فضاء الرأي

كلام هاديء الى الرئيس رجب طيب أردوغان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مشتركات كثيرة جغراقية واقتصادية واجتماعية وثقافية تربط بين شعوب منطقة الشرق الاوسط من العرب والكرد والترك والفرس، ولكن أهم ما يميز الشعب الكردي عبر التاريخ هو عدم قيامه بالغزو والاعتداء على الاخرين وعلى جيرانهم بينما الاخرون تميزوا بها،وبنوا دولهم من خلال نهب حقوق الاخرين، اضافة الى ان الكرد تميزوا بشجاعة وقدرة قتالية عالية كمقاتلين ومحاربين بواسل، ولا يخفى ان ممالك استفادت منهم في قيام دولها على سواعد الكردمثل الدولة العباسية والدولة العثمانية والدولة الصفوية، وفي التاريخ الحديث استفادت تركيا والعراق وسوريا منهم في بدايات تأسيسهامقابل وعود اعطيت لهم، ولكن بعدها بسنوات قليلة نكثت بالوعودوحرموا من ابسط الحقوقه الانسانية والقومية والثقافية، وبدلا من الوفاء لهم تعض الكرد الى مآسي انسانية كبيرة.

وخلال الاحداث الاقليمية والدولية التي مرت بها الشرق الاوسط في العقود الاخيرة برزت تغييرات كثيرة في حياة مجتمعات ودولالمنطقة، والاغلب منها خرجت بمأسي ومعاناة وكوارث وحروب مسببة الدمار والنزيف الدموي المتواصل لابناء شعوب عديدة، واشد ما تعرضت لها هي الابادات الجماعية العديدة التي حصلت على مر العقود والسنوات ضد الكرد والمسيحيين والايزيديين وضد بعض المكونات السنية والشيعية في بلدان المنطقة وخاصة في العراق وسوريا وخاصة في السنوات الاخيرة.

وبالرغم من سقوط  نظام البعث في العراق الذي حاول ابادة الكرد، وتمايل نظام الحكم في سوريا نحو السقوط، وظهور الكرد كقوة اقليمية ومحلية لا يستهان بها خاصة خلال تصديها الشجاع من خلال البيشمركة والشرفانان والكاريلا ضد قوات تنظيم داعش الارهابي وبالتعاون مع التحالف الدولي برئاسة الولايات المتحدة، الا ان ما حصل من تأييد دولي كبير للكرد يقرأ منه اهتماما غير عاديا بهم وربما احتمال اعادة لقراءة خرائط المنطقة بسبب الظلم التاريخي الذي تعرض له الاكراد في فترة انهيار الدولة العثمانية.

ورغم مرور ثلاث عقود على نهضة الحركة التحررية الكردية في تركيا الا ان أنظمة الحكم التي تعاقبت على انقرة لم تبدي اطلاقا اية مرونة او تعاملا مدنيا وعقلانيا معها، وخاصة في السنوات الاخيرة تجاه الجناح المسلح الثوري الممثل بحزب العمالالكردستاني، ولا تجاه الجناح المدني السياسي الممثل بحزب الشعوب الديمقراطية الذي يضم تحت لوائه بعض المكونات القومية غير الكردية، وكذلك فان حكومة انقرة الاردوغانية وحزب العدالة والتنمية وخلال السنوات الماضية لم تستغل ظروق المنطقة وتغييراتها السياسية الدراماتيكية واجواء العولمة والتزامات احترام ورعاية الاعلان العالمي واللوائح الدولية الأممية لحقوق الانسان للتعامل بمسؤولية الدولة تجاه كرد تركيا، وعلى العكس من ذلك بادرت الى اعلان حرب شعواء على المدن والقصبات والقرى الكردية بحجة محاربة الارهاب والكرد بريء منها.

ويبدو ان السيد رجب طيب اردوغان ومن خلال تواصل نجاحاته السياسية والحزبية المستمرة طوال العقدين الماضيين، وعلى مستوى حزب العدالة والحكومة والرئاسة، تمكن من ارساء افكاره ومخططاته وطموحاته في قيادة تركيا بنجاح فائق، ولكن في السنوات الاخيرة ومع بدايات بروز الثورة الشعبية في سوريا حاول السيد اردوغان التدخل في شؤون المنطقة بغية تحقيق احلام اخرى فسر انها عثمانية من خلال التوسع وفرض النفوذ والتواجد العسكري على مناطق معينة في سوريا والعراق، مثل اقليم كردستان وبعض اطراف المعارضة السورية، ولكن مسعاه لم يحقق الاهداف، فرد عليه بابداء تعارض وتطرف شديد تجاه فضبة الحقوق المدنية و القومية والانسانية للشعب الكردي في تركيا وسوريا.

والطامة الكبرى ان السيد اردوغان وحكومته وحزبه أبدوا عنصرية عمياء تجاه الكرد، وبدلا من ان يستغل الأكراد ويقيم معهم تحالفا عسكريا استراتيجيا لصالح تركيا والمنطقة، تفرد بالانفرادية القاتلة واختار خيار الحرب مع حزب العمال الكردستاني ومع روزافا دون سبب اخلاقي او عقلاني او منطقي، ونتيجة لهذا تحولت تركيا الى ساحة صراعات لا تعرف نهايتها من بدايتها، وبدلا من ارساء السلام بين الكرد وأنقرة وبين تركيا وروزافا قام اردوغان بفرضسياسة عير انسانية تجاههم وفرض حربا شرسة تحولت الى مطحنة تستنزف قدرات كل الاطراف على حساب الانسان والانسانية وحق الحياة والكرامة ومستقبل الاجيال.

وكذلك بدلا من ان يستغل السيد اردوغان العلاقة الايجابية بين الولايات المتحدة وكرد روزافا وكرد الاقليم لاقامة تحالف استراتيجي برعاية امريكية تخدم كل شعوب المنطقة، وتسهم بفعالية في القضاء على القوى والمنظمات الارهابية الاسلامية، بدلا من ذلك تحول الى طرف يسعى بكل قوة الى تخريب العلاقة الطيبة بين واشنطن واكراد سوريا.

وبالتوازي مع هذا الدور سبب السيد اردوغان ازعاجا كبيرا لواشنطن، والاخيرة تدرك تماما ان الرئيس التركي يقف دون مبررفي مواجهة التطلعات المدنية والحقوقية لمواطني الدولة التركية من الكرد، ويفرض دون منطق مجابهة عسكرية انتقامية على قيادات وانصار حزب الشعوب الديمقراطية زاجا بالبرلمانيين والقادة المدنيين في السجون من خلال فرض سياسة رعب الدولة، ويبدياصرارا متواصلا في استنزاف تركيا من خلال مقاتلة حزب العمالرافضا اللجوء الى الحوار والتفاوض والجلوس على مائدة السلام.

ولكن مع هذا التشاؤم نبين ان السيد أردوغان امامه فرصة تاريخية لجلب الاستقرار والامن الى المنطقة، وذلك بالتقارب مع الاكراد وحل قضية الحقوق مع حكومة انقرة، والتعامل بدبلوماسية جديدة مرنة مع روزافا مبنية على ضمان السلام واحترام الخيار والقرار الكردي في سوريا، وتوازيا مع هذا التحول ان حصل يمكن لاردوغان ان يتبنى فكرة تشكيل حلف ثلاثي استراتيجي بين الولايات المتحدة وتركيا والكرد استنادا الى ميثاق تحالف لصالح الاطراف الثلاثة،وبذلك ستتفادى تركيا والكرد والمنطقة الكثير من المخاطر المستقبلية التي قد تتعرض لها، وسيحظى هذا التحالف بدعم اوربي كامل لانه يخدم المصالح الاوربية ويخدم السلام في العالم وفي منطقة الشرق الاوسط، وسيكون عاملا حاسما في القضاء على الحركات الدينية الارهابية المتطرفة في المنطقة، وفي حال تحقق هذا التحالف ستنعم تركيا واقليم كردستان واقليم روزافا بواقع سياسي منعم بسلام شامل وتطور وازدهار اقتصادي وتنموي يخدم كل شعوب ودول المنطقة، وفي الختام لا يسعني الا ان أذكر رئيس تركيا السيد رجب طيب أردوغان بقول الله تعالى من باب المجادلة الانسانية والنية الحسنة والتمنيات الطيبة "فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِخَيْرًا كَثِيرًا" واالله من وراء القصد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احتقار العراقيين
حسن كريم -

العنصرية التركية ضد الكرد والعرب لا مثيل لها وانا تلمست ذلك بنفسي في انقرة واشسطنبول وتحسست ان الترك يتعاملون باحترام مع الايرانيين والخليجيين ولكن باحتقار مع العراقيين ومازال يظنون ان العراق وبلاد الشام ولايات تركية ومن حقها التدخل فيها كيفما تشتاء وما يذرفه اردغان من دموع تمساحية بحق اللاجئين السوريين مجرد مسرحية هزلية لا بصدق بها احد والاكراد اكبر ضحايا هذه العنصرية.

وبدلا من ان يستغل الأكراد
خالد يونس -

وبدلا من ان يستغل الأكراد ويقيم معهم تحالفا عسكريا استراتيجيا لصالح تركيا والمنطقة، تفرد بالانفرادية القاتلة واختار خيار الحرب مع حزب العمال الكردستاني ومع روزافا دون سبب اخلاقي او عقلاني او منطقي ...!!! الحزب العمالي حزب ارهابي , فكيف برئيس منتخب ديمقراطيا وعن طريق الانتخابات التعمل مع مجموعة ارهابية ؟الضحايا الكورد من ارهاب العمال الكردستاني اكثر من الميت التركي. وهل بقى كوردي شريف في شمال كوردستان ولم تصلة رصاصات الارهاب العمالي ؟ وتدمير غرب كوردستان جريمة اخرى من جرائم ارهاب جماعات آبو.

رسالة جيدة
برجس شويش -

رسالة جيدة ولكن انتم ايضا بحاجة الى رسالة تهدئة و الكف عن المثاليات التي تحرض اصحابها ضد كل ما هو واقعي اعتقادا منهم بانها الحل الوحيد و الشافي لكل مشاكل الانسان, فيا ريت السيد الكاتب يتعرف على حياة الناس العادين في امريكا التي هي اقوى واعظم اقتصاد بالعالم وكم هي حياتهم صعب للغاية, هناك ناس بلا مأوى ينامون في الشوارع وتحت الجسور و ويحصل جرائم القتل و السرقة و تجارة المحظورات بمعدلات يوميا وبمعدلات عالية جدا, في امريكا الاكثر تطورا في العالم يا سيد جرجيس كوليزادة يوجد اكثر من 50 مليون يعيشون تحت خط الفقر, ولهذا وحتى تهدؤون انفسكم قارنوا بموضوعية بين امريكا وكوردستان و تقبلوا الحقائق و الواقع برحاب صدر ولا تقطعوا الامل بان غدا سيكون افضل من اليوم, كوردستان للتو تحرر ( نصف تحرر) من دولة عنصرية فاشلة كانت تشن حروب مدمرة على شعبنا فاحرق كوردستان و دمر المدن و القرى و الاكثر دمر الانسان الكوردستاني, واستلم شعب كوردستان في 9 نيسان من هذه الدولة كوردستانا مدمرا بالكامل ولكن رغم ذلك نهض شعب كوردستان بفضل البارتي بقيادة بارزاني و اليكتي بقيادة طلباني, وحتى تهدؤا من انفسكم وتتخلصوا من مصادر التحريض فيكم , كوردستان ليس هو الاستثناء في عالم يحكمها فقط الرأسمالية التي ابدا وفي اي مكان من العالم او في اي نظام في العالم مهما كان عادالا فان الراسمالية تعني عدم توزيع الثروة بالعدل والانصاف . فالدول الاشتراكية حين تحولت الى الراسمالية عاني شعوبها الفقر و المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية وكان عقدا ثقيلا على تلك الشعوب ولا تنسى بان تلك الدول كانت دول ومتطورة الى حد كبير فما بالكم بكوردستان الذي بدأ مسيرته من تحت الصفر وهي ليست دولة والاهم ان تعرفوا بانها لازالت تابعة لدولة فاشلة ولكن ما يجب ان يهدئكم و يوقفكم من التهجم على قيادة بارزاني يان هذا الجزء (كوردستان) افضل من الكل( العراق), فاستقلال كوردستان يعني التخلص من المشاكل والملفات و القضايا المشتركة بيننا وبين الفاشلين وبالتالي كوردستان ستتخطى الكثير من العقبات لتصبح الحياة المعيشية فيها افضل بكثير مما ان تكون مرتبطة مع دولة ليس لقياداتها سوى النوايا السيئة و العدوانية اتجاه شعب كوردستان , خذ نوري المالكي وثمان سنوات من حكمه كيف كان ينتهج سياسات لتضر بمصالح شعبنا و توجها حين سلم الموصل مع كميات هائلة من الاسلحة الى الدواعش لتشن الاخ

سياسة رعب الدولة،
raman -

المقاتلون الأكراد هزموا الاتراك وكسبوا العالم إلى جانبهم و ندين الأعمال العدوانية التركية الأردوغانية بقوة وندعو كافة الأطراف الكوردية التي مازالت تتعامل مع هذا الديكتاتور الشيطاني أن يقطعوا علاقاتهم مع هذا الإبليس الشرس ويعودوا إلى رشدهم والى النهج الكوردي الكوردستاني , إن أردوغان يستعمل محافظي القرى الكوردية كمرتزقة لضرب الحركة التحررية الكوردية في شمال كوردستان وكذلك يستعمل كل طرف كوردي يتعامل معه كمعاملة وسيط مرتزق لضرب الحركة التحررية في شمال وأيضآ غرب كوردستان وفي ظل الزيارات البرزانية المتتالية وتعاملها مع الديكتاتور والمجرم أردوغان لا بد أن نعود إلى الماضي ونذكر حاملي النهج القومي البرزاني والكورديتي لكي يعرفوا إلى أين وصل بهم الأمر , أن هذه المرحلة من الأنزلاق والسقوط أدت إلى فقدان الهيمنة القومية والنهج البرزاني على مسار الحركة التحررية الكوردية ووصلت في بعض الحالات إلى درجة الإفلاس السياسي على مستوى كوردستان الكبرى في كافة أجزائها وأدت حاليآ إلى الهم الوحيد المحافظة على إمارات عشائرية عائلية مقابل بيع أو تخلي عن كافة الطموحات الشعب الكوردي في الأجزاء الأربعة.

غيبوبة ام خيال
برجس شويش -

الكثيرون من يؤمنون بنهج عبدالله اوجلان اما هم في غيبوبة او يعيشون في عالم الاوهام, فهم يتهجمون على اردوغان ويعتبرونه من الد اعداء القضية الكوردستانية ( اتفق معهم) وينددون بطريقة شرسة و متطرفة بطرف كوردستاني يملك الشرعية و يملك حق التعامل السياسي حتى مع الاعداء بحيث تخدم المصالح العليا لشعب كوردستان, ولكن من المضحك جدا انهم يتعاملون ايضا مع عدوين لدودين لقضية شعب كوردسان النظام السوري و الايراني , ولا عيب في ذلك ولا يرونها مشكلة, لنقارن بين الطرفين, اردوغان يعترف بكوردستان العراق ويتعامل معه ديبلوماسيا ويرفع علم كوردستان رسميا في الزيارات الرسمية لقيادة كوردستان الى تركيا بينما النظام الايراني والسوري لا يعترفان ب ب ك ك وتوابعه حتى هذه اللحظة, فالخدمات الجليلة التي قدمها ب ك ك للنظام السوري و الايراني لا تقدر بثمن ورغم ذلك هذا النظامين يتنكران لوجود اي قضية كوردستانية في داخلهما او في الداخل الاخر, اما النقطة الاخرى التي يريد المؤمنون بنهج عبدالله اوجلان ان يتجاهلوها هو ان البارتي و النهج البارزاني حقق انجازات عظيمة على الارض وهو اي بارزاني يقود شبه دولة بينما ب ك ك فقط استطاع ان يحرر جبل قنديل الوعر والذي لا يقع في شمال كوردستان وانما في كوردستان الرئيس بارزاني. البارتي بقيادة الخالد بارزاني ومن ثم مسعود بارزاني اعطى قدسية وسمعة رائعة وشهرة للبشمركة الابطال ولم يقوموا باي عمل ارهابي او اجرامي طوال النضال القومي مع اشرس عدو النظام العراقي السابق ولكن ب ك ك جلب عار الارهاب على الحركة التحررية الكوردستانية , ارجوا ان تتمعن يا رفيق رامان جيدا في رئيتك الضيقة للمسائل .