلة وضعف النظام الديمقراطي انه يعتمد على اخلاقيات السياسين وصدقهم واخلاصهم لهذا النظام وتقبلهم للتنازل عن السلطه وتداولها مع الأخر , اول دوله ديمقراطيه في العالم واقدمها هي الولايات المتحده الامريكيه , عندما قام اول رئيس لهذه الوله وبطل ثورتها (جورج واشنجطن ) بالتنازل عن الحكم طوعا بعد 4 سنوات وهو في ذروة عمره وشعبيته قد وضع الأساس الأول لهذا التداول , هناك عباره جميله للرئيس الأمريكي رونالد ريجن يشرح فيها قابلية الديمقراطيه للتفكك والزوال يقول فيها ( إقامة الانتخابات في أمريكا كل 4 سنوات ليس فيه أي شيء غير عادي , ولكن تداول السلطه وتنصيب رئيس جديد بدون عنف او فوضى لمدة 200 سنه من تاريخ أمريكا هو الشئ الغير عادي ) , القضيه التركيه قضيه اخلاقيه .

خليك في حالك
تركي -

وانت ما عين اهلك ... متخلليك في حالك ... اذا كنا احنه راضيين انت مالك

العنوان خطأ فاحش
عماد -

الشعب هو الذي توج أردوغان... هذه قواعد الديمقراطية.

كل شعب يستحق حكامة
فول على طول -

الاسلام والديمقراطية لا يجتمعان ...بصريح العبارة يقول المسلمون أن الديمقراطية كفر بواح ...انتهى - من أهم نتائج الربيع العربى أنها أظهرت الشعوب العربية والاسلامية على حقيقتها ...نقارن مثلا عراق صدام وعراق الربيع العربى - أو الخريف العربى ....لا يهم الاسم - سوف تجد أن صدام كان على حق ..بعد الربيع العربى اجتاح الشارع العربى القتل والنهب والارهاب والفوضى ...الخ الخ ..ولا أمل فى العودة الى السلم والسلام بعد اليوم ...انتهى - الأتراك مسلمون ومن أصل مغولى أى رعاع وهمج ولا يصلح معهم أى نموذج انسانى ..مثل البدو تماما . أعتقد أن كل شعب يستحق حكامة هى حكمة بليغة . نقطة أخيرة : هل يوجد دولة اسلامية واحدة بها انسانية أو حضارة أو حقوق انسان ؟ الاجابة بصراحة تؤكد أن هناك علاقة متينة بين ذلك وبين الاسلام .

المهم تفتيت تركيا
زبير عبدالله -

أردوغان ليس الأول في الشرق الأوسط ، الذين يقودون بلدانهم نحو الدمار، وهو يسير على طريقهم ، انتهت عراق ، ، وانتهت سوريا..انتهت ليبيا.....ستنتهي إيران على يدي ملاليها، وتنهي تركيا على يد أردوغانها...ومصائب قوم عند قوم فوائد...لكن على الذين يستفيدون ، بناء دولهم على أسس انسانية، لاتأخذ من الأحقاد عواميد بناء قابل للانهيار ، أو حدائق يسقونها من أباريق الوضوء،...

فاتحا عثمانيا
raman -

لا يخطئ من يرجع تحولات أردوغان، إلى نزعات الغطرسة والغرور والأنانية وأياً يكن السبب، من المفيد التذكير أن أردوغان قد أضاع، بتنصله من النهج القديم الذي كان يميزه، فرصة دخول التاريخ الحديث من أوسع أبوابه، ولربما تقود سياسته الجديدة إلى تمكين حكمه وفرض رؤيته ومنهجه، لكنها تهدد مستقبل البلاد وأسس وحدتها ونهضتها، محرضة صراعات سياسية واجتماعية وثقافية قد تكون مدمرة، عندما يعتبر اردوغان نفسه ذو ذكاء خارق و هو الوحيد المميز بين قادة العالم و أن كل أحكامه و قرارته سليمة و أنه قادر على تحقيق المستحيل ،”وصدق من بعض اتباعه المرتزقة ممن اضفوا عليه صفة التقديس وترفعه عن البشر” ,و ينظر إلى المختلفين معه نظرة الاحتقار ، و ينعتهم ،بالنازية والفاشية ,يكون الاتراك قد ابتلوا بحاكم مصاب بداء العظمة جازما بان “الشعب التركي سيحتفل عشية تنصيبه دكتاتورا ليس على رقاب الاتراك بل فاتحا عثمانيا جديدا لبلاد المسلمين..

صح النوم
علي البصري -

العكس هو الصحيح ان السلطان في اسوء حالاته بعد ان نفض الامريكان الذين ورطوه في سورية ايديهم وقتلوا طموحاته الامبراطورية ،بل اصبح التراب العثماني في خطر بعد تسليح اكراد سورية لتكوين بداية الدولة الكردية التي ستهدد الكيان التركي ،حتى مبادرة حماس تمسح بها نتنياهو ،اعداء اوردغان كثر داخليا وخارجيا فلن يستطيع ان يحقق طموحاته والان يعادي الجميع ،اوردغان انصاره 50 % ولكن له اعداء 50 % ايضا وقد لايكون المستقبل لصالحه الا اذا دعمه القيصر بوتين في تغيير قواعد اللعبة ..فهل يثق بوتين باوردغان ؟؟؟؟

كركوك، كردستان
شيروان كركوكي -

هل تعرف يا قراءنا الاعزاء بان اتاتورك من اصول البلغارية ومن عائلة اليهودية من دول الاوروبا الشرقية وهذه مثبتة في ارشيف العثمانلي السري في انقرة؟

ضعف ذاكرة الفول
المزمنة -

نسيت ماليزيا وتركيا وأندونيسيا حديثاً، والعالم الاسلامي في العصر الذهبي للأسلام في عصور الظلام الأوروبية..

الى رقم 11
زعبوط أخو فول -

شكرا على هذة المعلومة ...والان لا نستغرب لماذا ارتقى بتركيا .

الديمقراطيه المطلقه
نبيل -

هناك ما يسمى الديمقراطيه المطلقه والتي تعني (رأي) الاغلبيه وهي جزء من النظام الديمقراطي في كثير من الشؤون واهمها اختيار رئيس البلاد , ولكن الجزء المهم في النظام الديمقراطي ليس ديمقراطيه مطلقه بل هي مقيده بقوانين الدستور ( حكم الاغلبيه تحت القانون ) فالرئيس الذي ينتخب بديمقراطيه مطلقه (رأي الاغلبيه ) عليه ان يحكم بديمقراطيه مقيده بالدستور , لأن هناك حقوق للاقليه ( الفرد) يحميها القانون فمثلا لو صوتت الاغلبيه في فرنسا على اغلاق المساجد فرأيها لن يصبح قانونا لأنه يتعارض مع الدستور الذي يمنح الانسان حريه العباده وحرية الأديان , لنفرض جدلا لو اجتمع 5 اشخاص وانت كنت واحد منهم وكان هناك تصويت بينهم وكان رايهم (ديمقراطيه مطلقه ) بان يقومو بمصادره محفظتك وملابسك ومنعك من الكلام , هل هذا يجوز ؟؟ طبعا لا , لماذا , لأن رايهم مخالف للقانون ( الديمقراطيه المقيده ) , اردوغان استغل الديمقراطيه المطلقه للتخلص من قيود الديمقراطيه المقيده له , وقام بوضع الكثير من المعارضه قي السجون واغلق الكثير من الصحف والمواقع االالكترونيه وبذلك اصبح في طريق للديكتاتوريه والسلطنه , الديمقراطيه في قالبها السياسي هي ليست (رأي الاغلبيه ) بل هي حكم (إدارة البلاد ) تحت القانون , عندما تقوم الأم بتخيير عائلتها بنوع طبخة اليوم فهذه تخضع للديمقراطيه المطلقه ولكن عندما يتم اختيار من يقود سيارة العائله فهي ديمقراطيه مقيده فعلى السائق ان يتبع قوانين السير , اردوغان ساثق حافله والشعب التركي الركاب وهو لا يتبع قوانين السير ويغير الإشارات كما يريدها .