أنا قتيل العَبرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
«أنا قتيل العبرة»، قتيل الاسف والأحزان المبتلعة.. قتيل الدموع التي لم يكن مقدرا لها الا ان تسيل.
مفردة «العبرة» في القاموس العربي تعني (ألم الروح ووجعها قبل ان تفيض العين بالادمع) انها رعشة الفؤاد الرقيق يليها الاجهاش بالبكاء يليه هطول الدمعالدمعة .. وهذه العبارة منقولة عن الحسين بن علي سيد الشهداء في يوم عاشوراء.
قبل زمن، وفي ايام لم تكن قد اصاب التلوث فيها الشعائر الدينية ومنها عزاء الحسين في شهر محرم الحرام كما يحدث اليوم من قبل الملالي الحاكمين المشوهين والملوثين لدين الله ورسوله في إيران بايديهم واعمالهم ومخططاتهم ونهجهم وبيد واصوات المنشدين والمادحين من اتباعهم وهم في اغلبهم من الجلادين ممارسي التعذيب في السجون الإيرانية.
نعم في تلك الأيام وفي العقد الأول من شهر محرم، كان الرجال والنساء شيبا وشبابا يحملون همومهم واحزانهم وألمهم باخلاص ونقاء وطهر في قلوبهم وكامل وجدانهم. وإنني هنا في هذه العجالة لا اكتب فقط ناقلا او محللا بل اكتب كعارف ومتعايش مع تلك الايام والاحداث وحال الانفس وواقع الامر وعارفا لصاحب تلك الايام النبيلة التي خلت ولن يخلو منها الحال بفضل الله وبركته والخير الذي اراده ان يبقى في عباده.
قبل خمسة وستون عاما وفي جامع كان في حينها "قيد الانشاء" في جنوب طهران.،وكنت حينها طفلا في الثالثة او الرابعة من العمر .. حيث لم أذهب إلى المدرسة بعد.. وأبي رحمه الله في حينها شاب في الثامنة والعشرين من عمره،يسمونه «كرب علي آقا» أي «علي الكربلائي» وهو يصعد على كرسي صغير ليؤدي وينشد «رجز» (وهو بحر من بحور الشعر الفارسي والعربي) في مدح الامام الحسين .
التف بخشوع واذعان واخلاص حول هذا الكرسي وحلق رجالا بملابس سوداء.،والأب يؤدي وينشد ويصرخ بصوت عال جاف متعب ليسمع الشيوخ الذين كانوا يلطمون جلوسا في نهاية المسجد، والـ «رجز» ينشد دائما بشكل وصوت حماسي، فالرجز بفتح الجيم هو داء يصيب الابل ترتعش منه أفخاذها عند قيامها ولذلك أطلق على هذا البحر من الشعر رجزا لأنه تتوالى فيه الحركة والحماسة والسكون، ثم الحركة والحماسة والسكون وهكذا، وكانه هنا ساحة حرب.. وكأن الجمع يقول «هل من مبارز»..
في تلك الايام لم يكن يوجد ميكروفون ومكبرات صوت في المساجد العادية.. هذه الاشياء تجدها فقط في الاماكن الفاخرة.، يصرخ أبي باللغة الأذرية «تشنه سو كنارينده لبلره سلام اولسون» «السلام على الشفاه العطشى بجانب الماء»!!واما أنا الطفل ذي الثلاث او الاربع سنوات فقد كنت حائرا ضائعا تائها وسط هذا الحدث وهذا اللزحام وهذه الجموع المحتشدة المتفاعلة شيئا من الحماسة يليه سكون وبكاء وادمع واخلاص يتجلى لله لرسوله وال بيته ، ضائع وسط الزحام بين هذه الجموع، كنت القي نظرة على الاب تارة.. وتارة اخرى على الجموع المتشحة بالسواد الجليل .. وكنت افكر بيني وبين نفسي: مَن هؤلاء الأشخاص؟ ولماذا هم عطشى؟ وهل يعقل ان يكون احدا بجانب الماء ويكون عطشا؟!! ولماذا لم يشربوا من هذا الماء؟..ولماذا «ابي» عصبيا منفعلا الى هذا الحد وكانه يتشاجر مع شخص ما؟!! وكنت اخاطب نفسي قائلا: عند وصولي إلى البيت سأسأل «أمي»، لأن «أبي» ليس لديه الوقت الكافي ليرد على اسئلتي البسيطة.. فمن الواضح انه مشغول جدا!
وكان االشطر الثاني من «الرجز» اكثر غرابة: «السلام على الابدان التي تمتقطيعها والتمثيل بها...». وكان الاخرون يرددون ويكررون هذه الكلمات..اما انا فكان وجداني يضغط علي.. وفي الوقت الذي كنت احاول ان اتظاهر باللطم مقلدا الكبار، كنت افكر في داخلي وأتسائل بعقل طفل اقتحم حدث اكبر منه حدثا يربك كبار العقول: لماذا تم تقطيع هذه الابدان ؟ لماذا مثلوا بها؟ ولماذا علينا ان نسلم على هذه الابدان؟ من كان هؤلاء؟ كم كان عددهم؟ لماذا ذهبوا هناك؟ و يستمر ابي ويستمر احياء الذكرى والشعيرة باخلاص.. وبعد ان اكملوا عادادراجه الى البيت.. وكنت اركض برجلي الصغيرتين خلفه في الأزقة الضيقة المظلمة في طهران القديمة المؤدية إلى دارنا في شارع صغير بجنوب المدينة، وكان ابي يمشي دائما بسرعة وأنا عاجز عن اللحاق به.
اذكر ان تلك الأسئلة كانت تدور في ذهني وهي التي اثارت حفيظتي الأولى لتعلم القراءة والكتابة... وبعد ثلاث أو اربع سنوات وعند ذهابي إلى المدرسة الابتدائية وفي فترة قصيرة قرأت اول كتاب في حياتي: «بساط كربلاء، مجموعة اشعار ومراثي عباسقلي يحيوي». وكان يكفي أن اتمكن من قراءة أو فهم اول كلمة من الشعر.. لأن المتبقي كنت احفظه.. وكنت اقارن بين ما احفظه وما كان مكتوبا في الكتاب. (الشاعر المذكور رحل إلى جوار ربه في العام1979).
ومضت سنوات وكبرت.. ووجدت ضالتي ردا على اسئلتي واستفساراتي المشروعة في تلك الأيام والاجابة على تساؤلاتي .
نعم.. حكام جائرون يجوعون شعبهم ويعطشوه ويعذبوه ويقتلوه.. وكان علي ان انتظر فترة لأعرف ما تعنيه «الحكومة الفاسدة».. وعرفت الحكام الذين يحرمون الناس في بلدي من الحرية ويقتلون من يناضل ويقاتل في سبيل شعبه وعزته وكرامته.
وفهمت عند هذه النقطة.. لماذا يسمون الحسين «سيد الاحرار». وكان سبط النبي وابن علي وفاطمة الزهراء الذي كان دخل تحت الكساء مع «فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها» مع الروح الأمين جبرائيل، والحسين سيد الاحرار الذي رغم علمه ومعرفتهبمكانة وقداسة الحج وأهميته، الا انه غادر قبل ان يكمله، ليذهب في طريقالنضال والجهاد منتصرا للحرية والكرامة ضد الظلم ومعه في هذا الطريق المليئ بالكرب والبلاء نفر قليل من أنصاره ليقف مع هذه القلة من الانصار أمام افواج العدوان والطغيان والحكام الظالمين صارخا باعلى صوته «لا» لا قولا وعملا وتضحية!
لقد اخذ الامام الحسين معه في هذا السفر جميع المتعلقات العادية لحياة اي انسان، واصطحب معه الاطفال الصغار، الى اشقائه وشقيقاته واولادهم والذين كانوا الأعز والاقرب الى قلبه.. فيما كانت دعايات جلاوزة ذلك الوقت تصوره واتباعه بـ"الخوارج" أي «الخروج على دين الرسول». وكان النضال بين الحرية والرجعية تماما كما يحدث اليوم.. وما اشبه اليوم بالبارحة.. كان الحسين يصرخ «ان لم يكن لكم دين فكونوا احرارا في دنياكم».. وقد استطاع الحسين من خلال انتصاره للحرية تأسيس بعد ثوري انساني ضد كل انواع الظلم والاستبداد في جوانب الحياة كافة، وذلك من خلال التضحيات الجسام، حيث ضحى بدمه الشريف مع اصحابه واهل بيته، وعرّض نساءه للسبي على يد القوم الظالمين المعتدين . وكانت التضحية والشهادة هنا مقترنة بالروح الحرة المؤمنة الطاهرة وهي اهم واعظم الدوافع للثورة والنهضة الحرة في وجه الاستبداد والعبودية بكل اشكالها .. ثورة تصبح اساسا للحياة الكريمة المستنيرة.
وعندما كبرت اكثر، شاهدت وسمعت صدى صرخة الحسين بعد ألف واربعمائة سنة، هذه المرة كانت على لسان مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية وفي حينها كان شابا مسلما مؤمنا بعمر الثلاثين قضى سبع منها تحت ابشع انواع التعذيب في سجون الشاه، حيث كان يقول «نعم للاسلام ولا للرجعية» وحين كان يؤكد في أول اجتماع لمجاهدي خلق بعد ما يسمى بـ«الثورة» في إيران في العام1979، على «الحرية الكاملة للرأي والتعبير والاعلام والاحزاب وجميع الاجتماعات السياسية والنقابية من كل اعتقاد ورأي». و حين كان يعتبر الحرية «ضرورة لاستمرارية الانسان في مكانته ومنصته الانسانية دون قيد أو شرط».
إن هذا الوقوف على مبدأ الحرية كان بالنسبة له استنارة بطريق الحسين وثورته وفكره وعقيدته و نضالا كنضال الحسين وكان ثمنه باهظا جدا. وكان يقتل مع كل شهيد يشعر بانه هو الذي تم قتله وتقتله العبرات على كل شهيد.. وبدلا من انيبكي على جنازة الشهيد كان يحول الابدان العزيزة المتوفاة إلى ذخيرة للنضال ضد الظلم ويرحب بهذا عن طيب خاطر.. بحزن مبتلع.. اسنان ضاغطة على كبد متعب طوال الاعوام يرافقها الأمل والانتظار لفجر تبزغ منه الحرية في إيران وخلاص شعوب المنطقة من دنس النظام الذي جاء بالخراب والويلات والتفرقة والقتل والنهب منذ مجيئه واغتصابه لثورة الشعب الايراني لينشئ مجتمعا تتمحور ذاكرته في مجمله حول القهر والجهل والكبت والسجن والتعذيب..
والسلام عليك يا قتيل العبرة يا ابا عبدالله. والسلام على المستنيرين بك على طريق الله.
* خبير ستراتيجي إيراني معارض يقيم في باريس
التعليقات
مطلوب توضيح
فول على طول -هناك عبارات تتكرر كثيرا عند ااذين امنوا مثل : نعم للاسلام ولا للرجعية»..الاسلام الصحيح ... الشهادة ... لماذا تم تقطيع هذه الابدان ؟ لماذا مثلوا بها؟ ..شرع اللة ..حكام جائرون الخ الخ . ونحن نسأل السيد الكاتب : هل اتفقتم على شرع اللة أو حتى ماهية اللة ؟ وما هو الدين الصحيح ؟ ولماذا لم يظهر حتى تاريخة ؟ وهل هو الشيعى أم السنى أم الاخوانى أم السلفى أم البغدادى أم القاعدى أم الداعشى ...ام أم أم ؟ وأيضا لماذا ذهب الحسين الى العراق ..هل ذهب من أجل الدين الصحيح أم من أجل الخلافة ؟ ولماذا لم يستمع الحسين الى أصحابة الذين نصحوة بأن لا يذهب الى العراق وهو ليس لدية جيش ؟ وحتى بعدما تخلى ععنة العراقيون كما يقول تاريخكم ...لماذا لم يعود الى مكة ؟ ما قام بة الحسين هو انتحار وهو لم يذهب من أجل ثورة ولا شئ بل من أجل الحكم والسلطة ليس أكثر . ولماذا اصطحب معة أهل بيتة من النساء والأطفال وهو قادم الى معركة حربية ؟ كثير من الأسئلة والقراءة بحياد مطلوبين حتى نضع الأمور مكانها الصحيح وبعيدا عن الدجل والشعوذة .
لا يافول؛ إلاّ الحسين!
ألف ميم -لقد خُيّر الحسين بين أن يقرّ على حكم الظالم الفاسد يزيد وبين أن يُقتَل، واختار أن يُقَطَّع إرباً إرباً على أن يقرّ إقرار العبيد ويرضخ رضوخ العبيد، أرجو أن تُراجع نفسك يا رجل لكي لا تخلط الحق بالباطل،وإلاّ فسننظر لجميع البشر بأنه شياطين وحينها ستَسْموا حتى البهائم علينا. لو أخذنا برأيك يافول في أنّ إنساناً مثل الحسين الذي فضّل الشهادة على حياة الدعة والرفاهية التي كان يوفّرها يزيد ومن قبله أبوه معاوية لكل من يبيع له شرفه وضميره؛ قولك: ((إنّه لم يذهب من أجل ثورة و[لا شيء!!!] بل من أجل الحكم والسلطة ليس اكثر)) لو أخذنا برأيك مجاراةً لعدائك لكل ماله علاقة بالإسلام لأنك ممن شطب على الإسلام ديناً وكتاباً ونبياً وأتباعاً حتى لو تجاوز عديدهم المليارين لأنّ في الإسلام متطرّفين بالرغم من أن جميع الأديان والملل فيها متطرفون،فهل سنكون على صواب؟ يا أستاذ، سكّان قرية صغيرة مهما كان دينهم يمكن أن نعثر فيهم على الأقل على شخص مخلص ونزيه، فهل لايوجد في نظركم يا أعداء الإسلام ولو شخص مسلم نزيه بين ملياري مسلم؟ يافول؛ أنت مسيحي ونحن المسلمون نعترف بالمسيحية ونحترم المسيح عليه السلام الذي لم ينكره الإسلام في الوقت الذي أنكرتم أنتم ديننا، بل ويخدش في دين المسلم لولم يعترف بجميع الانبياء ومنهم سيدنا المسيح فلماذا لاتحترمون ديننا، لماذا نحن نحبّكم وتكرهوننا؟ وأسألك: هل كان سيُصلَب المسيح لو كان أذعَن لشروط أولئك البعض من اليهود الذين قرروا إعدامه، وهل لأنه لم يُذعِن لهم وفضّل الموت، فيأتي فولٌ من أفوالنا المسلمة، فيقول إنّه قد انتحر وأنه كان يريد أن يصبح ملكاً أو فرعوناً، هل كنتَ حضرتك سترضى بهذا التطاول؟ هل من يتطاول على المسيح بهذه الصورة لايُعَدّ مسيئاً لدين كبير وجارحاً لمشاعر أكثر من ملياري مسيحي، فلماذا تسمح لنفسك بأن تجرح مشاعر مايقارب الملياري مسلم في رموزهم كالحسين الذي لايختلف مسلمان مهما اختلفا في الأمور الأخرى في أنّ هذا الرجل نزيه وورع وطاهر، ومن كِبَر مظلوميته أنه قد بكاه حتى قَتَلَتُه، وقد اعترف حتى هؤلاء القَتَلة بأنه لم يُقتَل إلاّ من أجل القيم والمبادئ الإنسانية ونصرة المظلومين؟
الى رقم 2 وبعد التحية
فول على طول -واضح جدا أنة ينقصك الكثير جدا جدا من البحث والقراءة وينقصك أكثر الحياد وبعد : تاريخكم ملئ بالدماء من أول الدعوة وأنت تعرف جيدا القتال والقتل والنزاع الذى دار بين الخلفاء وبين الصحابة وأصحاب الصحابة ولن نعدد لكم ذلك وأنصحك أن تقرأة جيدا . وتعرف جيدا أن الصحابة قتلوا على أيدى أقرب الناس لهم وأولهم عثمان وحكاية اقتلوا نعثلا وتركوة لمدة 3 أيام دون دفن وأخير بعد أن فاحت رائحتة دفنوة فى مقابر اليهود ..وتعرف جيدا ما حدث بين على بن أبى طالب ابن عم رسول اللة وزوج ابنتة وبين عائشة أحب زوجات رسول اللة وكم عدد المسلمين الذين قتلوا ..وتعرف أن الطرف الأول كان يصيح اللة أكبر ويدعى أنة على حق والطرف الثانى أيضا وما بين الطرفين ضاع الحق ..اذن لماذا نستثنى الحسين بن على ؟ هو ذهب من أجل الخلافة وليس من أجل الدين كما قلنا لكم فى تعليقى رقم 1 . وأنصار الحسين يدعون أن الحق معهم وأنصار يزيد كذلك ولكن أنت من أنصار الحسين .. وتعرف كم اغتنى الصحابة وأصحاب الصحابة ولن نقول الخلفاء وأقربائهم انتهى - ومفهوم الشهادة عندكم موضوع محير جدا ..الشهيد عند طرف منكم هو كافر وفى النار والعكس صحيح ..الشيعة والسنة مثلا - قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار وهذا يخضع لكل فريق وأنصارة ولا يخضع لمعايير غير ذلك ..انتهى - أما أنكم تعترفون بالمسيحية واليهودية وتحبون المسيحيين فهذا كلام أنت تعرف أنك تكذب على نفسك قبل أى شئ .يا سيد رقم 2 : الدين أحادى ولا يقبل القسمة على اثنين ..معنى أنك تؤمن بالمسيحية فهذا يعنى أنك مسيحى ..ومعنى أنك تؤمن باليهودية فهذا يعنى أنك يهودى ...أما أنك تؤمن باليهودية والمسيحية أو بالمسيحية والاسلام فى وقت واحد فهذا تهريج لا يوجد الا عندكم ...ينقصكم التعريف الدقيق بمعنى الايمان بديانة دون مواربة ولف ودوران وضحك على أنفسكم . معنى أنك تؤمن بالمسيحية مثلا يعنى أنك تؤمن بالمسيحية كما جاء بها الانجيل وبهذا تكون أنت مسيحى ..ولا يصلح أن تكون مسلم ومسيحى فى نفس الوقت فهذا تهريج لا يصلح ...وأنت تعرف تماما ماذا تقولون وماذا تقول كتبكم عن المسيحية وعن اليهودية والشتائم والدعاء المرير الذى تتفوهون بة خمس مرات يوميا فى صلواتكم والذى يخرق أسماعنا ونحن فى غرف النوم ومنذ 14 قرنا ...متى تتوقفون عن الكذب والغباء والاستغباء ؟ ..انتهى - نعم نحن لا نعترف بأى ديانة غير المسيحية لأننا متسقون مع أنفسنا و
دعك من الدين
الف ميم -لنفترض أنك أكثر اطلاعاً في الأديان والأنبياء ليس مني وحسب بل من كل أهل الأرض على الإطلاق، بل لنفترض جدلاً بأنك على حق والإسلام على باطل، ولنفترض أنه لم يكن إسلام عندما كان يزيد حاكماً والحسين معارضاً، فهل كنتَ ستقول على الحسين مثل قولك والرجل فقط كان يدعو إلى العدل والاستقامة، هل قرأتَ قوله ((إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم)) هل تعرف أنه لما حوصر في كربلاء طلب أن يعود إلى المدينة فمنعه قائد جيش يزيد من العودة إلا أن يقرّ على حكم الظلم، هل ترضى أن يركع المستقيمون في حياتهم للمنحرفيين والظالمين، الحسين صاحب تلك المقولة الشهيرة((يزيد قاتل النفس المحترمة ومثلي لايبايع مثله))لم يقل قاتل النفس المسلمة، كيف يصدّق أحد أنّ الحسين كان طالب حكم وأموال وهو يعرف ماكان ينتظره من مصير مأساوي، هل يوجد في طول التاريخ وعرضه طالب حكم ومال يختار تقطيع جسمه وأن تدوسه حوافر الخيل لأجل ملذات دنيوية، لو خُيّر طالب ملذّات بين الموت وبين أن يكون أثرى أثرياء الكون فماذا برأيك سيختار ياسيد فول، لماذا تُدخل كل موضوع بالدين والشيعة والسنة والجنة والنار، هل لايوجد في تاريخ دينكم وكل الأديان والمبادئ أناس ركبوا الدين وساموا الناس سوء العذاب، هل تكذّب كما تكذّبنا نحن العرب والمسلمين في كل شيئ ممارسات الكنائس الأوروبية عندكم وجرائمهم، لماذا تصدّق رجال الثورة الفرنسية وأخصّ منهم المتديّنين بأنهم لم يكونوا طلاب مال وسلطة ولا تريد أن تصدّق بأنّ أمّة أخرى ولنقل البوذيين بأن فيهم صالحين كما أن فيهم طالحين، هل نصادر أكثر من مليار بوذي في العالم لأن فيهم متطرفين ولا ننظر إلى غاندي الذي قام بخطوات كبيرة لمؤاخاة الهنود والمسلمين والهندوس والبوذيين وغيرهم، قال غاندي((علّمَني الحسين أن أكون مظلوماً فأنتصر)) لماذا لاندَع أن الحسين كان مسلماً وأنه من العائلة الفلانية والعلانية ،ألا يكفينا بل ينفعنا موقفه المشرّف العظيم بوجه الظلم والجبروت كما انتفع منه غاندي لدحر الظلم ونشر العدالة في العالم؟
الى رقم 4 وبعد التحية
فول على طول -يا سيد أنا لا أتهم الحسين ولا أدافع عن يزيد ولكن أقرأ التاريخ بحياد ..وكان ممكن للحسين أن يدافع بثورة سلمية ولا داعى أن يحمل السلاح وخاصة أنة لم يكن يملك سلاح وجيش بعدد كاف أمام يزيد ..والبعض نصح الحسين بعدم الذهاب للعراق وهو لم يوافق وهذا بمثابة انتحار ..وكان يرى أن زيدا ليس من حقة الخلافة ...يعنى الموضوع أساسا هو الخلافة ...وضحت الفكرة ؟ انتهى - ولا تخلط بين التاريخ والدين وهذة مشكلة كبرى عند المسلمين ...لا يقدر أحد أن يقول أن كل المسيحيين ملائكة والحروب فى اوربا ومشاركة رجال الكنيسة بها هو تاريخ ولا يعتمد على نصوص الكتاب المقدس ولا يقول المسيحيون عن من قاموا بالحروب أنهم قديسون مثلا أو أبونا القديس فلان أو علان بل يضعونهم فى خانة القادة العسكريون ويصنفونهم حسب التاريخ ويحسبون أخطاءهم دون مجاملات ...أما المسلمون فان حروبهم تقوم على أساس دينى وعلى تشريعات دينية اسلامية وتحسبونهم جزء كبير من الدين وليس تاريخ وتقولون عنهم سيدنا فلان وسيدنا علان رضى اللة عنهم ...أى جعلتم التاريخ ديانة ...وضحت الفكرة ؟ مثلا خالد بن الوليد وعمرو بن العاص والحسين وموسي بن نصير الخ الخ ...تتحدثون عنهم وكأنهم رسل أو جزء من الاسلام نفسة مع أنهم قادة عسكريون ...هل هؤلاء جاءوا برسالة أو تعاليم سماوية مثلا أم مجرد بشر ؟ انتهى - نعم موضوع الشهيد والشهادة عندكم موضوع محير جدا ...تطلقون على القاتل والانتحارى لقب شهيد لو قتل الكفار ...ولو كان سنى وقتل الشيعة فان السنة يعتبرونة شهيد والشيعة يعتبرونة كافر والعكس صحيح وهذا ليس من عندى ..انتهى - نعم كل الديانات بها متطرفون ولكن أشد ما يؤلمنى هو التطرف بناء على تشريعات دينية وللأسف هذا موجود فى الاسلام فقط ....كيف اللة يحرض على البشر الأخرين وهو خالقهم ؟ ..وأرجوك أن لا تكذب مرة أخرى وتقول أننا نحب المسيحيين أو نحب اليهود ونحترم المسيحية ونؤمن بها . ونؤمن باليهودية ...ربما أنت كانسان تفعل ذلك ولكن النصوص الاسلامية بالتأكيد تفعل وتقول العكس . نكتفى بهذا القدر من التعليقات فى هذا الموضوع . جاول أن تقرأ تعليقاتى جيدا ودون تعصب أو تحيز حتى تعرف الحق والحقيقة .
لماذا إذن أنت مسيحي؟
الف ميم -أنتَ يافول تُصدِر في كل كلامك من المسيحية وتدافع عن سماحة المسيحية والمسيح وتقارنها بالإسلام الذي حسب رأيك دين العنف والتطرف،ثم تقول لي إنني أصدر من الدين وأخلط التاريخ، تميّز بين الرموز الاسلامية والرموز المسيحية وتريدنا نحن المسلمين أن نرمي رموزنا. تقول إنك قد قرأت التاريخ وتاريخ الحسين وتبني على أوهام فتتّهم الحسين بأنه كان هو من يريد قتال يزيد بدون جيش وأنّ عودته إلى المدينة كانت متاحة لكنه لم يعُد، بينما كل كتب التاريخ حتى التي كتبَها محبّو يزيد يُجمِعون على أنه حوصِر بجيش كبير ومُنِع من العودة إلاّ أن يُذعِن لرأي يزيد. نقول لك إنّ الرجل صاحب مبادئ إنسانية وإنّه كان يريد إصلاح ضمائر الناس التي ماتت ضمائرها عن القيم وأذلّت نفوسها للدرهم والدينار وقد أشار الحسين في إحدى كلماته إلى هذه الناحية بقوله((جئتُ لطلب الإصلاح في أمة جدّي)) وقوله((الناس عبيد الدنيا والدين لعقٌ على ألسنتهم يحوطونه مادرّت معايشهم فإذا مُحّصوا بالبلاء قَلّ الدّيّانون)) تقول إنه كان طالب خِلافة ودنيا. يا أستاذ، ضع نفسَك مكان الحسين وأنت ترى أمة ترَكت كلَّ قيمة في الدين وتمسَّكت بالغنائم حتى وصل الأمر بها إلى تحليل قتل من يخالفها في بضع مسائل فقهية تماماً كما حدث بين طوائفكم أنتم المسيحيون، وبإلحاح من معظم أهل العراق آنذاك بأنهم سيكونوا له جنوداً مجنّدة للتخلص من ظلم الأمويين الذين حَرّفوا هدف الإسلام واستخدموه للغزو والسلب، فهل كنتَ ستتوانى عن هذه الفرصة التي ستقضي على الانحراف على القيم والمبادئ التي بدأ بتحريفها أبو يزيد (معاوية) ودأبَ يزيد على هذا الطريق، هل تعرف لو كنتَ يافول حقاً من المتبرّمين من الإرهاب لكنتَ أحببتَ الحسين الذي لو لم ينكث العراقيون عهودهم معه لما رأيتَ القاعدة ولا داعش الذين يعتبرون يزيداً هذا أميرَ المؤمنين وسيّدهم وأحد مراجعهم الدينية، بل ولكنتَ من المسلمين جميعاً أن يهتدو بهديه لا أن تطلب منهم على كثرة تعدادهم أمراً مستحيلاً وهو ترك الإسلام بالكامل. ختاماً أرجو من حضرتك أن يتّسع صدرك، وأن لا ترمي كل من لايرى رأيك هكذا بالكذب أو تفرض عليه رأيك فنحن طلاب حقيقة، ولو كانت هذه هي طريقتك في إسكات من يعارضك في بيتك كشرقي فلا تظنّنن أنّ جميع من تحدّثه هو واحدٌ من رعيتك، ثمّ إنّك قلتَ لي إنك قارئ جيد للتاريخ وغير منحاز فهل قرأتَ ـ على الأقل ـ ماكتبَه جورج جرداق وبولس سلامة ومي