فضاء الرأي

قمم الرياض الثلاث.. حراك جديد في الشرق الأوسط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تحتضن الرياض، خلال يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع، حدثا استثنائيا، عبر القمم الثلاث التي دعيت لها دول الخليج والدول الإسلامية، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قرر أن تكون المملكة العربية السعودية وجهته الأولى خارج الولايات المتحدة.

وفي تقديرنا أن هذه الخطوة من طرف الرئيس الأمريكي لها دلالة رمزية بالغة الأهمية، إذا ما عرفنا انه ستعقبها مباشرة زيارة إلى: إسرائيل، ثم الفاتيكان، مما يدل على اهتمام واضح بقضية وطبيعة الصراع في هذه المنطقة، لاسيما وأنها تحتضن الأديان التوحيدية الثلاثة.

وفيما تبدو فعاليات هذه القمم الثلاث، رهانا جديدا في سياق تحولات السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ستكون القمة الأولى بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،والرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما ستكون القمة بين كل من الرئيس الأمريكي ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، أما القمة الثالثة فستضم قادة الدول الإسلامية والرئيس الأمريكي.

وبطبيعة الحال فأن محتوى فعاليات هذه القمم ستعكس العنوان الأبرز لما ستتشكف عنه لاحقا من نتائج ومخرجات، أصبحت منطقة الشرق الأوسط في أمس الحاجة إليها في ظل الأزمات المتلاحقة التي تتعرض لها.

إيران هي أحد العناوين البارزة في مداولات هذه القمم الثلاث، لاسيما في ضوء المشكلات والمآزق التي تسببت فيها إيران في المنطقة، حيث يبدو لكثير من المراقبين أن ثمة قاسما مشتركا بين سياسات إيران في المنطقة، وبين الأزمات التي تخلفها تلك السياسات الإيرانية على أكثر من بلد عربي.

كما ستحتل قضية الإرهاب والبحث عن سبل تفعيل استراتيجيات أمنية مشتركة بين دول العالم الإسلامي والولايات المتحدة لمكافحة تلك الافة العالمية وتجفيف منابعها في منطقة الشرق الأوسط جزءا كبيرا من أجندة القمم الثلاث، لاسيما عبر تجديد استراتيجيات عسكرية وأمنية فعالة في الحرب التي تشنها منظومة التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، بعد التقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش العراقي ضد داعش في الموصل، بالعراق، وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد في سوريا.

لقد أصبح الوضع اليوم في الشرق الأوسط كارثيا، وينذر بتداعيات أمنية خطيرة مالم يتم احتواء أجندة إيران في المنطقة، وتجديد العزم على حل الأزمات وعلى رأسها الأزمة السورية، والوضع في اليمن.

كذلك، يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى هذه القمة لتعزيز شراكات اقتصادية وأمنية جديدة مع المملكة العربية السعودية والعديد من الدول الخليجية، وليؤكد أهمية وعلاقة التحالف التاريخي بين دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تقديرنا أن هذه الزيارة، من خلال القمم الثلاث التي سيعقدها ترامب مع قادة الدول الخليجية والإسلامية، ستسفر عن تحديد سياسات صارمة ضد إيران، ومراجعة للكثير من السياسات الأمريكية السابقة في عهد أوباما، وهو ما أكد عليه ترامب حين صرح، أكثر من مرة، عن نية الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادته في إعادة تقويم الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة أوباما مع إيران.

لطالما ظلت منطقة الشرق الأوسط، باستمرار، منطقة ساخنة بالصراعات ابتداء من الصراع العربي الإسرائيلي، ومرورا بالأزمات الأمنية والسياسية التي خلفها ما سمي بالربيع العربي في أكثر من دولة عربية، وانتهاء بالتدخلات الإيرانية وفوضى الإرهاب الذي لايزال ناشطا بقوة، رغم علامات الانهيار الوشيك لكيان داعش في الرقة والموصل.

ورغم الاختلاف الواضح جليا بين استراتيجيتي كل من أوباما، وترامب حيال التدخل في قضايا المنطقة، فإن إصرار الإدارة الأمريكية الجديدة على إعادة الهيبة لسياسات الولايات المتحدة في العالم يعكس بوضوح ملامح التحولات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

ربما كانت الضغوط الداخلية الكثيرة التي تتعرض لها إدارة ترامب من طرف الإعلام الأمريكي والمؤسسات السياسية الأمريكية بخلاف البيت الأبيض هي التحدي الأكبر إزاء إنجاح سياسات ترامب الخارجية.

في كل الأحوال، أثبت الحزب الجمهوري أنه الأكثر قدرة وكفاءة على أدارة ملف السياسة الخارجية من الحزب الديمقراطي، مما سيعني أن المفاجآت والتداعيات المحتملة لسيناريو بقاء ترامب أو رحيله عن البيت الأبيض، لا تعكس الضرورة تغييرا جذريا في السياسة الخارجية للحزب الجمهوري، ولاسيما حيال قضايا الشرق الأوسط والمنطقة العربية.
\

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أقرب الطرق للنجاة
فول على طول -

الصدق هو أقرب الطرق وأقصرها للنجاة ...والكذب مالوش رجلين كما يقول المثل العامى فى مصر المحروسة ...انتهى - المجتمعون جميعا يضحون على بعضهم وربما يعتقدون أن الشعوب تصدق هذا الكذب وهذا النفاق ....الذين أمنوا يؤمنون وعن عقيدة ثابتة أن الغرب الكافر وعلى رأسهم امريكا الشيطان الأكبر هم أعداء اللة وأعداء الدين الحنيف ....الغرب الكافر وعلى رأسهم ترمب يعرف جيدا أن الذين أمنوا يريدون تدمير الغرب الكافر ...انتهى - ولكن ما الذى جمع الشامى على المغربى ...أى ما الذى جمع الفرقاء الكفار مع المؤمنين ؟ أكبر نصب على الشعوب وعلى المجتمعين أنفسهم أن هذا المؤتمر لمكافحة الارهاب ...السبب الحقيقى هو العداء بين جناحى الدين الأعلى - الشيعة والسنة - وأهل السنة يحتمون بالشيطان الأكبر ضد الشيعة ...ترمب يعرف ذلك وبصفتة رجل أعمال ناجح سوف يقبض الثمن ..انتهى - كان من الأوفر والأفضل على الذين امنوا انفاق مليار واحد فقط لا غير وتوزيعة على أهل العلم من الشيعة والسنة وحذف كل النصوص العدائية بينهما وبالمرة حذف نصوص التكفير والارهاب التى تحرض المؤمنين على الكفار ..وساعتها لا يحتاج المؤمنون الى كل هذا الانفاق وهذا الرعب المتبادل والقضاء على الارهاب بأقل التكاليف ولا حاجة الى التعاون مع الكفار . انشر يا ايلاف مع الشكر ودون حذف .

شكرا ايلاف
فول على طول -

شكرا ايلاف على نشر تعليقى رقم 1 دون حذف حرف واحد . عهدناكم منبر الحرية والصدق ..فلا تتخلوا عن هذا المبدأ حتى نحترمكم دائما .