كتَّاب إيلاف

أزمة قطر الحقيقية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كنت قد ذكرت في مقالات سابقة أن سيناريو الرعب بالنسبة للقيادة القطرية في أزمتها الحالية هو دخول الأزمة نفق النسيان، وسقوطها من قائمة أولويات الدول الأربع الداعية لمقاطعة الإرهاب من ناحية، وسقوطها من دائرة اهتمام القوى الكبرى من ناحية ثانية. وقناعتي أن قطر تشعر بقلق وانزعاج شديد منذ أن وصف الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أزمتها بأنها "صغيرة جداً جداً"، ولاسيما أن توالي الأحداث والتطورات اقليمياً، قد اثبت صدق وصحة هذا التوصيف الاستراتيجي بالغ الدقة.

وهاقد قد تحقق هذا السيناريو في الشهرين الأخيرين، ولم تعد الأزمة تجد لها طريقاً للسياسة والإعلام وآذان الجمهور بعد أن عادت قطر إلى حجمها ومكانتها الطبيعية بحسب المعايير والاعتبارات والقياسات الجيواستراتيجية للدول، وهنا يكاد العقل السياسي القطري أن يجن بعد أن تصورت قيادة نظام "الحمدين" لفترة من الزمن أن باستطاعتها إدارة شؤون المنطقة والتأثير في مجريات الأمور وهندسة الأحداث والتطورات السياسية وفق مزاجها واهوائها وأهدافها!

هذا الواقع هو السر الحقيقي وراء الافتراءات والادعاءات المتواصلة للنظام القطري سواء تجاه دولة الامارات أو غيرها من الدول العربية، ولاسيما الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والمقاطعة للنظام القطري.

روايتان مختلقتان أطلت بهما قطر على العالم في أسبوع واحد، الأولى تقول بأن مقاتلات أو طائرات عسكرية إماراتية اخترقت المجال الجوي القطري مرتين الشهر الماضي، وبعثت قطر برسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والرئيس الدوري لمجلس الأمن بذلك. والرواية الثانية روجتها قناة "الجزيرة" بشـأن احتجاز الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني.

بالنسبة للرواية الأولى، أكدت دولة الامارات أنها كاذبة وعارية تماماً من الصحة ووعدت باثبات ذلك بالدلائل والبراهين، وبالنسبة للرواية الثانية قال مسؤول في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، "إن الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني حل ضيفاً على دولة الإمارات العربية المتحدة بناءً على طلبه، وحظي بواجب الضيافة والرعاية بعد أن لجأ للدولة جراء التضييق الذي مارسته الحكومة القطرية عليه وقوبل بكل ترحاب وكرم، وهو حر التصرف بتحركاته وتنقلاته، وقد أبدى رغبته بمغادرة الدولة، حيث تم تسهيل كافة الإجراءات له دون أي تدخل يعيق هذا الأمر".

المسألة إذن واضحة ولا لبس فيها، ولا اعتقد أن اثبات كذب وتهافت رواية "الاختراق" يحتاج إلى دلائل وبراهين، فالشكوى القطرية ليست سوى مناكفة سياسية تستهدف جذب الانتباه لا أكثر ولا أقل!

استشعار القيادة القطرية أن استمرار الأزمة كفيل بتحمل مزيد من الأعباء والخسائر الاقتصادية تحديداً، وأن من الصعب استمرار هذا الوضع على المدى المتوسط ناهيك عن احتمالات الاستمرار على المدى البعيد، يدفع هذا الإحساس إلى افتعال الأزمات والمناوشات والمناكفات السياسية والإعلامية لعلها تجد آذاناً صاغية ويتفاعل معها أحد بما يحدث تقدماً على صعيد حل الأزمة القطرية!

تسعى قطر من خلال هذه الافتراءات والادعاءات إلى إعادة تموضع الأزمات الإقليمية، ووضع نفسها مجدداً ضمن أولويات الاهتمام، ولكن هذا الأمر بات صعباً للغاية في ظل وجود أولويات أكثر الحاحاً وتأثيراً من الناحية الاستراتيجية، وإذا كانت القيادة القطرية لم تقرأ مفردات ومعطيات المشهد فهذا ليس خطأ الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، وعلى الدوحة أن تتحمل عواقب مسايرة اهوائها وأهواء قادة تنظيمات الإرهاب والحاقدين والمعادين لأمن واستقرار دول وشعوب مجلس التعاون.

لا يجب أن نتفاعل كثيراً مع مثل هذه الافتراءات ولا يفترض أن تزعج أحد، فهي تعبر عن نظام مأزوم يزداد تأزماً بمرور الوقت، الذي بات أكبر عدو له في ظل الفاتورة المتصاعدة بوتيرة عالية لخسائر الاقتصاد القطري جراء المقاطعة، وهذا يعني أن علينا توقع المزيد من هذه الافتراءات والأكاذيب خلال الفترة المقبلة!

النصيحة التي نقولها بصدق حرصاً على الشعب القطري المغلوب على أمره، أن على نظام الحمدين تغليب مصلحة هذا الشعب والاصغاء إلى صوت أبناء قطر الحقيقيين، بدلاً من هدر الوقت والأموال في الجري وراء أوهام كاذبة وادعاءات وافتراءات مفضوحة !!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
واهمون قطر عظمى فعلاً
متابع احداث -

اعتقد ان دولة قطر قد تجاوزت الحصار و تخطت مشاكسة الصغار لها ، كانت دولة قطر ترفض سياسة الاكتفاء الذاتي من السلع والمنتجات بدعوى استفادة الاشقاء الخليجيين من ترويج منتجاتهم لديها ، وقد كانت سوقاً كبيرة له اضافة الى قيام المواطنين القطريين بالسياحة والتبضع من دول الجوار وكل هذا توقف نتيجة الحصار والسياسة الحمقاء العدوانية التي تبنتها دول الحصار الى درجة قطع التواصل العائلي وقطع صلة الرحم المنهي عنها شرعاً ومع ذلك لا تفتإ دول الحصار من ترداد انها لا تريد به الشعب القطري ؟!! ان سياسة الحصار بغرض الإخضاع تولد العناد والمقاومة وبالتالي تولد افكاراً خلاقة لمقاومته وهذا ما تفعله دولة قطر حالياً ويمكنها ان تعيش مئة عام تحت الحصار ولا تتأثر .

خيمة سرك
Omar..jordan -

الدوحه ساهمت بشكل فعال في ثورات الربيع العربي الا انها للاسف قامت في نفس الوقت بطعنها من الخلف ...

هل قطر فقط ؟
فول على طول -

هل قطر فقط تدعم الارهاب ولذلك حدثت المقاطعة من الدول الأربع ..؟ وماذا عن الدول الأربع التى تقاطع قطر ...هل لا تدعم الارهاب ؟ اذن حكاية الارهاب القطرى هى حجة واهية . عموما طباخ السم لازم يدوقة أى يتذوقة ...فلا غرابة أن تعانى بلاد الذين أمنوا من الارهاب . لا أعتقد أن المقاطعة سوف تأتى بنتيجة ملموسة لأن الأبواب الخلفية أكبر من الأمامية بكثير . عليكم بالاعتراف أن تعاليمكم عدوانية ولا تصلح وهذا هو المهم .

الارهاب لتجنب الارعاب
Omar..jordan -

النص في الايه رقم 60 من سورة الانفال (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ... )**** في النص الكريم هناك اشاره لقوه وهناك اشاره اخرى لرباط الخيل .. من المنطق ان يعني هذا ان رباط الخيل ليس من القوه (الماديه) ... اليس كذالك؟؟.. اما بالنسبه للمفهوم التقليدي (الفولي) لكان بالامكان ان يصح لو كانت صياغة النص مثلا كالاتي (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن جمال وخيل عاديات وبغال و فيله ..... ) *** فما هو معنى (رباط الخيل)؟؟ ... هل هو كنايه؟؟ هل هو بمعنى سياسي؟؟ .. هل هو بمعنى سياسة التهجين والتنميط (قرده القفص والماء والموز )؟؟.. فالخيل وهي من الانعام والدواب تمتلك من القوه ما تستطيع به من اقتلاع رباطها وتحطيم سياج زريبتها ... الخ *** فمعنى (رباط الخيل) ارى انها اقرب للمعنى السياسي من المادي .. على كل حال .. يرهب لاجتناب حدوث الحرب وما فيها من رعب يا سيد فول .. مفاهيم المفردات عندك املخبطه ضاربه شرت مثلك مثل السنه والشيعه .. الله يشفيك معهم قادر يا رب .. ههههههه

إمارة الصمت والخوف
والشعب المغلوب على أمره -

ابوظبي إمارة الصمت والخوف والإمارات بلد الشعب المغلوب على أمره الذي بات يعتقد ان المطر ينزل بسبب شيوخه ؟!!!

إنهاء خدمات في
إمارة الصمت والخوف -

رويتر/بناء على تعليمات ولي عهد ابوظبي الشيخ/محمد بن زايد ال نهيان،تم إنهاء خدمات روؤساء مجالس ادارات طيران الإمارات والاتحاد وفلاي دبي والعربية ،وذلك بسبب قضية الشركات المعنية في تاكيد ان تدخل سلاح الجو القطري بعتراضها لإحدى الطائرات المدنية المسجلة في دولة الإمارات .