فضاء الرأي

الوجه الآخر للربيع العربي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

بما أن العرب كلهم يجمعون أن ما حدث في فترة ما يسمى بالربيع العربي لم يكن ربيعاً على الإطلاق باستثناء من استفادوا منه مباشرة على مبدأ مصائب قوم عند قوم فوائد فأصبحوا رؤساء تؤدى لهم التحيات ويعزف لهم السلام الوطني بعد أن كانوا من عامة الشعب. لهذا من الغباء الاعتقاد بأن اليباب العربي انتهى فهو في أوله أو على أعلى درجات التفاؤل في أوسطه؛ فأنا أعتقد أن له مراحل ثلاث يقع هذا الهياج الاقتصادي الذي يعم العالم العربي هذه الأيام في مرحلته الثانية.  ومن يدري فلا نعرف ماذا في جراب الحاوي بعد من فنون. 

لقد دلت المرحلة الأولى بأن كل العالم العربي من محيطه إلى خليجه مهيأ بشكل أو بآخر لمرحلة من مراحل الربيع العربي؛ فقد ظهرت المظاهرات في كل الدول العربية  باستثناء الجزائر والسودان بعام 2011: ربما لأن هاتين الدولتي دفعتا الثمن مقدماً منذ زمان.  لقد تم النفخ في بعض المظاهرات إعلامياً فأدت إلى سقوط الأنظمة كسقوط حبات المسبحة نظاماً بعد آخر وتم إهمال بعض المظاهرات في دول أخرى فتعاملت معها قوات الأمن فيها وأسكتتها بنعومة أو هكذا ظهر.  ولو أن الحاوي أعطى الضوء الأخضر للرئيس التونسي المخلوع بن علي أو من تبعه من الرؤساء للتعامل مع المظاهرات بالطرق التقليديةلكانت النتيجة كما حصل بالبلدان التي توهمت أنها تجاوزت هذا اليباب القوي.  فما الذي جرى؟ 

أذكر أن إعلامياً أردنياً ( نسيت اسمه) سأل شمعون بيرز في فندق على البحر الميت في زيارة رسمية للأردن بعد توقيع اتفاقية وادي عربة ربما معتقداً أنه سيحرج السيد بيرز ومعازيبه عن مقولة إسرائيل الكبرى والعبارة الشهيرة حدودك يا اسرائيل من النيل إلى الفرات، فأجابه بيرز بكل هدوء اليوم اسرائيل لا تؤمن بنظرية الاحتلال العسكري واستبدلتها بالتكامل الاقتصادي ويسعى إلى ما هو أبعد مما جاء في المقولة إياها. وبهذا نلاحظ أن الغاية بقيت وربما تطورت ولكن طريقة تحقيقها اختلفت.  وقفزت هذه الحادثة إلى شاشة مخيلتي فور بزوغ اليباب العربي وما اعتقدتُ يوماً أنه انتهى ولكن كنت دائماًأردد مع مقولة أهل الشام بالمسلسلات الشامية "الله يجيرنا من شي أعظم". 

ما يجري الآن على ساحة البلدان وخاصة التي (لم تتأثر بالربيع العربي) هو الشكل الجديد للربيع العربي بحلته الجديدة وهي الاقتصاد؛ والطريقة ذاتها. يضغط البنك الدولي والدول الدائنة على الدول المعنية مطالبة إياها بتغيير سياساتها الاقتصادية من أجل اقراضها (إغراقها) من جديد؛ فيحتار المخططون فيوحي اليهم المستشارون برفع الدعم عن المواد الأساسية، فتثور الناس؛ فيصرح أحد المستشارين بأنه لم يطلب من الدولة رفع السعر فيكشف ظهر الحكومات للشعوب؛ وفي الحقيقة لا أدري كيف سيرفع الدعم دون رفع السلع وخاصة الأساسية.  ولو استعرضنا خارطة الدول لوجدنا أنها تقريبا بنفس المركب.  هنا تضطر الدولة للجوء إلى الدول الداعمة التقليدية فتدير هذه الدول ظهرها طالبة من الدول أن تعتمد على ذاتها لأن لديها ما يكفيها. 

إذاً فالعالم العربي يعيش الآن مرحلة اليباب العربي من جديد بغض النظر عن رأي الآخرين فيه.  أعرف ربما ليس من أولويات الحاوي تغيير القيادات ولكني أعتقد أن التغيير سيكون في المجتمعات بحيث تبقى في حالة فوضى ربما تتطور لمظاهر عنف مجتمعي وتيه.  يريد الحاوي أن تبقى الشعوب في حالة لهاث دائم ولا يهم متى ستنتهي. الشعوب في حيرة ولا تدري إن كان ما تفعله صحيحاً أم لا؛ فالشعوب منقسمة على نفسها فمنها من يرى أن المحافظة على كيانات الأوطان مهم وهو من أولى المطالب، وآخر يتفق مع القسم الأول ولكنه يصيح قائلاً نريد أمنا وأماناً مغمساً بالخبز؛ إن القائل "ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان" لم ينكر أهمية الخبز طبعاً. 

ولا أتفق مع القائلين بأن ما يجري الآن إنما هو تمهيد لتغيرات سياسية جذرية بالمنطقة ويتحدثون عن صفقات لكنها تستعمل كحقن تخدير فقط تماماً كما روج عرابو السلام منذ السبعينات من أن السلام سيجلب الخيرات والانتعاش؛ فلا السلام اكتمل ولا الانتعاش هل هلاله على المنطقة.  فهل سيقى الربيع الجديد بوجهه الاقتصادي أم سيعود للشكل  الأول؟؟ 

أما الربيع العربي بمرحلته الثالثة فهذا سيكون ربيع المال وربما يأخذ شكل الوصاية المالية لاحقاً.  المهم لنبقى في ربيعنا الحالي دون استباق للأمور لكني أعيد ما بدأت به وهو أن لكل مرحلة ربيعها. 

والله أعلم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تكامل اقتصاد العبد والسيد
Omar..jordan -

رؤوس الاقتصادي المصرفي قادوا عملية سلام ما بين عسكرهم في تل ابيب وعسكرهم في القاهره .. كان من المفروض وفق خيال العامل العنصري شمعون بيرز بالتكامل الاقتصادي ما بين (العبد والسيد) ان يصبح كل عمال قومه في كيان تل ابيب ساده .. ولكن هذا لم يحصل فقد بقوا عمال وبيادق وتم جرهم الى حرب في لبنان لصناعة البعبع الشيعي لعمالهم وعمالنا.. وازداد كل عمال الكيان الصهيوني بلبله وقلق وخوف بعد السلام ووهم التكامل الاقتصادي ما بين (العبد والسيد المصرفي) .. حتى ان هذا الخادم الوفي زعيم هذا الخيال القومي بان يصبح كل افراد الاسطورة (اسطورة شعب الله المختار) ساده برجوازيين للصناعه والتجاره تحت اشراف السيد المصرفي لم ينجوا من ضربات السيد .. فلم يرحمه السيد المصرفي في مواقف كثيره داخليه وخارجيه.. احدها كان في اخر عمره في دافوس...

الأسباب الحقيقية
فول على طول -

السيد الكاتب أغفل الأسباب الحقيقية لليباب العربى والاسلامى ويعتقد الكاتب أن السبب هو البنك الدولى وشروطة - نظرية المؤامرة - ولكن السيد الكاتب يعرف تماما أن البنك الدولى لا يجبر أحدا على الاقتراض ولا ينادى على أحد كى يقترض منة ..والبنك الدولى ليس مؤسسة خيرية تعطى الأموال مجانا ..ولكن هو فى النهاية بنك ولة مؤسسون ويقرضون أموالهم ويفرضون شروطهم أيضا لضمان استرداد هذة الأموال ومن بين الأعضاء فى البنك الدولى بعض الدول الاسلامية المنتجة للبترول - بالطبع هذا ليس عيب - ...والسيد الكاتب يعرف أن السياسة مرتبطة بالاقتصاد حتى فى الكليات يسمونها كلية السياسة والاقتصاد ومن هذا المنطلق - ارتباط السياسة بالاقتصاد - يمكن ببساطة شديدة معرفة أسباب اليباب العربى والاسلامى كلة ...السبب الرئيسى أن الدول الاسلامية عالة على العالم قبل أن تكون عالة على أنفسها - يستثنى بعض الدول القليلة جدا وهى الدول البترولية - وحتى الدول البترولية منذ مدة بسيطة كانت أيضا عالة ...سيدى الكاتب : الدول الاسلامية جميعها لا تنتج قوت يومها وليس لها لا فى العير ولا فى النفير ...لا تنتج شيئا غير التناسل والتناكح والارهاب والجوع والفقر والمخدرات ...ولو ينصحكم أحد عن علم اسمة تنظيم الأسرة تهيج ثائرة المؤمنين وتقولون أنها مؤامرة على الاسلام والمسلمين ..ولو يطالبكم أحد يتغيير ثقافتكم العدوانية الارهابية تصرخون أيضا أنها مؤامرة على الاسلام وأنهم يريدون تقليم أظافر الاسلام والمسلمين ...الخ الخ . النتيجة تزايد تعداد الدول الاسلامية بشكل رهيب يقابلة نقص الانتاج بصورة أبشع مما أدى الى اتساع الخلل والفجوات وانتشار الجوع الحقيقى والفقر والجريمة فى مجتمعات المؤمنين . الجوع أدى الى الفوضى أو اليباب ولن تستقر أحوالكم لأنكم ماضون فى نفس السياسة الغبية وهى تناكحوا وتناسلوا وتتعاطون نفس الثقافة العنصرية الارهابية ..نقطة ومن أول السطر . اليباب لن يترككم بعد اليوم للأسف .

يعالصقيع العربي
غالب الدقم حواتمه -

الربيع العربي في مرحلته الاولى لم يكن سوى صقيع ودمار وخراب حرق بلدانا وشرد شعوبا ومن تخطاه فله الربيع الاقتصادي الذي يفقر ويجوع الشعوب ويكشف ظهر الحكومات ويبين عجزها وسوء ادارتها ويوقعها بين براثن الديون وبالتالي يتحكمون بها ويصادرون قرارها ويفرضون عليها ما يريدون من مواقف سياسيه وتسويات اقليميه

في بحيرة الأسيد والكبريت
أغبى إخوانه فول السوس -

لهذا الفول الجاهل الأمي الغبي الأحمق الذي يدعي العلم بكل شيء ويعلق على جميع المواضيع بتفاهات ليذيلها بشتم الإسلام والمسلمين ويدعي بأنه مسيحي ويكفر بالمسيح ووصاياه وتعاليمه، نقول العلم : شرفه عظيم ، وحمله ثقيل ، ورسالته أمانة ، ودرجاته عالية .. العلم لا يقبل الزّور ولا التدليس ، كالجوهر النّقي النّفيس ، لا يزداد اذا فحصته وحككته ، إلا نقاءاً وصفاءاً .. العلم : غذاء العقل والرّوح .. العلم : هو الحياة ، وهو النّور ، به تصلح الاعمال .. وتتحقق الآمال .. وتزكو النفوس ، ويزيد الايمان ، ويتطهر الوجدان .. العلم والفقه : في الصدور قبل السطور ، ومقرّه في القلب والرأس ، وليس مطوياً في قرطاس ( قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖتَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا ) وعلى هذا فضح الله القوم الذين حملوا القراطيس ، دون علم ونور وهدى .. ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) ( أم هل تستوي الظلمات والنور ) ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ) – إنّ هؤلاء الذين يتشدقون بالعلم قد جنوا على أنفسهم ، وحملوا الأسفار وهم لم يحملوها .. فلم يفلحوا ،وجلبوا على أنفسهم تهكم المجتمع بهم وقد ضرب الله المثل لمن يدعي حمل الكتاب وهو لم يحمله فقال تعالى : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها ) – الآية فعد إلى رشدك يا فول رحمك الله ، فلا يسبح ويغوص في النّهر الا ماهر بالغوص والسبّاحة ، وإلا كان من الغارقين .. تطفو على البحر القشور ، وتظهر على الجلد البثور، وتسمع نقيق الضفادع . وفي الليل بومً يدور والخيل أين فرسانها ، حين يقدمهابغل وثور ، تقمص العلم بليد، يقول كلاماً عجيباً ، وهمّه حبّ الظهور ، يغمط كل ذي علم ، وليس معه علم ونور ، ينطق بغير علم ، وقوله باطل وزور، ليته استحى وارعوى ، عن مخجلات الأمور.