كتَّاب إيلاف

يافرحة إيران التي ما تمّت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

موقف دراماتيكي سياسي غريب الأطوار يتخلله رعب محتمل وفزع مابعده فزع له تبعات خطيرة ليس على بلاد فارس فحسب وانما على بقاع الشرق الأوسط عموما حينما اعلن الرئيس الاميركي دونالدترامب مساء الثلاثاء الجاري 8/5 خبرا قاتما مثيرا لاحتمالات مخيفة قد لاتبشر بخير في المقبل القريب والبعيد عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي عقد في لوزان مطلع نيسان / 2015 حتى ان الاتفاقية لم تنهِ سنواتها الثلاث ويعوزها بضعة ايام حتى تكتمل أمدها بالتمام والكمال .

من المؤسف ان النكسة الترامبوية الجديدة ستنسف آمال السلام والهدأة والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط واذا كان إلغاء الاتفاقية  يقتصر على تضييق الخناق على ايران وحصارها اقتصاديا وعسكريا ومقاطعتها تجاريا لهان الأمر ، لكن الخوف من احتمالات التصعيد العسكري سيما واننا نفهم تماما تمدد أذرع أخطبوط ايرانفي بلاد الشام والعراق ومحاذاة دول الخليج العربي لبلاد فارس اضافة الى انها سرقت فرحة ايران وكما يقول المثل المصري الشائع ( جت الحزينة تفرح ما لقتهاش مطرح ) واتضح الان ان  دبكاتالرقص والغناء والهزج والتهاليل والرقص الذي سادت معظم ايرانوقتذاك يوم ابرام الاتفاقية النووية لم تفعل فعلها ولم تأتِ أكلها وعاد الحزن والخوف والترقب الى سابق عهده .

أتذكر وقتها بعد اتفاق لوزان حيث ساهمت دول 5+1 في صياغة الاتفاق المبرم بين الولايات المتحدة وايران كتبتُ مقالا هنا في ايلاف  ولم أخفِ قلقي واحتمال الإطاحة بالاتفاقية النووية رغم ان حبرها وقت ابرامها لم يجفّ بعد بسبب  دوغماتيةالعمائم الراديكالية المتنفذة في ايران وسلطتها الواسعة ونفوذها الكبير واستنادها الى قوة الولي الفقيه وكذا مواقف الترامبوية الضيقة الافقالخالية من الحنكة السياسية والمرونة والسلاسة في التعامل مع الصلافة التي تتسم بها رؤوس العمائم المتطرفة الخالية من الاعتدال ، فهذه العمائم هي نفسها مَن عارضت اتفاقية لوزان اصلا حينما ابرمت بداية ابريل / 2015 وانهالت على وزيرالخارجية الايراني شتما وقذعا حتى انها سمّته واحدا من " عصابة نيويورك " وهو الوصف الذي تطلقه الجماعات الدينية المتطرفة على الساسة المعتدلين في بلاد فارس امثال الرئيس روحاني ومحمد جواد ظريف .

فالاثنان ؛ الموقف الاميركي والايراني معاً يقع اللوم والتقريع عليهما حينما تكون مصائر البلدان وشعوبها بأيدي لاتعرف سوى العنف والتلويح بالتهديد ومسك السيف بالكف اليمنى والسوط باليسرى دون التبصّر بعواقب الامور وسعة الصدر وطول البال الذي لابد ان يتمتع بها السياسي الحاذق ومدّ بصره الى البعيد والاعتبار من الاحتمالات الممكن حدوثها ومدى خطورتها على الوضع الراهن وما بعد الراهن .

لا أخفي خشيتي وتخوفي من احتمالات قد لايحمد عقباها بعد انهاءمعاهدة الاتفاق على لسان الرئيس الاميركي ترامب وقد تكون زيادة الطين بلّةً حلما نتمناه لكن الخشية هنا في زيادة النار سعيرا واللهيب حميما وكأن الحروب واعداد القتلى والجرحى والنازحين والمبتلين من كوارثها التي تتسع في شرقنا الاوسط لم تعد تكفي وتقول اريد مزيدا من الأهوال والنوائح وكثيرا من الأضاحي البشرية حتى تهدأ نفوس الموتورين من الساسة المعتوهين الراديكاليين والضيقي الصدور الذين ابتلينا بهم في هذا الزمن الوغد الاحمق .

جواد غلوم

jawadghalom@yahoo.com

 

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ألو يا همبكة
بسبوسة -

هناك 4 دول وشخص واحد (4+1) متفقين على إنهاء الإتفاق النووي مع إيران وهم: السعودية والإمارات والبحرين وإسرائيل وجواد غلّوم. أظنّ أنّ الإقدام على هذه الخطوة هي ضرب من الخبل.. ولو أنّ إيران تعرّضت إلى عدوان من قبل اسرائيل فالمتضرّر الأول والوحيد هو السّعودية.

مبروك ياغلوم
abulhuda -

ألف مبروك ياغلوم , ولكني أذكرك بأن ألرزق على ألله سبحانه وتعالى وفي قوله ( في ألسماء رزقكم وما توعدون ) .

الشماتة ياغلوم مو زينة
علي البصري -

قل للشامتين بنا افيقوا سيلقلى الشامتون مثلما لقينا

تدمير ايران
Rizgar -

ايزان مدمرة داخليا ، نظام القرون الوسطى مصان بطريقة الاعدامات في الساحات العامة ، انيهار ايران يعني فشل الجماعات الشيعية في تحقيق رغباتهم العرقية والطاءفية في كوردستان من الانفال والتعريب والاغتصاب الجنسي والقيم الهمجية الاخرى .هل بامكان الناء النجف والكربلا في الاستهتار بكرامة الكورد في كركوك و اهانة الشعب الكوردي والرموز الو طنية الكوردية ؟انهيار الكيان المرعب يعني فشل الشيعة في تطبيق احلامهم الجهنمية الاجرامية ... شعوب الشرق الاوسط سوف يقدرون الموقف الامريكي في تدمير الكيانات الانكليزية الفلفلية العنصرية الخبيثة.الحرية لشعوب المنطقة ... خبر مفرح في قلع احدى الدول الفلفلية الهمجية الدينية الاخرى

ترمب والتاريخ
فول على طول -

للانصاف سوف يذكر التاريخ أن ترمب هو الرئيس الوحيد الذى لم يتلون بالسياسة وكان صادقا مع نفسة ومع ناخبية ومع العالم . ترمب حقق كل ما وعد بة فى حملتة الانتخابية - الانسحاب من اتفاقية المناخ وتغيير نظام التأمين الصحى ونظام الضرائب والانسحاب من الاتفاق النووى مع ايران الخ الخ - وهذا نادرا ما يحدث مع أى مرشح رئاسى أو غير رئاسى . ترمب يدير امريكا والعالم بعقلية رجال الأعمال الذى يربح من كل صفقة ويأخذ القرار دون تردد ولا يعرف الميوعة فى اتخاذ القرار مثل اوباما أو قادة اوربا . صراحة ترمب وشجاعتة وقدرتة على اتخاذ قرارات جريئة وصادمة فضحت كل رؤساء العالم وهذا لا جدال فية . ترمب والعالم كلة يعرف جيدا أن نظام الملالى - وأى دولة اسلامية - غير صادقين فى كلامهم ويتمنون امتلاك سلاح نووى فتاك للقضاء على العالم كلة ان لم يدخل الاسلام عملا بالايات القرانية الكثيرة والمعروفة للعالم كلة ولذلك قرار ترمب صائب جدا وللعالم كلة ولكن مراوغات البعض من قادة اوربا لأنهم غير صادقين مع أنفسهم ومع شعوبهم وأدنياء وغير محترمين ويهمهم فقط الحفاظ على كراسيهم وبعض المكاسب المادية حتى ولو على حساب اوربا وشعبها وهذا واضح من سياسات ميركل وفتح المانيا للارهابيين وتغيير خريطة اوربا الديموجرافية . ولم أستغرب موقف دول الاسلام السنى وخاصة دول الخليج لتأييد قرار ترمب وهذا ليس حبا فى امريكا ولكن كراهية وخوفا من الشيعة الايرانيين وهم معذورون فى ذلك . . انتهى