فضاء الرأي

المحرومون من العيدين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"رقص على السلم لا الذين في الأعلى رأوه ولا الذين في الأســفل شاهدوه". مثل مصري

من البديهي بالنسبة للمحتكِم إلى ميزان الموضوعية والمتطهِر من مخانق الأدلجة، النظر إلى السياسي الذييبني جل مجده التصريحاتي على التوقعات فيما هو لا يقرأ الأرض وما عليها، وأن مثله مثل أي منجِّم يُساهم في تشويه وعي الناس من خلال وهم التكهنات، وأن حاله ليس بأفضل من حال البصّارات البائسات في الروشة ببيروت، إلاّ أن الفرق يبقى في أن تلك البصارة تتخذ من الأرصفة قاعدة دائمة لمشروعها الاعتياشي، بينما السياسي يكون الإعلام منصة دائمة لانطلاقاته صوب هواجس الجماهير، والبصارة من كل بُد ضرر تخميناتها يظل سطحي وشخصي، بينما السياسي فممكن أن تطال أضرار أقواله وتصريحاته ومواقفه قطاعاً واسعاً من الناس إن لم نقل المجتمع برمته.

أما قصة المحروم من العيدين فهي تشير إلى ذلك الذي لا يستثمر ما بيده، بينما تراه من باب التمني معوّلاً علىحتمية الوصول إلى ما كان يرنو إليه، ولكنه بعد أن فقد ما كان يمتلك لم يحصل على ما تمنى الوصول إليه، وهكذا حُرم من نعمة الأوّل والآخر، وهذا بالضبط ما حصل لسكان حي الشيخ مقصود في مدينة حلب السورية، ذلك الحيالذي كان تحت سيطرة الفصيل العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، إذ بالرغم من عدم براءة الحزب من العلاقة مع النظام على مدى السنوات الماضية، إلا أن سكان ذلك الحي الكبير حُرموا من أية معونات أو مواد إغاثية تأتي من منطقة النظام، وبنفس الوقت لم تكن الفصائل العسكرية للراديكاليين تسمح بدخول المواد الغذائية إلى مواطني ذلك الحي بحجة أن المتحكمين بالحي لهم علاقة بالنظام، وهكذا انحرم الأهالي من خيرات طرفي المعادلة بسبب السياسة الفاشلة للحزب الذي ادّعى بأنه حيادي فيما أنه لم يستطع أن يحيد نفسه ومواطنو الحي معه عن أسباب الخراب كما فعل المسيحيون والأرمن في حلب والدروز في السويداء،وذلك باعتبار أن القذائف التي سقطت على حي الشيخ مقصود بحجة التعامل مع النظام كان من الممكن أن يتمتحرير عشر مناطق بالذخيرة التي أفرغت على بيوت الفقراء في ذلك الحي العشوائي.

وهكذا فلا استطاع الحزب أن يستفيد من علاقاته التكتيكية مع النظام من جهة، ولا مع الكتائب المسلحة من جهة أخرى، بما أن الجيش الحر الذي دخل الحي فيتاريخ 28 آذار 2013 كان شريكاً للحزب في إدارة شؤونالحي من خلال المخفر المشترك بين وحدات الحماية الشعبية ولواء أحرار سورية من طرف الجيش الحر! ولكن مع كل تلك العلاقات بقي الحي محروماً من المساعدات الإنسانية من قبل النظام، وكذلك من قبل الكتائب المسلحة إلى تاريخ 15 كانون1/ديسمبر 2017، حيث دخلت ولأول مرة المساعدات الإنسانية من منطقة النظام إلى الشيخ مقصود، وطبعاً بعد أن تقهقرت الكتائب المسلحة وانسحب الاسلاميون وما تبقى من الجيش الحر من مدينة حلب كلياً، بموجب الاتفاقمع النظام وانتقالهم تالياً إلى محافظة إدلب، فأخيراً دخلت قافلة المعونات إلى الحي بعد مفاوضات بين مسؤولين من النظام ومسؤولين من حزب الاتحاد الديمقراطي PYD وذلك عبر سماح الأخير لدخول قافلة المساعدات الإنسانية إلى الحارة.

إذ في الوقت الذي كان يعيش فيه سكان الحي في حالة خناقٍ مطبق من جميع الجهات، ويُحرم ساكنو الحي من أدنى مقومات الحياة بفضل الحصار المزدوج من قبلالنظام والمعارضة، وحيث كان الصليب الأحمر يقوم بواجبه من ناحية توزيع المساعدات في مناطق النظام، وفي المقابل كانت المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار تتدفق إليها المساعدات الغذائية من عشرات المنظمات الخليجية والتركية، بينما كل سكان ذلك الحي بسبب ذبذبة الحزب وعدم وضوح استراتيجيته ظلوا محرومين من المواد الإغاثية التي كانت تتدفق على طرفي الصراع أي النظام والمعارضة، علماً أن الحزب كان قد جعل من نفسه وصياً على الحي منذ بدء تسليح الثورة ولم يقبل بشريك له باستثناء من كانوا في مقامه من الكتائب المسلحة.

وبما أن الهم العام نحسبه مسؤولية كبيرة جداً، لذا فمنذ يفاعتنا كنا مؤمنين بأن من يتقدم الناس عليه أن يكون مصدر خيرٍ لهم، وحتى إن لم يكن الفرد مصدر خير للغيرفعلى الأقل ألا يكون وبالاً عليهم، وبقيت أرى بأن على المناضل ألا يقبل بأن يكون مجرد قِراد انتهازي جشع يتسلق جذوع العامة ليصل إلى مراده من خلال التغذي على أبدانهم؛ وبناءً عليه نرى بأن ما يسري على الأفراد هو لا شك يسري على الجمعيات والمنظمات والأحزاب ـ أياً كانت الأحزاب ـ التي تدّعي بأنها تمثل نبض الشارع أوتنطق باسم الجماهير، في حين أن الوقائع تشير بأنها لا تحقق لهم أدنى ما تفعله الطبيعة بالموجودات على أديم المسكونة، وأنها لم تنوجد لخدمتهم قط بل وكأنها وجدتلاستغلال الجماهير عبر لعق أجساد الأحياء من خلال التبرعات والضرائب والأنكى من ذلك هي صفاقة المقامرةبدماء الشهداء.   

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فئران المختبر
Omar..jordan -

مع احترامي لكل اعراق واسباط ابناء اسرائيل ابن نوح .. اقول ان الاستقلال العرقي لا يصلح الا لفئران المختبر والعنز الشامي والبقر الهولندي .. اما بالنسبه للبشر فان اختلاط الاعراق من مقومات الانسانيه وكلما ازداد الاحتلاط العرقي كلما ازداد الاستقلاق الثقافي واصبح اكثر انسانيه .. وتميزا عن الاوثان وتحنط التراث والفول كلور .. والرز كلور .. والبطيخ كلور .. الاستقلال العرقي مثله كمثل انسان لا يقبل الزواج الا من شقيقته .. اقولها للمتخلفين القوميه العربيه ليست عرقيه بل هي قوميه ثقافيه منذ القدم ..

ما معنى اليتامى
Omar..jordan -

اما الايه الثانيه من سورة النساء فتبدأ بامر من الله للناس (واتوا اليتامى اموالهم...) فما معنى مفردة (اليتامى)؟؟.. وهل لمفردة (اليتامى) عدة معاني؟؟..ام ان لها معنى واحد؟... فنفس المفرده نجدها ايضا في الايه رقم 3 ورقم 6 في نفس السوره..**********بشكل عام معاجم اللغه العربيه غالبا ما تعطي اكثر من معنى للمفرده الواحده .. فكيف نحدد المعنى المقصود للمفردات التي تحمل اكثر من معنى؟؟... وهل هذا التعدد في اللغه العربيه لمعاني نفس المفرده الواحده احيانا .. واختلاف المفردات في معانيها .. هو السبب او الوسيله التي تحمل في طياتها صلاحية نصوص المصحف الشريف لكل زمان ومكان؟؟ .. *****منطقيا ..تعدد معاني المفرده الواحده احيانا واختلاف المفردات في معانيها يفتح المجال بشكل واسع لحركة النص مع حركة الفكر وتطور المعرفه .. .. *****وفيما يخص المصحف الشريف فهذا من شأنه ان يوسع او يطور مفهوم بعض النصوص مع مرور الزمن ضمن ذات سياقاتها ...*******الان من معاجم اللغه العربيه نجد ان مفردة (يتيم) فد تعني المتميز على اقرانه او المنفرد او المتفوق على فئته او الثمين النادر او الطفل الفاقد للاب ..الخ*****اما من السياق فواضح جدا ان معنى (اليتامى) في الايه رقم 2 ليس ذاته في الايه رقم 6 .. ففي الايه رقم 2 (ومن ثم رقم 3) نجد انه من المنطقي ان يكون معنى (اليتامى) هو اقرب الى معنى الانسان البالغ والمتميز والمؤهل للانفراد وألاستقلال ماديا بغض النظر ان كان فاقد للاب او غير فاقد له .. فالايه فيها امر لايتاء هؤلاء اموالهم مباشره دون تأخير .. على عكس ما نجد في الايه رقم 6 حيث معنى (اليتامى) فيها واضح جدا انه بمعنى اطفال صغار لم يبلغوا الحلم .. ****الايه رقم 2 لا تتكلم عن اطفال بل عن افراد بالغين يملكون اموال ويستطيعون اكتساب الرزق وتدبير امورهم بانفسهم دون وصاية احد عليهم .. مثال بسيط على هذه الفئه .. مثلا (ولد يعمل عند والده) مع انه متميز و مؤهل للانفراد والاستقلال ماديا فلا يصح للوالد استغلال هذا الولد بل على الوالد دفع وتشجيع هذا الولد المتميز نحو الاستقلال والانفراد بذاته وعمله .. مثال اخر اوسع (مؤسسه صناعيه حكوميه او حتى خاصه) يعمل فيها عدد كبير من الافراد بالاجره .. هنا يتوجب على مالك المؤسسه تشجيع الافراد المتمييزين بالعمل ودفعهم نحو الاستقلال بمشاريع عمل خاصه بهم او دفعهم نحو الشراكه في الاسهم

الدين
Omar..jordan -

صباح الخير .. الان .. موضوع السماح بتعدد النكاح اتى في سياق ابتدا بامر ايتاء فئة اليتامى (اي الفئه الاقتصاديه الشابه المتميزه و المؤهله للتفرد و الاستقلال) اموالهم وهذا فيه دفع لهم للتطور والاستقلال وفيه حمايه لهم من الاستغلال .. ثم اتبع ذالك بالسماح بتعدد النكاح من النساء وليس من اليتامى .. ومفردة (النساء) في المصحف فيها معاني كثيره .. منها معنى التأخير او الانقياد او الانزواء وعدم حب التميز والاقدام ومنها عدم التقدم والمبادره ..الخ .. مفردة (نساء) لها معاني كثيره والسياق والشورى والسقف المعرفي والعقل المنطقي السليم هو الذي يتعرف على المعنى المقصود .. فاحيانا (النساء) لا تعني الجنس البشري مطلقا بل تعني (الاشياء الماديه الاخيره او المستجدة او الحديثه) .. واحيانا لا تعني الطور الانثوي (الاناث) بالذات بل و وفق السياق الخاص قد تعني (فئه اجتماعيه) تظهر نتيجة ظروف مرحليه غير ثابته سواء كانت ظروف بيولوجيه (جسديه) او ظروف اقتصاديه او ظروف صحيه .. ويمكن انتقال الانسان من حاله النساء الى حالة الرجال وبالعكس وفق تغير الظروف ... على كل حال .... لا ارى ان السماح بالتعدد هدفه تلبيه الحاجه الجنسيه فقط او هدفه رفع وتيره التناسل واكثار العيال المنهي عنه اصلا في خاتمه الايه ب (ذالك ادنى الا تعولوا) وفي مواقع اخرى من المصحف .. **** التعدد فيه معالجه او تقليص لاعداد الفئه الضعيفه عن طريق قانون تعدد النكاح (الزواج) و الذي سينتتج عنه ايضا (اندماج طبقي) اي بمعنى شراكه اقتصاديه وتوزيع للثروه والممتلكات وهذا ما هو الا احد المعالجات على طريق السير نحو العداله الاجتماعيه و احد الحلول للحد من اسباب الفقر والنسيء او التأخر الاجتماعي بغض النظر عن اصطدام الحل والمعالجه مع العاطفه .. التعدد ضمن ظروفه وشروطه يبقى وسيلة واداة لمعالجة محرجات واخطاء انسانيه اجتماعيه كغيره من الوسائل الاخرى .. هذا والله اعلم .. اما حالة الاستعمال السيء للوسيله كما هو اليوم فهذا ليس مما اوصى الله به بل مما اوصى به تراث الاستبداد السياسي وفقهاء السلطه واشراك ..