كتَّاب إيلاف

ليبيا و تواريخ سوف ينصفها التاريخ

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

 ليبيا اسم ضارب في التاريخ منذ أن ذكرها هيردوت الي الفتوحات الإسلامية والاحتلال العثماني تم الإيطالي وصولا لحكم القذافي والذي عاش أكثر من 30 سنة محاولا محو اسم ليبيا واخترع بدلا عنها اسم الجماهيرية وثورة الفاتح... سنوات طوال سلط فيها ماكينة إعلامية وبروباغندا وراءها أموال ضخمة لترسيخ اسم الجماهيرية بدلا من ليبيا ولكن كل ذلك ذهب مع الريح في ليلة وضحاها لتأتي ثورة فبراير وليظهر البعض مستنسخا تجربة ثورة القذافي في بعدها الديموغوجي.

واذا كان تعريف الثورة جاء من حالة غليان الماء في المرجل وهو القِدر فإن الحال في ليبيا ينطبق عليه هذا الوصف بثورتيها سبتمبر وفبراير فمنذ 1969 انقلاب القذافي الذي كرس الدكتاتورية السياسية والعنف الثوري ونصب المشانق والسجون خارج إطار الشرعية والمحاكم الثورية الجديد اليوم في ليبيا هو الانتقال من الدكتاتورية السياسية الي الدكتاتورية الدينية ليخرج القائد الديني بدلا عن القائد السياسي في نفس المكان وبنفس الإخراج من البهرجة والجماهير المغيبة عن الواقع التي تهتف بروح قائدها الديني هذه المرة وتنصب المشانق الرمزية وفي نفس الميدان رسالة لكل معارض نهج الثورة والثوار فمثل ما كان المعارض لثورة سبتمبر خائنا للوطن أصبح اليوم المعارض لثورة فبراير كافرا بالدين وكأن الشلة القليلة ثمثل كل الوطن في سبتمبر والشلة القليلة ثمتل عموم الدين في فبراير.. ليستمر القتل والتهجير والخطف كله باسم الثورة أنها ثورة فبراير هذه المرة كما كان باسم ثورة سبتمبر... ليستمر الغليان في نفس المرجل وهو ليبيا - إنه قَدَرِ ليبيا وقِدرها - أي مرجلها.

ففبراير مثل سبتمبر أصبحت خط أحمر وأهداف فبراير لا تراجع عنها حتي اذا فشلوا في تعريفها حتي الاشخاص تغيرت فقط مسمايتهم رغم تطابق افعالهم.

ولكن السؤال؛ هل سيترك هذا الفعل الفبرايري أثر أكثر من الفعل السبتمبري؟ وهل سيبقى هذا الأثر داكنا لفترة طويلة علي شواطيء الزمن دو الأمواج العالية؟ أم ما هي إلا مسميات سميتوموها انتم و اباءكم.

للإجابة علي هذا السؤال دعني اخدك الي بعد فلسفي ومثل بعيدا عن الانخراط العاطفي مع الجسم الليبي؛ فلو اخذنا دولة ما ولتكن مصر مثلا.. كيف تري مصر حين نذكرها وماذا تتخيل عندما يتبادر لك الاسم وما هي الصورة الذهنية التي ترسمها لمصر؟؟

أليست مصر النيل ومصر الأهرامات ومصر الأزهر ومصر زويل ومجدي يعقوب وحسن فتحي وفاروق الباز والشيخ الشعراوي ومصر عبدالناصر ومن بعده.... وصولا لمصر الثورة وحتي مرسي والسيسي رغم الخلاف عليهما ولكن الأثر الباقي بالمطلق هو مصر.. مصر الدولة الضاربة في التاريخ مصر اللغة العربية المذكورة في القران ومصر الحضارة.

لذلك ومن هنا و خلاصة القول يجب أن نتفق علي ليبيا الوطن وليبيا الدولة فليبيا خير وابقي من كل التواريخ التي سوف ينصفها أو يدينها يوما ما التاريخ.

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلهم قذاذفة أين الشعب؟
عمر المحتار -

هناك نكتة قديمة تقول بأن النبي موسى جمع نساء العالم واختار أجملهن على الإطلاق وقال لهن إتبعوني، وعندما جاء النبي عيسى إختار ما تبقى من نصف جميلات وقال لهن إتبعوني، وعندما وصل النبي محمد نظر الى ما تبقى من النساء وقال لهن بشيء من الإمتعاض فليتحجب بعضكن ويتبرقع البعض الآخر لتتبعوني. هذا شبيه بما حدث في ليبيا من ثورات ، فثورة الفاتح جردت الشعب الليبي من زبدته من العائلة المالكة وحاشيتها وشردتها في بقاع الأرض ومسحت البنى التحتية التي بناها الاستعمار الايطالي لرفاهيته، وخلقت من تحت الصفر طبقة قيادية من المعتوهين من فصيلة القذافي التي تشظفت قليلاً على مدى أربعة عقود بعد أن قضت على القلة القليلة من القيم والمباديء والأخلاقيات التي كان يتمتع بها ما تبقى من الشعب الليبي الذي هو أصلاً مجتمع قبلي عشائري بدوي من إثنيات مختلفة ومتخلفة وهي التي قامت بما يسمى ثورة فبراير، وينطبق عليها المثل القائل : عديم ووقع بسلة تين. مجموعات جشعة عديمة الوطنية مغلفة بغباء رهيب من النوع الذي لا يدري ويعتقد أنه عبقري. ليبيا تحتاج الى امبراطور ياباني أو قيصر حكيم أو حتى ساعدي قذافي متنور يفرض عليهم العلم ويعيد لهم القيم والمباديء والأخلاقيات التي فقدوها وذلك بتعليق المشانق بالساحات العامة. قد يستغرق هذا العمل فترة طويلة ولكنه سيجني ثماره بالنهاية. الحديث طويل وشائك ومعقد يحتاج لكتب خضراء وصفراء وحمراء ويستحيل شرحه بتعليق بسيط.

مساكين الذين امنوا
فول على طول -

الكاتب يتخبط بين الدينى والسياسي والاحتلال والفتح والغزو ...ليس لة معيار ثابت حتى يمكننا مناقشتة ..سيدنا الكاتب يصف الاحتلال العثمانى والايطالى وهذا وصف دقيق وفى نفس الوقت يقول : الفتح الاسلامى ..لماذا يا سيدنا الكاتب ؟ ما الفرق بين الغزو الاسلامى والغزو العثمانى والغزو الايطالى ؟ هل ديانة الغزو هى الفيصل لديكم...؟ ألا تعلم أن العثمانيين - الأتراك يعنى - أيضا مسلمون ؟ والكاتب يعيب على السلطة الدينية الان ...طيب يا مولانا هل الغزو الاسلامى كان يحكم بالقانون أم بالدين أيضا ؟ ..الكاتب مازال يسمى الحاصل فى ليبيا الان بالثورة ...ولا أعرف أى ثورة يتكلم عنها ؟ ألا ترى الخراب يعم ليبيا الان ؟ هل هناك أمل فى شئ اسمة ليبيا ...سواء جماهيرية عربية أو ليبيا المتحدة أو ليبيا الامبراطورية ؟ ثم أن عراقة أى دولة لابد من شعب يحافظ عليها والا اندثرت هذة الدولة ...ولكم فى الامبراطوريات السابقة قدوة حسنة ...اندثرت الامبراطورية الرومانية والفارسية واليونانية والبابلية والأشورية والفرعونية الخ الخ لعدم وجود شعوب تحافظ عليها ...لا تعتقد أن الأثار وحدها تقيم نهضة وتحافظ على دولة بل شاهد على دولة كانت ...وتحياتى الى عمر المختار تعليق 1 الذى كتب جزءا من الواقع ولم يكتبة بالكامل .