فضاء الرأي

الصدر واستراتيجية اعادة تأهيل الحشد الشعبي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لابد ان نقر في البداية أن دعوات السيد مقتدى الصدر في بيانه عن تحرير مدينة الموصل كانت حكيمة جدا، وذلك حينما دعا الى "حصر السلاح بيد الدولة، وأن بقائه بيد البعض سيؤدي الى ما لا يحمد عقباه"، و عندما دعا الى "انخراط افراد الحشد الشعبي في المؤسسات الحكومية المدنية والانسانية والثقافية ودمج من يصلح بالقوات الأمنية"، وهذا يمكن استيعابه في مشروع وطني لتوزيع افراد الحشد على القطاعات الرسمية الخدمية والمدنية ومن يرغب تنسيبه من المؤهلين الى الجيش النظامي والقوات الأمنية، ولاشك ان هذه الدعوات ومن خلال برنامج انساني يمكن الاخذ به بجدية التنفيذ حال التحرير الكامل لكافة الأراضي العراقية من دنس تنظيم داعش الارهابي.

ولاشك ان تحرير مدينة الموصل وتحقيق الانتصار العراقي على أشرس قوة ارهابية في العالم بفضل الاندفاع المستميت والشجاعة الباسلة لقوات مكافحة الارهاب والفرق العسكرية والشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي والصنوف الهندسية والاستخباراتية واللوجستية، وبالتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي برعاية الولايات المتحدة، يعتبر صفحة وطنية بالغة الأهمية لاعادة بناء البلاد من جديد وفق معطيات عراقية انسانية لضمان العيش الكريم لكل المواطنين، ولهذا فان عملية الحفاظ على النصر وإدامة القضاء على الإرهاب وعلى فكره التكفيري تعتبر مهمة شاقة، وكذلك عملية اعادة اعمار المناطق المنكوبة واعادة تأهيل المكونات المجتمعية والمجموعات السكانية المتضررة ايضا تعتبر مهمة صعبة، وتبني استراتيجية لاعادة تأهيل افراد الحشد الشعبي لخدمة القطاعات المدنية والخدمية تعتبر ضرورة ملحة لضمان القوى البشرية العاملة لاعادة الخدمات الأساسية العامة وتأمين المستلزمات الرئيسية للحياة، ولا شك ان المعالجة الفورية لهذه الاحتياجات والمقومات تعتبر ضرورة آنية وعاجلة لابعاد وازالة آثار شبح الدمار على سكان المناطق المدمرة بالسرعة الممكنة.

وتوازيا مع بدء العمل وترسيح الجهود للنهوض بالاعمال المدنية لاعادة الحياة الى طبيعتها في عموم المناطق العراقية المنكوبة، فان الدعوات الحكيمة التي طرحها السيد مقتدى الصدر تلزم الحكومة الاتحادية بدراسة واقرار استراتيجية وطنية لاعادة تأهيل أفراد الحشد الشعبي لضرورات مرتبطة بمرحلة اعادة الاعمار وفترة ما بعد داعش، ومعلوم ان هذه القوات الشعبية لعبت دورا كبيرا في مساندة الجيش والقطاعات الاخرى لاداء المهام العسكرية بفعالية ونجاح تام، وكانت هذه القوات مع البيشمركة ذخرا لقوات الجيش والاجهزة الأمنية لانقاذ العراق من أحلك الظروف التي اوقع فيها بدسائس اقليمية من دول مجاورة تحن احداها لامجادها السلطانية، ومن دول قريبة منها صغيرة ارادت ان تكون بالونا دونكيشوتيا على حساب العراقيين في غفلة من الزمن.

ولغرض رسم استراتيجية وطنية خاصة باعادة تأهيل قوات الحشد الشعبي وضمن اطار اشراف وقيادة القائد العام للقوات المسلحة العراقية ورئيس الوزراء وفق الصلاحيات المخولة له من الدستور الدائم، فاننا نرتأي ان نطرح رؤية باستناد دعوات السيد الصدر من خلال منظور عملي لغرض بلورة استراتيجية متكاملة تؤهل افراد الحشد لاداء مهمات مدنية انسانية وتدعم القوات العراقية النظامية في عين الوقت، وهي كالتالي:

(1) توزيع جميع المتطوعين في قوات الحشد الشعبي حسب شهاداتهم ومؤهلاتهم المهنية على الوزارات والمؤسسات والقطاعات الحكومية المدنية والخدمية و اعادة تأهيلهم وفق برامج و ورش مهنية وثقافية

لازالة اثار العنف والتراكمات السلبية التي لامست حياتهم خلال مجابهتهم لقوى الظلام التي انطوت تحت تسمية تنظيم داعش الارهابي.

(2) اعادة جميع المنتسبين الحكوميين المتطوعين في قوات الحشد الشعبي الى مواقعهم السابقة، واحتساب فترة خدمتهم مضاعفة لاغراض التقاعد، واعادة تأهيلهم وفق ورش وبرامج مهنية وثقافية لازالة اثار العنف والتراكمات السلبية التي لامست حياتهم خلال مجابهتهم لقوى الظلام في تنظيم داعش الارهابي والمنظمات التكفيرية.

(3) الاحتفاظ بالهيكل التنظيمي للحشد الشعبي وابقائه تحت قيادة القائد العام للقوات المسلحة، لضرورات الحاجة اليه في حال الغزو والاعتداء الخارجي على البلاد وفي حالات الطواريء والكوارث الطبيعية والصحية.

(4) الحفاظ على قيادة الهيكل التنظيمي المنحل تحت قيادة القائد العام لمتابعة الشؤون والامور الخاصة بقوات الحشد ومنتسبيها ومتابعة نشاطات وأعمال برامج اعادة التأهيل المدني والمهني في بغداد والمحافظات.

(5) تأسيس صندوق تحت عنوان (صندوق التأهيل الشعبي) لضمان تمويل الاستراتيجية الوطنية لاعادة تأهيل أفراد الحشد الشعبي، وبرأسمال لا يقل عن خمسمائة مليون دولار لضمان برامج اعادة التأهيل وفق رؤية مدنية ومنهجية انسانية.

(6) ضمان حق المنتسبين في الحشد بالمنح والسلف الحكومية مع سائر المواطنين للزواج وبناء البيت والسيارة واقامة المشاريع الصغيرة لضمان فرصة العمل وتأمين المورد المالي الاقتصادي، وذلك لضمان مصير هذه الشريحة.

(7) اعادة جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة الى الحكومة والى الجيش النظامي والابقاء على هذه الاسلحة في المخازن العسكرية لمجابهة اية ظروف طارئة في المستقبل تهدد العراق، وذلك لضرورات اعادة تشكيل هيكل الحشد في تلك الظروف اذا دعت الحاجة الوطنية والدفاعية اليها.

(8) الغاء جميع المجموعات المسلحة المرتبطة بالاحزاب والمكونات السياسية المشكلة تحت قيادة الحشد الشعبي والتعامل مع منتسبيها وقياداتها الميدانية وفق النقاط الواردة اعلاه لضمان حقوقهم وامتيازاتهم.

(9) تكريم الشهداء وعوائلهم والجرحى والمصابين والمعاقين، وضمان رواتب تقاعدية حسب الاستحقاقات وحسب قوانين مرعية بهذا الشأن، وذلك لضمان مستقبل افراد عوائل الشهداء والمضحين بحياتهم من احل البلاد.

(10) اجراء تحقيق قانوني كامل في اعمال الافراد والمجموعات المحسوبة على الحشد والتي ارتكبت انتهاكات وخروقات بحق الاخرين في مجال حقوق الانسان والسماح للمواطنين المتضررين بتسجيل الدعاوي لدى محكمة مختصة في حال اثبات ذلك وتعويضهم حسب القانون.

هذا باختصار أهم مفردات استراتيجية عراقية وطنية للتعامل مع الحشد الشعبي الذي شارك بفعالية وهمة عالية مع جنود الجيش وقوات الفرق العسكرية النظامية والبيشمركة في دحر تنظيم داعش الارهابي، وبهذه المناسبة نسأل الله ان يديم الانتصار العراقي وان يتحول البلاد الى واحة ديمقراطية نموذجية للعيش الكريم وللبناء والتنمية مع احترام كرامة وحقوق الانسان، وان تتحول الى مصدر اشعاع بكل مكوناته العربية والكردية والشيعية والسنية لتشع منها الانوار الانسانية لانارة المنطقة بحيويتها الحضارية المتميزة، واخر دعوانا الخير والسلام للجميع، والله من وراء القصد.

(*) كاتب صحافي

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أهم من ذلك كلة
فول على طول -

ما جاء بالمقال شئ جميل وهام ولكن الأجمل والأهم هو الاتى : تنقية جميع مناهج الدراسة فى العراق من الكراهية والعنصرية والتحريض وخاصة المناهج الدينية الاسلامية ...وتدريس مناهج عصرية تتفق مع حقوق الانسان والمساواة التامة بين البشر ...على المسلم أن يعرف أن كل الخليقة من صنع رب واحد ...وجميع الخليقة متساوون ولهم كل الحقوق بالتساوى ...وعلى المسلم أن يتعلم أنهم ليسوا الأعلون بل مجرد بشر عاديون مثلهم مثل كل البشر ..وعلى المسلم أن يتعلم أن الأخرين لهم الحرية الكاملة فى الاعتقاد دون تكفير أحد ...ويجب تجريم النصوص التحريضية والتى تحض على الكراهية ...على المسلم السنى أن يتعلم أن الشيعى هو انسان كامل العقلية ولة حق الاعتقاد والكل أمام القانون متساوون ..والشيعى كذلك . وعلى الدولة أن تبعد الدين نهائيا عن السياسة ...رجل الدين يتكلم فقط فى الدين ...ورجل السياسة لا يصلح أن يعظ ولا يظهر التدين أمام الشعب ...الدين علاقة خاصة جدا بين الفرد وبين من يعبدة .... وما ينطبق على العراق ينطبق على كل الدول الاسلامية ...انتهى - ما عدا ذلك سوف يظل العراق وكل البلاد الاسلامية فى حالة تناحر وتطاحن الى يوم الدين هذا ان بقيت البلاد على مساحتها أو على الوجود أصلا .

الزواف بالدارجة
Rizgar -

هناك مرتزقة في كل الشعوب والاقوا م , هل كان بامكان فرنسا احتلال الجزائر ١٨٣١ بدون مساعدة المرتزقة الجزائريين الزواويون بالانجلزية zouaves او الزواف بالدارجة الشمال الافريقي.

أفاد السفير العراقي لدى
Rizgar -

أفاد السفير العراقي لدى طهران راجح صابر عبود الموسوي، اليوم الجمعة ، بأن لا أحد سيسمح للكورد بالإستقلال وتقسيم العراق .وكان - الاكراد - مجموعة من العبيد تحت سيطرة السيد الوسوي .

بعيدا عن كوردستان
برجس شويش -

ارجو من الكتاب المحسوبين على كوردستان ان يغردوا بعيدا ربما سيفيدون غيرهم , على اية حالة , حتى في موضوع خارجي لا يتعلق بكوردستان مباشرة , الكاتب منحاز للحشد الشعبي والجهات التي تقف ورائها , يذكر تركيا ولكنه لا يذكر ايران التي لها النفوذ الاكبر و الاقوى في العراق, وهي سبب معظم مشاكل العراق وخاصة في القضايا الطائفية, الكاتب مع الحشد الشعبي و الحفاظ على هيكلته وحين الحاجة الحشد الشعبي جاهز للحروب و المعارك ضد من ؟ بكل تاكيد ضد كل من يريد نظاما علمانيا وديمقراطيا وضد كل من يطالب بتطبيع الاوضاع والاحصاء والاستفتاء في المناطق الكوردستانية المستقطعة, فاذا نوري المالكي بقدرة خالق يصبح رئيس وزراء وهو سيكون بكل تاكيد قائد عام للقوات المسلحة و حسب معرفتنا به وبسياساته سيخلق ازمة مع قيادة كوردستان , عندئذ كقائد عام للقوات المسلحة سيرع في تشكيل الحشد الشعبي ويعلن الحرب على المتمردين و الانفصالين , ما رأيك يا ايها السيد الكاتب؟ المالكي و ايران اوجدوا داعش ليخلقوا الحشد الشعبي الطائفي,( هل تستطيع ان تنكر طائفية الحشد الشعبي , لا تقل بان هناك في الحشد عرب سنة و كورد ومسيحين, هذا ينطبق ايضا على فدائي صدام حسين) , ولاذكر السيد الكاتب ما قاله الولي الفقيه لعمار الحكيم: الحشد الشعبي ضمانة لحاضر و مستقبل العراق, اي بمعنى ان العراق مضمون لايران مادام هناك الحشد الشعبي على غرار الحرس الثوري الايراني. انا ككوردستاني اعتبر الحشد الشعبي حشد طائفي ولاء قادته لايران والحشد يشكل تهديد وخطر على كوردستان, و اعتبرت تشكيله اكبر اهانة للدولة العراقية و الجيش العراقي , فلو كان هناك حقا دولة و جيش عراقي وطني لما احتاج البعض الى تشكيل حشد شعبي طائفي. الكاتب يغرد بالمثاليات ويشيد بالحشد الشعبي و يريد الحفاظ على هيكله بينما قادة هذا الحشد الارهابي يهددون شعب كوردستان علنا.

كلام غير واقعي
كريم الكعبي -

كلام السيد الصدر غير واقعي ولايمكن تحقيقه وداعش موجوده في تلعفر والحويجة وتلال حمرين وقصبات غرب الرمادي عانة وراوة والقائم ، والبشمركة في سنجار والحمدانية وبعشيقة وكركوك ووالاستيلاء على مناطق كثيرةمن الموصل وطرد اهالي عشرات القرى جنوب كركوك ،علما ان السيد الصدر ليس له قوات قتالية فقط مسك الارض بمنطقة سامراء ومحيطها بعد طهرتها قوات الحشد سابقا، الكاتب واضح قصد مقالتك انتزاع قوة العراق، لكي يتحقق حلم مسعود باحتلال اراضي جديده والاعذار كثيرة انها ورث عائلة البرزاني وماشابه ذلك ، السيد الصدر له قوات سرايا السلام التابعة له وهي ضمن الحشد الشعبي فعليه حلها أولا قبل ان يطالب بتأهيل الحشد ليثبت صدق نواياه وكذلك على البرزاني حل البيشمركة أو جعلها تحت تصرف رئيس الوزراء ينقلها حيثما يشاء لأنها جزء من وزارة الدفاع اي عقل يستوعب قيادة البيشمركة واوامرها تتلقاها من البرزاني وليس من رئاسة الوزراء، باي دولة يحدث هذا، سيطرتها على سنجار وبعشيقة والحمدانية وغيرها من المناطق وضمها للأقليم هذه قوات محتلة وليس ضمن وزارة الدفاع العراقية، تذكرني مقالت الكاتب مثلما اجبروا الامريكان المالكي بحل قوات الصحوة السنية التي طردت داعش من مناطقهم ،واهلتهم في مؤسسات الدولة المدنية واصبحت هذه المؤسسات مترهلة ،ورجع داعش لمناطقهم وصفى الكثير من قادتها بمساعدة مخابرات امريكا،كل النقاط الخاصة بتأهيل الحشد الشعبي أضعاف للدولة العراقية وان حل الحشد او بقاءه بيد الامام السيستاني صاحب الفتوة الشهيرة، والمحيط الاقليمي وبقاءداعش في سوريا والخليج وتركيا لابد من التصدي لهم وانهائهم من المنطقة ،وثني عزم الاقليم عن الانفصال وحكومة تمثلهم واحدة في بغداد، والغاء الحكومة الكردية وبرلمانهم ، وجعل القوات العراقية هي التي تحافظ على أمن الاقليم من المخاطر الخارجية لكي يكون التعامل مع جميع طوائف الشعب العراقي بشكل متساوي في الحقوق والواجبات ، قوة الحشد الشعبي أرعبت السيد الصدر والاكراد لانهم يريدون دولة ضعيفة فاقدة لقوتها الامنية وحماية حدودها ليبقوا العراق تابع لمشاريع اقليمية في المستقبل ، لاتتصورون دماء الحشد الشعبي يفرط بها مراجعنا وقادة الشيعة من تفاهات تصدر من هذا وذاك

اختصاصك
عماد -

انت اختصاصك شتم البرزاني , شجابك على الحشد والشيعة ؟