آثار الحروب والنزاعات الاهلية على المجتمعات العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لم تكن الحروب والنزاعات الاهلية على مدى التاريخ إلا وبالا وكارثة على الانسان، وللحروب والنزاعات الاهلية عواقب خطرة، منها الملموس والمنظور كالقتلى والجرحى والمعوقين، والدمار العمراني والاقتصادي والبيئي. ومنها غير المنظور الذي لا تظهر آثاره إلا بعد توقف الأعمال الحربية، وعواقبه وخيمة على الدولة والمجتمع ويحتاج الى وقت طويل لمعالجته. وفي هذه العجالة سنلقي الضوء باختصارعلى هذه الآثار.
الآثار السياسية
إن الحروب والنزاعات الاهلية لها آثارها السياسية على الدول التي تصاب بها، حيث تعد مشكلة انهيار الدولة من اولى النتائج والآثار المترتبة على هذه الحروب والنزاعات الاهلية. ويقصد بانهيار الدولة تقويض مؤسساتها السياسية والمدنية، وانهيار اجهزتها العسكرية والأمنية بما لا يسمح لها بأداء وظائفها المختلفة، وهناك نمطين أساسيين للانهيار.
النمط الاول: هو الانهيار الشامل للدولة، ويقصد به انهيار السلطة المركزية عندما تؤدي الاطاحة بالنظام الى حدوث حالة من الفوضى الشاملة بما لا يسمح لأي من الجماعات المتنازعة بالسيطرة على الحكم بصورة كاملة، كما هو الوضع في ليبيا حاليا.
النمط الثاني: هو الانهيار الجزئي، ويقصد به ضعف سلطة الحكومة وترهل جهازها البيروقراطي الذي ينجم عنه عجز الدولة عن فرض سيطرتها على جميع اقاليم الدولة، كما هو الوضع الحالي في كل من سوريا واليمن. وقد تؤدي الحروب والنزاعات الأهلية إلى مطالبة بعض الجماعات بالانفصال عن الدولة الأم ومحاولة إنشاء كيان سياسي آخر مستقل، كما حدث في السودان حيث انفصل الجنوب عن الشمال، وكما جرى في العراق في شهر سبتمبر من العام الماضي حين اجرى الأكراد استفتاء - من جانب واحد - حول استقلال إقليم كردستان عن العراق، حيث شارك حوالي 5 ملايين مقترع من الأكراد في الاستفتاء، وان نسبة 92.7% من المشاركين صوتوا بنعم للانفصال، ولكن الاستفتاء أجهض بالقوة لعدم وجود توافق بين الأطراف ذات الصلة، وغياب الدعم والتأييد الدوليين اللازمين. وكما يحدث في حاليا اليمن، حيث يطالب الجنوبيون بالانفصال عن الشمال والرجوع الى الوضع القائم قبل 22 مايو 1990م.
الآثار الاقتصادية
إن الحروب والنزاعات الأهلية لها آثارها الخطيرة من الناحية الاقتصادية على هذه الدول، حيث تؤدي إلى توقف او ضعف حركة التنمية بسبب هروب الاستثمارات الداخلية ومنع تدفق الاستثمارات الأجنبية نظرا لإمكانية تدمير المنشآت الاقتصادية والبنى الأساسية اللازمة لتطوير العمليات الاقتصادية داخل هذه الدول. كما ان اغلب موارد هذه الدول تصرف على الجانب العسكري بدلا من تخصيصها لتعمير ما دمرته الحروب لبناء المدن المدمرة والمؤسسات الصحية والتعليمية المنهارة، كما حدث في العراق وسوف يحدث في كل من سوريا وليبيا واليمن إذا توقفت الحروب والنزاعات. كما تصبح هذه الدول مثقلة بالديون الخارجية، فالجزائر بلغت مديونيتها نتيجة الحرب الأهلية حوالي 25 مليار دولار، أي ما يعادل 80% من عائدات صادراتها النفطية في ذلك الوقت، وكذلك العراق الذي تتراوح مديونيته ما بين 100 الى 120 مليار دولار أي ما يعادل 61% من مجموع إيراداته.
الآثار الإنسانية والاجتماعية
تعد الحروب والنزاعات الداخلية من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انتهاكات الحق في الحياة بشكل كبير لأنها توقع عددا كبيرا من القتلى في صفوف المدنيين الأبرياء. ففي الحرب الأهلية في الجزائر التي اندلعت بين القوات الحكومية والمتطرفين الإسلاميين في بداية التسعينيات من القرن الماضي وأطلق عليها مسمى "العشرية السوداء" استغرقت حوالي عقد من الزمن، وحصدت أكثر من 150ألف قتيل. والحرب الأهلية في السودان التي استغرقت حوالي 21 عاما وانتهت عام 2005م بانفصال الجنوب، حصدت حياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص، وتشريد ما يقرب من خمسة ملايينآخرين. وفي الحرب الأمريكية/البريطانية الغاشمة وغير القانونيةعلى العراق عام 2003م، تراوح عدد القتلى ما بين 600 ألف الى مليون من المدنيين والعسكريين اكثرهم من العراقيين.
اما عدد القتلى نتيجة انتفاضات الربيع العربي منذ عام 2011م، فمن الصعب تحديد الأرقام لأن الحروب الاهلية لا زالت قائمة حتىيومنا هذا في كل من سوريا وليبيا واليمن، ولكن التقديرات التي تعلن من وقت الى آخر من بعض منظمات الأمم المتحدة، تقول الآتي: سوريا: حوالي 470 ألف شخص قتلوا حتى فبراير 2016م، إضافة الى حوالي 117 ألف لا يعرف مصيرهم بعد ان اختفوا. اليمن: حوالي 10 آلاف قتيل. ليبيا: 30 ألف قتيل، وحوالي 22 ألف مفقود.
العنف الجنسي ضد المرأة
العنف الجنسي هو أحد أنواع العنف التي تحدث أثناء الحروب والنزاعات الأهلية والذي يستهدف المرأة بصفة خاصة، حيث يستخدم الاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي من قبل المتحاربين كسلاح استراتيجي لمعاقبة الأفراد وبث الخوف، والقضاء على الخصوم وإذلال الرجال من خلال إرسال رسالة مفادها أنهم غير قادرين على حماية نساءهن. العنف الجنسي تم استخدامه كسلاح في السودان خلال الحرب بين الشمال والجنوب وكذلك في إقليم دارفور. كما ان "داعش" مارسته ضد النساء العراقيات الأيزديات. كما تتعرض النساء الى ما يسمى "العنف في مرحلة ما بعد النزاع"، فمن الشائع أن تبدأ موجة جديدة من العنف المنزلي في أعقاب النزاع، كمحاولة من الرجال للتعامل مع صدمات الحرب التي لم يستطيعوا معالجتها وتجاوزها.
الحروب والنزاعات الاهلية تفرض ضريبتها النفسية والاجتماعية على النساء والشباب والأطفال التي ستكون لها عواقب بعيدة المدى، فالنساء الأرامل سيبقين يعانين مشاكل نفسية واجتماعية وعاطفية لسنوات طويلة، اما الشباب فالكثير منهم سوف تظهر عليهم علامات الأمراض النفسية من عنف واكتئاب وحالات صرع. أما الأطفال الذين شاهد اغلبهم مناظر القتل التي تعرض لها أهلهم واقرباؤهم وجيرانهم، فسوف يعانون مشاكل قلق وكآبة، وسوف يعانون من ضعف التركيز في الفصول الدراسية. المشاكل السياسية والاقتصادية قد تحل بعد سنوات من الاستقرار السياسي، اما المشاكل الاجتماعية والامراض النفسية فستبقى لسنوات طويلة وقد تحتاج الى جيل بأكمله (أي بين 25 الى 30 سنة)، هذا إذا قدر لهذه الدول ان تحظى بالاستقرار السياسي وتبقى موحدة.
التعليقات
اين آثار الاجرام الشيعي
ضد شعوب المنطقة -أين الكلام والادانة لآثار الحرب الشيعية على المسلمين السنة في العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج العربي والجزيرة العربية وإجرامهم وقتلهم واغتصابهم وتهجيرهم لملايين المسلمين السنة ؟! ولا ما تريد ذكرها لإنك شيعي ؟!!
من يتحمل المسؤوليه ؟؟
Omar..jordan -وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احدهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ الى امر الله .. ولكن قتال الفئه الباغيه لا يكون بالقصف العشوائي وبدون ان يتبع ذالك زحف وتقدم .. اذا كنت لا تريد التقدم فلا تقصف.. اانتم مافيا ام عسكر دوله؟؟
مخاض دام لابد منه بعد
عقود من الاستبداد والظلم -بعيداً عن شعوذات وهذيانات الكنسيين الانعزاليين المتوقعة بسب الاسلام وشتم المسلمين نقول معلقين في صلب الموضوع ان ما يحدث في منطقتنا العربية ليس حرباً أهلية بين طوائف وإنما هي حرب من جانب واحد ، من جانب السلط الديكتاتورية الحاكمة ضد الشعوب وهو مخاض متوقع بكل آلامه والمعاناة منه بعد عقود من الاستبداد العشائري والعسكري والطائفي والحزبي المدعوم غربياً ، هذه المسماة خطأ بالحرب الأهلية كونها ان من شنها هم الحكام المستبدون (المحميون غربياً ) ضد شعوبهم تشبه ما حصل في امريكا الجنوبية بين المسيحيين لوجود حكومات عسكرية استبدادية تدور في الفلك الامريكي وانه بعد عقود من الحروب الأهلية وبعد ازالة الطغم العسكرية الحاكمة بعد مخاض عسير ومكلف تمكن الفرقاء من الوصول الى سلطة أنتجتها الشعوب عبر انتخابات نزيهة . في منطقتنا نأمل ان يحصل نفس الشيء رغم صعوبته وان ينتج هذا المخاض الدامي حكومات شعبية منتخبة وسلام ونهضة وحقوق انسان وحريات بعد زوال النظم المستبدة في بلاد العرب وبلاد العجم
صراع دام للمسيحيين بعد
انفصالهم عن السودان -كشف تقرير للاتحاد الإفريقي أن أكل لحوم البشر القسري وبتر الأعضاء البشرية وتجنيد الأطفال وانتهاكات أخرى كانت السمة التي اتصفت بها حرب جنوب السودان بين طرفين مسيحيين وليسا مسلمين.ووجدت اللجنة التي أعدت التقرير حالات من "القسوة المفرطة" في العاصمة جوبا شملت "بتر أعضاء بشرية" اخصاء " وحرق جثث وتصفية دماء أشخاص قتلوا للتو وإجبار آخرين من الطائفة ذاتها على شرب هذه الدماء أو أكل لحم بشري محترق" وذلك خلال الاقتتال الجاري بين طرفين مسيحيين.وأشار التقرير إلى وجود "أسباب معقولة تدعو للاعتقاد بأن الطرفين (المسيحيين) ارتكبا أعمال قتل واغتصاب وعنف جنسي وتعذيب وأعمال لا إنسانية أخرى لا تقل جسامة، بالإضافة إلى انتهاكات للكرامة الشخصية واستهداف أهداف المدنية وممتلكات وانتهاكات أخرى".ولم يحدد التقرير الجانب الذي يعتقد أنه المسؤول، لكنه قال إنه رصد انتهاكات موثقة "قد تصل إلى حد انتهاك القانون الدولي الإنساني."وكانت الحرب الأهلية بين الطرفين المسيحيين اشتعلت في أحدث دولة في العالم في ديسمبر/ كانون الأول 2013 بعد أقل من ثلاثة أعوام من استقلالها عن السودان، وقتل في الصراع المسيحي المسيحي أكثر من 10 آلاف شخص، وتحت وطأة ضغوط دولية متصاعدة وقع طرفا النزاع اتفاق سلام في أغسطس/ آب الماضي لكن الجانبين متهمان بشن مزيد من الهجمات. فمن أين أتى هؤلاء بكل هذا الاٍرهاب والوحشية والدموية والهمجية في عقيدة يدعون انها تدعو الى المحبة والتسامح والسلام ؟!! آه حتما من نصوص البايبل بتاع المحبة الذي يصنع مسيحي كيوت حلو لا يؤذي حتى نملة فكيف به يأكل اخاه الذي على ملته مشوياً حقيقة لا مجازاً ؟!
أسباب الحروب أهم
فول على طول -كل التحية والتقدير للاستاذ حسن العطار الذى يثرى الموقع بمقالاتة ويشبع القراء من مواضيعة الهادفة وبعد : أتعشم أن تكتب عن أسباب الحروب فى العالم العربى والاسلامى وأسباب عدم الاستقرار فى بلاد المؤمنين فهى أشياء هامة كى يعرفها الجميع . السلام سيدى الكاتب نوعان وهو سلام داخلى وهو السلام بين أفراد المجتمع وبين الفرد نفسة والمحيطين بة من أقربائة ومجتمعة الصغير وبين الفرد والخالق وسلام خارجى بين الدول ..أعتقد أن السلام الداخلى هو الأهم . عندما يكون الفرد فى حالة سلام داخلى فهذا يؤسس لمجتمع متماسك ..مجتمع مسالم ..مجتمع منتج بالفعل ..ولكن متى يتحقق السلام الداخلى ؟ ننتظر من السيد حسن العطار أن يكتب لنا وجهة نظرة فى هذا الموضوع فى المقال القادم . تحياتى دائما .
كنيسة الارثوذوكس حرب على
الانسانية والاديان جمعاء -التكفير في المسيحية مثلاً الملكوت محجوز للارثوذوكس وغيرهم في الجحيم
حروب العلمانية الغربية
والانتقائية المزمنة -نسيت الحروب العالمية الاولى والثانية وضحاياها من الموتى دون الجرحى بلغت 90 مليون ضحية.
لا حل الا الديمقراطية
واحد -طبيعة الانسان انه يعيش حياته كما تربى في بيته ومجتمعه ومدرسته . وحين يكون خطاب الكراهية بيد الحاكم الواحد الأوحد ، تجري انهار الكره والحقد في كل سواقي المجتمع . الديمقراطية تعني ان تستمع لخطاب الاخر بصدق وتمعن ولا تكون افكارك مرصوصة ونهائية قبل ان تسمع كلمة منه . الأحكام المسبقة مصيبة ابتلينا بها في مجتمعاتنا وجميعها تدعم بخطابات دينية او سياسية لتقوية العداوة في داخل الفرد منذ الطفولة فالآخر عميل وخائن ومرتد وكافر ومشرك ولم ولن يفكر اي منا ان بتبادل الأدوار مع الخصم فحقيقتنا مطلقة وما سواها الا باطل . الحقائق ثابتة في عقولنا منذ أدركنا ونقشت في صخرة الضمير فما افعله من ظلم وذبح لابد منه كعقاب للاخر وكل ما يفعله الاخر قهر وتمرد على الله والوطن والمجتمع ، مات في شعوبنا الانصاف ونسينا ان الناس نوعان اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق وكلاهما انت .
حرب بالنيابة
كريم الكعبي -كل ماحدث ويحدث في المستقبل في المنطقة العربية هو حرب بألأنابة عن مشاريع مرسومة ومهيئة في ليبيا والجزائر والعراق واليمن والسودان ، رسمتها الدول الكبرى وبالخصوص أمريكا ، هنا اتذكر بتصريح وزير خارجيةالجزائر آنذاك يقول طلبني الرئيس بوتفليقة في مكتبه فوجدت عنده أربعة رجال فقال لي هؤلاء السفير الامريكي ورجال السي آ ي أي لديهم شروط ان نفذت سينتهي الارهاب الاسلامي عنكم خلال اسبوع، فاطلعنا على الشروط فكلها تربط مصير الجزائر بامريكا ووافقنا وانتهت حرب تنظيم القاعدة في التسعينات ، اليوم ماتمر به الامة الاسلامية ان كان في ليبيا واليمن وسوريا والعراق بتخطيط اسرائيلي امريكي بتنفيذ خليجي طائفي، لضمان التمدد الاسرائيلي على حساب الارض العربية