بيرتس للحلول السياسية والقسام تدعو سكان سديروت الى الرحيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
استخبارات إسرائيل: سوريا سترد بالصواريخ إذا ما تم مهاجمتها
تعرض موكب أربور لرشق حجارة في سديروت
هجمة إسرائيلية وقائية ضد الدبلوماسية الفرنسية
شلل بورصة أسماء الـمرشحين للحكومة الفلسطينية
مقتل قادة في القسام واستياء من المفاوضات
أسامة العيسة من القدس، وكالات: يحاول عمير بيرتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، المتهم بالفشل خلال حرب لبنان الأخيرة والتوغلات في قطاع غزة، النجاح عبر المبادرات السياسية في ما فشل فيه في العمليات العسكرية سواء التي استهدفت اللبنانيين أو الفلسطينيين.ويواجه بيرتس انتقادات حادة من قبل رئيس وزرائه ايهود اولمرت، الذي لم يعد يرى فيه شريكا مناسبا، ولا يثق فيه كوزير للدفاع وغير راض عما يتردد عن طرحه لمبادرة سياسية جديدة، وبين مواطني مدينته اسديروت الذين يطالبونه بالعمل لوقف سقوط الصواريخ الفلسطينية على رؤوسهم بأي طريقة، بالإضافة إلى انتقادات طرف ثالث من الجمهور الإسرائيلي وأعضاء من حزب العمل الذين انتخبوا بيرتس على أساس برنامج اجتماعي لإنصاف الطبقات الأكثر فقرا، وآخر سياسي لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين إلى الأمام.
وبادر بيرتس الذي لم يعد يرى في نفسه مسؤولا فقط عن إصدار الأوامر الحربية فقط، وانما أيضا عن البحث عن حلول سياسية، إلى الإعلان أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية طرح مبادرة سياسية جديدة.
وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت اليوم أن بيرتس يعكف على بلورة خطة سياسية جديدة، لوقف إطلاق النار مع الفلسطينيين، تعقبه مفاوضات هدفها التوصل إلى اتفاق على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة.وتتضمن المبادرة إخلاء بعض المستوطنات اليهودية المعزولة في الضفة الغربية لضمان التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية التي ستنشأ نتيجة المفاوضات.
وأصدر مكتب بيرتس بيانا تعقيبا على ما نشرته صحيفة يديعوت احرنوت، أكد فيه أن أي خطة سياسية سيتم عرضها، بعد بلورتها على مؤسسات حزب العمل وعلى الحكومة قبل طرحها.وأثارت هذه المعلومات، حفيظة اولمرت وأقطاب حزب كاديما، الذين رأوا انه لا يحق لبيرتس طرح أي خطة سلام دون الرجوع إلى أولمرت، الذي تشهد علاقته مع بيرتس توترا شديدا حسب المصادر الصحافية الإسرائيلية، وظهر ذلك في رسم كاريكاتيري نشرته صحيفة يديعوت احرنوت اليوم يظهر كل واحد منهما يعمل لوحده.
وكان بيرتس بادر يوم أمس واتصل برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبي مازن)، لحثه على العمل لوقف إطلاق صواريخ القسام من قطاع غزة على البلدات الإسرائيلية، وهو ما اعتبر بأن بيرتس يبحث عن أي طريقة لوقف سقوط هذه الصواريخ.
وفي مواجهة الانتقادات التي وجهت لبيرتس بعد هذه المكالمة، قال بيرتس، ان مكالمته مع أبي مازن، جرت بمعرفة اولمرت وبالتنسيق معه. وقال بيرتس إن أبا مازن سيمتحن وفقا للإجراءات التي سيتخذها لإيقاف إطلاق الصواريخ، وليس حسب الوعود التي يقطعها، وانه لم يتم تحديد أي شروط لوقف إطلاق النار بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني مؤكداً أهمية عدم سد أي فتحة للتحاور بين الجانبين.
وانتقد شيمون بيرس، نائب رئيس الحكومة الفلسطينية، عمير بيرتس، وقال إنه ما كان يجب عليه الاتصال بأبي مازن، وان المسؤول عن الاتصالات مع الفلسطينيين هو اولمرت. وتلقى بيرتس دعما من نواب حزبه في الكنيست، الذين عقدوا اجتماعا أصدروا بعده بيانا، أعلنوا فيه دعمهم لاتصالات بيرتس مع الفلسطينيين، ودعوا إلى بذل الجهود لاستئناف الحوار السياسي مع أي شخصيات فلسطينية، يكون الهدف منه، توفير الأمن للإسرائيليين.
ويسيطر استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينية محلية الصنع، على البلدات الإسرائيلية، على النقاش في إسرائيل، بعد فشل العمليات العسكرية في منع سقوط هذه الصواريخ.
وفي حين يحاول بيرتس منع ذلك بالطرق السياسية، فان الجنرال دان حالوتس، رئيس أركان الجيش يتمسك بالحلول العسكرية. وقال حالوتس ان جيشه سيجد في النهاية السبل الملائمة لوقف إطلاق الصواريخ، مستبعدا في الوقت الحالي شن عملية في قطاع غزة مثل عملية السور الواقي التي شنها الجيش في الضفة الغربية في شهر نيسان (أبريل) 2002.
بوادر طلاق بين أولمرت وبيرتس
وتلوح بوادر طلاق بين اولمرت وبيرتس المتهم بالتفاوض سرا مع الفلسطينيين على وقف اطلاق نار. ولم يطلب اولمرت رسميا استقالة الزعيم النقابي السابق الذي تسلم حقيبة الدفاع في ايار/مايو على الرغم من افتقاره الى الخبرة في هذا المجال، غير ان مقربين منه يقومون بذلك. ويطالب هؤلاء المقربون بإلحاح بتعيين زعيم آخر من حزبه محل بيرتس وهو مطلب يلقى اصداء داخل القيادة العمالية ايضا. وقال الوزير ياكوف عزري من حزب كاديما بزعامة اولمرت للصحافيين الثلاثاء "يجب ان تنتقل حقيبة الدفاع الى ايد اخرى وذلك باجماع الائتلاف". واقترح الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان بسخرية واضحة على بيرتس تسلم وزارة الشؤون الاجتماعية او الثقافة او العلوم.
ونشبت الازمة الجديدة اثر مكالمة هاتفية جرت الاحد بين بيرتس والرئيس الفلسطيني محمود عباس ولم يعلم بها اولمرت الا فيما بعد. وكان اولمرت طلب في وقت سابق خلال اجتماع مجلس الوزراء من اعضاء الحكومة "الا يخصصوا وقتهم لوضع مشاريع مبادرة دبلوماسية".
وذكرت صحيفة هآرتس الثلاثاء ان اولمرت حذر بيرتس بعدما ابلغ بالمكالمة الهاتفية من انه "يجب الا يلتقي ايا كان عباس قبلي". وحذره ايضا من خوض مناقشات بشأن وقف إطلاق نار مؤكدا ان هذا الموضوع "لا يمكن تسويته في خمس دقائق" وهو من صلاحياته حصرا. ورد بيرتس "لست وزيرا مكلفا فقط تصفية (الناشطين الفلسطينيين)، انني على رأس معسكر السلام ودوري يقضي بالسعي إلى وقف اطلاق نار".
ورتب المكالمة الهاتفية النائب الاسرائيلي العربي محمد بركة عن لائحة حزب حداش الشيوعي. وقال النائب لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه "تم تأمين الاتصال بين هذين الزعيمين لانني مقتنع بوجوب بذل كل ما هو ممكن لوقف تصعيد العنف الذي اوقع حتى الان العديد من الضحايا الابرياء".
وافادت اوساط عباس واولمرت ان المسؤولين اتفقا خلال الاتصال على مبدأ وقف اطلاق نار يقوم على وقف الفلسطينيين اطلاق الصواريخ ووقف اسرائيل عملياتها الهجومية. وعارض عباس على الدوام إطلاق الصواريخ من دون ان يتمكن من فرض ارادته على الفصائل الفلسطينية المسلحة المسؤولة عن هذه الهجمات التي ترد عليها إسرائيل بعمليات دامية. غير ان الفصائل أكدت مجددا في الايام الاخيرة استعدادها "لوقف عمليات اطلاق الصواريخ" على اسرائيل اذا ما اوقف الجيش الاسرائيلي في المقابل هجماته على الفلسطينيين.
ولم تكن العلاقات بين رئيس الوزراء والزعيم العمالي يوما سهلة غير انها شهدت مزيدا من التدهور بعد الاخفاقات الاسرائيلية في الحرب على لبنان حيث وجهت انتقادات الى بيرتس اخذت عليه عدم كفاءته بينما اعتبر هو انه كبش محرقة. واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه في 14 تشرين الثاني(نوفمبر) ان غالبية كبرى من الاسرائيليين ترى ان على اولمرت وبيرتس ورئيس الاركان دان حالوتس التخلي عن مهامهم بعد الحرب على لبنان. ورأى 53% من المستطلعين ان على اولمرت التخلي عن منصبه مقابل 59% بالنسبة إلى بيرتس و62% لحالوتس.
القسام تدعو سكان سديروت الى الرحيل عن بلدتهم
من جهة ثانية دعت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) اليوم سكان سديروت في جنوب اسرائيل للرحيل مؤكدة انها ستكثف اطلاق الصواريخ على هذه البلدة. وقال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام ابو عبيدة "سنستمر في اطلاق الصواريخ على سديروت ونطالب سكان سديروت بإخلاء المستوطنة". واضاف ان "السبيل الوحيد لنجاة سكان سديروت هو الرحيل عن المستوطنة لانه سيكون هناك تكثيف للصواريخ".
وقال ابو عبيدة "ان العدو الصهيوني يوهم سكان سديروت انه ومن خلال عمليات التوغل والقصف التي يقوم بها يوميا يستطيع وقف الصواريخ نحن نقول اننا سنواصل اطلاقها وجميع الخيارات امامنا مفتوحة لصد هذه التوغلات". واكد انه "كلما زادت عمليات التوغل الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية فان القسام سيستمر في قصف البلدات الاسرائيلية ولن يقتصر الرد على اطلاق الصواريخ فقط".
واعلنت مصادر طبية وفي الشرطة الاسرائيلية ان اسرائيليا اصيب بجروح خطرة اليوم الثلاثاء في انفجار صاروخ اطلقه فلسطينيون من قطاع غزة على مدينة سديروت. وكانت اسرائيلية قتلت الاربعاء الماضي في سقوط صاروخ على سديروت.
قتيلان في توغل اسرائيلي شرق غزة
وكان انسحب الجيش الاسرائيلي من حي الزيتون شرق مدينة غزة اليوم بعد مقتل فلسطينيين بينهم سيدة مسنة وجرح اربعة اخرين، فيما دعت كتائب عز الدين القسام سكان سديروت في جنوب اسرائيل إلى الرحيل متوعدة بتكثيف اطلاق الصواريخ على هذه البلدة. وقالت مصادر امنية فلسطينية لوكالة فرانس برس ان "قوات الجيش الاسرائيلي انسحبت من حي الزيتون شرق مدينة غزة مخلفة وراءها دمارا شاملا للمنطقة بعد ان توغلت عشرات الاليات العسكرية فجر اليوم الثلاثاء".
واوضحت مصادر طبية لوكالة فرانس برس ان "ايمن ضيف الله حسنين وهو في العشرينات وسعدية حرز (70 عاما) استشهدا وجرح اربعة فلسطينيين آخرين برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي اثناء توغل الجيش الاسرائيلي". وبذلك يرتفع الى 5576 عدد القتلى منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في نهاية ايلول(سبتمبر) 2000، معظمهم من الفلسطينيين.
وذكر شهود عيان ان حسنين ناشط في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وقتل في اشتباك مع قوات الجيش الاسرائيلي . وكان مصدر امني وشهود عيان ذكروا ان قوة كبيرة من الجيش الاسرائيلي توغلت فجر الثلاثاء في حي الزيتون شرق مدينة غزة وسط إطلاق كثيف للنيران، فيما نفذت مروحيات اسرائيلية غارة جوية على منزل في المنطقة نفسها.
وقال المصدر الامني ان "عشرات الدبابات والاليات العسكرية توغلت مسافة عدة كيلومترات في منطقة الزيتون وتمركزت دبابات على طريق صلاح الدين الرئيس الواصل بين شمال وجنوب قطاع غزة". واضاف ان "المروحيات أطلقت صاروخا واحدا على الاقل على منزل وفتحت النار تجاه منازل الفلسطينيين في المنطقة نفسها".
واوضح شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي احتل عددا من المنازل، ووجه انذارا الى اصحاب منزل يعود إلى عائلة ابو عاصي وهو من الجهاد الاسلامي بإخلائه تمهيدا لقصفه، لكن عشرات المواطنين تجمعوا داخل المنزل لحمايته. وقد ابتكر فلسطينيو قطاع غزة في الايام الاخيرة وسيلة جديدة لحماية منازل الناشطين حيث اصبحوا يقيمون دروعا بشرية لمنع قصفها.
واعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان الثلاثاء ان "إحجام الصهاينة عن قصف البيوت المستهدفة في ظل التكاتف والتكتل الجماهيري بشأنها، يشكل فشلا اخر للسياسة العسكرية الصهيونية". واضافت ان ذلك يشكل ايضا "اخفاقا جديدا في سياق مسلسل الاخفاقات التي دأب الصهاينة على تجرعها على وقع صمود شعبنا وجسارة مقاومته وتماسك ابنائه".
واكد الشهود العيان "وقوع اشتباكات مسلحة بين عدد من رجال المقاومة وقوات الاحتلال وسماع اصوات انفجارات". وقالوا ان الجرافات العسكرية بدات بتجريف بساتين برتقال وزيتون، وان الجيش الاسرائيلي قصف المحول الرئيس للكهرباء في المنطقة ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي بالكامل.