الأنفال: وثيقة عن تعاون استخباري بين ايران والبيشمركة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأنفال: الدفاع يتهم القوات الأميركية بسرقة ملفات القضية
المالكي: إعدام صدام قبل نهاية العام الحالي
لماذا الدجيل وليس الجرائم الأخرى؟
وقد اعترض الرئيس السابق على قول احد محامي الحق العام ان المسيحيين واليزيديين هم من الاكراد وقال ان لهؤلاء تاريخا وانتماءً . واوضح انه لكل قوم يعيش في منطقة معينة له الحق باكتساب قوميتها او رفض ذلك .. وان العراق يتكون من قوميتين رئيستين هما العربية والكردية اضافة الى قوميات اخرى . واشار الى ان المسيحيين وفيهم الكلدان الذين هم اساس تشكيل الدولة الاشورية القديمة ولذلك لايمكن إطلاق صفة الكردية عليهم . اما بالنسبة إلى اليزيديين فقال انهم يعتبرون انفسهم عربا .. ولكن من اراد ان ينتمي الى القومية الكردية فهذا شأنه موضحا ان هناك من العشائر العربية من اختار الانتماء الى القومية الكردية .
ثم ناقش المتهم صابر الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية العراقية السابق المشتكي حول انتمائه فقال إنه كان ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقرأ الدوري إحدى الوثائق التي بحوزته حول النشاطات والعلاقات بين القوات الكردية والقوات الإيرانية وخاصة حول التعاون الاستخباري ومعسكرات اعتقال الأسرى الإيرانيين في الموصل وغير ذلك. ثم دار جدل حول تاريخ الوثيقة التي تحدث عنها صابر وطالب الدفاع بتسجيلها واعتمادها. وقال الدوري إن الاستخبارات تم جمعها من خلال التنصت على الاتصالات بين البيشمركة والإيرانيين.
واتهم المحامي بديع عارف عزت محامي المتهم فرحان مطلك الجبوري مسؤول الاستخبارات العسكرية في المنطقة الشمالية سابقا القوات الاميركية بالاستيلاء على ملفات القضية مشيرا الى ان مكتب المحامين في المنطقة الخضراء محمي بالجنود الاميركيين غير ان الملفات اختفت منه .. لكن القاضي محمد العريبي الخليفة احتج على الاتهام ودعا المحامي بدلا من ذلك إلى طلب نسخة بديلة واعدا بتقديم ملفات بديلة واضاف ان الادعاء العام سيزود المحامين بقرص مدمج يحتوي على جميع الملفات .
ثم طلب المحامي نسخة من تخويل الرئيس العراقي جلال طالباني لنائبه عادل عبد المهدي بالمصادقة على تنفيذ احكام الاعدام التي تصدرها المحكمة . كما دعا الى توقيف هيئة الادعاء عن عملها لحين انتهاء التحقيق في تقديم مشتك جواز سفر مزور ليدخل العراق والادلاء باقواله امام المحكمة ولم تبلغ عنه الهيئة طالبا التحقيق معها مشيرا الى ان القانون يقضي بالسجن عاما لهذه المخالفة .
وكان ثلاثة شهود قد رووا في جلسة امس الثلاثاء تفاصيل نجاتهم من عملية اطلاق نار مارسها 16 جنديا عراقيا في اب (اغسطس) عام 1988 في معسكر للجيش العراقي في محافظة دهوك الشمالية ضد مجموعة من الرجال الاكراد تضم 33 شخصا قتلوا جميعهم عدا اربعة اصيبوا في مناطق مختلفة من اجسامهم وتظاهروا بالموت الى حين مغادرة الجنود مكان الحادث ليستطيعوا الهروب .
وفي مداخلة له امس دعا صدام العرب والاكراد الى التصالح والعفو والتسامح وقال ان النبي محمد قد عفا عمن اذوه وبينهم اقارب له وكذلك فعل السيد المسيح .
وينتظر ان تستمع محكمة الانفال في جلساتها للاسبوع الحالي الى مشتكين جدد بعد ان كانت استمعت في جلستها العشرين الثلاثاء الماضي الى خمسة منهم رووا خلالها كيفية ضرب القوات العراقية لقراهم بالاسلحة الكيمياوية ثم تدميرها وحرقها واعتقال سكانها ونفيهم الى الصحراء الجنوبية لستة اشهر توفي العديد منهم اضافة الى العشرات الذين اعدموا رميا بالرصاص . ومن المتوقع أن تشهد الجلسات تقديم ادلة وثائقية عن الانفال تحمل تواقيع المتهمين في قضية الانفال بالاضافة الى حضور شهود من جنسيات اجنبية.
المشتكي الاول
وقال المشتكي الاول في جلسة اليوم ناظم ايوب عبد الله محمد من مواليد عام 1949 ويسكن قرية فرجينا في ناحية زاويتة في محافظة دهوك الشمالية ان 8 طائرات عراقية قامت في 25 اب (اغسطس) عام 1988 بقصف قريته حيث تصاعد منها دخان ابيض واصفر واحمر نتج منه انتفاخ في بطون السكان واصابات في اعينهم اضافة الى مقتل خمسة اشخاص ما دعاهم الى الهرب نحو الحدود مع تركيا التي دخلوها وسكنوا مدينة ديار بكر حتى عام 1991 عندما وقعت انتفاضة الاكراد ضد النظام السابق . واشار الى انه شاهد في طريقه الى تركيا تهديم القوات العراقية لقرى عديدة وقال ان عددا من افراد عائلته قد ماتوا خلال الهروب وبينهم ابنة له . واشار الى انه كان عضوا في قوات البيشمركة الكردية .
الشاهد الثاني
وتقدم الشاهد الثاني وهو عبد الرحمن مصطفى مواليد عام 1957 من سكنة دهوك ويعمل في قوات البيشمركة فقال انه في 23 اب عام 1988 قامت القوات العراقية بمهاجمة قريته وقرى اخرى من ثلاثة محاور . واشار الى أن عدداً من أهالي القرى قام بالتوجه نحو الحدود التركية هرباً من الجيش العراقي الذي سيطر على منطقتين مجاورتين فيما بقي الآخرون في تلك القرى. وفي اليوم التالي حاولوا العبور إلى الحدود التركية، وعندما بلغوا منتصف الطريق لم يتمكنوا من ذلك فعادوا ليلاً إلى قريتهم. وفي يوم 25 اب خرج أهالي القرية مرة أخرى وتوجهوا إلى كهف يبعد عن القرية مسافة كيلومترين وفيما بعد عادوا إلى القرية للحصول على بعض المواد الغذائية بنية الرحيل مرة أخرى. واضاف أنه عندما اقتربوا من القرية حلقت طائرات حربية بين الساعة السادسة والسابعة صباحاً وقامت بقصف المنطقة بين القرى الأربع وأطلقت 4-5 صواريخ. وقال إنه بعد النظر إلى منطقة القصف شاهدوا سحبًا من الدخان الأصفر يعلو فوق المنطقة، وأصبح الجو معبقاً بذلك الدخان.
وأشار إلى أنه بعد ذلك أصيب البعض بحرقة في العين فعلموا أنهم تعرضوا لقصف كيماوي وأنه كان بالقرب منهم جدول ماء فتوجهوا إليه وقاموا برش أنفسهم بالماء. وقال إنهم اضطروا بعد ذلك بساعة للتوجه إلى القرية للتزود بالمؤن وهناك شاهد رجلاً من أهالي القرية وأن عينيه كانتا تدمعان وتسيل من أنفه سوائل وأن إصابته كانت خطرة. وأوضح أن الرجلقال لهإن هناك ثلاثة أشخاص مصابين في أحد المنازل وأنهم أخذوهم إلى منطقة الكهوف لمساعدتهم وعلموا لاحقاً بفقدان ثلاثة أشخاص آخرين فعثروا عليهم قتلى وأن زوجة أحدهم كانت على مبعدة منهم وأن جثثهم كانت متفحمة وبقوا على حالتهم التي سقطوا فيها ونقلوهم إلى المقبرة لدفنهم. ثم توزعوا في مناطق مختلفة هرباً مشيراً إلى أنه وعائلته توجهوا شرقاً حيث بلغوا الحدود مع تركيا بعد 24 ساعة رغم أنها تبعد عنهم حوالى أربع ساعات على الأكثر وقال إنهم شاهدوا قريتهم والقرى المجاورة تحترق بعد مغادرتها بالعين المجردة. وبعد اعلان حكومة كردستان عام 1992عادوا الى كردستان وسلموا انفسهم الى السلطات الجديدة.
المتهمون والتهم في قضية الانفال
والمتهمون الستة الاخرون بالاضافة الى صدام حسين هم علي حسن المجيد الملقب بعلي كيمياوي وكان مسؤولا عن المنطقة الشمالية وسلطان هاشم احمد وزير الدفاع السابق وصابر عبد العزيز الدوري رئيس الاستخبارات العسكرية وحسين رشيد التكريتي رئيس هيئة الاركان للجيش العراقي السابق وطاهر توفيق العضو القيادي في حزب البعث المنحل والسكرتير العام للجنة الشمال وفرحان مطلك الجبوري الذي كان يشغل منصب مسؤول الاستخبارات العسكرية للمنطقة الشمالية. ويواجه صدام والمجيد تهمة ارتكاب إبادة جماعية فيما يواجه المتهمون الآخرون تهما بارتكاب جرائم حرب ويدفع هؤلاء بأن حملة الانفال رد شرعي على قتال الأكراد العراقيين الى جانب إيران ضد بلدهم في الحرب بين الدولتين بين عامي 1980 و1988.
ويتهم الاكراد القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الاعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر والتي يقولون ان اكثر من 180 الف شخص قتلوا خلالها فيما نزح عشرات الالاف. وتركزت إفادات شهود العيان الستة خلال الجلسات السابقة على حجم المعاناة التي خلفها استخدام الجيش العراقي لأسلحة "كيمائية" على المدنيين خلال حملة الانفال العسكرية حيث أبلغ قرويون أكراد المحكمة كيف أن عائلات قضت نحبها بعد ان قامت طائرات بقصف القرى الجبلية بأسلحة كيماوية.
وقد سميت الحملة " الأنفال" نسبة للسورة رقم 8 من القرآن الكريم . و(الأنفال) تعني الغنائم أو الأسلاب ، والسورة الكريمة تتحدث عن تقسيم الغنائم بين المسلمين بعد معركة بدر في العام الثاني من الهجرة . استخدمت البيانات العسكرية خلال الحملة الآية رقم 11 من السورة: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أنى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ".