أخبار

برودي: ايطاليا مستعدة للمساهمة في تبادل الأسرى بين لبنان واسرائيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المشترك صار مقفراً بين اللبنانيين

الوزير اوغاسبيان: بقاء الحكومة ضروري

الكنيسة مع حكومة السنيورة والمعارضون مستاؤون

بيروت، صور (لبنان): تعهد رئيس الحكومة الايطالي رومانو برودي اليوم خلال زيارة الى بيروت بالمساعدة على تعزيز الامن في لبنان، بما في ذلك بذل جهود للتوصل الى حل لمسالة تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل. وقال برودي الذي ستصبح بلاده قريبا المساهم الاول في قوة الامم المتحدة المعززة في لبنان، ان روما تتطلع الى مساعدة لبنان على ترسيخ استقراره السياسي وفي مجال اعادة الاعمار. واعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة ان "ايطاليا والاتحاد الاوروبي والاسرة الدولية كلها تسعى الى ارساء الاستقرار في هذا البلد"، معتبرا ان "استقرار لبنان هو اساس استقرار المنطقة".

واعلن برودي ان بلاده مستعدة للمساهمة في حل مسالة تبادل الاسرى مع اسرائيل. وقال "اثرنا (مع السنيورة) مشكلة الجنديين الاسيرين الاسرائيليين (لدى حزب الله) ونحن مستعدون لتقديم مزيد من المساعدة في هذا الصدد". واضاف "لا يمكنني ان اذهب ابعد من ذلك لكن نامل ان يحصل شيء ما في هذا المجال"، معتبرا ان حل هذه المسالة "سيساهم في اعادة ارساء السلام".

من جهته، قال السنيورة "تكلمت مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان (حول هذا الملف) منذ بضعة ايام، وقلت له ان (حل هذه المسالة) هو بين ايديه". ولاحقا، اثر لقاء بينه وبين برودي، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري ان "هذا الموضوع لا بد من ان يخضع لمفاوضات غير مباشرة مع الاخوة في حزب الله".

واثر اسر جنديين اسرائيليين في 12 تموز/يوليو، اعلن حزب الله انه يريد مبادلتهما مع اسرى لبنانيين معتقلين في اسرائيل. وبعد هذه العملية، شنت اسرائيل هجوما عسكريا واسعا على لبنان انتهى في 14 آب/اغسطس اثر صدور القرار 1701 من مجلس الامن الدولي.

وفي 28 تموز/يوليو، نفت ايطاليا قيامها ب"مداولات سرية" بشان تبادل الاسرى، اثر اعلان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ان "ايطاليا تحاول الدخول في الموضوع".

من جهة اخرى، وردا عى سؤال حول تطبيق اسرائيل للقرار 1701، قال برودي "اعتقد اننا حققنا بعض النتائج وعلينا المضي قدما لانجاز الانسحاب الاسرائيلي"، في اشارة الى القوات الاسرائيلية التي لا تزال تحتل القسم اللبناني من بلدة الغجر الحدودية. واوضح ان "هناك بعض التفاصيل المتبقية بالاضافة الى قضية مزارع شبعا التي ينبغي ان تتحرك الامور بشانها".

اما السنيورة، فقال "تباحثنا حول كيف يمكن لايطاليا مساعدة لبنان، من خلال دفع اسرائيل الى الكف عن انتهاك القرار 1701"، مشيرا خصوصا الى تحليق الطيران الاسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية. ودعا الى "التوصل الى وقف اطلاق نار نهائي" و"حل نهائي لمزارع شبعا". واكد ان المشاركة في قوة الامم المتحدة غير مرتبطة "باي شروط ايطالية او دولية على لبنان" وان لبنان "ليس من نوع البلدان التي ترضى بشروط خارجية". وشدد على ان "هذه المشاركة هي لدعم لبنان واستقلاله وسيادته" و"لضمان بسط الدولة سلطتها الكاملة والا يبقى سلاح الا السلاح الشرعي للدولة اللبنانية".

وقال رئيس الوزراء اللبناني ان برودي عبر عن استعداد بلاده "لمشاركة فاعلة" في المؤتمر الدولي المزمع عقده في اواخر السنة "لانقاذ اقتصاد لبنان". وقال السنيورة ان ايطاليا التي تشكل الشريك التجاري الاول للبنان، "قدمت افكارا عدة حول كيفية المشاركة في انتعاش الاقتصاد اللبناني".

قال برودي ان "زيارتي الى لبنان تهدف الى دعم حكومة السنيورة"، موضحا ان ايطاليا لا تريد فقط المساهمة في اعادة اعمار البنى التحتية، بل ايضا في "اعادة اعمار سياسية" من خلال "تعزيز المؤسسات في لبنان".

ووصل رومانو برودي الذي تشكل بلاده اكبر مساهم في قوة الامم المتحدة المعززة في لبنان، ليلة الثلاثاء الاربعاء الى بيروت. ويتوجه رئيس الحكومة الايطالي اليوم الاربعاء لتفقد الجنود الايطاليين في اليونيفيل المنتشرين في تبنين والذين يبلغ عددهم حتى الساعة نحو الف عنصر. وايطاليا هي المساهمة الاولى في قوة اليونيفيل المعززة حيث سيبلغ مجموع قواتها 2500 جندي بعد ارسال كتيبة ثانية قريبا. واعتبارا من شباط/فبراير 2007، ستتسلم روما قيادة اليونيفيل من فرنسا.

اليونيسيف تحاول اخراج اطفال لبنانيين من كابوس الحرب

من جهة ثانية تسعى منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من خلال برنامج علاج نفسي، الى اخراج اطفال لبنانيين لا سيما في الجنوب من الصور المرعبة والاصوات المخيفة التي خلفتها الحرب الاخيرة في اذهانهم. ويقول فيليب دواميل منسق عمليات الطوارىء التابعة لليونيسيف في لبنان والمشرف على هذا البرنامج ان "بعض الاطفال الذين نعالجهم لا يستطيعون الكلام حتى الآن وهم غير قادرين على النوم اكثر من ساعتين يوميا. يبقون متوترين ويصرخون في الليل".

ويشير دواميل انه "بحسب دراساتنا يحتاج 5،3% من اطفال الجنوب الى اطباء نفسيين و95% الى مساعدة للعودة الى الحياة الطبيعية لا سيما في قرى الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت". وقتل اكثر من 1200 مدني لبناني 25% منهم تحت سن الخامسة عشرة خلال الحرب بين الثاني عشر من تموز/يوليو و14 آب/اغسطس، بحسب المشرف على البرنامج.

وكان ناشطون في اليونيسيف موجودين في الجنوب قبل نشوب النزاع في اطار برنامج مساعدة تربوية. وقد استطاعوا ان يلمسوا على الارض تاثير ويلات النزاع على الاصغر سنا. ويوضح المنسق ان "الاطفال الذين نزحوا من قراهم ودمرت بيوتهم وشاهدوا مناظر مرعبة وسمعوا القصف بحاجة الى برامج خاصة ليخرجوا من هذه الازمة النفسية".

وقد بدأت المنظمة بتطبيق برنامج التدخل النفسي هذا مع عودة التلامذة الى مدارسهم الاثنين تحت عنوان "كيف نخرج الحرب من داخل الطفل". ويقول دواميل "نحاول ان نعيد الاطفال الى حياتهم الطبيعية ومنحهم قدرة على مواجهة الصعوبات حتى لا يبقوا اسرى المناظر التي شاهدوها" لا سيما في قرى مثل عيتا الشعب وصديقين والقليلة وبنت جبيل التي شهدت اشرس المعارك على مدى شهر بين حزب الله اللبناني والجيش الاسرائيلي.

واللقاءات مع الاطفال تجري في حلقات كتابة وموسيقى ورياضة ورسم، يعبرون خلالها عما في داخلهم بطريقة غير مباشرة من خلال الابداع، وذلك في 1070 مدرسة او ناديا غالبيتها في جنوب لبنان، وبالتعاون مع جمعيات اهلية لبنانية ودولية، ووزارة الشؤون الاجتماعية.

ومن بين التمارين اشغال يدوية احدها يقضي بتوزيع اوراق على الاولاد "لصناعة" الغام حتى يتعرفوا عليها وعلى مخاطرها. وتفيد التقديرات ان اسرائيل القت ما بين 350 الفا ومليونا من هذه الذخائر التي تشكل قنابل موقوتة. ولا يزيد حجم هذه القنابل عن حجم بطارية صغيرة احيانا، وهي باشكال مختلفة وبعضها يشبه الالعاب والواح الشوكولاته، ومن هنا خطورتها خصوصا على الاطفال. وحتى الآن، خضع اكثر من 2400 معلم ومعلمة تابعين للمبرات الخيرية التي يشرف عليها المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله لدورات تدريبية. ويهتم كل معلم ومعلمة ب25 الى 35 طفلا، بمؤازرة طبيب نفسي.

وتنوي المنظمة الدولية تدريب نحو عشرين الف مدرس ومدرسة على مراحل للقيام بهذه المهمة. وتقول المعلمة راوية بحسون (31 سنة سنة) في بلدة جويا قرب صور ان "معظم الاطفال ما زالوا متاثرين بصوت الطيران الذي كان يرعبهم وآخرون يشعرون بالخوف حين يتذكرون الساعات التي مروا بها اثناء نزوحهم من قراهم". وتضيف "انهم هم يروون يوميا لبعضهم البعض كيف شاهدوا السيارات مدمرة والناس ما زالت بداخلها". وتقول سارة (9 سنوات) وهي من الاطفال العشرين الموجودين في صف راوية "احاول ان انسى ابن جارنا الذي قتل خلال الحرب مع امه لكن لا استطيع (...) كنت العب معه واليوم جئت الى المدرسة لوحدي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف