صالح المطلك: مستعدون للتوسط مع المقاومة

صالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار لـ"ايلاف":
لنا علاقات مع المقاومة ومستعدون للتوسط

نواب اميركيون: الحكومة الجديدة قد لا تبدأ عملها قبل ابريل
طالباني يدين اغتيالمزهر الدليميالجيش الاسلامي يتعهد بعدم مهاجمة مراكز الاقتراع
القادة العراقيون ... وعود وتحذيرات واتهاماتاقتراع في 15 دولة عبر 109 مراكز انتخابية
عراقيو الخارج بدأوا التصويت ومخاوف من تزويرطالباني والحسني يدعوان العراقيين لتصويت مكثف
أغتيال مزهر الدليمي في الرماديالتركمان يطالبون "الدفاع" بتحييد قواتها في انتخابات كركوكفتح مراكز الاقتراع للانتخابات العراقية في الاردن والإماراتالخارجية الأميركية تتوقع مشاركة كثيفة بالانتخابات أميركا وبريطانيا ستنسحبان تدريجيا من العراق

وزير الدفاع العراقي يعارض إرسال فرقة جيش سنية الى الرمادي

انتهاء تصويت المعتقلين والعسكريين العراقيين بلا مشاكل

أسامة مهدي من لندن: اكد رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني رئيس قائمتها لانتخابات الخميس المقبل صالح المطلك ان لجبهته علاقات مع المقاومة التي تحارب الاحتلال وابدى استعداد جبهته للتوسط بينها وبين الحكومة اذا كانت لديها نيات خالصة للحوار، وقال نحن اتخذنا نهجا سلميا في مقاومة الاحتلال بالطرق السلمية ولا نعترض على مقاومته عسكريا، وشدد على رفض المحاصصة الطائفية والعرقية والمناطقية، وقال انه يتوقع حصول جبهته على اكثر من 70 مقعدا في البرلمان الجديد واشار الى وجود معتقلات سرية اخرى في مناطق مختلفة من بغداد سيتم الكشف عنها. واشار المطلك في حديث هاتفي من بغداد مع "ايلاف" اليوم الى سبب اختيار الجبهة العراقية اسما للقائمة التي يترأسها قائلا " اخترنا هذا الاسم لأننا كنا في مجلس الحوار الوطني (المطلك هو الناطق الرسمي باسمه) نشعر ان هناك هجمة ضده عندما وقف معارضا الدستور الجديد فأردنا ان تكون هناك جبهة اكبر من الحوار الوطني تضم احزابا وقوى وشخصيات اخرى غير مرتبطة بالمجلس وان يكون هو قلب هذه الجبهة الجديدة التي توسعت لتشمل اطيافا واحزابا وشخصياتٍ فاعلة في المجتمع العراقي" واوضح ان مجلس الحوار هو الان جزء من الجبهة.

وعن مبادئ واهداف الجبهة اشار المطلك الى ان الهدف الاساسي لها هو تحرير العراق من الاحتلال وتحقيق استقلاله ونشر العدالة في المجتمع وترسيخ المبادئ الديمقراطية الحقيقية والعمل على تحقيق تنمية شاملة ومتوازنة في العراق. وشدد على معارضة الجبهة للمحاصصة الطائفية ووقوفها بحزم ضد ما يحصل في البلاد من استقطاب مناطقي وطائفي او عنصري " لأننا نشعر اننا نحن العراقيون متساوون في الحقوق والواجبات.. ومن معنا هو من يرفع الهوية العراقية بديلا عن أي هوية ضيقة اخرى".

وعما اذا كانت الجبهة تعمدت ضم شخصيات سنية وشيعية ومسيحية مجتمعة للتفريق بينها وبين قائمة جبهة التوافق السنية اوضح المطلك قائلا " لقد رفضنا منذ البداية الدخول في أي قائمة طائفية واعترضنا على الائتلاف العراقي الشيعي وهذا انسحب على رفضنا لأي قائمة سنية وقلنا ذلك لمؤتمر اهل العراق والحزب الاسلامي العراقي (سنيان) لكنهما طلبا منا الانضمام اليهم في جبهة التوافق التي شكلوها فقلنا لهم اننا مستعدون للانضمام اليكم بشرطين : الاول ان تنحى الجبهة منحى وطنيا وليس طائفيا.. وثانيا ان يعتذر الحزب الاسلامي للشعب العراقي عن موقفه المؤيد للدستور الجديد.. كما عرضت عليهم ان يكون تسلسلي في قائمتهم الانتخابية رقم 100 او ان اكون خارج العملية الانتخابية برمتها اذا كان ذلك في الصالح الوطني لكنهم رفضوا كل ذلك واصروا على الابقاء على هويتهم السنية كما رفضوا الاعتذار".

واوضح المطلك انه لكل ذلك لم يحصل اتفاق "وبقينا في الخط الوطني الذي يضم عراقيين من الشمال الى الجنوب سنة يتميزون بحبهم للشيعة مثلما يحبون انفسهم وكذلك شيعة من الطراز نفسه.. عراقيون متمسكون بهويتهم العراقية وينظرون لابن الانبار (السني) كما ينظرون لابن البصرة (الشيعي). وقال ان الجبهة العراقية للحوار الوطني تضم حاليا عراقيين من العرب والاكراد والتركمان واليزيديين والشبك.

وحول ما اذا كانت الجبهة التي يترأسها على علاقة مع بعض فصائل المقاومة العراقية أشار المطلك الى ان الجبهة تتخذ مواقف ضد الاحتلال وبالتالي سيدعمنا من يريد دعمنا من المقاومة وله الخيار في ذلك وقال "نحن اتخذنا هذا النهج الخاص بمقاومة الاحتلال بالطرق السلمية ولا نعترض على مقاومته عسكريا بل نتعاطف مع المقاومين ومقابل ذلك نحظى باحترام فصائل المقاومة". وفي اجابته على سؤال عما اذا كانت الجبهة مستعدة للتوسط بين المقاومة والمسؤولين العراقيين قال " عندما نتأكد من صدق النوايا والاستعداد للتفاوض سنفاتح الاخوة في المقاومة.. لكننا لم نجد بعد رغبة حقيقية لدى المسؤولين العراقيين لذلك وعندما نجدها يمكن ان نفاتح المقاومة للدخول في مباحثات مباشرة معهم".

وقد حذر مسلحون عراقيون علمانيون تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى امس الاثنين من شن هجمات لإفساد الانتخابات بعد أن قالت هذه الجماعات ان أي شخص يشارك فيها سيكون "مرتدا".

واضاف المطلك انه اذا اصبح للجبهة دور اساسي في البرلمان المقبل فانها ستطلب من قوات الاحتلال مغادرة المدن والانسحاب الى معسكرات خارجها واعادة الجيش العراقي السابق لتولي حفظ الامن "وعندها يمكن ان نقول للمقاومة انكم حققتم اهدافكم وعليكم الان الانخراط في العمل السياسي". ونفى ان يكون في قائمته بعثيون مشيرا الى انهم اعلنوا معارضتهم للانتخابات ورفضهم للعملية السياسية "لكن هذا لا يلغي كون بعضهم قد يكونوا متعاطفين معنا".

وحول عدد مرشحي قائمة الجبهة في المحافظات العراقية اشار المطلك الى ان هناك في بغداد 59 مرشحا وفي الانبار 9 وفي ديالى 10 وفي صلاح الدين 9 وفي الموصل 19 وفي البصرة 15 وغيرهم في محافظات اخرى عدا محافظات اقليم كردستان الثلاث موضحا ان مجموع مرشحي القائمة يبلغ 210 مرشحا وتوقع حصول الجبهة العراقية للحوار الوطني على اكثر من 70 مقعدا من مقاعد البرلمان الجديد البالغة 275.

وفي اجابته على سؤال حول موقف الجبهة من الحملات المنظمة التي تتعرض لها القوائم المنافسة لتلك المشاركة في الحكومة من تمزيق وتخريب ملصقاتها وشعاراتها وعما اذا كانت جبهته متخوفة من عمليات تزوير قد تتعرض لها الانتخابات المقبلة قال صالح المطلك ان هذا هو بداية التزوير وخلق الخلل الذي ستشهده من اجل حجب العراقيين عن معرفة الحقيقة وارهاب المواطن ومنعه من التصويت.. وقال انه يتوقع الاسوأ من هذا. وحول ما اذا كان لدى الجبهة معلومات عن معتقلات سرية اخرى بعد كشفها امس عن سجن يضم ستة الاف معتقل شدد المطلك بالقول "نعم هناك معتقلات سرية اخرى وسنكشف عنها في وقتها".

وفي وقت سابق امس الاول اكد مسؤول في جبهة الحوار الوطني العراقية اكتشاف سجن سري في بغداد يضم ستة الاف معتقل عراقي يشرف عليه بشكل مباشر وزير الداخلية بيان جبر صولاغ وضباط عراقيون واخرون من جهاز الاستخبارات الايرانية (اطلاعات) مشيرا الى ان فيلما تم تصويره من داخل المعتقل قبل اربعة ايام قد سلمت نسخة منه الى القوات الاميركية التي يمكن ان تداهمه في أي وقت.

وابلغ المهندس محمد الدايني عضو قيادة الجبهة ورئيس قائمتها الانتخابية في محافظة ديالى (60 كيلومترا شمال شرق بغداد) إيلاف في اتصال هاتفي من بغداد أن الجبهة تمكنت بوسائل خاصة من تسجيل الفيلم من داخل المعتقل الذي يضم ستة الاف معتقل ينتمون في غالبيتهم الى الطائفة السنية وقد تم اعتقالهم في عهد وزير الداخلية الحالي صولاغ على امتداد ثمانية اشهر من توليه حقيبة الوزارة. واوضح ان هناك ألفي معتقل هم من ابناء مدينة المدائن بالقرب من بغداد والفا و600 شخص من منطقة الدورة في ضواحي بغداد والفا من الطارمية وثمانمئة من المحمودية اضافة الى اخرين من مناطق اخرى بينها بلدروز في محافظة ديالى واللطيفية جنوب بغداد.

ويقع المعتقل في منطقة ساحة النسور في بغداد في قصر السلام للضيافة الذي اقيم على انقاض قصر الزهور الملكي لآخر الملوك العراقيين فيصل الثاني الذي قتل في انقلاب عام 1958 الذي اعلن الجمهورية العراقية ثم اتخذه النظام السابق مقرا لوزارة الاعلام.

واشار الدايني الى ان الوزير صولاغ يشرف على المعتقل الذي يتكون من اربع قاعات (بنكلو) وتمارس فيه عمليات وحشية من التعذيب بواسطة ادوات كهربائية و"دريلات" ويساعده في ذلك ضباط استخبارات ايرانيون من جهاز (اطلاعات) واخرون عراقيون يتقدمهم اللواء رشيد فليح مستشار الوزير واللواء عدنان ثابت قائد قوات المغاوير واللواء مهدي الغراوي قائد قوات حفظ النظام. وقال ان عمليات التعذيب شملت قلع الاظافر وكي الاجساد بالكهرباء والضرب المبرح على الاطراف واكد ان احد المعتقلين فقد بصره نتيجة لذلك فيما اصيب اخر بسرطان في الراس.

وعن الاجراء الذي ستقوم به الجبهة لفضح امر المعتقل للرأي العام ومعاقبة القائمين عليه اشار الدايني الى ان الجبهة اوصلت نسخة من الفيلم الى القوات الاميركية كما ابلغت جميع العائلات العراقية التي لها معتقلون في السجون العراقية ولا يعرفون شيئا عنهم بالحضور الى مركز الجبهة في بغداد للحصول على نسخ من الفيلم للتعرف الى اقاربهم في ما اذا كانوا من بين معتقلي هذا السجن السري مشددا على ان الجبهة سترفع شكوى دولية ضد صولاغ لمحاكمته كمجرم حرب.

ويأتي الكشف عن السجن السري الجديد بعد شهر من اكتشاف اخر في مبنى لوزارة الداخلية في منطقة الجادرية في بغداد وكان يضم 173 معتقلا مورست ضدهم مختلف انواع التعذيب الامر الذي اثار ضجة داخلية وخارجية ضد حكومة رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري الذي اضطر من اجل امتصاص النقمة الواسعة بين العراقيين الى تشكيل لجنة تحقيق وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء الكردي روز نوري شاويش الذي انهى مهمته قبل ايام بتقرير يتضمن توصيات منها عزل وزير الداخلية ومعاقبة ضباط تحقيق فيه لكن الجعفري رفض نشره خوفا من الاثار السيئة التي سيتركها في ظروف انتخابات حساسة ضد قائمة الائتلاف العراقي الشيعي على اعتبار ان صولاغ هو احد قادتها اضافة الى الجعفري نفسه.. كما يأتي الاعلان عن السجن الجديد بعد اسبوع من الاعلان عن اكتشاف معتقلين سريين في بلدة تلعفر الشمالية بالقرب من مدينة الموصل الشمالية.

وكان مسؤول عسكري اميركي كبير اكد مؤخرا ان القوات الاميركية ستقوم بتحريات واسعة في بغداد للبحث عن معتقلات جديدة موضحا انها ستدخل حتى بيوت الوزراء اذا تطلب الامر بحثا عن معتقلين بينما اكد رئيس الوزراء العراقي السابق رئيس القائمة الوطنية للانتخابات اياد علاوي ان عمليات التعذيب التي تمارس حاليا وصلت الى مستوى تلك التي كانت تمارس في عهد الرئيس السابق صدام حسين.. كما اكد مسؤول حقوق الانسان في ممثلية الامم المتحدة في العراق ان بغداد تعج بالمعتقلات السرية التي قالت مصادر عراقية ان من أكبرها تلك الموجودة في حي الإسكان وشارع فلسطين وأبو غريب في العاصمة.