انشقاق العرّاب يلغي النظام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
عهد جديد فيه للأغلبية السنية دور كبير في القرار
انشقاق العرّاب يلغي شرعية نظام بشار
في إيلاف أيضا
خدام: السيناريو العراقي غير وارد في سوريا
مجلس الشعب السوري يطالب بمحاكمة خدام
عبد الحليم خدام...حياة قيادي انشق عن قيادته
لا تعليق لبنانياً .. والديار تهاجم خدام
الديار : خدام الملياردير اجتمع سرا بميليس
غزالي اتصل بالعربية ليرد .. ثم عدل عن رأيه
ردود مجلس الشعب السوري على حديث خدام
عبد الحليم خدام .. عرّاب لبنان يتنحى
خدام : سورية أقل الخاسرين من الحرب المقبلة على العراق والوضع العربي أشد سوءا من 1948
نصر المجالي من لندن: اعتبر مراقبون غربيون أن تصريحات عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق بمثابة شطب لشرعية النظام القائم حاليا في سورية، ورصدت اروقة 10 داونينغ ستريت وهي مقر رئاسة الحكومة البريطانية وكذلك وزارة الخارجية ووسائل الإعلام المختلفة تلك التصريحات النارية على محطة قناة العربية للرجل الثاني في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد معتبرة أنها "تدشن لعهد جديد في سورية" وهي توقعت تداعيات على الأرض "لعل أولها سحب الشرعية من حكم الرئيس بشار الأسد الذي وصل إلى السلطة خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد في العام 1999 ".وقالت مصادر بريطانية أن سورية تستعد لعهد جديد تشارك فيه مختلف فئات الشعب السوري طائفيا وحزبيا، حيث تستعد الطائفة السنية للقيام بدور كبير في قيادة البلاد وهو دور كانت حرمت منه منذ انقلاب العام 1963 الذي كرس حزب ابعث بقيادة اللواء صلاح جديد حاكما وحيدا في سورة ثم الحركة التصحيحية العام 1970 بقيادة الفريق حافظ الأسد وهما حركتان منحتا الطائفة العلوية حكم البلاد بلا منازع.
وكان عبد الحليم خدام الذي ظل نائبا للرئيس السوري منذ منتصف الثمانينيات الماضية وكان قبل ذلك وزيرا للخارجية طلب في اليوم الأول لمؤتمر حزب البعث القطري العاشر في يوليو (تموز) الماضي إعفاءه من مناصبه كنائب للرئيس السوري وكعضو قيادة قطرية وعضو في الجبهة الوطنية التقدمية المنضوية تحت لواء البعث الحاكم . وتحدث في مداخلة له عن منجزاته طوال أربعين عاما في مناصب السلطة، وهو انتقد في شكل حاد التقرير السياسي المقدم للمؤتمر والسياسة الخارجية السورية، مبديا تذمره مما آلت اليه الاوضاع.
وجوبهت تصريحات خدام وهو سياسي مخضرم، بردات فعل ساخن على الساحة السورية حيث طالب أعضاء في مجلس الشعب (البرلمان) بمحاكمته بتهمة "الخيانة العظمى"، ووصفوه بأنه فاسد ومفسد، وطالبوا بتشكيل لجنة قضائية وبمحاسبته قضائياً وسياسياً. وطالب بعض النواب بالقبض عليه.
وهم في جلسة خاصة للمجلس الذي غالبيته أعضاء في حزب البعث الحكم أو موالين له تطرقوا إلى قضايا دفن المخلفات النووية في الأراضي السورية واللبنانية، وما تسبب به من أمراض لأبناء الشعب السوري، حيث اتهمه كثير منهم بأنه عبد الحليم خدام مسؤول عن ملف النفايات النووية في سورية. وهذه هي المرة الأولى في تاريخ سورية للسنوات الثلاثين التي مضت يكشف فيها عن تفاصيل مثل هذا الملف الخطير.
وقال رئيس البرلمان إن الرئيس السوري بشار الأسد طلب من مجلس الشعب تقديم ملفات الفساد. وقال أحد النواب إن خدام أطلق النار على ضميره، وأنه من أسماء الساقطين المفسدين "كان يجب أن يخرج من زمن مثل هذا الخروج المهين."
وقالوا إن خدام، الذي قام بتصفية كل أملاكه في سورية، هو أحد رموز الفساد في سوريا واتهموه وأولاده بالإثراء غير المشروع، على حساب الحق العام. ووصف عدد من النواب قناة العربية التي بثت المقابلة مع خدام حصرياً بأنها "قناة يهودية، في حين اتهمها آخرون بأنها فضائحية".
وقال أحد النواب إن خدام يقيم في قصر في باريس اشتراه له سعد الحريري، نجل رئيس الوزراء الراحل الذي تشير كل القرائن إلى تورط نظام بشار الأسد بتدبير اغتياله، وكان خدام أحد رجالات النظام السوري الكبار الذين كانوا من المعزين به حيث اصطف على جانب أبناء الرئيس الراحل متقبلا العزاء.
وقال نواب سوريون أن خدام يعيش في ذلك القصر الباريسي "فيما كان يصف الساسة اللبنانيين بأنهم "أولاد شوارع"، وقال نائب آخر بأنه بات خادماً وخداماً لأعداء الوطن، وأنه اختار أسياده الجدد مقابل خيانة الوطن.
وطالب رئيس المجلس بشطب ما ورد على لسان النواب من وصفه بـ"السيد" وتجريده من هذا اللقب، وكذلك شككوا بكونه محامياً، وطالبوا بشطبه من نقابة المحامين. قال أحد النواب إن خدام ساهم في قمع الحريات في سورية، فيما قال آخر إنه يتآمر على الوطن، وأنه قدم مصلحته ومصلحة أبنائه على مصلحة الوطن.
وقال أحدهم إن عبد الحليم خدام خرّب سورية، وأن قصوره وأملاكه تشهد على فساده. واستمر النواب يطالبون بمحاكمة خدام واتهامه بالفساد، حيث قال أحدهم مخاطباً نائب الرئيس السوري السابق "نحن الشعب وأنت عدونا."
واتهمه أحد النواب بأنه تلقى أموالاً من سعد الحريري وأمريكا، ووصف ابن رئيس الوزراء اللبناني الأسبق بأنه "قزم سياسي مرتبط بالولايات المتحدة" وطالب مجلس الشعب السوري وزير العدل البدء بمحاكمة خدام بتهمة "الخيانة العظمى"، والبدء بإجراءات محاكمته بسبب أقواله التي تمس أمن الدولة الداخلي والخارجي.
وشملت تعليقات بعض النواب سبابا حيث وصفه البعض بـ "البعير الأجرب" بينما شكك آخرون في نزاهته وذمته المالية متهمين إياه بالسرقة. كما تضمنت ردود الأفعال هجوما ضد الولايات المتحدة ورموز لبنانية من بينها سعد الحريري.
وضمن ردود الفعل الأخرى، قال النائب جورج جبور ، النائب في البرلمان السوري والمستشار السابق للرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في حديث لقناة العربية إن اسم خدام "لم يقترن في السياسة السورية بمحاولة دعم الديمقراطية في صفوف الحزب ولا سيما في العهود التي تأسست فيها السياسة الخارجية في عهد الحركة التصحيحية في السبعينات والثمانينات." وكان جبور وزيرا للاعلام في فترة من الزمن، وقال إن خدام كان جزءا من السلطة منذ مارس (آذار) 1963 وحتى صيف 2005" .
وتمنى جبور على خدام الذي عرفه منذ كان محاميا في محافظة اللاذقية ان يمارس أقصى المسؤولية في ظروف صعبة تحيط بسورية وتحيط بالعرب والمسلمين، مؤكدا على ضرورة ان ياخذ التحقيق مجراه بحرفية وان تتم محاكمة من يثبت تورطهم وتحفظ حقوقهم وسيادة الدول التي ينتمون اليها.
وكان عبد الحليم خدام الذي يوصف بأنه ثعلب السياسة السورية وعرّابها،وجه انتقادات غير مسبوقة للقيادة السورية. وقال إنها ارتكبت مجموعة من الاخطاء، كما قال ان لديه الكثير والخطير ليقوله في الوقت المناسب.
وقال خدام في مقابلة اجرتها معه قناة "العربية" الفضائية من باريس إن رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري تلقى الكثير من التهديدات من جانب سوريا ومن الرئيس السوري شخصيا قبل اغتياله في بيروت في فبراير (شباط) الماضي، مشيرا الى ان الحريري استدعى الى دمشق اثناء ترؤوسه للحكومة في لبنان وان الاسد وجه اليه كلاما شديد القسوة.
وكشف خدام ان الاسد الابن هدد رفيق الحريري بقوله "سأسحق من يحاول ان يخرج عن قرارنا"، واشار الى ان لهجة الحديث مع الحريري كانت في منتهى القسوة مما ادى الى ارتفاع ضغط دمه واصابته بنزيف في الاذن. وقال خدام إنه لم يخطر بباله أن سوريا ستقوم باغتيال الحريري، مشيراً إلى أنه نصح الأخير بمغادرة لبنان لأن وضعه كان معقداً . وأوضح أن مشاركته في عزاء الحريري كانت بصفة شخصية.
وحول عملية التحريض على اغتيال الحريري، أوضح خدام أن الحلقة اللبنانية المحيطة بالرئيس اللبناني إميل لحود، هي المحرض الأكبر وقال " كان لحود و(مدير عام الامن العام) جميل السيد الأكثر تحريضاً". إلا أن خدام عاد بعد ذلك ليقول إنه من السابق لأوانه الحديث في هذا الموضوع وان من الأفضل انتظار نتائج التحقيق.
وكانت قناة (العربية) قالت في معرض تقديمها للمقابلة بأن خدام انشق عن النظام السوري. وقال خدام: "كان الخيار بين الوطن والنظام فاخترت الوطن لانه باق والنظام حالة عارضة في التاريخ". وعرض نائب الرئيس السابق لتطور علاقته مع بشار الاسد، وهو أشار الى انه تعرف الى الاخير عام 1998في المرحلة التي كان والده الرئيس الراحل حافظ الاسد يعده لـ "وراثته".
وقال عبد الحليم خدام في المقابلة انه تناول مع بشار الأسد في لقائما المذكور الاوضاع الداخلية والعربية والدولية "وكانت وجهات النظر متفقة على إجراء إصلاحات جدية تتناول السياسة والديموقراطية والحريات العامة والفردية..كما ناقشنا الوضع الاقتصادي وأيضا إجراء إصلاحات جذرية".
واستقال خدام من منصبه بعد خطابه الناري الذي انتقد فيه مجمل السياسات الداخلية والخارجية في عهد بشار الأسد، الأمر الذي جعل بشار الأسد يلغي بقية مناصب نائب الرئيس التي كان يحتل أدها عمه الفريق رفعت الأسد الذي يعيش في المنفى، حيث الأخير يطالب من ناحيته بتغيير جذري في الحياة السورية السياسية.
إلا أن خدام أقر بوجود خلافات بينه وبين الرئيس بشار الأسد ، وقال إن الأسد لو سمع منه لما وقعت سوريا في حقول الألغام على حد وصفه.
بيد ان خدام أكد أنه ودع الرئيس بشار الأسد قبل سفره وأن الأخير كان يعرف انه سيقيم طويلا في باريس. وتحدث خدام عما يصفه بالمفارقات في سوريا، مشيرا الى "ان بعض السوريين يبحثون عن الطعام في القمامة، بينما تعيش قلة صغيرة من الناس في بحبوحة، مشيرا في الخصوص الى أن موظفا في الأمن العام توفي عن ثروة 4 مليار دولار بينما كان راتبه مائتي ليرة".
وخلال المقابلة قال خدام ان حرية الشعب السوري مصادرة ، وبات محظورا عليه العمل السياسي، بينما تتسلط عليه أجهزة الأمن، وأضاف القول " القانون غائب ، الحاضر هو المصالح الضيقة للمقربين من الرئيس، أما المؤسسات فقد اقتصر دورها على تغطية قرارات الرئيس".
وشن خدام هجوما على ما سماه بالبطانة المحيطة بالرئيس.. قائلا انه إذا ظلم فانها تصور ظلمه عدلا وخطاياه صوابا. وقال خدام إن نغمة الحرس القديم طرحتها أجهزة الامن فقد أرادت أن تغطي التقصير في الإصلاح ، وبالتالي أرادت ان تنسب هذا التقصير الى الحرس القديم.
وذكر أن اسباب تدهور الوضع في سورية في رأيه ترجع إلى انفراد الرئيس بشار الأسد بالسلطة، والقراءة الخاطئة للأحداث العربية والدولية والاستنتاج الخاطي لقرارات لمواجهة هذه التطورات. وبشأن العراق قال خدام إنه في سبتمبر (ايلول) 2004 ، قابل دارييل عيسى ومارتن انديك الرئيس الأسد الذي اعتقد ان الولايات المتحدة ستأتيه زاحفة من اجل ان تفاوضه بشأن العراق. وهذه قراءة خاطئة اوصلت الى نتائج خطيرة.
وأعلن خدام خلال مقابلته مع العربية عن انشقاقه عن النظام قائلا "كان الخيار بين الوطن والنظام فاخترت الوطن لانه باق والنظام حالة عارضة في التاريخ".
وفي الأخير، يشار إلى أن خدام من ابرز دعائم النظام السوري، فعندما تعرض الرئيس الراحل حافظ الأسد لعارض صحي ودخل مستشفى الشامي عام 1983 شكل لجنة سداسية لإدارة الشؤون الداخلية والخارجية كان فيها خدام وعبد الله الأحمر وزهير مشارقة وغيرهم.وأما على صعيد الحياة السياسية الداخلية فكانت أبرز القرارات التي اتخذها خدام هي تلك التي جاءت بعد رحيل حافظ الأسد عندما عين خدام رئيساً لسورية لمدة 37 يوماً باعتباره النائب الأول للرئيس الراحل إلى أن تولى الرئيس بشار الأسد سدة الحكم حيث بقي خدام نائباً له.