أخبار

رمضان... بين ماض جميل وحاضر مخيف غرب بغداد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قنبلة أميركية لمحاربة الإرهاب

مقتل جندي دنماركي في العراق

الداخلية العراقية تهاجم اجتثاث البعث

كلارك: اعدام صدام حسين سيزيد اعمال العنف

70 مسلحا عربيا يتسللون للعراق شهريا

نواب عراقيون يحملون جميع القوى السياسية مسؤولية العنف

واشنطن: ندعم خطة القادة العراقيين لانهاء العنف الطائفي

بغداد: إعلان اتفاق القادة على تعهد بايقاف الإرهاب الطائفي

المالكي : نحول مناطق حاضنة للإرهاب لمتصدية له

الفلوجة: في مدينة عراقية كالفلوجة على بعد 50 كيلومترا غرب بغداد والموصوفة بمدينة الماذن، يتميز شهر رمضان فيها بطقوس خاصة حافظ الفلوجيون على تأديتها لتشكل لهم ماضيا جميلا مزدهرا، أظهر فرقا كبيرا مقارنة بحاضرهم المليئ بالمخاوف وفقدان تلك الطقوس. والقت الاوضاع الامنية المتردية وما يتخللها من اعمال مسلحة واغتيالات واعمال خطف، فضلا عن اصوات الانفجارات المتواصلة على مدار اليوم بظلالها القاتمة على اجواء شهر رمضان، على الرغم مما يمثله هذا الشهر من قدسية لدى المسلمين في كل مدن العراق عموما والفلوجة على وجه الخصوص بما يتخلله من طقوس واجواء يكون قاسمها المشترك الهدوء والسكينة والتصالح مع الذات اولا وبين الناس ثانيا.

يعبر الشيخ ابراهيم بشكل حزين لمراسل وكالة أنباء الصين الجديدة / شينخوا/ عن خسارته لتلك الطقوس قائلا "ان كل ذلك ذهب ادراج الرياح بسبب ما تمر به المدينة من ظروف صعبة افسدت على الفلوجيين طعم الاستمتاع برمضان، وحرمتنا حتى اللقاء بالاحبة في امسيات كنا نحرص عليها".

ويضيف علي محسن /كاسب/ انه وعائلته يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية خلال هذا الشهر اولها الوضع الامني المتردي مرورا بالازمات الاقتصادية التي زادت من الصعوبات في حياتهم وجعلتها "كابوسا" ويقول "لقد حرمت من فرصة العمل التي اجلب منها لاطفالي مستلزمات حياتهم".

ويتابع "لقد كنا في السابق ننتظر هذا الشهر لكي ننعم باجواء ملئها الهدوء والسكينة وكنا نستغل هذا الشهر للتزاور مع اقاربنا وقضاء اوقات جميلة، والقيام باعمال تجارية تفيدنا اقتصاديا، الا ان ما يحدث الآن هو العكس تماما فالاهالي لا يجرؤون على الخروج في المساء بسبب حظر التجوال كما ان اصوات الانفجارات والعمليات المسلحة والمداهمات الليلية التي تقوم بها القوات الاميركية اجبرت العوائل على المكوث في منازلهم بانتظار المجهول في ظل اجواء من الخوف والقلق المستمر.

ويقول طه عبد احمد /موظف/ "لقد فقد رمضان طقوسه في الفلوجة"، مؤكدا ان ما يجري في المدينة هذه الايام من تصعيد امني خطير قد أجبر الناس على تحديد حركتهم، ويشدد المتحدث "لا أخرج اطلاقا سوى لقضاء بعض الحاجيات وهذا حال اغلب العوائل"، مشيرا الى وجود عمليات اغتيال منظمة وغير المنظمة ازدادت وتيرتها منذ اليوم الاول لشهر رمضان وطالت العديد من ابناء المدينة، معربا عن استغرابه لهذا الامر.

وأكد ياسين محمود /مدرس/ على ان الاهالي في الفلوجة نسوا تماما صوت مدفع الافطار الذي كان في السابق يشير الى موعد نهاية يوم الصيام في المساء، بسبب اصوات الانفجارات وطلاقات الرصاص التي تغطي جو المدينة. ويضيف ان المدينة مليئة بالجنود والآليات المدرعة الاميركية والعراقية وصار الناس هنا يعانون من هذا الامر.

ويتابع محمود نظرا لكثافة واستمرار اطلاق النار فان الناس "اصبحوا الآن يفطرون على صوت المدافع والرصاص ويستيقظون على الانفجارات العنيفة".

وتقول السيدة فائزة خليل /معلمة/ "ان الاوضاع الامنية المتردية منعت العديد من ربات البيوت من التسوق مما اضر كثيرا بمائدة رمضان المشهورة باصناف الطعام"، وتضيف لقد حلت اصوات الانفجارات ورؤية مناظر الدم والقتل والاعتقال بدلا من اجواء المتعة والسمر والهدوء في هذا الشهر الكريم.

وتتأسف السيدة ام احمد وهي ربة بيت على الماضي وتقول "رحم الله اجواء رمضان السابقة فقد دفناها مثلما دفنا العديد من ابناءنا في المقابر، لقد فقدت احد ابنائي الذي قتل بانفجار عبوة ناسفة في احد شوارع الفلوجة".

ان رمضان كغيره من شهور السنين بعد العام 2003 في الفلوجة يحمل كثيرا من الالم والخوف للاهالي الذين فقدوا طعم الحياة بسبب ما جرى ويجري في هذه المدينة التي تكتوي يوميا بنار القتل والدمار، وهي تعيش اجواء امنية متردية عقدت ظروف الحياة وافقدت المناسبات نكهتها وافسدت عليهم ايامهم ومنها شهر رمضان، وهم يتطلعون ليوم يرفع فيه عنهم الحصار وحظر التجوال والسيطرة على الوضع الامني الذي يعاني من انتكاسات تعيده الى المربع الاول بشكل مستمر.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف