كتَّاب إيلاف

استراتيجية الخداع والمماطلة القطرية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا أجد ما أصف به تصريحات وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بشأن المطالب التي وضعت من اجل إعادة العلاقات الخليجية والعربية إلى طبيعتها مع بلاده، لم أجد في وصف هذه التصريحات سوى أنها نوع من خداع الذات!

نقلت وكالات الأنباء عن الوزير القطري "تنديده" برفض الدول المقاطعة التفاوض حول هذه المطالب، وذلك عقب اجتماع عقده مع نظيره الأمريكي ريكس تليرسون، ولكني لم أفهم مغزى هذا "التنديد" لأن المطالب واضحة، وكان يفترض لأن يصدر قرار أو موقف رسمي قطري حيالها حتى يمكن الحديث عن تفاوض، ولكن أن تتفاوض على المبدأ وتعيد الكرة للمربع الأول فهذه استراتيجية مراوغة مكشوفة، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ولعل الوزير أدرى بذلك!!

يتحدث الوزير القطري عن مبادىء العلاقات الدولية وأسس التفاوض، ويتجاهل أن قيادته قد نسفت هذه المبادىء والأسس بل اخترقت قواعد القانون الدولي ذاته حين سمحت لنفسها بتمويل الارهاب واحتضان الارهابيين والدفاع عنهم عبر أبواقها الفضائية، ثم حين يأتي المتضرر ليدافع عن نفسه تحاول التذرع بالقانون والمبادىء التي لا تزال جاثمة تئن تحت أقدام قيادتك!!

ألا نتذكر المبادىء والقوانين والأخلاقيات سوى حين يلف الحبل حول رقابنا وتبدأ لحظات الحساب، لا يا رجل فليس هكذا تورد الأبل، فالأصل في الأمور أن تتحرى المبادىء والأخلاق والقانون الدولي ثم تحتمي بكل هذه الترسانات القانونية والأخلاقية حين يجور عليك آخرون، لكن أن تقلب الموازين وتضرب الحائط بكل المعايير والأسس والقواعد المتعارف عليها ثم تخرج صائحاً شاكياً باكياً رافعاً شعارات سبق لك أن اشعلت فيها النيران ومزقها حذائك عن عمد وإصرار وتعمد، فهذه هي الوقاحة التي لا أجدها عملاً مفهوماًـ بل لا يفعلها سوى نوع واحد من البشر: الساقط أخلاقياً وانسانياً.

قائمة المطالب الخليجية من دولة قطر ليست سوى محاولة لإعادة السياسة القطرية إلى مسارها الطبيعي والاصطفاف مجدداً ضمن حاضنتها الخليجية والعربية، التي تعد شرطاً طبيعياً للبقاء ضمن منظومة مجلس التعاون والجامعة العربية، إذ لا يعقل أن تضم المنظومتان من يعمل ضد مصالح شعوب ودول بقية الدول الأعضاء، بل يمارس أعمالاً عدائية بكل ماتعنيه الكلمة من معان! كيف يعقل أن تعالج الأمور بحكمة في ظل وجود من يرتكب الجرائم ويحرض الارهاب ضد شعوب هذه الدول؟!

المسألة إذن ليست فرض وصاية ولا إبعاد عن قيم إخلاقية مزعومة ولا شىء من هذا الكلام الخاوي من المعاني والادعاءات التي ترددها آلة الدعاية القطرية، بل هي محاولة جادة لوضع مرآة أمام القيادة القطرية كي تستطيع مكاشفة نفسها والتطهر من هذا الكم الهائل من المغالطات والجرائم.

نعرف مسبقاً أن قيادة قطر لا يهمها مصلحة شعبها في شىء، فلو كان الأمر كذلك لما أنفقت واهدرت كل هذه المليارات في مشروعات ضد مصلحة هذا الشعب وبقية الشعوب العربية، ولكن قائمة المطالب هي مسعى جاد لاستعادة قطر المخطوفة وتطهيرها من جرائم هذا النظام.

وبالتالي فإن الظهور بمظهر الضحية والاصرار على ترويج فكرة المظلومية سيعرض الدولة القطرية لمزيد من الضغوط والعقوبات، وكان حتماً على القيادة القطرية أن تقرأ "الرسالة" جيداً منذ البداية بدلاً من الرهان على عامل الوقت والوساطات في الضغط على الدول المقاطعة للتنازل عن مطالبها، فقد كان واضحاً منذ البداية أن الكيل قد فاض، وقيل ذلك تصريحاً وتلميحاً، من عواصم الدول المقاطعة، ولكن القيادة القطرية راهنت كعادتها على حسابات لم يكن لها نصيب من الدقة منذ البداية، فكان هذا المأزق المعقد الذي يواجه الشعب القطري بأكمله الآن!

لم تقدم القيادة القطرية أية بوادر حسن نية تجاه دول الجوار كي يمكنها بناء قضية وتسويق موقفها لدى العالم، بل التزمت العناد والكبر، وصممت على انتزاع نصر سياسي مزعوم، بغض النظر عن المليارات التي خسرها الاقتصاد القطري في هذه الأزمة، ومضت وتكبرت ولم يكن في البال سوى الرهان على ضغوط المجتمع الدولي والتلويح بورقة إيران وتركيا، من دون إدراك دقيق لحجم هذه الورقة التي لم تعد تثير قلق أي طرف!!

أقولها للقيادة القطرية بكل الموضوعية: الملالي لن يخوضوا حرباً من أجل الدفاع عن أمير قطر، والسلطان أردوغان سيكون أول المشيعين لمرحلة الأمير تميم في حال لاحت له في الأفق مصالح استراتيجية أهم وأكثر فائدة، ومقدرتكم على الامساك بكل الخيوط والأوراق لعبة خطرة أنتم أول الخاسرين فيها، فدور قطر، بل لعبتها، كانت مصلحة لأطراف اقليمية ودولية كثيرة، والآن وقد تغيرت الأمور وتبدلت الأحوال والحسابات الاستراتيجية، وموازين القوى الاقليمية والدولية نوعاً ما، فإن الموقف قد تغير جذرياً، والارهاب ينهزم ويتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى، وأصبح رهان الدوحة عليه مسألة لم يشهد لها التاريخ مثالاً في الغباء وسوء التقدير بل الانتحار السياسي!!

هل تفيق القيادة القطرية قبل الآون؟ أنا شخصياً لدى يقين بأن ذلك لن يحدث لسبب بسيط هو قناعتي بأن هذه القيادة متورطة حتى النخاع في دعم متطرفين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احنا دافنينة سوا
فول على طول -

هناك قصة تقول : احنا دافينية سوا ولا أعرف هذة القصة حقيقية أم تراث شعبى ...القصة تقول أن 3 أصدقاء كانوا من اللصوص وقطاع الطرق واختلفوا ذات يوم فى تقسيم السرقات ..قام اثنان منهما وقتلا الثالث ..وتكفيرا عما فعلوا بنوا لة مسجدا وأذاعوا أن بركاتة عظيمة ويعمل معجزات ويشفى الأمراض ويفك السحر الخ الخ ..تزايد عدد الزائرين الى ضريح هذا الميت - اللص يعنى - وزاد الدخل ولكن كعادة اللصوص اختلف الصديقان فى توزيع الدخل وكل منهما يدعى أنة ألاحق بالدخل وأن الميت كان هو الصديق الوفى الخ الخ ويريد بذلك أن يستولى على الدخل كلة ...وقال أحدهما للأخر : عيب ..احنا دافنينة سوا....وعنما تقوم مصر والسعودية والامارات باتهام قطر بالارهاب ...سوف يكون الرد جاهز ...عيب دا احنا دافنينة سوا . سيدى الكاتب سألتك وللمرة المليون : هل قطر فقط ترعى الارهاب ؟ الاجابة بالصدق تريح الجميع . .

صفعة تميم قوية
واحد -

هل سمعت خطاب حاكم قطر؟؟ هل قرأت تصريحات وزير خارجية ماما امريكا؟؟ من يقدم التنازلات اليوم وتتناقص مطالبهم ال ١٣ ؟؟ اذا ضحكت ماما عليكم واخذت مئات المليارات, فقطر ورائها ماما وبابا اسرائيل وعمو تركيا . لا احد يتدخل حين عراك العملاء لان اي منهم لن يخرج رابحاً وكلاهما سيعود الى مخدومه في النهاية لان الاقامة او الحكم باسمه ككفيل وانت خير العارفين بشروط الاقامة في محمياتكم والنتيجة النهائية, سحب خزائنكم وضحك العالم على حكمتكم طبعاً

قتلت وسفكت
ممولة الارهاب -

بالتأكيد قطر ترعى الارهاب حيث يقطن على ارضها مفتي الإرهابيين القرضاوي ..وغير أبواق الجزيره ..والادله والوثائق واضحه ..هي داعم رئيسي وممول للجماعات المتطرفه ..القاعدة والحوثيين وغيرهم ..هي دمرت شعوب وقتلت وسفكت دماء لمصلحة ايران وإسرائيل وأردوغان المرتزق

تدليس على طول
على هامان يا فرعون -

غريب أمرك يا فول تدليس وتزوير وغباء في كل شيء حتى أبسط الأمور التي يعرفها الصغير والكبير وحتى المقمط بالسرير. القصة التي رويتها لا أساس لها من الصحة، وهي حكاية مَثَلْ ( على هامان يا فرعون ؟ الشيخ زنكي ، ودافنينه سوا ) تقول أن نصابان محتالان إسمهما فرعون وهامان هربا من سجن في بلاد الشام فتوجها إلى مصر تبعهما كلب مات على الطريق فدفناه وجلسا يبكيان عليه ، فمر بهما عابر سبيل سألهماعن إسم الولي المدفون فقال له فرعون مازحاً إسمه الشيخ زنكي ، فتبارك به عابر السبيل وأعطاهما ديناراً فأعجبتهما الفكرة فروجاها وبدءا يتناوبان على حراسة القبر ، وفي نوبة فرعون مر به أمير أعطاه عشرة دنانير ،وصحا هامان عند مغادرة الأمير وسأل فرعون كم أعطاك فقال فرعون دينار واحد ، ولما لم يصدقه أقسم له بحياة الشيخ زنكي فرد عليه بجملته الشهيرة. لذلك يقال أن مصر لم يحكمها مصري منذ عهد الفراعنة حتى عبد الناصر أي بناها أجانب وخربها مصريين حاقدين من أمثالك. صدق المعلق الذي قال لولا المسلمين لإنقرض الأقباط على يد أقرانهم ولماوجد فولي يعلق اليوم.

الى شيخ أذكى اخوتة
فول على طول -

يا شيخ ذكى أعرف القصة الحقيقية .. "..الى أخر القصة . الححقيقة أنا لم أذكرها تأدبا ليس أكثر واحتراما لبعض المسلمين الذين مازالوا على انسانيتهم وليسوا على اسلامهم ...فهمت ؟ عموما لا يهم التدقيق فى القصة ولكن المهم هو المغزى من القصة ...المغزى ..مثل اللصوص حينما يتهمون أحدهم بالسرقة ويدعون الشرف فالرد يكون جاهز : عيب دا احنا دافينية سواء ...فهمت ؟ يعنى كلنا لصوص أو كلكم ارهابيون فلا داعى من تمثيل الشرف أو السلام ..