كتَّاب إيلاف

لسان طويل و آذان صماء

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

هناك الکثير من الامور و القضايا المرتبطة بإيران فيها حالة من عدم الفهم و الضبابية نظير هل إن الذي يشکل المشکلة و الصداع الاکبر للجمهورية الاسلامية الايرانية و يجعلها تشعر بالخوف و القلق يتعلق بالتحديات و التهديدات الخارجية المحدقة بها أم الداخلية؟ لاريب من إن هناك ثمة ترکيز من جانب الطبقة الدينية الحاکمة في إيران على إن هناك خطر خارجي محدق بجمهوريتهم و الهدف هو إسقاطها، وهي نغمة تتکرر منذ أربعة عقود دونما توقف، رغم إن هذا العزف يکون أحيانا بأسلوب الإيحاء بنظرية المٶامرة، کما حدث و جرى في الانتفاضة الاخيرة التي تم خلالها الربط بين الشرائح الشعبية المنتفضة و منظمة مجاهدي خلق الناشطة داخليا و الولايات المتحدة الامريکية و إسرائيل وجعلها کلها في جبهة و الجمهورية الدينية المتشددة في الجبهة الاخرى.

أيهما الاسهل بالنسبة لطهران و يمکن معالجته و حله المشکلة الخارجية أم الداخلية؟ بتعبير آخر، أيهما الاسهل و الاقرب للحل الاتفاق النووي و مشکلة التدخلات و برنامج الصواريخ، أم مشکلة الحرية التي يطالب بها الشعب أو أزمة شح المياه و جفاف الابار و الازمة الاقتصادية؟ من الواضح جدا إن الصنف الثاني هو الذي يستعصى على طهران حلها أما الصنف الاول فإنه قابل للحل و المعالجة، ولهذا فإن هناك ملاحظة مهمة يجب الاخذ بها بنظر الاعتبار في طريقة و اسلوب الجمهورية الاسلامية الايرانية  في معالجة المشاکل و القضايا و التصدي لها وهي تکمن في إنها تعمل دائما على الاستفادة من العامل الخارجي لضمان  الامن و الاستقرار الداخلي، وإن التدخلات في بلدان المنطقة على سبيل المثال لا الحصر و إثارة المشاکل فيها، هي بالاساس للفت أنظار الشعب الايراني عن المشاکل الداخلية و جعله مشغولا بالمشکلة الخارجية خصوصا بعد تطعيمها ببعض "التوابلالطائفية"، کزعم حماية المراقد المقدسة في سوريا و العراق مثلا.

الاتفاق النووي الذي وقعت عليه الجمهورية الاسلامية الايرانية في أواسط تموز 2015، إنما کان بسبب ضغط المشاکل الداخلية الاستثنائي والذي جعل الجمهورية تترنح وکانت الاوضاع تهدد بالانفجار، من هنا فإن العامل الخارجي کان دائما يخضع قسريا للعامل الداخلي وليس العکس، بمعنى إن طهران تتمکن من حل إشکالاتها الخارجية بأية طريقة کانت ولکنها لاتمتلك نفس القدرة على حل معضلاتها الداخلية ذلك إنها أشبه بمشکلة تقدم العمر أو الامراض المزمنة التي لايمکن أن يتم إصلاحها بعقاقير العطارين و ادوية الاطباء، وقد صدق مصطفى هاشمي طبا، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، عندما إعترف مٶخرا قائلا:( في الوقت الحاضر ليس لدينا مشكلة الاتفاق النووي ولا السياسة الخارجية لأن كل الحالات قابلة للتغيير ولكن الأمر الذي لا يمكن تغييره والأمر الذي يقود البلاد الى الهلاك هو مشكلة شح المياه واذا لم يتم معالجته فان ايران تدمر وكذلك الجمهوريةالاسلامية)، ونفس الشئ بالنسبة لقضية حقوق الانسان و المرأة و الازمة الاقتصادية وماشابه، فهذه المشاکل هي أخطاء قاتلة ولدت مشاکل مزمنة من المستحيل حلها إلا بتغيير النظام السياسي في إيران جذريا، وهذه هي الحقيقة التي تصدم طهران و تدفع واحدا کهاشمي طبا أو غيره للإعتراف بها مذعنا.

المشکلة الداخلية في إيران، کان ولايزال يشکل الهاجس و التحدي الاکبر للجمهورية الاسلامية الايرانية، ولو سأل أحدهم هل إن الولايات المتحدة و إسرائيل و السعودية و غيرها تشکل خطرا مٶکدا عليها أم الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق مثلا؟ فإن الاجابة الحقيقية هي إن طهران تتخوف من الشعب و منظمة مجاهدي خلق أکثر، لأنهما يرفضانه و يناضلان من أجل إسقاطه و تغييره. من هنا فإن المشکلة الاساسية في إيران هي داخلية وهي مشکلة عجز و فشل نظام و المکابرة في إعلان إفلاسه، وقد دأبت الاجتماعات السنوية العامة للمقاومة الايرانية على التأکيد على ذلك، بل وسيکون موضوع و محور التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية#FreeIran2018، القادم في باريس في أواخر حزيران الجاري، وهو تجمع سوف يعني الکثير هذه السنة تحديدا للشعب الايراني، لأنه سينشر غسيل 40 عاما للجمهورية الاسلامية الايرانية على الحبال ليراها العالم بأسره و يتفهم محنة و مأساة الشعب الايراني مع جمهورية لها لسان طويل و آذان صماء!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شهادة جديدة على أقوالي
عادل محمد - البحرين -

أقدم للقراء الكرام شهادة جديدة على أقوالي عن فضائح وجرائم عصابة مجاهدي خلق: محمد الوادي... "منظمة خلق من مخلفات الصنم صدام"... إيلاف 20 يونيو 2008... قد يستغرب البعض عنوان المقالة هذه، لكن في النظر الى الواقع بصورة محايدة وتجرد تام ستجد ان مشكلة مايسمى "مجاهدي خلق" هي نقل حي ومباشر دون رتوش لعراق اليوم الذي يحاول أغلب من يعمل في السياسة العراقية ان يزين الصورة وكأن مجرمي القتل والبطش والاختطاف والتهجير والذبح والذين تلطخت ايدهم بدماء العراقيين من زعماء الحرب الطائفية التي حدثت في البلد قد اصبحوا بين ليلة وضحاها ملائكة الله في الارض. بينما الجميع يعرف ان معظم هذه الوجوه هي نفسها لم تتغير وهم في واقع الامر رموز للتفرقة والطائفية المقيته في العراق، وهم وليس غيرهم الذين تم على ايديهم تكسير كل المحرمات العراقية حتى اصبح يوم العراقيين يحمل كل صباح جديد جثث مرمية على الارصفة اغلبها مقطوعة الرأس او قد تم التمثيل بها. ناهيك عن التفجيرات التي كانت تجري بالجملة وكل يوم تحصد ارواح الناس الابرياء بينما كروش هولاء تتضخم من السحت الحرام... اثارة قضية تواجد " مجرمي خلق " على الاراضي العراقية في هذا الوقت وعلى اثر مؤتمر عقدته هذه المنظمة الارهابية المجرمة بحق الشعب العراقي. يحمل اكثر من اشارة واكثر من تسأول عن سبب السبات ونوم الكهوف منذ خمسة سنوات على تواجد هولاء المجرمين على الارض العراقية. يبدوا ان البعض بحاجة الى استفزاز من نوع هذه المؤتمرات التي تحمل كل معاني التجاوز على العراقيين والعراق حتى يتحرك ويرفع صوته في البرلمان، وكما فعل البعض في الجلسة المخصصة لهذا الموضوع. اما الذين حضروا هذا المؤتمر ورفعوا صوتهم داخل البرلمان مدافعين عن هولاء المجرمين وتكلموا بنفس ومفردات " صدامية " بحته كما فعل صالح المطلك ومن على شاكلته، والذين ابتلى بهم العراقيين شر ابتلاء لاجل تقبلهم كشريك سياسي او كشريك وطني في هذا الكارثة التاريخية التي تسمى " العراق ". والا باي منطق يرسل النائب الثاني لرئيس الجمهورية طارق الهاشمي من يمثله لحضور هذا المؤتمر، ونفس الشيء ينطبق على رئيس قائمة التوافق عدنان الدليمي. فمثل هولاء الثلاثة ومن يتبعهم في خطوتهم المشينة هذه كيف يمكن مجالستهم او الجلوس معهم على طاولة واحدة، وهم يمدون ايدهم ويؤكدون دعمهم الى حفنة مجرمي خلق

شهادة جديدة على أقوالي
عادل محمد - البحرين -

لذلك حين يستنهض البعض البائس كل مواهبه الطائفيه وقوته الصوتيه وسط قاعة البرلمان ويدافع عن هولاء المجرمين، فان في تلك صورة حقيقية لهذه الوجوه الطائفية المقيته التي تسترت باسم العملية السياسية وبالعنوان الاكثر بؤس " المصالحة الوطنية " لغرض الرجوع الى الواجهة الجديدة في عراق اليوم. وهم في حقيقة الامر طلاب متميزين في مدرسة الموت والقتل والبطش والاقصاء والتفرد الطائفي الذي خيم على العراق طيلة ثمانية عقود من تاريخه السياسي الحديث والباطل. لكن هذا الوجه الاول من الصورة اما الجانب الاخر فهو " جمع " الساكتين في البرلمان والحكومة ممن يدعون التمثيل لشهداء المقابر الجماعية ولضحايا التفرد والاقصاء، ان من يدعم مجرمي خلق هو في حقيقة الامر " صدامي " حد النخاع وهو مجرم بلا لبس. وهو طائفي كبير ومقيت وهو من بقايا النظام الطائفي الذي حكم العراق من اتفاق كوكس النقيب وحتى نظام الحفرة الحقيرة. وهو قبل كل ذلك وهذا لاينتمي لجنس البشر لانه تلذذ بقتل ابناء جلدته على أيدي هولاء الاوباش فقط ولمجرد الاختلاف المذهبي مع الضحية. ولحكم العراق باطلآ وظلمآ. وهو مجرد من الوطنية التي يتبجح بها بل ويقف على الطرف النقيض تماما من ابسط سمات الوطنية... البعض مازال لم يستوعب الوضع الجديد في العراق رغم كل المأسي التي مرت على البلد. لذلك يمني نفسه المريضة بان تعاد " كرة عام 1991 وماقبلها " وتكون خلق المجرمة جزء من عناصر المعادلة و الدعم الدموي والارهابي والطائفي له. وفات على هولاء المرضى ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء، وان لعنة المقابر الجماعية لابناء الجنوب الاصيل وضحايا الكمياوي الاجرامي في الاهوار وكردستان لن ترحمهم في الحاضر وفي المستقبل وستلاحقهم في الارض وفي السماء. وان سوق النخاسة " القومجية " والخطابات العنترية التي " عمرها ماقتلت ذبابة " وان رفاق ابو الحفرة الحقيرة لو وصلوا الليل بالنهار. لم ولن يستطيعون تغير ولو جزء يسير من المعادلة " الحق" التي تنتشر في عراق اليوم والتي يضمن حقوقها الدستور والانتخابات وذلك المرعب لهم " صندوق الانتخابات " والذي وضعهم وسوف يستمر الى ابد الابدين في حجمهم الطبيعي الذي يستحقون. اما كل السلبيات الاخرى في نتائج هذا الصندوق سيتم تجاوزها في اقرب فرصة ممكنة. المهم صدام ولى بلا رجعة، والاهم بقا