اقتراف المعرفة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في قصيدة الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث تقول (المرآة): أنا فضية ومحددة ولا أمتلك تصورات مسبقة، كل ما أراه أعكسه فورا كما هو، لست قاسية فقط صادقة.
تجربة الاشتباك مع المرآة تجربة غامضة و جليلة ولها أيضا أبعادها الرمزية لدى بعض الفلسفات الشرقية، حيث يعتقدون إن الكائن الذي تعكسه المرآة قرينك أو (آخرك) ومن الممكن أن يمتص طاقاتك الحيوية.
وهو أمر مقارب لما يحدث لمجتمعنا أمام مرآة العالم الافتراضي، وتحديدا وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك عندما أخذ المجتمع يكتشف ملامحه وتقاسيم وجهه تكوين أطرافه وأجزاء جسده هناك، عندها تفتت وانهار التصور الأحادي الذي يضمره المجتمع عن نفسه وشرخ ذلك الغشاء الجنيني الذي كان يتكور فيه ليبقيه بمعزل عن العالم.
في الماضي كانت الأشياء مرتبة فوق الأرفف بطريقة مريحة و واضحة وقريبة من التناول و وفق ما كانت عليه منذ الأزل، وكانت علاقتنا مع الآخر تندرج في أُطارها الحذر المستريب، العلاقة مع النساء تخضع لصورة مثالية عن العائلة وتراتبية السلطة وتوزيع الأدوار داخلها وينسحب هذا على علاقتنا مع الموسيقى والفنون..وسوى ذلك.
يعزز هذا ثقافة محافظة مجلببة بثوب عقدي، تحافظ على مكتسباتها عبر محاضن التعليم وأذرع الإعلام لتمرير خطاب أيدلوجي أحادي وحيد, لذا كان الجميع يتحدث بصيغة الجماعة والنحن !! لا نريد الابتعاث لأولادنا، أو القيادة لنسائنا, والسينما لعائلاتنا، أو الرياضة لبناتنا, فلم يكن هناك وقتها مرآة للمجتمع تجعله يكتشف مكونه الحقيقي وتفاوت شرائحه،وتعدد سماته, وبات أي اختلاف يعامل بأسلوب النبذ والنفي...
وحدثت المواجهة الكبرى بين المجتمع وذاته عندما أطل في مرآة وسائل التواصل، وعندما تحولت السماء فوقنا إلى عين هائلة عملاقة تتلصص علينا،وتتحدى أسوار الأسمنت والفواصل والسواتر و واجهات السمت الوقورة التي لطالما تفننا في رفعها, وانهمر السيل الرقمي عشوائيا مكتسحا الأرفف التي اصطفت فوقها الأشياء.
واكتشف المجتمع بأنه ليس تلك العائلة المحافظة التي يبتاع الأب خبز العشاء وينصت بتبتل لنشرة التاسعة في القناة الأولى، وإن جواب السؤال ليس فقط هو الذي يمدنا به المعلم المدرسي أو واعظ المسجد...بل لكل جواب له سؤال آخر يهدمه وينقضه.
في غور العالم الافتراضي أكتشف المجتمع أفرادا منه بأجنحة ليبرالية وأخرى مقصقصة من بقايا ناصرية وماركسية، وهناك اللا أدري وهناك العدمي وهناك البر والفاجر والمصلح والمحرض، وهناك الوطني وهناك الانفصالي، وعارض الأزياء, وعازفة العود، وطاهية أمام بوابة المناسبات...اكتشفنا ببساطة أننا مجتمع طبيعي يضج بالتنوع والاختلاف.
ولعل كل هذا الصخب والضجيج في وسائل التواصل وتلك النبرة الشوفينية العنصرية ضد الغرباء وضد تجنيس أبناء المواطنات وضد تجنيس المواليد، هي جزء من سؤال (النحن /الهم ) أمام مرآة العالم الافتراضي المرعبة، الذات الكبرى الجوفاء وهي تقترف المعرفة وسر النار، الأنا العشائرية المتورمة التي انشقت عن كم هائل من الأنوات كل منها يستقل بفردانية تميز المجتمعات في الدولة الحديثة.
في النهاية أعتقد إن هذا الضجيج إذا أُحسن الاستثمار فيه، فسيتمخض عن بذرة المجتمع المدني التعددي القائم فوق أرضية من التعايش والتسامح, في عملية إحلال واستبدال واعية تقودها النخب المثقفة، لأن ترك الساحة الآن للشعبوي المتطرف يأخذها لمنزلقات خطرة من العنصرية والشوفينية والنزعات الانفصالية التي تنعكس سلبا على وحدتنا، وحده المجتمع المدني المتعايش مع اختلافاته، يتكون من نسيج صلب لاتمزقه الصدمات أو التحديات.
مواجهتنا مع مرآة العالم الافتراضي أصبحت مواجهة تاريخية كبرى لمجتمع كان يلتف على يقنياته باستبسال، واكتشف فجأة إن (آخره) الذي يحدق فيه في المرأة لاينسجم مع الصورة النمطية التي أمضى حياته يتخيلها خلقت على هيئته.
التعليقات
هل (الرسول) اسم علم؟؟
Omar..jordan -الايه 104 من سورة المائده (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ) .. المشكله الاولى اننا تركنا ما انزل الله وذهبنا الى الروايات فاصبح لكل منا رواياته المقدسه .. ..
المجتمع بين تطرفين
وبين نقيضين -بعيدا عن هذيانات وشعوذات الصليبيين المشارقة المتوقعة و الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم نقول بموضوعية. لاشك ان هذه القولبة للمجتمع تبنتها السلطة وأنفقت عليها في الوقت الذي فتحت خطاً موازياً لها في قالب اخر يأتي من خارج الحدود عبر الفضاء ولاشك ان هذا أسس للانفصام الداخلي الذي لا يخرج الا نكدا ما يحصل الان هو الانتقال بالمجتمع من التشدد الديني الى التحلل العلماني وكلا الامرين خطر على المجتمع .
الى المشعوذين جميعا ..
فول على طول -مقال فلسفى عميق وكما يقول المثل الشعبى : الكلام ليكى يا جارة ..المهم وبعد عصر السموات المفتوحة ووسائل الاتصال التى تخترق جدران حجرات النوم لم يعد بمقدور أحد أن يغقل النوافذ ويطمس الحقائق التى بدأت تتفجر كالبراكين . صحا المشعوذون من الذين أمنوا ووجدوا أنفسم لا خير أمة ولا حاجة ولا حتى يحزنون ...وأن تراثهم اتفضح دون القدرة على تجميع أشتات هذا التراث ولا يصلح معة الترقيع وأن اللوح المحفوظ وكتابة خاضع للنقد والقيل والقال والأخذ والرد بعد أن كان من المحرمات ...ووجدت المؤمنة القانتة نفسها فى حالة ارتباك حيث لا تصدق أنها ناقصة عقل ودين بل ترى مثيلاتها فى كل دول العالم رئيسات وقائدان ووزيرات داخلية ودفاع الخ الخ ..وتسأل المؤمنة الان : لماذا لا أقود سيارتى ؟ لماذا لا أحضر مباريات رياضية مثل نساء العالم ؟ لماذا يتزوج زوجى مثنى وثلاث ورباع ...ولماذا لا أملك هذا الحق مثلة ؟ الخ الخ ...سيدتى الكاتب لقد تحطمت القيود وتكسرت الجدران ..وكما بدأ غريبا سوف يأرز كالحية ويعود غريبا وهذا ريب جدا فلا تقلقى يا عزيزتى .
لماذا نحن خير امه ؟!
اسألوا الارثوذوكس -عن إنسانية الاسلام والمسلمين وخيريتهم ازاء المخالفين هذا موقف سجله التاريخ.بحروف من نور فقد اكتشف عباس_حلمي خديوي مصر رسالة من بطريرك الأرثوذوكس في مصر لقيصر #روسيا يدعوه للتدخل العسكري في #مصر وإعادتها للمسيحية. فقرر الخديو نفي كل #المسيحيين إلى جنوب السودان ومجاهل أفريقيا لكن #شيخ_الأزهر رفض رفضاً قاطعاً فصعد عباس الأمر إلى لسلطان_عبدالمجيد فكان رده نفس رد شيخ الأزهر يا ترى لو كان العكس ماذا كان سيفعل المسيحيون بالمسلمين ؟! وهم اساساً يعلنون في أدبياتهم المنشورة في مصر والمهجر عن رغبة التيار الفاشي بينهم في طرد المصريين المسلمين او اعادة تنصيرهم. شايف الديانة اللي بتشر تسامح يا واد يا جرجس ؟!!
لا نفرق نحن المسلمين
السنة بين الوحيين -لا تدلس يا جوردان كلا الامرين وحي القرآن والروايات الحديثية بنص الآية التي أوردتها ، اترك التأويل والتفسير لأهله و خليك في تقشير البطاطا
الفوضى الثقافيةزوالمشاكل
البينية صناعة الاستبداد -نكرر ونقول تاني بعيداً عن شعوذات وهذيانات الصليبيين المشارقة الذين يتدخلون فيما لا يعنيهم هرباً من واقعهم الكنسي والأسري والاجتماعي المزري الى شتم المسلمين وسب الاسلام. نقول تسعى النظم الوظيفية المستبدة الى ضرب مكونات المجتمع وطنيين ووافدين بعضها ببعض. وتوعز الى شياطينها في الاعلام ان أثيروا الزوابع والإحن وأشغلوا الناس عنا وعن مطالبهم الحقيقية منا وأدخلوهم في عراك وشقاق واجعلوا الوطني ينحو باللائمة على الوافد وانشروا ان الوطني لا ينفع لشيء وانه لولا الوافد لعطلت المصالح ، وادخلوا المجتمع وأشغلوهم بالقضايا الدينية والثقافية واجعلوا المتدين يرجم العلماني والعلماني يشتم المتدين .
التكرار ضروري ل
بائع صكوك الشعوذة -أعتى أنماط الشعوذة هي وسم الأخرين بالشعوذة..
الى فوال ايلاف
مع تمنياتي بالشفاء -العلمانيون للأسف يظنون خطأ بأن نقد القيم والأديان كفيل بالتوصل الى المعرفة الأخلاقية الموضوعية أو المطلقة. هذا أشبه بحلم ابليس بالجنة!. النقد البشري للقيم قادر على هدم هذه القيم ولكنه للأسف لا يوفر أو يثبت البديل الأفضل. أي نص ديني (أو حتى علمي سوسيولوجي) يمكن نقده بشراسة، لكن هذا لا يصنع المعرفة الموضوعية بل يصنع جيلاً مائعاً ومجتمعاً مفرقاً وجرائم وانحرافات أكثر. انها عملياً صناعة الفوضى التي يتقنها العلمانيون العرب باتقان. لكن أين البديل أيها الناقدون ؟
هل (الملائكه) اسم علم؟؟
Omar..jordan -من قواعد اللغة العربيه : الاسمتعريفه وأنواعه *****التعريف:هو لفظٌ يدلُّ على معنى بنفسه .. مثال: إنسان .. جان .. تراب .. خضار .. حمص .. فول .. ملوخيه .. بطاطا .. ******وهو قسمان: اسم جنس، اسم عَلم. ******• اسم جنس: وهو ما يُطلَق على جميع أفراد الجنس، مثال: تلميذ، أستاذ. حبوب .. خضار .. ******واسم عَلم: وهو ما يُطلَق على فرد من أفراد الجنس، وهو نوعان: الأول: مفرد: مثال: يوسف.. فول .. بطاطا الثاني: مركَّب: مثال: عبدالله.. شيخ اذكى اخوانه***** السؤال الان .. هل مفردة (رسول) هي اسم علم ام اسم جنس؟؟ وبالمناسبه هل اسم (ملائكه) اسم علم ام اسم جنس؟؟ وهل اسم (الشياطين) اسم علم ام اسم جنس؟؟ ام اسم عمله بوجهان؟؟
الرسول ليس اسم علم
Omar..jordan -الايه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) .. فعل (اطيعوا) فعل امر مستمر .. هذا يتضمن معني ان الله حي وان اولي الامر احياء .. فكيف يكون (الرسول) الذي بينهما ميت ؟؟ .. فمن متطلبات صلاحيه هذه الايه لكل زمان ومكان ان يكون الرسول حي .. والحياة هي الشورى ..
لانعرف من نكون
ADEL -مقالة رائعة تعكس مشاعر الكثير من الناس الذين رسمت وحددت لهم ملامح حاضرهم ومستقبلهم بل وحتى حياتهم مابعد الموت ومع مرآة التواصل الأجتماعي أتضح لنا بأن هناك عوالم أخرى وثقافات تستحق أن نستلهم منها. لكن هناك أيضا مشعوذون أستغلوا هذا الفضاء من الحرية ليدس السموم في عقول الناس البسطاء؛أنا مؤمن بأن أهم مرآة لنا هي ضمائرنا ووجداننا وأن لم يكن لدينا حوار صادق مع أنفسنا لمعرفة من نكون حقا فلامرآة ولا حوارينفعنا لأننا أصلا لانعرف من نكون.