أخبار

رايس فشلت ومبارك يتوقع انتخابات مبكرة في فلسطين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

رايس تفشل في اقناع اسرائيل بتخفيف القيود على الفلسطينيين

رايس قد تعلن عن تقدم حول حرية تنقل الفلسطينيين

القائم باعمال وزيرالمالية الفلسطيني يتلقى تهديدا بالقتل

إسرائيل تستأنف مسلسل الاغتيالات

ليفني تمثل أمام لجنة تقصي حقائق الحرب

القدس، غزة، القاهرة:أنهت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس زيارة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية هدفت الى تحريك في عملية السلام في الشرق الاوسط، من دون ان تتوصل الى اقناع اسرائيل بتخفيف القيود المفروضة على الفلسطينيين. وغادرت وزيرة الخارجية الاميركية اسرائيل من دون الادلاء باي تصريح بعد اجتماعات عقدتها مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس.

وكان متوقعا ان تعلن عن "تقدم" في مسألة تخفيف القيود الاسرائيلية على الدخول الى قطاع غزة في نهاية زيارتها، وذلك بهدف اعطاء دفع الى الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس في مواجهة حركة المقاومة الاسلامية حماس المتشددة. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية بعد لقاء رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على العشاء الاربعاء "نأمل بتحقيق بعض التقدم على صعيد التنقل والمعابر".

جاء في بيان صادر عن الحكومة الاسرائيلية ان اولمرت ابلغ رايس بان معبر كارني الرئيسي لنقل البضائع بين غزة واسرائيل سيفتح مجددا خلال فترة قصيرة وان بيريتس سيضعها في تفاصيل هذا القرار. الا ان بيريتس لم يدل باي اعلان حول مسألة التنقل والمعابر، في اشارة واضحة الى عدم التوصل الى اتفاق حول الموضوع. واقفل معبر كارني (المنطار) منذ 15 آب(اغسطس)، ما يؤثر سلبا على وصول المواد الحيوية من غذاء وادوية ووقود الى قطاع غزة الذي يعاني كذلك من وقف المساعدات الدولية. وذكر مصدر اسرائيلي رسمي الاربعاء ان بيريتس سيعرض لرايس الخيارات لاعادة فتح معبر كارني، بالاضافة الى معبر رفح في الجنوب، وهو المعبر الوحيد الذي لا يمر باسرائيل.

ولا يزال معبر رفح مقفلا بشكل مستمر تقريبا منذ الهجوم الاسرائيلي على غزة في حزيران/يونيو الهادف الى استعادة جندي اسرته مجموعات فلسطينية من موقع اسرائيلي حدودي قرب غزة. واعيد فتح معبر رفح الاربعاء والخميس. في المقابل، استبعد اولمرت الافراج عن معتقلين فلسطينيين قبل الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت.

واكد بيريتس من جهته انه لا بد من "دعم ابو مازن (محمود عباس) من اجل خلق الظروف المؤاتية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. الا ان الافراج عن شاليت يشكل المفتاح لاي تقدم". كما فشلت رايس خلال عشائها مع اولمرت في حمل اسرائيل على الموافقة على الافراج عن الاموال المجباة من الرسوم الجمركية والعائدة الى الفلسطينيين، لصالح السلطة الفلسطينية والتي تحتجزها اسرائيل منذ تسلمت حماس السلطة في الاراضي الفلسطينية.

وقال بيان صادر عن مكتب اولمرت ان هذا الاخير "قال ان اسرائيل ستقدم افكارا حول المساعدة الانسانية، مثل تقديم مساعدات الى المستشفيات وادوية الخ...". ويقول البنك الدولي ان قيمة اموال الرسوم الجمركية تصل الى 65 مليون دولار شهريا في 2005، وبالتالي ثلثي موازنة الحكومة الفلسطينية. وتسبب احتجاز هذه الاموال بالاضافة الى تجميد المساعدات الدولية منذ تسلم حماس رئاسة الحكومة، بازمة اقتصادية خانقة في الاراضي الفلسطينية، استدعت تحذيرات من الامم المتحدة من حصول كارثة انسانية.

وكانت رايس التقت الرئيس الفلسطيني في رام الله حيث عبر الاثنان عن موقف مشترك لجهة التاكيد على ان اي حكومة فلسطينية يجب ان تحترم مبادىء السلام التي تنص عليها خطة اللجنة الرباعية (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) للحل في الشرق الاوسط. واعربت عن املها في تشكيل حكومة فلسطينية "قادرة على تلبية مطالب الشعب الفلسطيني واحترام مبادىء اللجنة الرباعية لوضع اسس تحرك نحو الهدف الذي نطمح اليه جميعا: حل يقوم على دولتين ديموقراطيتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنبا الى جنب".

ولم يتمكن عباس من التوصل الى اتفاق مع حركة حماس حول انشاء حكومة وحدة وطنية. وقال في مؤتمره الصحافي المشترك مع رايس "اكدنا ان برنامج اي حكومة فلسطينية يجب ان يستند الى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، واي حكومة يجب ان تكون ملتزمة تماما بالاتفاقات الموقعة في الماضي من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية".

ويشكل الاعتراف باتفاقات السلام المعقودة مع اسرائيل مطلبا اساسيا من مطالب الغرب التي ترفض حماس تلبيتها. واكد عباس ان الحوار مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية "يجب الا يستمر الى ما لا نهاية". وقال انه اذا لم يتم التوصل الى اتفاق، "ستتخذ القيادة الفلسطينية التدابير اللازمة لاخراجنا من هذه الازمة".

وتطالب اللجنة الرباعية التي تقاطع حركة حماس بان تعترف اي حكومة فلسطينية باتفاقات السلام وباسرائيل وبان تتخلى عن العنف، كشرط لاستئناف تقديم المساعدات الى الفلسطينيين. الا ان حماس قاومت حتى الآن الضغوط القوية لاظهار بعض الاعتدال. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية اليوم الخميس معلومات نقلا عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية مفادها ان واشنطن تدعم خطة دولية لتعزيز الحرس الرئاسي الفلسطيني بزيادة عديده من 3500 الى ستة آلاف رجل. وقالت الصحيفة ان الخطة التي تبلغ كلفتها 26 مليون دولار ستمولها دول عدة غير الولايات المتحدة.

مبارك يتوقع انتخابات مبكرة

من جهته قال الرئيس المصري حسني مبارك اليوم في تصريحات بثتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الجهود الفلسطينية للخروج من الازمة الراهنة "ربما تسفر عن اجراء انتخابات جديدة للمجلس التشريعي". وقال مبارك في تصريحات تنشرها صحيفة الاسبوع الاسبوعية الخاصة في عددها المقبل وبثتها وكالة انباء الشرق الاوسط، أنه "أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعمل على ضرورة التوصل إلى اتفاق سريع بين كافة الفئات الفلسطينية يضمن إيجاد حل للقضية وينهى حالة الحصار التى يعانيها الشعب الفلسطينى فى الوقت الحالي" .

واضاف ان "الجهود الفلسطينية ربما تسفر عن إجراء انتخابات جديدة للمجلس التشريعي كمخرج للازمة الراهنة بين الطرفين (فتح وحماس) خاصة أن مصر بذلت جهودا كبيرة من اجل التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، إلا أن هذه الجهود اصطدمت بالخلافات الفلسطينية-الفلسطينية".

وكان عباس صرح الاربعاء ان الحوار مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية "غير موجود"، لافتا الى انه سيستخدم صلاحياته الدستورية "في وقتها" اذا استمر المأزق. وردا على سؤال عن احتمال اجراء انتخابات مبكرة وهو امر حماس، لم يستبعد عباس هذا الخيار وقال ان "كل الاحتمالات مطروحة باستثناء الحرب الاهلية التي يجب ان نتجنبها بكل الوسائل".

وامهل عباس حركة حماس اسبوعين للتوصل الى اتفاق حول حكومة وطنية. وكرر الرئيس الفلسطيني موقفه الذي سبق ان اعلنه في الامم المتحدة قبل اسبوعين وهو ضرورة أن "يستند برنامج اي حكومة فلسطينية يجب ان يستند الى الشرعية الفلسطينية والعربية والدولية، واي حكومة يجب ان تكون ملتزمة تماما بالاتفاقات الموقعة في الماضي من السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية".

وقال مبارك ان "حالة عدم الاستقرار الامني على الساحة الفلسطينية تعيد القضية إلى المربع صفر، لان الوحدة الوطنية الفلسطينية ضرورة مهمة لعملية السلام وتحقيق الاهداف الفلسطينية وإقناع المجتمع الدولى بالتحرك من أجل المساعدة وإلزام إسرائيل بالعودة إلى مائدة المفاوضات تمهيدا للتوصل إلى حل للقضية".

واكد ان "مصر تبذل جهودا مكثفة لوقف تدهور الاوضاع الامنية بين حركتي فتح وحماس" مشيرا الى ان " وفدا أمنيا مصريا على مستوى عال يجرى مباحثات فى غزة مع الاطراف الفلسطينية المختلفة لضمان حقن الدماء الفلسطينية ووقف حالة التردي الامني".

حماس تدعو عباس الى مواصلة جهود تشكيل الحكومة

بدورها اتهمت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم الولايات المتحدة بالسعي "للاطاحة بالحكومة المنتخبة" عبر الدعوة الى تعزيز الرئاسة الفلسطينية في مواجهة حماس، داعية رئيس السلطة محمود عباس الى "استئناف جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية". وجاء موقف حماس غداة اجتماع بين عباس ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء في رام الله اتفق خلاله الجانبان على ضرورة تشكيل حكومة فلسطينية تحترم مطالب المجموعة الدولية.

ورأت حماس في بيان ان "الاجندة التي تدور في فلكها زيارة رايس تحمل في طياتها بذورا تخريبية للوضع الفلسطيني والوحدة الوطنية وتحوي في جعبتها اهدافا معلنة ومفضوحة حول الاطاحة بالحكومة المنتخبة عبر الدعوة الى تعزيز الرئاسة الفلسطينية في مواجهة حماس". واضافت ان "الرئيس ابو مازن وبعض الجهات داخل فتح يتحملون مسؤولية التهرب من تشكيل حكومة الوحدة على قاعدة وثيقة الوفاق الوطني وفرض شروط جديدة تنسجم مع المطالب والاشتراطات الاميركية والدولية المرفوضة وطنيا".

ورأت ان عباس و"جهات داخل فتح" يسعون "لتصعيد الموقف والاختلاف والازمات على الساحة الوطنية لارباك الحكومة وخنقها بكتلة هائلة من الضغوط غير الاخلاقية وصولا الى محاولة اسقاطها بشتى الوسائل واستبدالها بحكومة ذات مقاسات مفصلة للاهواء والاجندة الخارجية".

وترفض حماس ان يتضمن برنامج حكومة وحدة وطنية فلسطينية يريدها عباس اعترافا باسرائيل او الاتفاقات الاسرائيلية-الفلسطينية المعقودة. وكانت حماس وافقت في 11 ايلول(سبتمبر) على هذا البرنامج الذي يستند الى "وثيقة الوفاق الوطني" لكن قادتها رفضوا لاحقا ان يتضمن البرنامج اي اعتراف باسرائيل.

من ناحيته اعلن عباس ان الحوار مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية "غير موجود"، لافتا الى انه سيستخدم صلاحياته الدستورية "في وقتها" اذا استمر المأزق.

وكان رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية صرح مساء الاربعاء للصحافيين في غزة "يجب ان نقلع عن وضع سقوف زمنية وعن طرح خيارات يمكن ان تربك الساحة الفلسطينية". واضاف "يجب ان نحترم ارادة الشعب الفلسطيني (...) لا مشكلة لدنيا لاستئناف الحوار لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، معتبرا ان "الادارة الاميركية ما زالت تتحرك في سياسة احادية الجانب لا تعير اهتماما للمعاناة الفلسطينية الناتجة عن الحصار المفروض". ورأى ان "كل ما يهم رايس هو ان تعيد ترتيب المنطقة وتعيد ترتيب الساحة الفلسطينية بما يخدم الاجندة الاميركية والاسرائيلية".

وقالت حماس "اننا نملك خيارات مفتوحة في التعامل مع الازمة الراهنة الا اننا نفضل تبني الخيار الوطني الاصيل المنسجم مع مصلحته الوطنية وندفع باتجاه تحقيق التوافق الوطني القادر على انجاز حكومة وحدة قادرة على كسر الحصار ومجابهة التحديات".

ولم يشأ اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس الافصاح عن هذه الخيارات. لكنه قال ان "الخيار الاول لحماس هو تشكيل حكومة الوحدة لكن اذا فشلت لا قدر الله وكانت ارادة لفرض تمرد وانكفاء على الشرعية الفلسطينية فالخيارات الاخرى المفتوحة لا تخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني".

ورأى المتحدث باسم حماس انه اذا لجأ الرئيس عباس الى تشكيل حكومة طوارئ فانه "لن يحل الازمات الداخلية بل هذا خيار توتيري ومحاولة للانقلاب على الشعب الفلسطيني". واكد رضوان ان حركته "لن تصل بحال من الاحوال الى الاقتتال الداخلي (..) الدم الفلسطيني خط احمر".

وقتل احد عشر فلسطينيين واصيب اكثر من مئة اخرين الاحد والاثنين في اشتباكات مسلحة بين افراد ومنتسبين من الاجهزة الامنية تظاهروا للمطالبة بتوفير رواتبهم وعناصر القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية. ودعت حماس في البيان الرئيس عباس الى "استئناف جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتجاوز الضغوط الاميركية وصياغة المواقف السياسية بما يخدم شعبنا الفلسطيني ومصلحته الوطنية". وقال رضوان ان لقاء "قريبا" سيعقد بين هنية وعباس.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف