بدء جلسة محاكمة صدام بحضوره والمتهمين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بدء جلسة محاكمة صدام بحضوره والمتهمين
مشتكيات مغتصبات وناجون من الكيمياوي
محكمة الانفال تستأنف جلساتها اليوم
المحكمة الاتحادية العراقية : تعديل الدستور وانشاء الاقاليم في وقت
مصادر: عمار الحكيم يسيطر على التجارة مع إيران
رفع الحصانة عن نائب عراقي لاتهامه بفساد مالي
أسامة مهدي من لندن: بدأت المحكمة الجنائية العراقية جلستها الثالثة عشرة في بغداد صباح اليوم للاستماع الى مزيد من المشتكين وذلك بحضور الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وستة من كبار مساعديه السابقين المتهمين بارتكاب جرائم ابادة جماعية ضد الاكراد في حملة الانفال خلال عامي 1987 و1988 ينتظر ان يكون بينهم مغتصبات جنسيا وناجون من الاسلحة الكيمياوية بعد ان استمعت منذ بدء جلساتها في الحادي والعشرين من الشهر الماضي الى 40 مشتكيا . ومن المنتظر ان تستمع المحكمة في جلساتها المقبلة الى 30 شاهداً قبل البدء بالاستماع الى شهود النفي الذين لم تقدم هيئة الدفاع قائمة بأسمائهم الى هيئة المحكمة بعد باستثناء عدد قليل من المسؤولين في الحكومة السابقة ومنهم طارق عزيز .
المشتكية الاولى
وقالت مشتكية من وراء ستار ان قريتها تعرضت لهجوم القوات العراقية ربيع عام 1988 والتي اعتقلت اخوتها لكنها لجأت مع افراد عائلتها الاخرين التي تضم 13 فردا الى جبل قريب .. بعدها قامت دبابات وشفلات الجيش بمهاجمة القرية وتدميرها ونهب الممتلكات فيها ثم احراقها حيث قتل عدد من ساكنيها كما قامت باعتقال الباقين وهي وعائلتها من بينهم وتم نقلهم الى بلدة طوز خرماتو ومنها الى تكريت شمال غرب بغداد وهناك فصلوا ابن خالتها عن الاخرين الذين وضعوا في ثلاث قاعات للحجز ولايسمح لهم بالخروج الا مرة واحدة في اليوم وبينهم نساء لقضاء الحاجة امام انظار الحراس الذين كانوا يطلقون الرصاص فوق الرؤوس .
واشارت الى انه بعد خمسة ايام نقلوا الى الحجز الصحراوي في نقطة السلمان وبقينا تسعة اشهر هناك انتشرت امراض الحصبة والاسهال بين المحتجزين مما ادى الى وفاة عدد منهم وبينهم اطفال ونساء من اقاربها .
وقد عرض الادعاء بعد ذلك هويات لاقارب المشتكية وجدت في مقبرة جماعية بالقرب من مدينة الموصل الشمالية مما يؤكد صحة اقوالها .
مجريات جلسات سابقة
وقال قاضي التحقيق في المحكمة رائد جوحي إن المحكمة ستستمر بالمحامين المنتدبين عن الطاغية صدام حسين وستة من معاونيه بعد أن أعلن محامو الدفاع الأصليين مقاطعتهم لجلسات محكمة الأنفال. وأضاف جوحي أن المحكمة لن تتدخل في موضوع انسحاب هيئة الدفاع وأن توكيل محامين أو إرجاع المحامين السابقين في قضية الدجيل يعود تقديره إلى المتهمين وهيئة الدفاع عنهم. وأشار إلى أن المحكمة لم تؤجل الدعوى في قضية الدجيل التي ستستأنف في السادس عشر من الشهر الحالي لإصدار الحكم وإنما للتدقيق في الإجراءات.
من جهته، أعلن خليل الدليمي رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين أن محامي الدفاع سوف يقاطعون جلسات المحاكمة المقبلة في قضية الأنفال بناء على تعليمات مباشرة من الرئيس السابق المخلوع. وأضاف أنه بعد اجتماع مع صدام حسين في الثاني من الشهر الحالي، تقرر مقاطعة جميع الجلسات احتجاجا على ما وصفه بتدخل السلطة التنفيذية لدى هيئة المحكمة.
وخلال الجلسات السابقة روى المشتكون الأكراد كيف دمرت قوات النظام السابق قراهم وأحرقتها بعد قصفها بالمدفعية والطائرات... مؤكدين اعتقال العشرات من أفراد عوائلهم عام 1988 الذين لم يعرف عنهم شيئا منذ ذلك الوقت حيث تأكد قتلهم. وأبرز رئيس الادعاء العام منقذ آل فرعون وثائق تؤكد صحة ما قاله المشتكون من خلال خطابات رسمية أصدرها النظام آنذاك وعرضها على المحكمة.
طرد صدام من المحكمة في آخر جلسة
يذكر أن رئيس المحكمة محمد الخليفة طرد الرئيس المخلوع ووزير دفاعه السابق سلطان هاشم من جلسة المحكمة الأخيرة التي انعقدت في السادس والعشرين من شهر أيلول (سبتمبر) الماضي حين اضطر القاضي إلى ذلك عندما امتنع صدام عن السكوت طالباً تسمية قوات البيشمركة الكردية بالمتمردين... ولما طلب منه القاضي السكوت أجاب متسائلاً: هل هذه هي العدالة؟ ثم أضاف "بئس العدالة التي تحكمون بها".
وعلى الجهة المقابلة القاضي العرابي
فاجاب القاضي: لا تستخدم كلمات نابية وخاطبه قائلاً "أنت المتهم وأنا القاضي" وسط احتجاج المتهمين، وأمر بطرده لكن وزير الدفاع السابق سلطان هاشم بدا يصرخ محاولاً الكلام فطلب الخليفة منه السكوت غير أنه رد قائلاً "لن أسكت" وبدأ بالصراخ فقرر القاضي إخراجه من قاعة المحكمة. ثم احتج المتهمون وبدأوا بالصراخ وهم يتحدثون عن كرامتهم ودفاعهم عن العراق وطلبوا من القاضي تحمل مسؤولية أمانة رئاسته للمحكمة. وصرخ علي حسن المجيد قائلاً "تريدون إعدامنا بقرار سياسي فلماذا نحضر الجلسة؟". وهنا قطع القاضي الصوت وبدا أنه يتكلم بعصبية مع المتهمين.
وكان صدام طلب عدم وضعه في قفص الاتهام وإخراجه منه، وقال وهو يحمل ورقة صفراء إنه يطلب ألا يوضع في هذا القفص بعد الآن. وحصلت مشادة بين صدام وبين القاضي الذي طلب من المتهمين عدم استخدام الألقاب السابقة للمتهمين ورتبهم ووظائفهم السابقة وعندما دعاه القاضي إلى السكوت والتزام الهدوء واحترام آداب الجلسة رد صدام بأن المحكمة غير مؤدبة... وأضاف أنه لايتشرف بحضورها، وخاطب القاضي قائلاً "لايشرفني أن أتكلم معك"، فطلب القاضي إخراجه من القاعة معلقاً "أنا استغرب كيف يدعي صدام أنه حاصل على دكتوراه في القانون وهو لايعرف أصول المحاكمات". وهنا أمر القاضي بإخراجه من قاعة المحكمة فوراً فاقتاده حراس إلى خارجها. وكان القاضي الجديد قد طرد الرئيس المخلوع أيضا قبل ذلك حين اعترض على تغيير رئيس المحكمة السابق عبد الله العامري.
المتهمون والتّهم في قضية الأنفال
والمتهمون الستة الاخرين بالإضافة إلى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم أحمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس المخابرات العسكرية وحسين رشيد رئيس هيئة الأركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية.
ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بغداد في الحرب بين البلدين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الأكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الأعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون إن أكثر من 180 ألف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الآلاف.
وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الأنفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد أن قصفت طائرات القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وتجري محاكمة الأنفال هذه في وقت يواصل قضاة آخرين مشاورات لإصدار حكمهم في القضية الأخرى التي تتعلق بقتل 148 عراقياً من بلدة الدجيل شمال بغداد بعد نجاة صدام من محاولة لاغتياله فيها عام 1982.
ومن المقرر أن تعلن المحكمة أحكامها النهائية في قضية الدجيل في السادس عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وسميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم. و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة. واستخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".