فلسطين: ليلة مفصلية في تشكيل الحكومة الجديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استقرار سورية مرتبط بلبنان والعراق وفلسطين
ليبرمان: اغتيال قادة حماس الكبار هدف مشروع
تلفزيون فلسطين يتلقى تهديداً إسرائيلياً بالقصف
اسرائيل تبدأ تدريبات حربها المقبلة على لبنان
خلف خلف، بشار دراغمه، غزة: تشهد مشاورات تشكيل الحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية الليلة جلسة مفصلية يتم خلالها توزيع الحقائب الوزارية على القوائم والفصائل ونسبها والآلية التي سيتم خلالها اختيار الشخصيات المرشحة لتولي الوزارات السيادية كالمالية والداخلية والخارجية. وبدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) اجتماعاً في قطاع غزة مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ووفد من حركة حماس لحسم كافة النقاط المتعلقة بموضوع الإعلان عن الحكومة وتحديد المكان الزمان المناسبين لذلك.
وحسب مصادر تحدث لـ ايلاف فأنه في حال ترتيب كافة الأمور والاتفاق عليها، سيبادر الرئيس عباس إلى الاتصال بجميع القادة العرب هاتفيا لإبلاغهم بذلك تمهيداً لإعلان الحكومة التي يدور الحديث عن إعلانها في مقر الجامعة العربية لإعطائها غطاء عربياً.
هذا وينشغل الشارع الفلسطيني بالتساؤل فيماإذا كانت هذه الحكومة المرتقبة قادرة على فك الحصار وإنعاش الوضع الاقتصادي المتدهور. ومن جانبه، أوضح الدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني خلال تصريحات صحافية اليوم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) لم يحصل على أية ضمانات أميركية أو أروبية برفع الحصار بمجرد خروج حكومة الوحدة للنور، وقال الشاعر: الرئيس عباس حصل على ضمانات شفهية من دول عربية فقط.
ويمكن القول أن أحدى المعضلات التي تقف في وجه تشكيل حكومة الوحدة، هي قضية تأمين الإفراج عن النواب والوزراء الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل، وتطالب حركة حماس بضرورة الإفراج عنهم قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة، كونهم اعتقلوا لصفاتهم الاعتبارية وليس الشخصية، وهذا ما أكده نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر اليوم.
كما صرح النائب مصطفى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية والذي التقى اليوم العاهل الأردني ووضعه في أخر التطورات: إن موضوع الإفراج عن النواب والوزراء المخطوفين لا علاقة له بموضوع تبادل الأسرى، وموقفنا حازم، ويقضي الإفراج عنهم فوراً ليكونوا بين صفوف زملائهم في المجلس التشريعي، لمنح الثقة للحكومة القادمة، وفي حال التصويت على الحكومة في المجلس التشريعي، سيتم رفع الحصار فوراً عن الشعب الفلسطيني، وإلاّ فلا معنى على الإطلاق من تشكيل حكومة جديدة، إذ أن الهدف الأساسي والمركزي رفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وبدأت الأسماء المطروحة لتولي الحقائب الوزارية في الحكومة في التداول، ويتردد إسم كل من، الدكتور رامي الحمد الله، والدكتور نبيل قسيس والدكتور سلام فياض أو حنان عشراوي، ومازن سنقرط، وخالدة جرار، ونمر حماد، والدكتور مصطفى البرغوثي، والدكتور زياد أبو عمرو، ومحمد المسروجي، وخالد العسيلي.
هذا فيما تحدثت تقارير صحافية عن بلورة الولايات المتحدة وإسرائيل خطة لاستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني على أساس أفكار جديدة. وأن مستشاري أولمرت يورام تورفوفيتش وشالوم ترجمان قاما باتصالات مع الجانب الأميركي، وقد اجتمعا لهذه الغاية مع رايس وكبار المسؤولين الأميركيين. كما ذكرت محافل سياسية إسرائيلية أن الحديث لا ينصب على خطة جديدة أو فكرة عقد مؤتمر دولي بل محاولة دفع محور الدول العربية المعتدلة إلى ممارسة ضغوطٍ على الحكومة الفلسطينية الجديدة لإيجاد صيغة تساهم في الاعتراف بإسرائيل وبالاتفاقات الموقعة.
لا اتفاق بعد لقاء عباس-هنية في غزة
وفي المقابل افاد مصدر رسمي فلسطيني ان الرئيس محمود عباس التقى مساء اليوم رئيس الوزراء اسماعيل هنية لمواصلة المناقشات بشان تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "المناقشات حول شروط تأليف هذه الحكومة لم تسفر عن نتيجة، لكنها ستستمر".
وكان المصدر قال ان عباس وهينة "عقدا اجتماعا في غزة (دون تحديد المكان) بهدف استكمال المناقشات الخاصة بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية". واوضح المصدر نفسه ان الرجلين "يسعيان الى الوصول الى توافق حول النقاط المتبقية بما في ذلك آليات تشكيل الحكومة والحقائب الوزارية".
يشار الى ان اللقاءات بين الفصائل الفلسطينية بما في ذلك بين حماس وفتح بدات الاسبوع الماضي في غزة بحضور هنية لمناقشة التفاصيل المتعلقة بتشكيل حكومة الوحدة.
إسرائيل تنكل بالوزراء والنواب الفلسطينيين المعتقلين لديها
وفي سياق آخر أفادت وزيارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين في بيان تلقته (إيلاف) أن مصلحة السجون الإسرائيلية قامت صباح اليوم باقتحام غرف الوزراء والنواب المختطفين والمحتجزين في سجن الرملة. وأفاد البيان أن قوات خاصة بأعداد كبيره محمله بكل أنواع السلاح والعصي دخلت إلى غرف الوزراء والنواب بعد صلاة الفجر مباشره وقامت بالتنكيل بهم وتعريتهم واستفزازهم ومعاملتهم بطريقه وحشيه من دون إبداء أي سبب أو إعطاء أي مبرر.
وقال وزير شؤون الأسرى والمحررين المهندس وصفي قبها أن هذا العمل هو:" فعل جبان واستخفافا بالشرعية الفلسطينية وشكل من أشكال القرصنة والابتزاز السياسي الرخيص وعلى الاحتلال أن يعلم أنهم لا يستطيعون كسر إرادة وعزيمة أسرانا البواسل ولا النيل من إرادة وزراء و نواب الشعب الفلسطيني ، كما اعتبر الوزير المهندس هذه الأفعال مخالفه لقوانين حقوق الإنسان ولكافة الأعراف والقوانين الدولية".
كما طالب قبها المجتمع الدولي وكل مؤسسات حقوق الإنسان التدخل السريع والفوري من اجل تامين الإفراج الفوري والسريع عن كل أسرى شعبنا الفلسطيني والذي تجاوز عددهم عشرة الاف وخمسمائة اسير واسيره يقبعون تحت ظل ظروف غاية في الصعوبه .
جرح ناشط من حماس في غارة جوية اسرائيلية على غزة
ميدانيا اعلن مصدر امني فلسطيني ان فلسطينيا جرح مساء اليوم خلال غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة. وقال المصدر ان طائرة اسرائيلية اغارت على منزل في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين بشمال قطاع غزة ما ادى الى جرح فلسطيني ينتمي الى الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية حماس ولكنه لم يوضح مدى خطورة جروحه.
وفي تل ابيب، اكد مصدر عسكري ان الطيران الاسرائيلي شن غارة على مخيم جباليا. وقال ان "الطيران اغار في المخيم على منزل كانت تخزن فيه اسلحة وان انفجارا قويا قد وقع الامر الذي يؤكد وجود كمية كبيرة من المتفجرات في المنزل".
استقلال على صوت القنابل وجنازات التشييع
وبخجل تام أحيى الفلسطينيون أمس ذكرى استقلال شعب لا زال يئن تحت وطأة الاحتلال. ذلك الاستقلال الذي أعلنه الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر في 15 نوفمبر 1988 تأتي ذكراه هذه المرة على الفلسطينيين وهم يعيشون تحت أنقاض بيوت مهدمة بفعل قذائف إسرائيلية في بيت حانون وكل أنحاء المدن الفلسطينية. فلم يشعر الفلسطينيون هذا العام وكما هو الحال كل عام بعيد استقلال حقيقي. واكتفوا بسماع خطاب للرئيس محمود عباس (أبو مازن) طالب فيه إسرائيل بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة. وأبدى استعدادا لإقامة سلام شامل وعادل مع إسرائيل.
وهذا العام أيضا لم يبد الفلسطينيون شجاعة لإحياء ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال بالرغم من أنه تم إعلان هذا اليوم يوم عطلة رسمية. أغلقت فيها كافة الدوائر الحكومية والتي تشهد بالأساس إضراب لعدم دفع رواتب الموظفين.
محمد خالد مواطن فلسطيني يتحدث بحسرة قائلا:" عن أي استقلال نتحدث ونحن نرى طائرات إسرائيل تقصف بيوتنا، نشاهد بأعيننا أطفال يقتلون كل يوم في قطاع غزة وفي نابلس وكافة المدن الفلسطينية، فمن العار علينا أن نتحدث عن استقلال لا يوجد له أي مقومات على أرض الواقع". يتابع محمد :" كيف نذهب إلى رام الله لنحيي ذكرى الاستقلال وأنا ذاهب للاحتفال بهذه الحرية المطلقة أجد بطريقي خمسة حواجز عسكرية إسرائيل تمنعني من دخول رام الله، فعن أي استقلال نتحدث".أما عالية (أم تحسين) فهي مسنة فلسطينية تجاوزت الستين من عمرها سألناها ماذا تعني هذه المناسبة لها فردت قائلة :" استقلال على صوت القنابل". وتقول أم تحسين:" على ما يبدو فاتنا قطار الحرية نأمل أن يحتفل الجيل القادم بحرية حقيقية وعيد استقلال حقيقي وتكون فلسطين قد تحررت من الاحتلال".
وصبيحة هذا اليوم خلت الصفحات الأولى للصحف الفلسطينية من أي أخبار تتحدث عن فعاليات إحياء ذكرى الاستقلال سوى مقتطفات من خطاب الرئيس أبو مازن. مثلت وثيقة إعلان الاستقلال عندما أعلنها الرئيس الراحل عرفات قبل 18 عاما تغيرا كبيرا في مسار القضية الفلسطينية. واعتبر ذلك في حينه انجازا كبيرا. وعكف الفلسطينيون على إحياء هذه الذكرى بمراسم رسمية كون ذلك أول إعلان رسمي عن وجود كيان حقيقي للفلسطينيين. عندما قال عرفات "على أرض الرسالات السماوية إلى البشر، على أرض فلسطين ولد الشعب العربي الفلسطيني، نما وتطور وأبدع وجوده الإنساني عبر علاقة عضوية، لا انفصام فيه ولا انقطاع، بين الشعب والأرض والتاريخ.
وأعلن عرفات ذلك باسم المجلس الوطني الفلسطيني قائلا:" باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني نعلن قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وإن دولة فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية، ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق، تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية، في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم على أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب".
وتحدث عرفات بصفة رسمية عن وجود دولة فلسطينية قائلا:" دولة فلسطين دولة عربية هي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، من تراثها وحضارتها، ومن طموحها الحاضر إلى تحقيق أهدافها في التحرر والتطور والديمقراطية والوحدة. وهي إذ تؤكد التزامها بميثاق جامعة الدول العربية، وإصرارها على تعزيز العمل العربي المشترك، تناشد أبناء أمتها مساعدتها على اكتمال ولادتها العملية، بحشد الطاقات وتكثيف الجهود لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وأكد عرفات ان هذه الدولة تعلن التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وأهدافها وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والتزامها كذلك بمبادئ عدم الانحياز وسياسته.