بوتين يواجه موت ليتفيننكو وبريطانيا تتهم روسيا مجدداً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
البولونيوم المشع قد يكون السبب في وفاة الجاسوس الروسي
ليتفينينكو قبل وفاته : قتلوني لكن لن يقتلونا جميعا
وقال عضو في الوفد الروسي في قمة هلسنكي "الرجل تم تسميمه. لكن الاتهامات الموجهة الى الكرملين لا تصدق وهي بالغة السخف ولا يمكن التعقيب عليها سواء من جانب الرئيس أو أي شخص آخر من الجانب الروسي."
من جهته أعرب فلاديمير بوتين عن أسفه على استغلال الأحداث المأسوية مثل وفاة شخص للقيام باستفزازات سياسية. وأعلن أنه "لم يشر في تقرير الأطباء البريطانيين إلى أن الوفاة حدثت نتيجة عامل خارجي. وبالتالي لا يوجد داع لمثل هذه الأحاديث". واضاف : "يؤسفني جدا أن أحداثا مأسوية مثل وفاة شخص تستغل للقيام باستفزازات سياسية".
وأعرب بوتين عن أمله في ألا تساعد الهيئات البريطانية التي تقوم بالتحقيق على إثارة ضجيج سياسي لا أساس له. وإن هيئات حفظ النظام الروسية على استعداد كما أعلن الرئيس الروسي للمساعدة في التحقيق في ظروف وفاة ليتفينينكو.
وتقدم جاسوس روسي سابق في موسكو واعترف بأنه التقى ليتفيننكو في فندق في لندن مع روسيين اخرين في اليوم الذي اصيب فيه فجأة بوعكة. وقال الرجل ويدعى اندريه لوجوفوي لصحيفة روسية إنهما تحدثا بشأن "أعمال".والتقى لوجوفوي مع نائب السفير البريطاني في موسكو يوم الخميس وقال انه سيرد على أي اسئلة لدى الشرطة بشأن هذا الموضوع.ولم تذكر السفارة تفاصيل بشأن المحادثة.
وتوفى ليتفيننكو يوم الخميس بعد ان فقد شعره وأصيب بفشل في الاعضاء عشية قمة اوروبية روسية.وفقا لبيان تلاه أصدقاء ليتفيننكو يوم الجمعة صباح اليوم التالي لوفاته فقد اتهم الجاسوس الروسي السابق الرئيس فلاديمير بوتين باغتياله.وجاء في بيانه "ربما تنجح في إسكاتي لكن هذا الصمت سيكون له ثمن. فقد أظهرت نفسك على أنك متوحش وطائش مثلما يزعم معظم الذين ينتقدونك بشدة."
ومضى البيان يقول "ربما تنجح في إسكات رجل واحد. لكن احتجاجات حاشدة من انحاء العالم ستدوي في آذانك يا سيد بوتين بقية عمرك. لعل الله يغفر لك ما فعلت."وحصل ليتفيننكو على الجنسية البريطانية في الشهر الماضي وكان ضمن مجموعة مناهضة لبوتين تجمعت في لندن من بينهم الملياردير بوريس بيريزوفسكي وانفصاليون شيشان وهو ما جلب غضب وسخرية موسكو.وقال أوليج جورديفسكي وهو صديق ليتفيننكو لتلفزيون سكاي "كان يكافح ضد قوى الشر في روسيا وضد جهاز كيه جي بي وضد السلطات التي تقمع الديمقراطية والحريات في روسيا."
وأضاف جورديفسكي وهو عميل روسي سابق هرب الى بريطانيا "لقد أصبح ضحية ... انتقام وحقد تلك القوى في روسيا."وقال أحد الاطباء إن نوع السم ربما لن يعرف على الاطلاق. واستبعد خبراء طبيون تلميحات سابقة بأن الوفاة نجمت بسبب معدن ثقيل مثل التاليوم أو اشعاع.
واذا تبين ان روسيا لها يد في تسميم ليتفيننكو فان هذا قد يكون له عواقب دبلوماسية بعيدة المدى. وسوف يكون الحادث الاول من نوعه الذي يقع في الغرب منذ الحرب الباردة.وقد فر ليتفيننكو الى لندن مع زوجته وابنه في عام 2000 وحصل على حق اللجوء. وقال إنه شعر بالإعياء بعد أن قابل روسيين في فندق.
وكان يحقق في مقتل الصحافية الروسية آنا بوليتكوفسكايا وهي أيضا من أشد منتقدي بوتين وقتلت بالرصاص في شقتها في موسكو في السابع من تشرين الأول / أكتوبر .وعمل ليتفيننكو في إدارة مكافحة التجسس بجهاز (كيه. جي. بي) ثم عمل في ادارة مكافحة الجريمة في جهاز الأمن الاتحادي (اف. اس. بي).
وكان رجل الاعمال اندريه لوجوفوي وهو ضابط سابق في جهاز أمن الدولة الروسي قد صرح لصحيفة كومرسانت اليومية انه يعرف ليتفيننكو منذ عام 1996 وانه اتصل به عدة مرات في لندن بشأن امور تتعلق بالاعمال.وقال لوجوفوي انه ذهب الى لندن لمشاهدة مباراة في كرة القدم بين فريق من موسكو وفريق ارسنال الانجليزي وانه في اول تشرين الثاني / نوفمبر اجتمع مع ليتفيننكو في حانة فندق في لندن.
وقالت الصحيفة انه كان يرافقهما شريك لوجوفوي في الاعمال ديمتري كوفتون وانضم إليهم في وقت لاحق شخص ثالث هو فياتشيسلاف سوكولينكو وهو شريك آخر وصديق لوجوفوي.ولم يذكر لوجوفوي تفاصيل الاجتماع لكنه قال إنهم اتفقوا للاجتماع مرة اخرى في اليوم التالي. غير ان ليتفيننكو اتصل به في اليوم التالي ليقول إنه يشعر بالإعياء وألغى الاجتماع.
سكوتلنديارد
واصلت سكتلنديارد تحقيقها اليوم السبت في مقتل عميل الاستخبارات الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو الذي قتل بجرعة كبيرة من المواد الاشعاعية وسط تساؤلات حول دور موسكو وقلق على الصحة العامة من تلوث اشعاعي محتمل.
فقد دعت وكالة حماية الصحة العمومية جميع الاشخاص الذين كانوا في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر في الفندق والمطعم الذي كان فيه الجاسوس السابق للاتصال بقسم الصحة البريطانية من باب الاحتياط لكنها عمدت في الوقت نفسه الى التهوين من المخاطر. وذكرت بانه تم العثور على اثار لمادة البولونيوم العالية الاشعاع.
واجتمعت لجنة "كوبرا" وهي هيئة التنسيق الحكومية الطارئة مجددا اليوم السبت فيما واصلت الشرطة البريطانية السعي لمعرفة سبب وجود مادة البولونيوم 210 في بول ليتفيننكو المعارض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقبل وفاته الخميس اتهم ليتفيننكو (43 سنة) الرئيس الروسي بانه امر بتسميمه.
وعثر على اثار البولونيوم في ثلاثة مواقع في لندن وهي فندق ميلينيوم في مايفير حيث التقى الجاسوس السابق روسيين اثنين في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر، وفي مطعم ايتسو الياباني للسوشي في بيكاديللي حيث تسلم مستندات من الاستاذ الجامعي الايطالي ماريو سكاراميلا، وفي منزله في موزويل هيل شمال المدينة.
ولم تترد الصحف البريطانية اليوم السبت في الاشارة الى وقوف الكرملين وراء هذه الوفاة وقالت "التايمز" ان وفاة ليتفيننكو تحمل بصمات اغتيال "بامر من دولة" واكد مصدر حكومي للصحيفة وجود قرائن لم تكشف بعد تشير الى تورط عملاء اجانب.
آخر من اتصل بليتفننكو
واعلنت وزارة الخارجية البريطانية مساء الجمعة ان مسؤولين التقوا السفير الروسي في لندن ليطلبوا منه اي معلومة من شانها ان تساعد سكتلنديارد. واعتبر ماريو سكاراميلا اليوم السبت ان الكرملين امر بقتل الكولونيل السابق في اف.سي.بي (كي.جي.بي سابقا) لما كان لديه من معلومات. وقال سكاراميلا في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا ان "ليتفيننكو لم يمت بمرض في بطنه، لقد قتل بسبب ما كان يعلمه. وكل ذلك موجود في وثائق لجنة ميتروخين".
وكان سكاراميلا وهو استاد في جامعة نابولي، مستشارا في تحقيق برلماني ايطالي اجري حول ملف ميتروخين الذي يتعلق بالجواسيس الذين جندهم جهاز الكي.جي.بي في ايطاليا. وكانت لجنة التحقيق التي شارك فيها ليتفيننكو برئاسة باولو غوزانتي السناتور في حزب فورتسا ايطاليا حزب رئيس الحكومة السابق سلفيو برلوسكونيالبريطانية اليوم مقتطفات منها ان اجهزة الاستخبارات الروسية كانت تعتزم استخدام القوة ضد الكسندر ليتفيننكو وسكاراميلا وغوزانتي ورجل الاعمال الروسي المثير للجدل بوريس بريزوفسكي المعارض الروسي لنظام فلاديمير بوتين المقيم في بريطانيا.
وتشير الوثائق التي يبدو ان سكاراميلا سلمها في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر للتفيننكو ايضا الى ان العملاء المكلفين تحضير عمليات ضدهم كانوا "على الارجح متورطين في اغتيال آنا بوليتكوفسكايا" الصحافية الروسية المعارضة التي اغتيلت في السابع من تشرين الاول/اكتوبر في موسكو.
واكد غوزانتي في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" الايطالية "ان الكسندر ليتفيننكو بالنسبة لي هو الضحية الثالثة" مضيفا "ليس لدي اي شك في تورط اجهزة الاستخبارات الروسية الحالية في هذه الجريمة وليس ايضا هذه الجريمة وحدها". واعتبر ان "الجنرال اناتولي تروفيموف نائب رئيس اف.سي.بي الذي اغتيل امام منزله السنة الماضية كان اول ضحية لانه كان الرئيس المباشر لليتفيننكو" مضيفا ان "الضحية الثانية هي آنا بوليتكوفسكايا". وحاولت الصحف الروسية الموالية للحكومة اليوم السبت الدفاع عن الكرملين وقالت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" ان تسميم ليتفيننكو قد يكون وراءه بوريس بريزوفسكي لاثارة الشبهات في السلطات الروسية.
.