أخبار

قصير من فلسطين إلى الاشرفية .. موتًا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اغتياله ضرب أمن الانتخابات فهل يلغيها؟
سمير قصير من فلسطين إلى الاشرفية...موتًا

دعوات لاستقالة رئيس البلاد ولتحرك المعارضة
جسد الصحافي قصير يتشظى في بيروت

مقتل الصحافي سمير قصير بسيارة مفخخة واجتماع أمني طارئ لمناقشة التطورات


سمير قصير

سمير قصير... الاستاذ الذي ذهب ضحية قلمه

استنكارات وتدابير عقب اغتيال الصحافي سمير قصير

مزيد من الادانات اللبنانية والدولية لاغتيال قصير

*أبرز مقالات سمير قصير*

عصابات بيروت
مملكة الاوبريت
البحث عن الاميركي البشع
الهواء النظيف
بدل المراجعة تراجعٌ
بدل المراجعة تراجعٌ
حتى تعــود أم الصبــي
عمى البطولة
في التصيّد والتصدّي
محاسبــة بعــد المحاسبــة
إذ تنسحب سوريا
الضحية الاخيرة
حتى الهاوية
حــزب للمــوالاة
ديبلوماسية ما بعد الحقبة السعودية
على أبواب القدس
فقدان التوازن
لو قالوا لا...
ماذا لو... ؟

فداء عيتاني من بيروت: عملية جراحية، بحسب التعابير الامنية – العسكرية، استأصلت الصحافي سمير قصيرالذي قتل في انفجار سيارة مفخخة اليوم في الاشرفية. وبهذه العملية الجراحية يتم فتح الباب أمام الكثير من المعطيات، اولها هل يتم الغاء الانتخابات النيابية في لبنان؟ وفي حال تم الغاؤها، هل يكون الرئيس الحالي للجمهورية اميل لحود، الممدد له بفضل سورية والباقي بمنصبه بفضل عدم موافقة البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفيرعلى المس بمقام رئاسة الجمهورية الذي يمثل اعلى منصب للموارنة في لبنان، هو الرابح الاكبر؟ فالواضح حتى الان انه يكسب معركة الوقت، وسيكسب المزيد من تشتيت اخصامه المشتتين حاليا بفعل الخلافات على المقاعد النيابية وتمثيل الطوائف في مجلس سيضم 128 نائبا، لكنهم وبحسب نتئاج انتخابات بيروت يمثلون 28 بالمائة من القوة الناخبة.

هل اغتيال سمير قصير سيضرب الانتخابات النيابية؟ ربما نعم، وربما لا، ولكن بالتأكيد فانه ضرب امن الانتخابات وامن لبنان، وان كان وزير الداخلية حسن السبع، ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، يعيشان بنشوة انتخابات بيروت الهادئة نسبيا، والتي تلقيا تهاني المشرق والمغرب عليها، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي والامم المتحدة التي اجمعت على ان الانتخابات جرت في ظروف "جيدة جدا". لكن هل سيؤدي مقتل قصير الى اعادتهما إلى ارض الواقع، فالحشد الاعلامي الذى اتى من كل الأصقاع لتغطية انتخابات "جيدة جدا" سيجد نفسه يغطي انباء انفجار استهدف صحافيا معارضا. وربما سيعلن للعالم كله ان لبنان بلد غير امن، وانه لا يزال يعيش زمن الاغتيال السياسي، وعليهما الان ان يبحثا عن بقايا الموسم السياحي الذي يمني لبنان النفس به ليعيش على خيراته.

في ليل احد ايام شباط (فبراير) الماضية، كان الصحافي سمير قصير يقف أمام آلاف من المعتصمين في ساحة الشهداء ضمن ما سمته وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس "ثورة الارز" او ما سماه اللبنانيون "انتفاضة الاستقلال". كان سمير يحاول ان يقرأ على الجمهور المحتشد بيان المثقفين السوريين المتضامن مع الانتفاضة اللبنانية، وعبثا حاول ان يوصل الصوت السوري الواعي والمتضرر من نظامه القائم إلى الشبان اللبنانيون، الذين كانوا بحالة من العداء لكل ما هو سوري. قاطعوه مرات إلى ان اسقط بيده وتركهم بحالتهم.

ليس غريبا على سمير قصير ان يسير عكس التيار وضد الكل، فلديه الكثير من الاعداء والقليل من الاصدقاء، وهو من جمع إلى فلسطينته، لبنانية متصلبة، ومات في الاشرفية التي كان شعارها في بداية الحرب الاهلية اللبنانية (1975 – 1991) "اعرف عدوك الفلسطيني "، وها هو أكثر الشغوفين بفلسطين يموت اغتيالا في المنطقة التي احتضنته، وطالما تابعت مقالاته. وهو كان يسير فيها في الاعوام القليلة الماضية وخلفه تسير سيارات المتابعة للمخابرت اللبنانية، في محاولة لاخراجه عن طوره في زمن مواجهته مع جميل السيد المدير العام للامن العام.

لم يعد من السهل في هذا الزمن الجمع بين اليسار وفكره وبين فلسطين بصفتها كهدف قومي، وبين الوطنية الخالصة لوطن نعيش فيه، وهو حتى ما لا يمكن لزملاء ورفاق لقصير في "حركة اليسار الديموقراطي" ابرازه، فهم اما يغيبون في يسارية مصطنعة وكأنها "لزوم ما لا يلزم" او يسارية مقلمة الاظافر ومشذبة الاطراف، او يختفون خلف صور ياسر عرفات كاخر رمز اختصر فلسطين فغابو في ثنايا حركة فتح، وبين وطنية لبنانية شوفينية لا يمكنهم معها التمييز بين العامل السوري الذي يقتل بحقد عنصري في شوارع بيروت وبين جندي سوري يموت دفاعا عن لبنان، وبين ضباط من المخابارات السورية يجنون مكاسبا مالية خيالية من شركائهم اللبنانيين برضى وتوافق وشراكة كاملة.

سمير قصير ربما كان خليطا من الصحافي والسياسي والمحاضر والمعارض وهو لا يشكل بنفسه عنصر ازعاج لنظام سورية، وانما يشكل الكثير من الاحراج لما تدعوه المعارضة "النظام الامني اللبناني السوري" او لحالة بناها رئيس البلاد الحالي اميل لحود، وبحال تم تأجيل الانتخابات باية طريقة بعد مقتل سمير قصير فان الرئاسة وما يدعى بالنظام الامني ستكون بافضل حال إلى حين انتهاء فترة التمديد الرئاسية بعد حوالي العامين، اما اذا سار النائب المنتخب سعد الحريري إلى قصر بعبدا كما اشار اليوم، لاسقاط الحكم الامني للرئيس اميل لحود، واذا ما تمت الانتخابات، بغض النظر عن نتائجها، فان ايام قصر بعبدا قصيرة الامد، خاصة ان مقتل سمير قصير سيحرج من يدعم لحود على اسس طائفية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف