أخبار

أول شرارة تسقط قتيلا في لبنان وتزيد المخاوف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مقتل لبناني بالرصاص في اشتباكات بين المعارضة والموالاة

موسى: الوحدة الوطنية منطلق لعلاج الأزمة اللبنانية

مقتل لبناني بالرصاص في اشتباكات بين المعارضة والموالاة

موسى في بيروت: لا يمكننا التفرج على ما يحصل هنا

ما رأيكم بإنقلاب عسكري؟

إيلاف، بيروت- الوكالات: واكب الاعتصام الشعبي المفتوح الذي تنفذه المعارضة اللبنانية تحت شعار إسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في في ساحتي رياض الصلح والشهداء في وسط بيروت، وقوع حوادث أمنية متفرقة في العاصمة بيروت والمناطق أمس وقبله، نجح الجيش وقوى الأمن الداخلي في ضبط بعضها، لكنها لم تتمكن من ضبط بعضها الآخر في بعض احياء العاصمة، وسط انفلات الغرائز والمشاعر بين جمهور الأكثرية وجمهور المعارضة. وضمن ابرز هذه الأحداث، سقوط الضحية الأولى برصاصة أمس في أحد الأحياء في بيروت.

وساطة عربية
والتقى الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مع زعماء لبنانيين في بيروت وعبر عن قلقه قائلا ان الدول العربية لا يمكنها أن تتخذ موقف المتفرج في الازمة التي نشأت بعد الحرب التي خاضها حزب الله مع اسرائيل خلال الصيف. وقال "استقرار لبنان والتوصل لحل يجلب مستقبلا ثابتا للبلاد من الامور التي تقلقنا. كلنا قلقون من الوضع في لبنان".

الخطوة التالية
وأشارت مصادر في قيادة المعارضة الى ان برنامج التحركات سيستمر سواء بالاعتصام المفتوح، او بالتحضير لخطوات جديدة سيعلن عنها في غضون الساعات المقبلة.ولوح حزب الله، بلسان مسؤوله الاعلامي غسان درويش، بان الاعتصام في بيروت سيستمر ليومين آخرين (اليوم وغداً) قبل الانتقال الى الخطةB ـ التي رفض الكشف عن تفاصيلها ـ مكتفيا بالتأكيد "ان تحرك المعارضة لن يتوقف قبل سقوط الحكومة... ونحن لم ننزل الى الشارع لنغادره قبل تحقيق المطالب".

أعضاء في حزب الله في خيام بالقرب من مقرات حكومية في بيروت

ونزل حزب الله اللبناني وحلفاؤه في المعارضة الى الشوارع ونظموا اعتصاما لأجل غير مسمى لإجبار حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة المدعومة من الغرب على الاستقالة.

مخاوف متزايدة
وتتزايد المخاوف من احتمال تحول الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى أعمال عنف طائفية، إذ قالت مصادر أمنية إن مسلحين أطلقوا النار على مجموعة من المحتجين أثناء عودتهم من تجمع للمعارضة في وسط بيروت في حي قصقص (فيه أغلبية سنية) المتوتر. وتوفي شاب اصيب بالرصاص في ظهره في المستشفى كما أصيب 12 شخصا اخرين، فيما اعلنت المعارضة إن هذا الحادث لن يدفع المعارضة الى التخلي عن خططها لإسقاط الحكومة.

وحذر ساسة ومراقبون كثيرون من ان هذه الازمة يمكن ان تتحول الى صراع طائفي في بلد شهد حربين أهليتين في القرن الاخير. ورشقت سيارة فان كانت تقل محتجين بالحجارة لدى مرورها عبر حي قصقص في وقت سابق يوم الاحد . وفرق الجيش الحشد ولكن حادث اطلاق النار وقع فيما بعد. ونشر الجيش في المنطقة وباشر تحقيقا في الحادث.

وعلى الرغم من هذا التوتر قضى الاف المحتجين ثالث ليلة في مدينة خيام نصبت حديثا في وسط بيروت خارج المجمع الحكومي الرئيسي حيث يقيم السنيورة. وتطالب المعارضة التي تضم بعض المسيحيين بسلطة اعتراض فعالة داخل الحكومة التي تضم اغلبيتها ساسة معارضين لسوريا من احزاب مسيحية وسنية ودرزية. لكن هؤلاء الساسة يصرون على أن كل ما تريده المعارضة هو إضعاف الحكومة وتعطيل محكمة تابعة للامم المتحدة ستحاكم المشتبه بهم في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري عام 2005.

وخلص تقرير مبدئي أعدته الامم المتحدة الى ضلوع مسؤولي أمن من سوريا ولبنان في اغتيال الحريري الامر الذي أدى الى انسحاب القوات السورية من لبنان العام الماضي. وقال الزعيم المسيحي المعارض المؤيد لسوريا سليمان فرنجية لتجمع في ساحة رياض الصلح "نحن مطلبنا واحد ووحيد وهو حكومة وحدة وطنية". وأضاف "باقون في هذه الساحة... لن نذهب من هنا حتى رحيل هذه الحكومة الساقطة قانونيا ودستوريا."

واستقال ستة وزراء من المعارضة من الحكومة بعد انهيار محادثات الوحدة الوطنية. ولكن الحكومة وافقت على خطط تشكيل المحكمة الدولية مما فجر الاحتجاجات الاخيرة.

انتشار للجيش بمحلة قصقص في بيروت شريط الصدامات
وعلى الصعيد الأمني، سجلت قوى الأمن شريطاً من الصدامات بين أنصار المعارضة من جهة وأنصار قوى 14 آذار وتيار "المستقبل" من جهة ثانية.
وأصيب 5 أشخاص في منطقة قصقص بجروح واحد منهم بالرصاص اثناء اشتباك بالأيدي عند مرور جمهور حزب الله من ضاحية بيروت الجنوبية الى منطقة الاعتصام، نتيجة اشتباكهم مع جمهور تيار المستقبل، واتهم كل فريق الآخر بشتم زعيمه.

وجرى تكسير سيارات بالعصي والحجارة. وتدخلت قوى الجيش بعد اكثر من نصف ساعة من الاشتباك وفرّقت المتصادمين بالقنابل الدخانية. وليلاً قالت مصادر أمنية انه قبض على 3 عمال سوريين في ورشة بناء على كورنيش قصقص كانوا بدأوا بإلقاء الحجارة على المواكب الآتية من الضاحية لافتعال الصدام بينها وبين أنصار الحريري.

ومساء انتقل التوتر الى أحد الأحياء المختلطة (منطقة بربور- برج ابي حيدر) وأصيب 5 أشخاص بجروح، حيث حصلت استفزازات متبادلة أدت الى اشتباكات بالأيدي والعصي، خصوصاً ان سيارات من الجانبين تجوب الشوارع فيرفع كل موكب أعلام وصور فريقه وما يلبث ان يحصل الاحتكاك. وبعد ان عجزت القوى الأمنية عن فض الاشتباك جرى الفصل بين الفريقين بعد استقدام تعزيزات أمنية. لكن مصادر أمنية أشارت الى حصول ظهور مسلح في المنطقة، وفي الضاحية.

وفي البسطة التحتا ومنطقة الباشورة جرى تكسير مكتب احد المخاتير يدعى مصباح عيدو لأنه يحمل الاسم نفسه للنائب وليد عيدو (تيار "المستقبل") من قبل موكب لجمهور المعارضة.

وكان حصل قبل ظهر امس ظهور مسلح في منطقة جبل محسن المطلة على مدينة طرابلس، وحاول بعض المسلحين قطع طريق طرابلس الدولي، لكن قوى الجيش منعتهم بعد إطلاق نار في الهواء. وشهدت طرابلس امس وأول من امس تظاهرات حاشدة حملت الأعلام اللبنانية، تضامناً مع السنيورة. وشهد ليل السبت - الأحد احتمال صدام مع مسلحين نزلوا من منطقة بعل محسن لكن الجيش حال دونها.
وكانت جرت صدامات ايضاً ليل اول من امس في منطقة الطريق الجديدة في بيروت معقل تيار "المستقبل" مع محازبين لـ حزب الله وحركة أمل لكن الجيش عالجها بإنزال مدرعات وملالات، كما حصلت صدامات في منطقة سعدنايل في البقاع وفي منطقة عرسال.

ردود أفعال
روسيا
وفي المواقف الدولية من الأزمة اللبنانية، حضت وزارة الخارجية الروسية أمس الزعماء اللبنانيين على منع البلاد من الانزلاق الى المواجهة. ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين "ان التوتر في ذلك البلد مستمر لسوء الحظ"، مشيراً الى ان موسكو "تولي تعزيز الاستقرار والاتفاق الوطني في لبنان أهمية كبيرة". وأضاف ان "السبيل الوحيد للحفاظ على السلم الأهلي في هذا البلد يكمن في الحوار بين جميع القوى السياسية وفي البحث عن حلول تسوية جماعية مع اخذ مصالح جميع اللبنانيين في الاعتبار في اطار الدستور". ودعا المسؤولين السياسيين في لبنان الى "تحمل مسؤولياتهم وعدم السماح بان تزداد الهوة في صفوف المجتمع اللبناني".

ألمانيا
وقال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير في القدس انه يعتزم توصيل رسالة قوية لسوريا عندما يجتمع مع الرئيس بشار الاسد في دمشق يوم الاثنين. وقال "لابد أن يحظى لبنان بالفرصة للتطور استنادا الى القوى الداخلية ولن يحدث ذلك الا اذا استبعد التدخل الخارجي".

إيران
وفي طهران قال النائب الأول للرئيس الايراني برويز داودي انه ينبغي تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان منبثقة من الشعب وبمشاركة جميع الطوائف. ونقلت وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا"الايرانية عنه قوله في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان نجاح لبنان هو في وحدته الوطنية. كذلك شدد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بعد محادثاته مع اردوغان على ان تسوية مشاكل لبنان يجب ان تكون من داخل المجتمع اللبناني. وقال: " ان الذين اختبروا في السابق فشل سياستهم حيال لبنان بانتصار المقاومة خلال حرب الـ 33 يوماً لا ينبغي ان يحاولوا تكرار أخطائهم وفرض سياساتهم على لبنان".
أما رئيس الوزراء التركي فأبدى قلقه من الظروف في لبنان وقال "انه يتعين على تركيا والدول الاسلامية الا تسمح بتنفيذ سياسات خاطئة واثارة الصراعات الطائفية التي يسعى اليها البعض في لبنان".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف