فضاء الرأي

آن للسلام أن يعود

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

آن للغشاوة التي صنعتها بعض التوجهات الدينية المتشددة أن تنكشح ، و آن للمجتمعات العربية المسلمة أن تستوعب المبادئ الإسلامية الصحيحة التي عطل دورها في فترة من الفترات من قبل تلك الجماعات ، و ما أحلوا محلها من نهج عدائي غير مبرر إنسانياً أو دينياً .

إن الواقع عموماً يفرض الحقائق التي لا يريد البعض أن يراها أو يراها غيره ، لأسباب قد تكون صحيحة حسب ما يرى هو ، و لكن أسبابه تلك و إن اتسمتفي ظاهرها بالدين ، لا تتجاوز مصلحة خاصة معينة لفرد أو لجماعة أو لجهة معينة متآمرة قد تصل إلى مستوى دولة كما فعل نظام الحمدين على سبيل المثال فقط و لن نسهب في موضوعه فهو لا يستحق أكثر من نصف سطر!

هذا ما حدث في فترة من الفترات القريبة على مدار بضعة عقود مضت ، أراد المتشددون أن تستمر مؤامراتهم التي استعانوا فيها بالتقرب و التودد للشعوب من خلال بوابة الدين الواسعة ، و التي تمكنوا بالفعل من المرور بها إلى العقول و الأفكار ، و زراعة معتقداتهم التخريبية ، بل و تكوين الكثير من الشخصيات العامة و صقلها ، لتصبح بعد ذلك امتداداً لهم في رسالتهم المقنعة ، و أبواقاً يصدحون بها شرقاً و غرباً !

مجال الدين و الدين الإسلامي على وجه الخصوص واسع جداً ، و يمكن للمتشددين التلاعب من خلاله عن طريق توظيف أحد جوانبه التوظيف السيء ، و استغلال عدم الدراية الكافية لدى الكثير من البسطاء بأحكامه و توجيهاته و المناسبات التي شرعت به تلك الأحكام و التوجيهات .

كما أسلفنا ذكراً ، أن هؤلاء قد عطلوا الكثير من المعاني الإنسانية في الدين الإسلامي و تجاوزا القيم المثلى التي نص عليها و انتهجوا التشدد و التطرف و الغلو ، لكن ذلك أصبح واضحاً الآن ، و لم تعد هذه الأساليب مجدية رغم استمرارهم فيها ، و أصبح الناس يبحثون عن السلام فهو أول تلك القيم ، و لاقتناعهم بعدم الجدوى من الكراهية و التشدد اللذان لا يؤديا في جميع الأحوال إلا للحرب و الدمار .

إن مبدأ السلام يتفق مع كل الأعراف الإنسانية و كل ما نصت عليه الديانات السماوية ، فهو برنامج متكامل للحياة ، يوعز على العطاء و الصدق و أمانة التعامل و بث دعوى الخير و المحبة ، و تحقيق هذه المبادئ السامية ينعكس على كل مجالات الحياة الفردية ، المجتمعية و الدولية .

فالسلام هو الجندي الساهر الذي يطوق دائرة تعاملات البشر ، و يقف دون دمارها و تخريبها من قبل الإرهاب و الحروب .

و تحقيق السلام هو واجب نص عليه الدين الإسلامي على وجه الخصوص ، بل أن السلام في المعتقد الإسلامي فرض أساسي و ركيزة لدعائمه ، و يلاحظ ذلك في اسم هذا الدين الجليل "الإسلام" و هو مأخوذ من السلام ، كما أنه دين متمم لما سبقه من أديان ، و تعاليمه الحسنة تنبع من ذات النبع الذي انتهلتمنه اليهودية و المسيحية ، رب واحد و تعاليم واحدة ، تدعو جميعها إلى تحقيق السلام بين البشر ، و تحذر من أصدقاء الشيطان الذين يعملون بكل تفانيلتحقيق غاياتهم بالإرهاب و زرع الفتن و لو كان ذلك على حساب حياة الأشخاص و أمنهم و استقرارهم .

آن للسلام أن يعود للشرق الأوسط بعد هذه العقود.   

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف