شاهين شخصية إشكالية نجت من الاغتيال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واصبح شاهين الرجل الأول لحركة فتح في السجون الإسرائيلية، ومرجعيتها الأولى، وفي حين تحول بالنسبة إلى رفاقه في الحركة من الأسرى بمثابة الرمز، فان خصومه اتهموه باتخاذ سياسة إقصاء وتمييز ضد أسرى الفصائل الأخرى، وحسب مصادر متطابقة عايشت شاهين في السجن، فإنها تحمله مسؤولية العديد من الحوادث والصراعات بين الأسرى، ومن بينها الاعتداء على أسرى التنظيمات اليسارية والماركسية، بسبب ما كان يوصف بتعصبه التنظيمي لحركة فتح.
وأطلقت إسرائيل سراح شاهين في بداية ثمانينات القرن الماضي، ومكث فترة في مستشفى المقاصد في مدينة القدس لتلقي العلاج، واعطى الإفراج عن شاهين دفعة معنوية وتنظيمية هائلة لعمل حركة فتح الجماهيري في الأراضي المحتلة، وفي هذه الفترة توثقت علاقته بالصحافية ريموندا الطويل التي كانت تدير مكتبا إعلاميا في القدس الشرقية، وأصبحت ابنتها سهى في ما بعد زوجة لياسر عرفات.
واقام شاهين بين القدس ورام الله، ونشط كممثل علني لحركة فتح، وحاول مد جسور بين الحركة وباقي القوى الأخرى، رغم التهمة التي تلاحقه كمتعصب لتنظيمه وإثارة النعرات بين التنظيمات المختلفة، واستغل شاهين حادثة اعتداء عناصر من حركة فتح على بشير البرغوثي، أمين عام الحزب الشيوعي الفلسطيني آنذاك، ليظهر بصفته أحد دعاة الوحدة الوطنية، وزار منزل البرغوثي في مدينة رام الله على رأس وفد من حركة فتح، وقدم اعتذارا أمام الجمهور الذي تجمع حول منزل البرغوثي.
وأدى نشاط شاهين المتزايد، إلى فرض سلطات الاحتلال عليه الإقامة الجبرية في قرية الدهنية الصغيرة النائية أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر، والتي أوت فيها إسرائيل في ما بعد العملاء، وأخلتها منهم قبل اكثر من عام، مع إخلاء المستوطنات من قطاع غزة.
الأقصى تتهم الداخلية بالتسبب في محاولة اغتيال شاهين
ولم يكن هذا الإجراء إلا بداية المتاعب بالنسبة إلى شاهين، الذي أبعدته سلطات الاحتلال إلى لبنان، ليجد نفسه في مرحلة جديدة، لم يعد فيها الرمز أو الرجل الأول وسط حركته كما كان الحال في الأراضي الفلسطينية.ولا يحتفظ بعض رفاق شاهين الذين تحدث معهم مراسلنا، بذكريات طيبة كثيرة عنه خلال إقامته في لبنان وسط قواعد المقاومة الفلسطينية، ووجهوا له، مثلا، تهما بافتعال مشاكل مع ميليشيا أمل الشيعية، دون داعي، أدت إلى سفك دماء فلسطينية ولبنانية بريئة.
ومن المرحلة اللبنانية سترافقه ما اعتبر طرفة تتعلق بزعمه انه يرفض أن يتلقى راتبا لعمله في المقاومة، لأسباب يقول دائما إنها مبدأية، أما رفاقه فيسخرون من ذلك قائلين "قد يكون صحيحا انه لا يتلقى راتبا..ولكن تصرف له ميزانية شهرية كبيرة".
ولم يكن شاهين خارج الأراضي المحتلة من أصحاب القرار الأول في حركة فتح، وهو ما كان يعتبره إجحافا بحقه بصفته قائد الحركة الأسيرة الفلسطينية، وأحد أوائل الأسرى، ولقضائه 15 عاما متصلة في السجون وما تعرض له لاحقا من إقامة جبرية وإبعاد عن ارض الوطن، الذي عاد إليه بعد اتفاقات أوسلو، وهو ما جعله يسترد جزءا مما يعتقد انه مكانته المناسبة، وانتخب شاهين ممثلا عن حركة فتح في المجلس التشريعي عام 1996، واصبح وزيرا للتموين، حيث لاحقته تهم علنية بالفساد، بعد أن أسفرت نتائج تحقيق من قبل المجلس التشريعي نفسه بصفقة طحين فاسد استوردته وزارته من تجار إسرائيليين.
وتم التداول كثيرا في القضية سواء داخل المجلس أو عبر الصحف، ولكن مثل باقي قضايا الفساد في السلطة الفلسطينية، تم إغلاق ملفها.
ويعتقد ان ياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية الراحل، كان في مرات كثيرة يقف خلف فتح قضايا الفساد، كي يكون في يده ما يأخذه على رجاله، ليضمن طاعتهم، وسكوتهم، ثم يتم إغلاق هذه الملفات، وهو ما يبدوأنهحدثمع شاهين واخرين مثل الدكتور نبيل شعث وغيرهم من الذين وردت أسماؤهم في قضايا فساد ضمن تقارير أصدرتها هيئة الرقابة التي عين عرفات أحد أقربائه رئيسا له هو جرير القدوة.
وظل شاهين عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني، حتى الانتخابات الأخيرة التي جرت في شهر آذار (مارس) الماضي والتي أسفرت عن نجاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وشكل ذلك مناسبة لشاهين ليشن هجوما، لم ينقطع في الواقع، ضد حركة حماس.
وبدا شاهين في كثير من اللقاءات الحوارية التي أجرتها معه القنوات الفضائية فاقدا لأعصابه وهو يكيل الشتائم لحركة حماس، وفي أحيان كثيرة اتهم مقدمي البرامج بالتحيز لحماس.
واقدم شاهين على تظاهرة لم تشهدها شوارع غزة من قبل، حين خرج لوحده حاملا لافتة كتب عليها "لا أرضى أن يحكمني ملثم" في إشارة إلى القوة التنفيذية التي شكلتها وزارة الداخلية في حكومة حماس.
وفي ردود غير مباشرة على شاهين، نشرت المواقع الإعلامية التابعة لحماس، وثائق من ملفات وزارة المالية التي أصبحت تحت سيطرة حماس، تتضمن كشوفا بالمبالغ الكبيرة التي كانت تصرف لشاهين بدواع مختلفة، من بينها للصرف على لجان تخترق المساجد للتشويش على حركة حماس.
ولم يشكك شاهين فيصحة هذه الوثائق، وبالنسبةإلىكثيرين ومن بينهم أعضاء في حركة فتح، أكدت هذه الوثائق ما كانوا يتهمون به شاهين من فساد مالي.
ومن غير المتوقع أن يتم الكشف سريعا عن الجهة التي تقف خلف محاولة اغتيال شاهين، خصوصا وان اكثر من جهة يمكن أن تقدم على هذا العمل، ولا يستبعد المراقبون أن يكون من بينها مجموعات تابعة لحركة فتح، لها خصومة مع رجل إشكالي مثل شاهين.