عيون

لماذا يا موزارت العمير؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


يوسف المحيميد
أعتقد أن ردود أفعال مشاهدي حلقة برنامج "نقطة تحول" الذي يقدمه المذيع سعود الدوسري، والتي استضاف فيها الإعلامي القديم الجديد عثمان العمير، تراوحت بين الدهشة والصدمة لمن يشاهده لأول مرة، وبين الابتسامة الصفراء لمن يعرفه عن قرب، وبين السخط والمرارة لمن يعرف نشاطه الصحفي فحسب، كرئيس تحرير سابق لمطبوعتين، هما من أهم المطبوعات العربية، مجلة المجلة وجريدة الشرق الأوسط، إضافة إلى صحيفة "إيلاف" الإلكترونية.

وبعيداً عن أسلوب الإثارة الذي يستخدمه، وحرصه الشديد على الأضواء، ومحبته للشهرة حتى لو كانت زائفة ومجّانية، وبعيداً عن حقه في تحنيط جسده أو بحثه عن الخلود كما يزعم، وبعيداً عن اعترافه بوصوليته واستنفاعه من علاقاته بالملوك والقادة، وبعيداً عن "الشرهات" التي أعلن عن أرقامها التقريبية التي حصل عليها، وتفسيراته الخاصة جداً لمفهوم "الشرهة" التي يفصلها عن الصدقة أو التسوّل عبر العلاقات والكسب المجّاني، وبعيداً عن ترفّعه وتعاليه عن مشاركة سكان "القبور" الفقراء والمحرومين، بعد أن عاش في "القصور"، فالمهم في نظره معرفته بكبار القوم وعليته، أما الصغار والشعوب فهم (عوام)، لا يجد فيهم أي نفع أو فائدة! وبعيدا عن رفضه للصداقات الطويلة التي يجد فيها نقص في الصحة والعقل! فمن لديه أصدقاء منذ أربعين عاماً، وما زال محتفظاً بهم، عليه أن يراجع مصحّة نفسية، كما ينصح العمير!

بعيداً عن كل ذلك، وعن أي حسابات أخرى، أعتقد أن وصفه من يخالفه في تذوق الموسيقى بالأغنام هو أمر مجحف ومتطرّف، بل شديد التطرّف، فمن لا يستمع إلى موسيقى بيتهوفن وموزارت وباخ وغيرهم هم ممن يسيرون كالأغنام في هذه الحياة!

يا ساتر!

المثير للدهشة، أنه اعترف بأنه اكتشف الموسيقى منذ خمس سنوات فقط، فماذا عن نفسه إذن خلال خمسة وخمسين عاماً مضت لم يتذوق خلالها الموسيقى؟ إذا كان الآن في الستينيات؟. جميل أن نكتشف الحياة حتى لو بعد الستين من العمر، وجميل جداً أن نتجدد ونعرف كل شيء، فلا أحد ينكر أهمية المعرفة ودورها في تقدّم الفكر الإنساني وتطوره، ولكن أن نجعل أهلنا وآبائنا وأمهاتنا وأصدقائنا ممن لا يستمع إلى الموسيقى ولا يتذوقها هم من الأغنام، أو أدني مراتب الحيوانات والبهائم، فهذا أمر تعسفي ورأي صارخ وسطحي مفتعل، لك أن تحب ما تشاء، ولكن ليس لك أن ترغم غيرك على أن يحب ما تحب، وأن يسير خلفك مطيعاً، لأنك بذلك تجعله فعلاً كالقطيع، يسير خلفك ويأتمر بأوامرك، بأن يجلس أمام شاشة إل سي دي جميلة، داخل شقة فارهة في قلب لندن، ويتابع حركات يدي قائد فرقة الأوركسترا، ليحرّك يديه معه متفاعلاً...! يا صاحبي لم يزل هنا، في نجد، فلاحون مشغولون بأرضهم، قلقون على قطرة ماء بدأت تنضب، رؤوسهم شاهقة نحو السماء، موسيقاهم الوحيدة هي الريح والمطر، لا بيتهوفن ولا موزارت، لا ينتظرون مكرمة جيب أحد، بل ينتظرون جيوب غيمات سخيّة، تعد بالماء، ينتظرون طلعاً يفيض من نخلاتهم الكريمة، يدركون بأنهم عابرون في أيام عابرة، جاؤوا من الطين وسيعودون إليه، لا يحلمون بالبقاء ولا بالخلود. لم يزل هنا في صحراء نجد بدو متوحدون ومعزولون، رجال بأنفتهم وكبريائهم، لا يعرفون باخ ولا تشايكوفسكي، موسيقاهم الوحيدة هي موسيقى الرمل والطير، وغنائهم الوحيد هو الحداء.

لماذا إذن، سيد موزارت العمير، تخلع عن هؤلاء صفتهم الإنسانية؟ وتلغي ذائقتهم الفطرية لأنهم لا يمتلكون شقة ولا شاشة ولا بيتهوفن أيضاً؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
...............
نواف -

خالف شروط النشر

مد يا عثمان قدميك
عماد عروان . العراق -

لا اعرف الكاتب . غير أنني فوجئت عندما أخبرني أحد الأصدقاء السعوديين أنه قاص. ركاكة الأسلوب، وطول الجمل، لا تدل على أنه كاتب محترف، فضلاً عن أن يكون كاتباً أديباً . لا حظوا في المقطع الثاني من المقال، والذي يبتدئ ب ;بعيداً; و ;الخبر; (المهم) ستة سطور، يفقد فيها القارىء قدرته على المتابعة.الأمر الثاني والمخزي أيضاً الأخطاء الإملائية التي وقع فيها. ولا أدري هل هو نتيجة لضعف التصحيح في الجريدة، أم أنها مؤامرة عثمانية من داخل الجريدة حيكت بخبث لتثبت للقراء المستوى المتدني للكاتب ;القاص;في الإملاء .يقول : [ولكن أن نجعل أهلنا وآبائنا وأمهاتنا وأصدقائنا ... إلخ] . فأباؤنا تكتب : أباءنا، وأصدقائنا ، تكتب : أصدقاءنا، فهي في السياق مفعول به، فجعلها أديبنا الكاتب مجرورة !أما بقية المقال فيذكرني بأدبيات مناصري الطبقات المسحوقة، والتي كانت في السبعينات ويبدو أن الكاتب مازال يعيش ثقافياً في السبعينات . بصراحة الكاتب من حيث المحتوى لا علاقة له بما طرحه الاستاذ العمير .

احترم صراحة العمير
عواطف -

شدني اللقاء مع الاستاذ العمير وشاهدت الحلقه عند الاعاده وهذا لايعني ان اؤيد ماطرحه ولكني احترمت جرأته وصراحته وعدم نفاقه كما تعودنا من الجميع ولم ينكر علاقته واستفادته من الملوك والرؤساء واتصور لو كان شخص غيره لأدعى غير ذلك ولطلع علينا بشعارات ماانزل الله بها من سلطان ولكني وجدته متواضعا رغم انكاره مساندة العوام وخير دليل هو خدمة ايلاف بتبنيها قضايا لم تجرأ صحف عربيه غيرها على طرحها - مع الاسف ارى ان الكاتب لم يتحمل صراحة الاستاذ العمير

كبرياء بلا ;شرهات ;!!
شامخ في نجد -

هنا.. ثمة حروف مختلفة سطرت مقالاً لا يكتبه إلا من تشرب الشموخ.. وعاش في كنف الأحرار.. !! هنا.. مكان للقلم الذي يسيل إبداعًا ويتدفق كلماتٍ تتنفس هواءً أدبيًّا نقيًّا دون غرور, وفي غياب لثقافة القصور.. وبلا خجل يوسف المحيميد.. لا عدمنا ;نزهات التي حلقت بنا في سماء الصفو.. دون أن يعكر صفوها مدعو الاستقلالية في الوقت الذي يعترفون ـ بلا خجل ـ بأن للشرهات مفعول.. وأي مفعول!؟ في مكانك.. ذات المكان الذي كنت فيه يا يوسف.. أنا فيه. ربما أن لنا هواءً يحرك في ذواتنا أشياء خافية. تأكدت منه الآن. إنها الرياح التي تهب لتنفض عن أجسادنا غبار التبعية وتلهمنا التمرد على الكاذبين في وقت ;جحا ; الذي قال كذبة وصدقها.. كصاحبنا الذي دائما ما يصف نفسه بالمتحرر وبالمتطور الذي يسمع أكثر مما يقول.. لتأتي ;القطعان ; من فوق جبال هايدي ; لتكشف لنا حقائق.. وأي حقائق!! أما أنت يا عماد العراق.. فالأساليب هذه ;قديمة ;.. جدا. أما عن الأخطاء الإملائية فليتك تجاوزتها لأن القاص والكاتب الكبير.. ليس له شأن في هذا؛ فالشأن كله لدى أسرة تحرير الجريدة, في وحدة التصحيح.. على الأخص (النص). أما كا طرحه.. فليتك أعدت المقال؛ فلربما أشكل عليك فهمه, مما يستوجب عليك أن تعيده مرة وأخرى.. لعلك تحظى بشرف فهم تلك السطور. فلتنشر يا موزارت.. ولتنشروا يا أصحاب موزارت..!!

الكبرياء مدمر
خالد سعد -

مشكلة العمير انة يعتقد انة على صواب والاخرين والبقية اغنام شكراياراعي ايلاف على هذة التعالي والكبرياء ولكن نقول للك ان الفقراء والضعفاء لهم رب ونريد ان نذكرك ان الشرهات تعتبر صدقة وشحادة مهما حاولت اقناع الناس بغير ذلك ياصاحب الشرهات

و مناطقي أيضاً
القحطاني -

و يضاف لما اوردهالأخ عمادعروان ان المحيميد لا يعترف بانسانية غير اهل منطقته فكم مرة كرر كلمة ;نجد ; في مقاله الركيك؟ ما ذا عن بدو الحجاز و الشمال؟ و ما ذا عن أهل القرى في الجنوب و الشرقية؟أيستحقون وصف الأغنام؟ و بغض النظر عن اختلافي مع السيد العمير لكن تبقى المسألة رأي و ذوق شخصي و انا من المعجبين بجرأته و خروجه عن مألوفنا البليد جدا جدا

تفكير وتروي
ako aljaaf -

ايا استاذ العمير انت رائع ... ابقاك الله ذخرا لنا وجزاك خيرا لأنك قد انجيتنا من الصحف الصفراء والحكومية والمأجورة ومواقع التجارة الدينية ولأنك تؤمن بالرأي وتستمع الى الرأي الاخر...امض قدما

جرأة من ايلاف
محمد الغامدي -

شكرا لإيلاف على حياديتها و نشرها مثل هذا المقال الذي سعى كاتبه للإساءة لنجمنا الإعلامي عثمان العمير و نشر هذا المقال يعري مواقف عنصرية لبعض كتابنا من أمثال المحيميد الذي انتفض للدفاع عن انسانية اهل ديرته بشكل فج و كأن ما في السعودية غير أهل ديرته اللذين هم أهلنا و يستحقون من يدافع عنهم و لكن للأسف فمقال المحيميد يسيء لهم و لنا لأنه ببساطة عكس موقف عنصري

من كان في قلبه مثقال
خالد العتيبي -

من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر الحمد لله والشكر وش ترجوون من واحد يبي علاج للموت الموت علمه عند الله

شمس الحقيقة
تركي بدوي -

أكتب تعليقي هذا ليس لكي ينقده الكتاب فلا ترهقو انفسكم بالنقد لأنني لست كاتبا او صحفيا وأنما من العوام الذين وصفهم العمير لماذا يا من وصفتم بالعوام تهاجمون هذا الرجل . هل من الواجب عليه أن يمشي في قطيعكم حتى ينال احترام عقولكم و تطالبونه بإحترام فكر الآخرين دون ان تحترمو فكره هو هل اجرم لإدراكه دور الفنون والثقافة في المجتمعات المتحضرة ودورها في صناعة الأدباء والعظماء أم لأنها أختلفت عن ثقافت قطعيكم أم لأنه قرر ان يعيش بعيدا مغتربا لكي يفهمه الأخرونأم لأنه تكلم بصراحه عن حقيقة عيش الكثير وكسب الكثير من الناس هل تفضلون أن يبحث عن المال بكفائته في مجتمع بدل الكفاءة بالمحسوبية والعصبيه القبليه أم لأنه كشف حقيقة الثوار وأوضح معنى الخصوم والكثير من المعاني العميقة والعبر .لاانكر تعاليه ورفضه لثقافة نشأ عليها ولكنه لم يخطئ حينما اختار ثقافة الأنسانيه وعدم الإنتماء الى ثقافة لم تقنعه شخصيا. شكرا ايها العمير على صراحتك.