قمة عمان بين ضيق الوقت وضيق الصدر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الأردن قدم للحكيم معلومات عن خطط إيرانية ضده
قمة عمان بين ضيق الوقت وضيق الصدر
معاهدة ايرانية عراقية لتعاون امني ومكافحة الارهاب
فتح الاجواء واقامة قنصليات ومد انابيب نفط
بوش يعلن في عمان التزامه بحل القضايا العربية
أبي زيد: دخلنا مع البريطانيين معا للعراق وننسحب منه معا
أسامة مهدي من لندن: قال مصدر عراقي ان الغاء القمة العراقية الاميركية الاردنية التي كانت مقررة في عمان الليلة الماضية جاء اثر تقديم الجانب الاميركي مذكرة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تطلب اجابات حول مضامينها فأعتذر عن تقديمها لضيق الوقت وحاجته للرجوع الى حلفائه في بغداد لدراستها بينما قدم المالك عبد الله معلومات عن خطط ايرانية تحاك في العراق ضد بلاده لزعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم الذي اثارت تصريحاته عن خسارة السنة في أي حرب اهلية تقع في بلاده استياء شخصيات سنية اعتبرتها غير مناسبة وتحرض على الطائفية مما دعاه الى نفيها فجر اليوم.
وابلغ المصدر "ايلاف" في اتصال هاتفي من عمان حيث يتابع الاتصالات السياسية الجارية هناك حول القضية العراقية ان الجانب الاميركي قدم مذكرة الى المالكي فور وصوله الى العاصمة الاردنية صباح امس طالبا منه توضيحات واجابات عليها خلال اجتماع القمة الثلاثية الذي كان سيضمه مساء مع الرئيس الاميركي جورج بوش والعاهل الاردني الملك عبد الله الذي كانت بعض بنود المذكرة قد بنيت على نتائج اجتماعاته خلال الايام الثلاثة الماضية مع عدد من كبار الشخصيات السياسية العراقية وخاصة السنية منها. واضاف ان المالكي اعتذر بضيق الوقت عن تقديم اجاباته او ملاحظاته عليها طالبا بعض الوقت من اجل الرجوع الى شركائه السياسيين في الائتلاف الشيعي الموحد والحكومة.
واشار المصدر الى ان تعليق التيار الصدري بقيادة رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر لنوابه الثلاثين في مجلس النواب ووزرائه الستة في الحكومة احتجاجا على اجتماع المالكي مع بوش قد عقد مهمة المسؤول العراقي الذي اختير بمنصبه الحالي بفضل تصويت هؤلاء النواب له. واوضح ان اعتذار المالكي عن بحث المذكرة التي كان مقررا ان يتم خلال القمة الثلاثية قد ازعج الاميركان ودعاهم لاعلان الغاء اللقاء الثلاثي خاصة وانهم كانوا يرغبون في مشاركة الملك الاردني في مناقشتها وهو امر لم يرق من جهة اخرى للجانب العراقي.
مضمون المذكرة الاميركية للمالكي
وحول مضامين هذه المذكرة الاميركية اشار المصدر الى انها تضمنت نقاطا عدة طلب من المالكي تقديم وقت محدد لتنفيذها لخصها بالشكل التالي :
.. اصدار قرار فوري بحل المليشيات المسلحة واحالة مرتكبي الجرائم من عناصرها الى القضاء.
.. توسيع الحكومة ومنح الشركاء السياسيين فيها في اشارة الى السنة صلاحيات اوسع في تنفيذ خططها وقراراتها وممارسة مهامها.
.. وقف التدخل الايراني في الشؤون العراقية.
.. تطهير وزارتي الداخلية والدفاع من منتسبي المليشيات المسلحة.
.. اعادة ميزانيات المحافظات السنية التي اوقفت الحكومة صرفها لعمليات الاعمار فيها وهي الموصل والانبار وصلاح الدين وديالى بذريعة ان الظروف الامنية والعمليات المسلحة تعيق هذه العمليات فتم تحويل الميزانيات الى محافظات اخرى.
.. اتخاذ اجراءات عملية لوقف التلاعب بموارد النفط وعمليات تهريبه التي تمول العمليات المسلحة.
وكان مسؤول في الديوان الملكي الاردني قال ان اللقاء الثلاثي الذي كان يفترض ان يجمع لا بوش وعبد الله الثاني والمالكي الغي من جانب الاردن بسبب ضيق الوقتت. واكد انه لم يطرأ اي تغيير على لقاء بوش والمالكي الذي سيتم صباح اليوم موضحا ان الملك عبد الله سيغادر عمان في ساعة مبكرة فجر الخميس متوجها الى الهند في زيارة عمل.. وبذلك سيلتقي بوش والمالكي على مائدة افطار ثم يعقدان مؤتمرا صحافيا مشتركا.
ومن جهته اكد الناطق بأسم البيت الابيض ان الغاء اللقاء الثلاثي ليس له أي علاقة بالشكوك التي اثيرت حول قدرات رئيس الحكومة العراقية. ويأتي هذا التأكيد بعد ان نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مذكرة رفعها ستيفن هادلي مستشار الرئيس بوش لشؤون الامن القوميلاالى البيت الابيض يشكك فيها في قدرة المالكي على السيطرة على العنف الطائفي في بلاده. وقال هادلي في المذكرة ان نوايا المالكي "تبدو جيدة عندما يتحدث مع الاميركيين والتقارير الحساسة تشير الى انه يحاول ان يقف في وجه السياسيين الشيعة واجراء تغييرات ايجابية".
واضاف "لكن الحقيقة في شوارع بغداد تشير الى ان المالكي اما يجهل ما يدور او انه يسيء تجسيد نواياه او ان قدراته ليست كافية بعد لتحويل نواياه الى افعال".
عمان قدمت للحكيم معلومات عن خطط ايرانية ضدها
وعلمت "ايلاف" ان الملك عبد الله قدم الى الحكيم خلال اجتماعهما في عمان امس ملفا يتضمن معلومات عن خطط ايرانية تحاك في العراق للتهيئة لاعتداءات ضد الاردن. وتضمنت المعلومات نشاطات للمخابرات الايرانية انطلاقا من الاراضي العراقية لاعتداءات ضد الاردن بمشاركة عناصر عراقية. واكد مصدر عراقي ان الحكيم فوجيء بالمعلومات التي قدمت له ووعد في التحقيق بها وخرج للمرة الاولى بتصريحات تتحدث عن عروبة العراق وحاجته لوقوف العرب الى جانبه.
وعقب الاجتماع اكد الحكيم الذي سيغادر هذا الاسبوع الى الولايات المتحدة بدعوة رسمية للقاء زعامات ومؤسسات سياسية اميركية ان السنة سيكونون "الخاسر الاكبر" من الحرب الطائفية في العراق ان وقعت. وقال الحكيم قال خلال اللقاء مع الملك "اننا نفتخر بعروبة العراق وان الحرب الطائفية سيكون الخاسر الأكبر فيها هم اخواننا السنة". واضاف "إننا نتطلع في العراق الى دعم العالم العربي والوقوف إلى جانب شعبه" مشيرا الى ان "من مصلحة العرب ان لا يبتعدوا عن العراق وان يتفهموا طبيعة الظروف التي يمر بها هذا البلد".
من جانبه حذر الملك عبدالله الثاني من "خطورة الاقتتال الطائفي في العراق" مجددا "دعم الأردن لكل الجهود المخلصة الرامية لإخراج العراق من دوامة العنف التي يمر بها وعودته للعب دوره الفاعل والحيوي في المنطقة". واكد ان "الأردن يقف على بعد مسافة واحدة من جميع أبناء الشعب العراقي بمختلف مذاهبهم الدينية وتوجهاتهم السياسية وان مصلحة الأردن تكمن في مساعدة العراق وشعبه على تجاوز الظروف الصعبة التي يواجهها واستعادة أمنه واستقراره". كما عبر عن استعداد المملكة "للمساهمة في الجهود الرامية لإعادة بناء العراق والاستمرار في التعاون في المجال الأمني بين البلدين". وتعهد الملك عبد الله بالعمل مع الدول العربية "لتكثيف المساعي الهادفة لمساعدة العراق وشعبه على المضي قدما في حث جميع مكونات الشعب العراقي على المشاركة في العملية السياسية".
تصريحات الحكيم تثير غضب السنة
اثارت تصريحات الحكيم في عمان عن خسارة السنة في أي حرب اهلية تنشب في العراق استياء زعامات سنية عراقية. وقال نائب الرئيس العراقي الامين عام للحزب الاسلامي السني طارق الهاشمي في تعليقه على تصريحات الحكيم ان الحرب الاهلية ان وقعت لا تفرق بين الطوائف والقوميات. وتساءل الهاشمي في حديث مع "راديو سوا" عن طبيعة الرسالة التي يريد ان يوصلها الحكيم إلى أهل السنة. وانتقد تصريحات الحكيم ووصفها بالغير مناسبة لافتا أن السنة لا يسعون إلى اشعال حرب طائفية: وأشار الهاشمي إلى أنه لايعول كثيرا على نتائج مباحثات والمالكي كثيرا.
ومن جانبه ابدى رئيس جبهة الحوار الوطني عضو مجلس النواب العراقي صالح المطلك استغرابه من تصريحات الحكيم التي وصفها "بالبائسة البائسة من شخص يعتبر نفسه قائدا سياسيا بهذه العملية السياسية البائسة". وقال " ان الخاسر من الحرب الاهلية هو العراق وشعب العراق بكل اطيافهسنة وشيعة.. عربا و اكرادا وتركمان..اسلاما و مسيحيون.. الكل خاسرون اذا ماقامت حرب اهلية". وناشد المطلك الجميع في تصريح متلفز العمل على ايقاف اي خطوة بهذا الاتجاه وقال "ان هذه التصريحات التي اطلقها السيد عبد العزيز تنم عن سلوك طائفي وخطاب طائفي مقيت يهيء للحرب الاهلية".
وعن السبب الذي وجه فيه الحكيم تصريحاته هذه اشار المطلك الى انه ليس طرفا في مباحثات عمان. واضاف "نحن تيار وطني يريد ان يحافظ على كل ابناء العراق بسنته وشيعته والذين يحظرون اليوم في هذه المحادثات و للاسف الشديد هم التيارات التي ادت الى وصول العراق الى المازق الذي هو فيه الان.. التيارات الطائفية السنية والشيعية هي التي تحضر لكي تتصارع وتطلق التصريحات لكي تثير الاشكالات في داخل العراق هم يحضرون اليوم هذه الاجتماعات والمدفعية تقصف المناطق الاهلة بالسكان بشكل وحشي وبشكل لايقبله اي انسان". واضاف "ان هذه الكلمات التي اطلقت من السيد عبد العزيز تدلل على نهج العملية السياسية الحالية وعلى عدم امكانية هذه العملية السياسية بالوصول بالعراق الى مايريده العراقيين فالعملية السياسية بهذه التصريحات وبهذه الرموز التي لايمكن ان تكون الواجهة االحقيقية لشعب العراق بتاريخه وحضارته غير قادرة على قيادة العراق ولذلك نحن مطالبون بدعم تيار وطني عراقي حقيقي يرفض هذه المسميات ويحتضن العراقيين جميعا بسنتهم وشيعتهم لاتيار يتمترس بمدافعه وبحكومة يسيطر عليها ضد تيار اخر".
الحكيم ينفي مانسب له من تصريحات
لكن الوفد المرافق للحكيم اضطر فجر اليوم الى اصدار بيان نفى مانقل عنه من تصريحات مؤكدا ان ماتناقلته وسائل الاعلام حولها لم يكن دقيقا. وقال الوفد في بيان بهذا الخصوص هنا نصه:
صرح ناطق باسم الوفد المرافق لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وزعيم الائتلاف العراقي الموحد بما يلي: ان ما تناقلته بعض وسائل الاعلام عن سماحة السيد عبد العزيز الحكيم بلقائه مع جلالة الملك عبد الله الثاني لم يكن دقيقاً حيث اكد سماحته ان الحرب الاهلية تشكل خسارة للجميع وليس لطائفة معينة وهي امر مرفوض من قبل العراقيين وان من يشعلها يتحمل مسؤولية عواقبها.
هيئة علماء المسلمين تعارض التمديد للقوات الاجنبية
هاجمت هيئة علماء المسلمين السنية المعارض الاول للعملية السياسية في العراق التمديد امس لبقاء القوات متعددة الجنسيات في العراق عاما اخر ينتهي بنهاية عام 2007 مع امكانية التجديد وقالت ان الحكومة الحالية سعت لمنح الاحتلال فرصة البقاء مرة أخرى متمسكة بوجودها لا لشيء سوى لتوفير ضمانات بقائها في السلطة على حساب مصالح العراقيين المعطلة وحرماتهم المنتهكة ودمائهم النازفة أنهاراً كل يوم.
واضافت الهيئة التي اصدرت الحكومة العراقية مؤخرا مذكرة تحقيق ضد امينها العام حارث الضاري بذريعة تشجيعه على الارهاب في بيان لها إن مثل هذه الخطوة تؤكد مان العملية السياسية في ظل الاحتلال لن يكتب لها نجاح في إعادة السيادة للعراق لأن الاحتلال سيبقى مهيمناً عليها ولن تكون للحكومة ولا للبرلمان إرادة نافذة بوجه إرادة المحتل.. وفيما يلي نص البيان :
بيان رقم (344)
المتعلق بطلب الحكومة الحالية تجديد تمديد بقاء الاحتلال
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وأصحابه المجاهدين ومن والاه. وبعد:
ففي الوقت الذي تسعى فيه القوى الوطنية العراقية للحصول على جدولة زمنية لانسحاب قوات الاحتلال من بلادنا مستغلة التطورات السياسية على الساحة الأمريكية لترفع عن أبناء شعبنا هذا الظلم والاستبداد سعت الحكومة الحالية لمنح الاحتلال فرصة البقاء مرة أخرى متمسكة بوجودها لا لشيء سوى لتوفير ضمانات بقائها في السلطة على حساب مصالح العراقيين المعطلة وحرماتهم المنتهكة ودمائهم النازفة أنهاراً كل يوم.
وإنها لخطوة متوقعة من حكومة تحت ظل احتلال غاشم لا يرقب في أبناء شعبنا إلاً ولا ذمة تزعم أن وجوده ضروري لإشاعة الأمن والاستقرار في العراق وانتقاله في مجال الحرية والديمقراطية والرفاهية التي بتنا نسمع بها ولا نرى لها أي أثر أو وجود على أرضنا، فهذه هي حقيقة الأوضاع عامة في بلادنا ولا سيما الوضع الأمني الذي انحدر طيلة سنوات الاحتلال العجاف إلى درجة من السوء والانهيار لا تخفى على القاصي والداني حتى أصبحت نذر الكارثة والفتنة على الأبواب، وهذه الحقيقة من الوضوح بمكان تمنع على من يريد بالعراق وأهله خيراً إلا أن ينقل هذا الواقع المر الأليم إلى العالم.
إن مثل هذه الخطوة تؤكد ما كنا نقوله دائماً من أن العملية السياسية في ظل الاحتلال لن يكتب لها نجاح في إعادة السيادة للعراق؛ لأن الاحتلال سيبقى مهيمناً عليها، ولن تكون للحكومة ولا للبرلمان إرادة نافذة بوجه إرادة المحتل، وهذه حقيقة يكابر أعضاء الحكومة عن الاعتراف بها، ولكن الأحداث تؤكدها يوماً بعد يوم.
إن الاحتلال يوفر الأمن لمن جاء معه واستظل بحرابه، أما العراقيون فهو من دمر أمنهم، وما يزال يصطنع المشكلات في حياتهم ليبقي البلد في حال من الفوضى والتسيب تخدم مخططاته ومصالحه الاستحواذية.
إن هيئة علماء المسلمين تدين هذا الطلب الذي لا يمثل إرادة الشعب العراقي، وعلى من تسلموا مواقع في السلطة عبر ما سمي بالعملية الانتخابية أن يتقوا الله في (27) مليون نسمة دمر الاحتلال حياتهم وأتى على أمنهم واستقرارهم.
الأمانة العامة