فضاء الرأي

حساب الخنفوس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

 شخصيا وصلت لقناعة و هي إن كثيرا منا كانوا رومانسيين زيادة علي اللزوم عندما اعتقدنا أننا بسقوط نظام القذافي سوف ننعم بنعيم ليبيا و خيراتها. 

فلم يدر في خلدنا إننا سنواجه هذا الكم الهائل  من المشكلات من القتل و التفجير والسرقة و انهيار في البنية الفوقية و هي منظومة الأخلاق و القيم قبل الانهيار في البنية التحتية. 
و يبدو إننا يحق علينا وصف لم نحسب حساب الخنفوس -الخنفساء- وهي قصة من التراث .

 تقول الحكاية : إن صديقين اتفقا على زراعة قطعة ارض بور مهملة يملكانها؛ فقررا زراعتها بالخضار، و بدأ على عجل في حساب الأرباح بعد خصم التكلفة، فأظهرت الحسبة أن صافي الأرباح سوف يكون كبيراً و مهولاً.
خاصة و أن السوق يطلب هذه الخضار.

 بدأ الشريكان في حرث الأرض وزرعها وسقيها و بعد فترة أخضرت الأرض ففرح المزارعان ثم جاء موعد الحصاد و جني الأرباح. 

حين بدأ الحصاد فوجأ الرجلان أن الزرع كله مصاب بحشرة الخنفوس ‘الخنفساء’ التي نخرته و قضت عليه ولم يعد صالحا للاستعمال. 

جلس الرجلان والحزن يعتصر قلبيهما، قال احدهم للآخر : يبدو أننا لم نحسب حساب الخنفوس!!! 

 اليوم، و بالنظر الي الصورة كاملة، نحن اقرب إلي عدم الاستقرار منا إلي حال الاستقرار؛ فليبيا ترقد علي برميل بارود سيزيده النفط اشتعالا، و حالة من الاختلاف و الخلاف لم تحدث في تاريخ ليبيا .
 
فمن صراع الكتائب المسلحة الي الإسلام الحزبي المتربص بالكرسي بعد سنوات السجون المظلمة ظهر منتقما من الجميع فمازال إسلامنا السياسي في ليبيا بدائيا و مازال شيوخ الإسلام السياسي يفكرون بالانتقام و بدلا من أن يحتويهم الإسلام صاروا هم يحتوون الإسلام و صار الإسلام حجة لهم و ليس حجة عليهم . 
هم أيضا لم يحسبوا حساب الخنفوس و كان القذافي قبلهم أيضا لم يحسب حساب الخنفوس.

على الليبيين أن يدركوا أهمية حساب الخنفوس قبل فوات الأوان. فالذي يتوقع الأسوأ يحمي نفسه من الوقوع في السيئ.

 إنها في لغة العلم تسمي حساب المخاطر و تقيِمها قبل الدخول علي أي عمل أو فعل . و هذا ما لم نفعله قب الوصول إلى هذه النقطة و هي أخطاء تراكمت من المجلس الانتقالي إلى المؤتمر وصولا الي البرلمان و هي نتاج عقلية ليبية تفكر بالتمني و تحب التعميم و تعارض التغير.

 فمثلا ما زال الليبيون رغم قتلهم للقدافي يفكرون بعقلية القذافي بل و مازال القذافي حاضرا معهم و هو ميتا ففي كل مناسبة لابد بالتذكير بالقذافي و ما كان يفعل القذافي ومن كان يعمل مع القذافي بل وفي كل مقارنة لابد من ذكر القذافي.

نحن مازلنا نعيش في دائرة مغلقة لا فائدة منها سوي تغذية الغضب وروح الشر داخلنا و ردة الفعل و كأننا نعيش عصر الجاهلية..
 نعم إنها جاهلية هذا العصر،  فالجاهلية في اللغة ليست من الجهل كما يعتقد البعض بل هي الانصياع لنزوات النفس و الهوى وعدم تحكيم صوت العقل. 
فالعقل عقال من نزوات الغضب و هوي النفس.

 يقول الشاعر الجاهلي عمر ابن كلثوم: 
ألا لا يجهلن أحدٌ علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا

فهنا لا يفتخر عمر ابن كلثوم بأنهم قوم جهلاء بل يفتخر أنهم قوم يفعلون ما يريدون دون قيد ولا شرط ؛ فلا دين يعصمهم و لا إنسانية و لا قانون حقوق إنسان ؛

 هذا كان في الجاهلية، أما الآن و نحن مسلمون، فكيف لم يعصمنا ديننا من القتل؟
 و من يا ترى يعصمنا من وحوش تجرى وراء الكرسي بلا مبدأ او أخلاق أو تنافس شريف أو احتكام لصندوق الاقتراع؟

* كاتب من ليبيا 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مقال كلة خنفوسي
فول على طول -

جاءت عبارات خنفوسية جدا فى المقال وأهمها : الاسلام السياسي - الاسلام الذى يتربص بالكرسي - وكأننا نعيش عصر الجاهلية - الجاهلية هى الانصياع لنزوات النفس والهوى وعدم تحكيم العقل - كيف لم يعصمنا اسلامنا من القتل ؟...انتهت العبارات الخنفوسية . سيدنا الكاتب : الاسلام منذ بدايتة سياسة وليس دين ...حكم فاشى وليس لة علاقة بالدين أو على أحسن تقدير يمكن القول أنة دين ودولة كما تقولون ..بالتأكيد فان الكاتب سمع عن محمد أول رئيس لدولة الاسلام وتوالت من بعدة الرئاسات الاسلامية حتى تاريخة ...انتهى - وتعريفك للجاهلية خطأ تام ...الجاهلية هى من لم يحكم بالاسلام ..مع ملاحظة أن الجاهلية كان هناك بعض قوانين الشرف المتعارف عليها مثل عدم الحروب فى الأشهر الحرم ...والعفة عند المغنم وعدم سبى النساء الخ الخ ..وجاء الاسلام وأباح كل ذلك وأطلق الشهوات للنزوات بتشريعات واعتبرتوها الهية ..أما كيف لم يعصمكم الاسلام من القتل فهذا سؤال ساذج ...الاسلام هو الذى أشاع القتل بينكم وبين كل البشر وبينكم وبين أنفسكم أيضا ...نرجو الدقة والصدق عند الكتابة . قراء ايلاف ليسوا من أتباع النقل لا العقل .

كلهم قذاذفة أين الشعب؟
بسام عبد الله -

كان ما نسميه بالإستعمار الأوروبي نعمة وليس نقمة على العالم العربي إذ ورثوا من الإستعمار التركي جيل أهل الكهف . فنقلوا إلينا العلوم والمعرفة وأدخلوا المناهج الدراسية والطرق والكهرباء وووسائل النقل ونظّموا السلطات التشريعية والتنفيذية وتركوا نواة لدولة حديثة. فجاءت ما تسمى بالثورات على شكل إنقلابات لعسكر متدني بكل القيم الإجتماعية والأخلاقية والثقافية ومنها ثورة الفالح معمر القذافي الذي كان ضابط صف فصار فجأة عقيد وكانت ثورته خراباً ودماراً على الشعب الليبي جردته من زبدته من العائلة المالكة وحاشيتها وشردتها في بقاع الأرض ومسحت البنى التحتية التي بناها الاستعمار الايطالي لرفاهيته، وخلقت من تحت الصفر طبقة قيادية من المعتوهين من فصيلة القذافي التي تشظفت قليلاً على مدى أربعة عقود بعد أن قضت على القلة القليلة من القيم والمباديء والأخلاقيات التي كان يتمتع بها ما تبقى من الشعب الليبي الذي هو أصلاً مجتمع قبلي عشائري بدوي من إثنيات مختلفة ومتخلفة وهي التي قامت بما يسمى ثورة فبراير، وينطبق عليها المثل القائل : عديم ووقع بسلة تين. مجموعات جشعة عديمة الوطنية مغلفة بغباء رهيب من النوع الذي لا يدري ويعتقد أنه عبقري. ليبيا تحتاج الى امبراطور ياباني أو قيصر حكيم أو حتى ساعدي قذافي متنور يفرض عليهم العلم ويعيد لهم القيم والمباديء والأخلاقيات التي فقدوها وذلك بتعليق المشانق بالساحات العامة. قد يستغرق هذا العمل فترة طويلة ولكنه سيجني ثماره بالنهاية. الحديث طويل وشائك ومعقد يحتاج لكتب خضراء وصفراء وحمراء ويستحيل شرحه بتعليق بسيط. لذا أتمنى أن لا يتدخل أحد لوقف الحرب الأهلية حتى لا ينتهي مصيره كمصير مجير أم عامر، وتركهم يقلعون أشواكهم بأيديهم ولو بقي نصفهم لأن ضريبة الحضارة باهظة دفعتها شعوب دول الغرب .

سؤال للسيد الكاتب
فول على طول -

كيف دخل الاسلام الى ليبيا ؟ وهل عصمكم من القتل ..أى هل عصم أهل البلاد الأصليين من القتل ؟ وهل سمح أن يحكم ليبيا واحد من أهل البلد أى ليس عربى ؟ وهل جاء الاسلام لنشر الدين فقط فى ليبيا أم جاء ليحكم ويتحكم ويجمع الجزية والسلب والنهب وملكات اليمين ؟ وماذا فعل الاسلام فى كل شمال افريقيا غير ذلك ؟